وزير المالية الذي نريد !!

 


 

 

تقدمت ملكة بريطانيا الراحلة بطلب إلى وزير المالية تطلب منه أن يصدق لها بطائرة هليكوبتر لتستخدمها في تطوافها الداخلي وبررت طلبها ذلك بأنها لا تريد أن تزعج الشعب ولا تريد للشعب أن يزعجها في تحركاتها بالسيارة ...
ولكن وزير المالية وبكل ثقة ومسؤولية وحفاظا علي الأمانة الملقاة علي عاتقه وصونا لمال دافع الضرائب رفض طلب الملكة وقال إنه ليس من الأوليات وليس ثمة ادني داع لتلبيته ...
طبعا الملكة بكل ما تحمله من رمزية ومكانة سامية في قلوب البريطانيين رضخت لقرار وزير المالية واحترمته وسكتت ولم تكرر المحاولة وبالتأكيد ظل وزير المالية في منصبه معززا مكرما ولم تتم إقالته !!..
وايضا وزير مالية اخر في بريطانيا كان يتمشي في الطريق فلمح عملة معدنية من فئة الخمس مليمات فانحني والتقطها وسلمها للخزينة العامة علي اساس انها من مال الشعب الذي يجب صوته ووضعه في حدقات العيون !!..
الراحل مامون بحيري بعد التخرج في الجامعة تم تعيينه موظفا بوزارة المالية ولكن بضوابط مشددة اجلسوه في منضدة بدرج واحد في الصالة مع عدد من زملائه وكانت صلاحياته أن يصادق علي مبلغ من المال لا يتعدي العشرة جنيهات !!..
وشق مامون بحيري طريقه في وزارة المالية مترقيا في ظل مؤسسة تحترم مال الشعب ولا تصرف منه مليما واحدة في غير موضعها ووصل بالكفاءة العالية والجدارة والتميز الي منصب الوزير ...
وبقيام بنك التنمية الإفريقي في ابيديجان كان مامون بحيري اول مدير له ورشحته لذلك المنصب الرفيع سمعة طيبة ومعرفة وخبرة في اعلي مراتبها !!..
كان يتحدث للتلفزيون الألماني باللغة الإنجليزية وقد اعجبت المذيعة بحديثه السلس بلغة جون لدرجة الانبهار وقالت معبرة عن ما يجيش به صدرها من تقدير واحترام :
( سيدي الوزير انك تتحدث الانجليزية بصورة اجمل وارقي من مارجريت تاتشر ) !!..
وللمعلومية فإن تاتشر تعد من بلغاء وفصحاء الانجليز وكانت قوية وحازمة مما جاز عليها لقب المرأة الحديدية !!..
وعليه فإنه من المفترض أن يكون وزير المالية في أي بلد مثالا للنزاهة والحنكة والخبرة والمعرفة الموسوعية في التعامل مع المنظمات المالية الدولية وان تكون معرفته باللغات عالية خاصة اللغة الإنجليزية وان يجيد التفاوض مع أي جسم له علاقة بالمال والأعمال وخاصة الصندوق والبنك الدوليين !!..
لكن أن يأتي جبريل من صفوف الحركات المسلحة من غير تأهيل ولا خبرة ولا لغات ولا معرفة بالتعامل مع البنوك العالمية وتسند له وزارة المالية وهنالك شك كبير في ذمته المالية وسمعنا أنه يجتهد في أن يوفر للحركات المسلحة متطلباتها المالية وحوافزها خاصة حركته التي غزت الخرطوم بدعم سياسي من حزب المؤتمر الشعبي ...
يبدو أن جبريل وقد تحكر في كرسي المالية وصدق بأنه وزير بحق وحقيق تحركت فيه نوازع العنصرية وصار يكيد للشعب برفع الضرائب وفرض رسوم فلكية علي الخدمات وصار حوش وزارة المالية يعج بالموالين وذوي القرابة والنسب وصارت الإعفاءات تبذل لأبناء الأهل والعشيرة من غير حياء أو إعطاء ادني اعتبار لاي جهة رقابية كانت ان وجدت !!..
جبريل قالها صريحة ( البلد بقت حقتنا نعمل الدايرنو وإذا ماعاجبكم ياشعب ياغلبان سندور الحرب مرة أخري والحشاش يملأ شبكتو ) !!..
ختاما نقول الذنب ليس عليك يا جبريل وانما علي الذين عينوك وأطلقوا يدك في مال الشعب تعبث به كما تشاء ...
ولكن نقولها لك واضحة مثل الشمس انت لا تصلح إلا أن تكون قائد ميليشيا ولا يتشرف بك حكم مدني عشان كدة خنت حمدوك وتواريت خلف الانقلابيين وايدتهم من غير تحفظ وخلا لك الجو فصرت قيما علي خزينة البلاد تعبث بها وانت تبتسم بكل حقد دفين لم تستطع السنون أن تمحوه ...
وليتك تدرك أن هذا الشعب لن تخيفه مليشيات ولا مرتزقة ولن نرضي بكم وان أردتم العودة للحرب فجربوا وبعدين نشوف يا انتم يا شباب الثورة الاشاوس !!...
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء