وا سوداناه وا سوداناه …!بقلم: نجيب عبدالرحيم

 


 

 

إن فوكس
najeebwm@hotmail.com

في البدء نترحم علي أرواح الشهداء ونسأل الله أن يرزقهم الدرجات العلى من الجنة وعاجل الشفاء للمصابين الذين سكبت دمائهم الطاهرة في سبيل الوطن منذ بدء عهد الإنقاذ البائد وحتي سقوطه.
بصفتي مواطن سوداني يهمني الحفاظ على أرواح أهل السودان وأهلي وأصحابي والحفاظ على أمنه واستقراره وتنميته وعلى ممتلكاته فالوطن يعيش فيه أبنائنا وأحفادنا وأصحابنا ولذا نطلب من الطرفين إيقاف المعارك الني تدور داخل المدن المأهولة بالسكان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الجيش جيش السودان وليس مختزل في أشخاص ولا نقبل المزايدة عليه فهو جيش الوطن ولن نسمح لأي جهة التغلغل في صفوفه لتنفيذ أجندتها الحزبية ومصالحها الخاصة داخل وخارج الوطن ولا بد من تنظيفه من الإسلاميين الذين لهم ضلع كبير في هذه الأزمة.
إعلام الفلول النظام المباد من أجل العودة للسلطة قبل إندلاع الإشتباك بين الطرفين ظل يدقون طبول الحرب للوقيعة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تعد من رحم الجيش ولا جدال في ذلك كما قائد الجيش .. رغم الروايات المتضاربة في هذا الخصوص والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بلا شك سنقف مع جيش الوطن ولن ندعم أي جهة ترفع سلاحها في مواجهته.
يوم السبت الأسود24 رمضان 2023م اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بمهاجمة إحدى قواعدها في منطقة سوبا بالخرطوم، مستعملا كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة واصفة العمل بـالجبان.. وبعد ذلك بدقائق اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمهاجمة عدة قواعد تابعة له وقال الناطق الرسمي بإسم الجيش السوداني في بيان حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتنا في المدينة الرياضية ومواقع أخرى وتتصدى لها قواتنا المسلحة.
قوات الدعم السريع التي تعد من القوات المسلحة قائدها يتهم مجموعة من النظام المباد بمهاجمة مقر للدعم السريع صبيحة يوم السبت.
المتضرر الأول من هذه الأحداث الدامية هو الشعب السوداني الذي يدفع الثمن يومياً من حياة أبنائه وسبل عيشهم وأمنهم واستقرارهم ومن أجل الوطن والمواطنين حفاظاً إلى الأرواح والممتلكات والأزمة الإقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد يجب علي الطرفين إيقاف هذه المعارك المدمرة والعودة للمفاوضات من أجل سلامة المواطن والوطن وتجنباً لإندلاع حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس.
معظم المستشفيات أصبحت خارج بسبب النقص في المعينات وجثث المواطنين والعساكر في الشوارع والأسر تواجه شبح الموت كل دقيقة وكل ساعة وينامون على الأرض أو مختبئين تحت الأسرة خوفاً على حياتهم من سقوط دانة أو صاروخ أو رصاصة طائشة تؤدي بحياتهم وشاهدنا هدم الابراج والعديد من المنشآت الحكومية وهدم البيوت على رؤوس أصحابها وهم نيام وفي الشهر الفضيل وطلاب جامعة الخرطوم في الداخليات محجوزين لا كهرباء ولا ماء ولا أكل ولم يجدوا أي وسيلة لحمل زميلهم المصاب إلى المستشفى ودفن زميلهم الذي قتل برصاصة طائشة جراء المعارك الدائرة تم دفنه في حديقة الجامعة لعدم وجود ممرات آمنة في ظل القذائف والصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية ولذا حالت دون تحرك المنظمات الطوعية والهيئات لتقديم المساعدة الإنسانية والإيواء والإنقاذ والإغاثة للمواطنين المتضررين.
رغم مقاطع الفيديو المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي التي ظهر فيها أنصار النظام المباد يعلنون الجهاد وقطع رقاب الثوار الذين يطالبون بالديمقراطية بأدوات سلمية فالديمقراطية ليس بإراقة الدماء ولا بقطع الرقاب فالشعب السوداني الأبي الذي ضحى بخيرة الشباب من أجل دولة الحرية والسلام والعدالة لن تخيفهم هذه الشعارات البالية التي اصبحت شيء من الماضي الأليم فالشعب السوداني واعي ويدرك كل مؤامرات الفلول وتجار الدين والدواعش وتجار الحروب الخائنين الفاشلة المفضوحة وحتماً لن تعود دولة الإخوان المتأسلمين والإرهابيين وإن طال السفر.
نطالب بتقديم كل من تلطخت أياديه بدماء الأبرياء من القادة العسكريين والمدنيين وأبواق الفلول الذين يثيرون الفتن بنشر الفكر المتطرف وخطاب الكراهية والتحريض على العنف والقتل للمحاكمة.
المشهد غامض ومعقد وشائك يصعب الحكم بأي اتجاه يميل ميزان القوة في أرض معركة بدون عنوان فالكل خاسر .. لا أكاد أرى نهاية للحرب الدائرة الآن في وقت التي يتطلع فيه الشعب السوداني الذي عاني من نظام شمولي ديكتاتوري طيلة ثلاثين عاماً ويعاني الآن من إنقلاب 25 أكتوبر 2021م إلى مستقبل جديد كما أنى لا أرى في هذه المعركة منتصرا أو مهزوما لكني أقطع بأن الوطن الذي يعاني من أزمات متواصلة سيكون الخاسر الأكبر في كل الأحوال فالبلاد تمضي بصورة متسارعة نحو كارثة انسانية تبدو عصية على الحل.
التحية لكل لجان المقاومة السودانية وتحية خاصة للجان مقاومة مدني (اسود الجزيرة) الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الثورة ومكتسباتها نحن معكم أينما كنتم والدولة مدنية وإن طال السفر.
مسارات الوسط .. من أنتم ومن الذي فوضكم ؟ والي الجزيرة العاقب وثلاثي أضواء السكن واللاعب الجديد أمين عام الحكومة (المتأسف) ولاعب أرضي الصناعات لن تفلتوا من العقاب وإن طال السفر أللهم في هذا الشهر المبارك أحفظ السودان وأهله من كل شر ومكروه وألف بين قلوبهم وأخرجه من أزمته يا أرحم الراحمين .. اللهم إنا استودعناك السودان وأهله أمنه وأمانه لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

/////////////////////////

 

آراء