وزارة الثقافة والإعلام في حالة سُبَات (انتقالي)

 


 

 

 

* أحتار كلما استمعتُ إلى الأخبار من إذاعة أم درمان، و تطرقت الأخبار إلى حرب اليمن، إذ يأتيك صدى قناتي (الحدث) و (العربية) منطلقاً من أم درمان واصفاً جماعة الحوثي ب(الإرهابية).. و يكاد يرسل (فطائس) الحوثيين إلى النار، و (شهداء) التحالف العربي إلى الجنة بعد كل لقاء دامٍ يحتدم بين الفئتين المقتتلتين.. و لا شك عندي أن فئة التحالف هي الفئة الباغية..

* تكاد إذاعة أم درمان تكون مربوطة بقيود الارتزاق في اليمن ربطاً وثيقاً يحير المرء.. فالمفترض في هذه الإذاعة أن تكون على مسافة واحدة من الفئتين المتعاركتين في اليمن.. لأنها تتبع للحكومة الانتقالية (المدنية) و ليس لجانب المكون العسكري من المجلس السيادي.. ذاك المكون الذي يأخذ تعليماته لماماً من الرياض و أبوظبي..
* هذا، و كم فوجئتُ عند سماعي البشير و علي عثمان يتحدثان بأريحية كاملة من الإذاعة في برنامج (من ذاكرة الاذاعة) في أواخر شهر ديسمبر ٢٠١٩، فحسبتُ أن في الأمر خطأً فنياً سوف يتداركه المشرف على البرنامج، و كنتُ مخطئاً حيث استمر البشير يتحدث، كما كان يتحدث أيام مجده و عزه، بعنجهية الواثق من ديمومة سلطته إلى ما لا نهاية.. و تبعه، بعدها، علي عثمان و ثرثر ثرثرة، من ثرثراته المعهودة، شكر فيها البشير و عدَّد إنجازاته الوطنية ضمن إنجازاتِ عِظام القادة السودانيين السابقين..
* كنتُ أتوقع، طوال الوقت، أن تقطع الاذاعة البرنامج، في أي لحظة، بأمرٍ يصدر، رأساً، من وزارة الثقافة و الإعلام.. و خاب توقعي عقب انتهاء ثرثرة علي عثمان، و رغم ذلك قادتني توقعاتي الخائبة إلى توقُّع صدور اعتذار من المشرف على البرنامج.. و خاب هذا التوقع، أيضاً، إذ واصل البرنامج فقرته التالية، وتلته برامج أخرى
(Business as usual)
* هل كان الخلل الذي حدث مقصوداً لاستفزاز متابعي البرنامج من مؤيدي الثورة، أم كان توثيقاً للتاريخ تَمَّ بثُه في غير أوانه؟ أم كان إهمالاً غير مقصود؟
* مهما كانت أسباب الخلل، فالخلل، في حد ذاته، لا يبرئ الاذاعة من تحقيرها للثورة و استفزازها لمشاعرنا استفزازاً تستحق عليه المساءلة..
* و لما كنت لا أتابع الإذاعة إلا حينما آوي إلى فراشي بعد منتصف الليل.. فإني لا أعلم عن (سقطاتها) النهارية شيئاً.. لكن يبدو أن سقطاتها و خروجها عن خط الثورة. يواصل النهارَ بالليل.. بينما مسئولو وزارة الثقافة و الاعلام في حالة سبات إنتقالي تام..
* من يوقظ هذه الوزارة من سباتِها الإنتقالي الذي طالَ كثيراً جداً؟!

osmanabuasad2@gmail.com

 

آراء