نكتة ” فريش: د. عمر بخيت يحذر من الأكل الزائد!!
- من أجمل ما قرأت واعتبرته نكتة الموسم التي جعلتني أضحك ملء شدقيّ حتى ( تشنقلت) ، ما أوردته صبيحة الانتباهة الصادرة صباح اليوم الثلاثاء الموافق 22/ 7 نقلاً عن الناطق بإسم صحة الخرطوم د. عمر بخيت، والذي يحذر المواطنين من الأكل الزائد في العيد ، ويبدو أن صحة الخرطوم تعيش في (درب التبانة) وليس معنا على الأرض، وتحديداً في أرض السودان، حيث لا يجد المواطن الغلبان وجبة واحدة في اليوم ويحذره د. المعز من (الأكل الزائد)!!!! ،
- ماذا لو شاهد د. معز الوجبات التي تقدمها طواريء حوادث القلب؟!! عندها ربما أدرك أن صمته دون تحذير ولا تصريح كان أفضل وأوجب للسترة التي بدأ فقهها يطبق حتى في أقسام الحوادث!!، أما الأنكى فقد قيل لي أن لجنة من أربعة من أخصائيي التغذية تشرف على معلقتي عدس والبيضة المسلوقة والموزة!! .. ليت صحة الخرطوم وفرت مرتباتهم لتحسين هذه الوجبة التي لا تحتاج لأربعة من خبراء التغذية!!!
- إن مثل هذا التحذير الاستفزازي يدل على أن بعض المسئولين الذين يحذرون ويصرحون عبر الصحافة لا يزنون ما يقولون بميزان العقل والمنطق والواقع ناهيك عن ميزان الذهب ، لأن المثل يقول( اللسان خواجة) وأنهم لا يضعون نسبة واحد في المليون من أن أي تصريح أو تحذير لهم في وسائل الاعلام المقروءة، المشاهدة والمسموعة من أن يأتي بنتائج عكسية . ولا يخدم الغرض المستهدف منه !!
- والسبب ربما يكمن في عدم فهم لغة الاتصال الجماهيري أو اختيار العبارات الدقيقة التي يجب أن يخاطبوا بها مواطنيهم دون أن تستفزهم التحذيرات . إن تحذير صحة الخرطوم لا محالة مجلبة للنقد الساخر ، فصياغة التحذير في حد ذاته مدعاة للسخرية، وسأفند أسباب سخريتي التي ربما شاركني فيها كثير من القراء والقارئات:
- أولاً ورد في تحذير الناطق باسم صحة الخرطوم أنها تؤكد جاهزيتها لاستقبال الحالات الطارئة بأقسام الحوادث وهذا أمر لا غبار عليه، لأنها لم تأتِ بأكثر مما يحتمه عليها أوجب واجباتها ، ولكن الذي أدهشني هو تصريح الدكتور الشاعر المعز عمر بخيت وتأكيده توفير كل أدوية الطواريء ، وربما لا يعلم د. معز أنني كنت نزيل طواريء وانعاش مستشفى الشعب ( القلب والصدر) لمدة اسبوع شاهدت فيه تراجيديا أشبه بالكوميديا العبثية ، ويشهد الله أنه لا توجد حبة واحدة منقذة للحياة بالمستشفى إلا وعليك شراءها من مالك الخاص من صيدلية طواريء الحوادث .. فماذا إن لم تكن معي قيمة الدواء ؟! أما إن كان د. المعز يعني توفرها بالصيدلية بيعاً وشراءً وليس بطواريء المستشفى فعندها يكون قد أصاب وهنا تصبح المصيبة أفدح لأنه يكون اعترف ضمنياً ببيع الأدوية المنقذة للحياة حتى والمواطن في غرفة العناية المكثفة حيث يمكن أن يكون فاقداً للوعي ولا أحد من أقربائه ملازما للمستشفي .. أقول (ملازماً للمستشفى) وليس(مرافقاً للمريض)!! ..
- وكما نعلم أن (الانعاش) هو القسم الوحيد في كل مستشفيات العالم الذي لا بد من توفير جميع الأدوية المنقذة للحياة فيه مجاناً ، ولكن الواقع في الطواريء أنه فقط يسمح بوجود أقرباء المريض خارج المستشفى بعد حصول أطقم التمريض على أرقام هواتفتهم لاستدعائهم لشراء الأدوية!!.. لا بد أن إن الاطقم من مساعدي الاخصائيين ، السسترات والتمريض وفنيي التمريض مدعاة للفخر والتعامل الانساني - باستثناء قلة منهن - لأنهم جميعاً يحاولون التغطية على كل قصور بمحاولة الحصول على الدواء من المرضى القادرين لغير المرضى غير القادرين يعتمدن ويعتمدون على أريحية القادرين وتكافلهم مع الضعفاء منهم، والمريضان في ذات القسم ( العناية .. المكثفة) .. إنه مشهد محزن مبكى!!
- أما عن سيارات الاسعاف التي تحدث عنها، فقد كان لي شرف التنقل بها وأنا في الانعاش لتنقلني إلى حيث تجرى عملية القسطرة ، فالمطلوب أولاً توريد(30) ألف ، ثمّ يساسق أقربائك بحثاً عن سائق يقبل بالتحرك ، أما أن يطلق على هذه السيارات صفة ومسمى اسعاف فهذا فيه ظلم واجحاف لسيارات الاسعاف وأمر مجافي للحقيقة تماماً لأن كل الموجود بداخها هو (ملة عنقريب) ولا شيء أكثر من هذا، ناهيك عن حالته المزرية - ولدي صور - فأنا وزوجتي كنا (نجلس) في كرسي مهتريء بالخلف أما المُسعف فجالس بجوار مقعد السائق لأن لا شيء بالخلف صالح للتعامل الآدمي ، فوالله سيارات نقل الموتى مجهزة في دول الجوار بأحسن من اسعافاتنا المدفوعة الاجر!!
- أما عن صحة البيئة فقد دعا د. المعز بخيت المواطنين للانتباه للنفايات وجعلها جافة وعدم تركها خارج المنازل حتى تحد من توالد الذباب والبعوض.. لحدي هنا والله كلامك نظري وعظيم يا د. معز ، يعني بهذا أنك تعني أن علينا أن نتركها داخل المنازل ليتوالد الذباب والبعوض داخل المنازل وليس خارجها، بينما يفترض عليك مخاطبة محليات الولاية وهيئة النظافة بنقلها أول بأول، وحتى إن لم نتركها خارج المنازل فحينما يتوالد الذباب والباعوض يا د. معز فهما لا يحتاجان لتأشيرة سفر لأنهما حشرات طائرة من ذوات الاجنحة وحتماً تنطلق لخارج البيوت!! .. يبدو أن المواطن عليه أن يقوم بجميع واجبات الدولة البيئية والصحية ويقتصر دور صحة الولاية على التصريحات والتحذير الاعلامي فقط !! .. طيب، اللهم لا اعتراض في حكمك!!
- أرجو من الاجهزة الاعلامية بالمرافق الخدمية عدم اللجوء للتصريحات فما عاد هناك سر عما آل إليه حال المرافق الخدمة من مياه وطبابة ومواصلات وكهرباء وصحة بيئة .. الصمت في مثل هذه الأحوال يحتفظ بالصورة مكتومة في داخل نفس المواطن بغضبٍ مكتوم!!، أما صريحات وتحذيرات المسئولين فتقوده للإنفجار والحديث في العلن .. التزموا الصمت أيها السادة ففيه سترة لكم!! .. بس خلاص، سلامتكم،،،،،،،،
نقلاً عن الصحافة
zorayyab@gmail.com