هذا إعلانُ حربٍ ضد الدولة يا تِرِك!

 


 

 

* قضى بيان (المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات) بإغلاق الطريق القومي الاستراتيجي الرابط للخرطوم بميناء بورتسودان الاستراتيجي، وحظر حركة القطارات من الميناء إلى الخرطوم، وبالعكس.. واشترط، للتنازل عن الاغلاق والحظر، إطلاق سراح معتقلي مظاهرات 30 يونيو 2021.. بدعوى أنها كانت مظاهرات سلمية، لكن ما هي بسلمية كما ادعى المجلس..

* وهذا المجلس تجاوز حدود الصلاحيات الاجتماعية الممنوحة لكيانات النظار والعمد حين وضع نفسه موضعَ كيانٍ سياسي باشتراطه إطلاق سراح (جميع) المعتقلين، وليس المعتقلين من عضويته فقط.. وهذا، لعمري، خروج عن دوره الاجتماعي المحدود بالمحلية وليس مشمولاً بالقومية..

* ثم إن إغلاق الطريق وحظر دخول وخروج القطارات من وإلى الميناء يعني خنق السودان كله وحرمانه من تصدير واستيراد السلع من وإلى السودان.. وما ينتج عنه من شح في الأسواق يمِّد التضخم الجامح حالياً بقوة دفع تودي بحياة فقراء السودان جوعاً أو مرضاً أو الاثنين معاً..

* إن سعادة الناظر محمد الأمين تِرِك يفعلُ مافعله سعدٌ يوم " أوردها سعدٌ وسعدٌ يشتمل.....!".. ما هكذا يا تِرِك يفعل نظار القبائل بتعريض رعاياهم للهلاك!

* أيها الناس، إن (المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات) ليس جامعاً لكل نظارات البجا وعمودياتها.. فقبيلتا البني عامر والحَباب ليستا منضويتين تحت لوائه.. والمجلس كيان مغبون غبينة مرتبطة بتهميشه عبر عقود- كما يَعتقد.. وقد خرج إلى الشارع عند تعيين أحد الولاة لولاية كسلا، دون أخذ رأيه.. والكيان مغبون من عدم مشورته عند تعيين رئيس (مسار الشرق)، في إتفاقية سلام جوبا.. ما دفعه لتهديد تم على إثره تعطيل ذلك المسار قيدَ النظر في معارضته..

* والكيان مغبون من الفساد الذي لازم صرف الأموال المودعة في (صندوق إعمار الشرق) ومنحة الصندوق الكويتي لتنمية الشرق، عقب (اتفاق سلام الشرق) في العهد البائد..

* ذلك بعضٌ من بعضِ أسباب غبينة المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات.. ويبدو أن المجلس شاء أن " يفِّش غبينتو ويخرِّب مدينتو"! بإعلان الحرب على دولة السودان.. بإغلاق الطريق وحظر القطارات..

* أيها الناس، لا يمكن تَرْك مصير السودانيين نهباً لقرارات من هذا القبيل.. ففي تركها هكذا، دون حسم، تكاليف سياسية واقتصادية واجتماعية آنية ومستقبلية باهظة؛ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ليس من الحكمة أن يكون الحسم بإيقاف الناظر محمد الأمين تِرِك تحت تهمة الحرابة، بينما شرق السودان كله حاويةٌ مكتظة بالقنابل شديدة الانفجار، يمكن لشرارة تومض في لحظة طيش أن تحدث دماراً اقتصادياً واجتماعياً رهيباً في الشرق تتمدد أصداؤه إلى كل السودان..

* مهما يكن الأمر، لابد من التفاوض بحكمة مع المجلس.. لإيجاد حل فيه مصلحة السودان، ولا يضر بمصالح منتسبي (المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات)، شريطة أن لا تلجأ الدولة لما يمكن أن يغري جهات أخرى للقيام بالسير على نفس الخط بغية الحصول على مبتغاها..

* ولما كان من واجب الحكومة تيسير انسياب بضائع الصادر من الداخل إلى الميناء وانسياب بضائع الوارد من الميناء إلى الداخل، فإن عليها، أثناء تفاوضها مع المجلس، تخصيص أطواف تأمينية لحماية الشاحنات والقطارات ضماناً لانسياب الحركة بين الميناء وبين باقي أجزاء السودان.. علماً بأن ذلك سوف يؤدي إلى إرتفاع رسوم التأمين على الشاحنات وعلى حمولتها من البضائع.. وما يتبع ذلك من ارتفاع حتمي في أسعار السلع..
* وإن بعض الشر خير من بعض!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء