وزير الصحة “برقية للسيد رئيس الوزراء”

 


 

 

نُشر في سودانايل بتاريخ 14 يوليو 2020

سعادة رئيس الوزراء الدكتور حمدوك

أطيب تحية مع الإحترام
لقد قامت سيادتكم الموقرة بإعفاء وزير الصحة دكتور أكرم. ضجت الأسافير وكتبت الصحف والأقلام بألوانها المختلفة. والحق يقال فإن جلها وإن إختلف القليل منها فى الرأي، فقد تطابقت كلماتها فى نقد بيانكم وبينت بالدليل إعتراضها على قراركم معددة إنجازات السيد الوزير. أوافق (ليس تحيزاً لأحد وبرغم عدم معرفتي بالسيد الوزير) كل الذين اعترضوا كتابة جهاراً نهاراً وكذلك حتى الآخرين الذين يتحدثون وصوتهم للأسف لا يتعدى حدود القعدات أو عبر قروبات تجمعهم فى نادي الواتساب.

فى رأيي وأنا أتابع ما قام به السيد الوزير خلال توليه حقبة الوزارة وقد استلمها فهو مثل الطبيب الذي تكون عليه المناوبة فيفاجأ بأنه استلم حالة جداً معقدة تحتضر داخل العناية المكثفة (التى بدورها تنعدم فيها أبسط مستلزمات العناية الطبية الوقائية والعلاجية واهمها الهواء الأوكسجين ) لكنه برغم كل ذلك فقد نجح بكل المقاييس والبروتوكولات المهنية والأخلاقية التي يعلم بها كل من يمارس أو يُدرِّس فى مجال مهنة الطب (1) ، أو كل من له علاقة وثيقة وخبرة فى مجال الطب الوقائي والعلاجي و إدارة المستشفيات. هكذا كان وقد فعل ونجح ، الذي أعنيه بذلك الطبيب المناوب (إنه الوزير الشاب الهمام الدكتور أكرم). فهو برهن أنه هو الرجل المناسب فى المكان المناسب لخدمة مواطنيه

نحن فى ممارستنا اليومية السريرية فى تشخيص وعلاج الحالات المرضية نطبق الطب إعتماداً على إثبات الدليل(2).لا نفتي خبط عشواء او إرضاءاً لذوي المريض أو مسؤل ما

فما دليلكم سيادة الرئيس على فشل السيد وزير الصحة؟ هل هو بمثابة سقوط إمتحان بأدنى من معدل الخمسين فى المائة أم لأسباب سياسية أو أجندة أخرى خفية؟ كل الأقلام التى نطقت محتجة تنتظر الإجابة الشافية وإلا فمن حقنا أن نقول لكم” لكل حصان كبوة ولكل عظيم هفوة” فنرجوكم التكرم تفضلاً بتعليق قراركم المجحف فى حق وزير نقصت من وزنه حوالى العشرة كيلوغرامات خلال توليه نتيجة وقوفه على قدم وساق ليل نهاره متفانيًا فى محاولة ترقيع سقف بيت هرم ، هو ورثة تالفة معطوبة كانت من نصيب حظه العاثر فوجد نفسه فجأة يداهمهه برغمه خريف كاسح لا يرحم، فكيف يتسنى له ترقيع ذلك السقف المعطوب فى ليلة واحدة ويده تعمل وحدها وإمكانياته شحيحة ؟!. السيد الوزير بدأ مشروعًا يوعد بالخير يجب أن يكمله هو بنفسه وبروحه الخلاقة وعزيمته التى لا تفتر ومن خبرة معتبرة إكتسبها من عمله خارج الوطن

رحم الله من يراجع نفسه ويرجع إلى سبيل الحق والرشاد، فالرجوع إلي الحق والإعتراف بالخطأ لفضيلة ستحسب لكم مكرمة يسجلها التاريخ . والله من وراء القصد لعليم
(1) Clinical Governance
(2)Evidence Based Medicine

عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع ، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)

drabdelmoneim@yahoo.com

 

آراء