نصر لا محالة

 


 

فيصل بسمة
26 October, 2021

 

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

رأينا و سمعنا البرهان ينعي ذاته في بيانه...
و لم نستغرب...
فلقد رأينا نذر الشؤم في (إعتصام الموز) ، و حينها علمنا أن البلد قد (إنزلقت) إلى هاوية و بحيرة آسنة عميقة جوفها يحتوي على بقايا الضلال و العنصرية و الأحقاد التاريخية و المطامع الشخصية و الخوف على المصالح المالية و الهروب من القصاص...
و علمنا أن المجرمين الظالمين سوف يلجأون إلى الحيل القديمة في سرق السلطات و إدعآء البطولات...
و حينها مرت أمامنا أطياف رأينا فيه الكيفية التي تعاملت فيها الشعوب مع الظالمين و الطغاة و النفايات ، و عندها تأكد لنا أن التاريخ سوف يعيد نفسه في بلاد السودان...
و لم نحزن أبداً لكنا غضبنا غضباً عظيماً لشعوبنا التي ما زالت تحلم بالأمان و الأماني و السلام ، و تتطلع إلى الرخآء و النمآء ، و لكن يأبى المأفونون و الطغاة إلا أن يكدروا عليها صفو أحلامها و يفسدوا عليها أمانيها و خططها و هي التي آلت على نفسها و صممت على المضي في العمل و ممارسة الحرية و الديمقراطية و كظم الغيظ و تقبل الآخرين ، فلقد عقدت الشعوب السودانية العزم على تربية الأنفس على قيم الحق و العدالة و المؤسسية و حكم القانون...
و لقد علمت الشعوب السودانية بالمتآمرين لما إجتمعوا و خططوا للكيد و الغدر بالثورة لكنها لم تفزع أو توجل لأنها تعلم أن المتآمرين يحملون بذور الفشل في ذاتهم و في أوهامهم و في أفكارهم و مشاريعهم الباطلة...
و لقد علمت الشعوب السودانية أن المتآمرين فاشلون لأنهم مختلفون في المطامع و في الأهداف و لا يجمعهم سوى ذات التحالف المكون من: الجهل و الضلال و عدم النضج الفكري و السياسي مع غياب الوعي و قصر النظر على خلفية من اللامسئولية و اللؤم و الخداع و الإحتيال و الغرور و الأنانية و الإنتهازية و حب الذات و الطمع و الفساد و الحسد و اللامعقول و العبث و العبط و الحقد و الغبن و الخبث و الحماقة و العنصرية و الغدر و الكراهية إلى جانب العمالة للأجنبي...
و هم فاشلون و مختلفون جوهرياً في كل شيء لكنهم متحدون فقط في معادة شعوب سودانية عريقة ، شعوب ذات إرث قديم ، شعوب طيبة و مسالمة لكنها قوية و متحدة...
و ما انتصر الظلم أبداً حتى و لو دام عقود ، فهو دآئماً فاشل و مهزوم...
و قد أثبتت الشعوب السودانية قوتها و إتحادها و بغضها للظلم مراراً في هبات و ثورات مشهودة عبر التاريخ ، ثورات موثقة في سفر الشعوب العظيمة ، و كانت ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية و ما تلاها من المليونيات و آخرها في ٢١ أكتوبر ٢٠٢١ ميلادية بعضاً من تلك الملاحم الثورية...
لا شك مطلقاً أن الشعوب السودانية سوف تهزم المتآمرين و ذلك لأنهم ضعفآء و أهدافهم و قلوبهم شتى ، بالإضافة إلى أنهم جبنآء و لا يجيدون المكر و الكيد...
و لو كان النصر حليفاً للظلم و الظالمين لكان البشير و جماعته هم الأفلح فقد كانوا أكثر جمعاً و تنظيماً...
ما رأيناه من الإرادات القوية و تصميم الثوار يجعلنا نقسم بالله العظيم أن الشعوب السودانية و الثورة منتصرون ، و أن الظلم مهزوم ما دامت أدوات الشعوب و الثوار هي الحق و العدالة و التصميم...
إن الشعوب العظيمة لا تنسى الماضي و لا تعيش سجينته لكنها تتعلم من نجاحاتها و أخطآءها...
فلنحافظ على ثورتنا المتقدة و وحدتنا و تماسكنا...
و أما أهدافنا فواضحة و ثابتة و خالدة: حرية... سلام و عدالة...
و لنجود من أدوات مقاومتنا السلمية و ترتيباتنا و تنسيقنا من البيوت إلى الأحيآء و أماكن العمل في القرى و المدن...
و نأمل أن ترتقي الأحزاب و الجماعات السودانية الوطنية إلى مستوى طموحات الشعوب السودانية...
و لقد كانت الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) أكثر جبروتاً ، و كانت غولاً باطشاً و شيطاناً أمرداً لكن الشعوب السودانية هزمتها شر هزيمة بتجويدها للعمل الثوري ، و قد قدمت الشعوب السودانية في طريق النصر الشآق التضحيات الجسام...
الحق معنا...
و صامدون...
و منتصرون لا محالة...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

fbasama@gmail.com

 

آراء