هل تستطيع إسرائيل إنقاذ “الإنقاذ” ؟ مسئول جنوبي همزة الوصل بين النظام والسفارة الإسرائيلية في جنوب السودان

 


 

صديق محيسي
22 September, 2016

 

تحليل إخباري هل تستطيع إسرائيل إنقاذ "الإنقاذ" ؟ مسئول جنوبي همزة الوصل بين النظام والسفارةالإسرائيلية في جنوب السودان .. بقلم: صديق محيسي

إحتل خبر إتصالات نظام الإنقاذ بدولة اسرائيل تمهيدا للإعتراف بها وسائل الإعلام المكتوبة والفضائية والإسفيرية طوال الأسبوع الماضي ,والنظام يقوم بهذه الخطوة كورقة اخيرة يلقي بها لشرعية مفقودة لايزال يبحث عنها بعد مضي مايزيد عن ربع قرن من اجل ضمان إستمراريته في السلطة الي الأبد , وحسب صحيفة " يدعوت احرنوت " ان اولي الإشارات في هذا الإتجاه جاءت مباشرة بعد القطع المفاجيء لللعلاقات الدبلوماسية مع ايران الذي فسرته وزارة الخارجية السودانية يومذاك أنه جاء على خلفية حادثة " الهجوم الذي وصفته بالغاشم "علي سفارة المملكة العربية في طهران وقنصليتها فى مدينة مشهد" يوم 2 يناير عام 2016 , وكذا اشارة الي تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 شخصاً على علاقة "بالإرهاب" والذين من بينهم رجل الدين الشيعي السعودي نمرالنمر وهو ما جعل إسرائيل تهتم بالخطوة السودانية المفاجئة وتعيد النظر في هذا الملف الذي كثيرا ماسبب لها الإزعاج , ويلفت النظر هنا الي ان السودان كان معبرا للسلاح الايراني المصّنع في مصانعه ما حدا باربعة طائرات إسرائلية ان تقوم مساء الأربعاء الرابع والعشرين من اكتوبر عام 2012 بقصف مجمع اليرموك لصناعة السلاح جنوب الخرطوم بعد ان عطّلت الرادرات الوحيدة في مطار الخرطوم , وهذا الهجوم هو الثالث من نوعه فقد سبقه هجومان في شرق السودان وداخل مدينة بورسودان نفسها, وتوعد وزير الدفاع والبرلمان بالرد المناسب وفي الوقت المناسب ومر اكثر من عام ولم يحن هذا الوقت المناسب.
حسب يدعوت احرنوت إن قضية الإعتداء علي المقرين الدبلوماسيين في ايران كان فرصة جيدة اهتبلها نظام البشيرلتبرير قراره الجريء في الخروج نهائيا من الحلف الإيراني وملحقاته حركتي حماس والجهاد الأسلامي ,وحزب الله اللبناني ,وإلتحاقه بالحلف الخليجي الذي تقوده المملكة العربية السعودية عبرعاصفة الحزم والذي فتح باب التوبة لنظام طالما مثل تهديدا للمملكة وباقي دول الخليج 
واذ نعود الي الأربعاء 21 سبتمبر 2015 سنجد ان ضربة البداية في التحول خليجيا كانت في تصريحات غريبة و مفاجئة لصحيفة الإتحاد الإماراتية هاجم فيها الرئيس البشير التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ومعلنا اجراءات غلق جميع المراكز الايرانية في الخرطوم مرجعا سبب الإغلاق الى تأثيرها على ما اسماه الامن القومي السوداني ,وكانت تلك الخطوة تلويحة الوداع الاخير لإيران بعد طرد دبلوماسييها من الخرطوم غير ان مراقبين ارجعوا الصمت الإيراني المطبق وعدم صدور اي ردود فعل ازاء الخطوة السودانية بأنه يدخل ضمن تخطيط تكتيكي مؤقت بين البلدين الهدف منه خروج النظام السوداني من مأذقه المالي مع الإبقاء علي خبراء التسليح الإيرانيين وعبورالخطاب الشيعي الإيراني الي انحاء افريقيا وذلك هدف إستراتيجي تغّلبه طهران علي الخطوة السودانية المتفاهم عليها مسبقا , لقد ورد في صحيفة العربي الجديد"أن المقارنة بين حجم الاستثمارات والتبادل التجاري الخليجي والإيراني تكاد تكون معدومة تماماً، رغم الاتفاقيات التي وقعها البلدان والمتعلقة بالتبادل المصرفي ومنع الازدواج الضريبي، وأخرى خاصة بالزراعة والنفط فضلا عن مشروع "إيران غاز" ومشروعات التعاون البحري والملاحة. لكن العلاقات التجارية بين البلدين لا تتناسب مع مستوى العلاقات السياسية والعسكرية."
حتي ذلك الحين لم تكن إسرائيل قد ظهرت في المشهد السياسي علنا ولكن بحصافة سياسية بدأت ترقب عن كسب ما يجري من تحول سوداني في مصلحتها واكد ذلك تقارير قالت ان سفيرها في جنوب السودان ابلغ بالقرار السوداني قبل اعلانه عن طريق مسئول جنوبي مقرب للخرطوم كان همزة وصل بين الجانبين .
ما الذي ستجنيه اسرائيل من فك إرتباط الخرطوم مع طهران ؟وما الثمن الذي تتوقعه في حسابات المكاسب السياسية؟ فلسطينيا تعهدت الخرطوم بالطلاق التدريجي مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي والطلب من ممثليها إغلاق مكاتبهما السرية في الخرطوم وقبولهم كلاجئين سياسيين اومغادرة السودان الي تركيا ,وهنا علينا الإشارة لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي جرت في 19يوليو الماضي والتي ذكرت انباء صحفية انه وجد فيها تعهدا من الرئيس السوداني بفك الإرتباط مع عدويه اللدودين حماس والجهاد الإسلامي وهو مايصب ايضا في مصلحة الملف الإسرائيلي, اما تنظيم حزب الله فقد تم بالفعل ابعاد ممثله في الخرطوم والذي كان يشرف علي استثماراته في السودان ومن بينها مزارع في الدمازين جنوب النيل الأزرق وفندق في منطقة العمارات ومطاعم، و مقاولات، وإتصالاتت تحت واجهات قطاع خاص لبناني.
وحسب صحيفة المدن اللكترونية 04/09/2014 إن العلاقة بين النظام السوداني و"حزب الله" مرتبطة بتدريب مجاهدين سودانيين في سهل البقاع على يد خبراء إيرانيين، ثم ترسخت هذه لعلاقة مع مواقف التعاطف والتضامن التي أبداها الحزب مع الحكومة السودانية عندما قصفت أميركا مصنع الشفاء للدواء في العام 1997ثم تلي ذلك قصف مصنع اليرموك وضربات شحنات السلاح في شرق السودان يعتبرمحللون سياسيون ان الورقة الإسرائلية التي استخدمها النظام هدفها الأول والأخيرهو ان تضغط تل ابيب علي واشنطن لإجل حذف اسمه من قائمة الإرهاب الأميركية, ثم رفع العقوبات الإقتصادية التي لو استمرت فستحول الغضب الشعبي الي انتفاضة عارمة تطيح بالنظام بالرغم من التحوطات الأمنية المعسكرة والمتمثلة في لمليشيات الحزبية عالية التدريب والمستعدة للقتل الفوري لأي تحرك.
إن النظرة الإنقاذية للدور الإسرائيلي فيها كثير من السذاجة السياسية ويتبين ذلك في كون فهمها بان مجرد ابداء الإستعداد للإعتراف بالكيان الصهيوني سيجعل من اللوبي اليهودي يتحرك فورا ويعطي الأوامر للبيت الأبيض بتنظيف صفحة السودان وفتح خزائن العالم امامه متناسين ان الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات القرار فيها يمر بالعديد من الفلاتر الدستورية , وليس كصنع القرارالإنقاذي الذي يمكن ان بلا دراسة من مدير مكتب رئيس الجمهورية.
الي ذلك يكفي الإحباط الذي اصاب النظام من تكرار الموقف الأمريكي حين اعلن الوزير جون كيري في اخر تصريح له بقوله بأن السودان مهم بالنسبة لنا في مكافحة الإرهاب ,ولكن هناك ما هو اهم , ويقصد وقف الحرب في دارفور وجنوبي النيل الازرق وكردفان وإيصال الإغاثات للمناطق المحاصرة ,ووقف انتهاكات حقوق الإنسان , وتعزيز الحريات السياسية والصحفية والمساءلة ,والمصالحة الوطنية, فهل يوافق النظام علي هذه الشروط خصوصا بند المساءله , ذلك بيت القصيد !


S.meheasi@hotmail.com

 

آراء