وسأبكي النّهج الجديد الاختطاف الذي يمضي بقوه ليُصبح بديلاً للاعتقال 

 


 

 

 
مقدّمه لا بُدّ منها :

(( أعلَمُ أنّنا في مرحلةٍ حَرِجَه واعلَمُ ضرورة لَمَّ الشمل في سبيلِ مواجهَتِها لكِنّني لن أتعَب أو أمَلّ من ترديد والتذكير بما فعلَتهُ مركزية قحت بهذا الشعب والوطن. سأظلُّ أبكي مَن قُتِلوا ومَن ظلّوا يُقتَلون ومَن سيُقتلون ومن إعتُقِلوا ومَن سوفَ يُعتقلون ويُعَذّبون .. وسأبكي عودة طريقة الاعتقال وفتح بيوت الأشباح والمعتقلات المعروفه والمجهوله وأقبية التعذيب ومن هي الجهه التي تعتقل. هل هي الامن والمخابرات؟ هل هي الامن الشعبي؟ الطلابي؟ العمليات؟ استخبارات الدعم السريع؟ أم توليفه من كل هؤلاء ؟ سأبكي النهج الجديد ( الإختطاف ) الذي يشُقُّ طَريقَهُ بقوّه بديلاً للإعتقال.. سأبكي ما نحنُ فيه من ذُل ومن هوان ومن عودةٍ سافره الى عهد الإنقاذ.. أخطَر ثلاث سنوات كانت ستصنع الشرطه التي نُريد والجيش الذي نُريد.. وتمسح الدعم السريع من خارطة الوطن وتُهيكِل جهاز الأمن وتُنشئ جهاز الأمن الداخلي. ثلاث سنوات وهُم في سُدّة الحكم والنتيجه ما نحنُ فيهِ اليوم والّذي هو أسوأ من خروجنا بالأمس من نظام البشير)) .. إنتهت المقدّمه.


سؤال هام :

الآن لا توجد حكومه وهنالك إعتقالات تتم بمهاجمة المنازل بعد منتصف الليل. المُنَفّذون بعضهم بالزي المدني وبعضهم بالزي العسكري الذي أصبحَ متاحاً وفي مُتَناول الجميع حتى العصابات والخارجين على القانون. والجميع يحملون السلاح ويُغَطّونَ وجوهَهُم. ثقافة الخطف تتم بأتيام مسلّحه باللبس المدني وبسيارات بدون لوحات. يعني هذا أنّهُ لا يوجد تأكيد حول كُنه هذه القوات ولا إنتمائها ولا يعرف أحد إلى أين يؤخذ المختطفون أو المعتقلون فهل ، قانوناً ، يملِك المستهدفون الحق في الدفاع الشرعي عن النفس؟


البرهان يبدي استعداده للحوار والتزامِهِ بنتائجِه


اليس هذا أمراً مضحكاً مبكياً؟ رجلٌ قتل شعبهُ وأذاقهُ الامَرّين وخرج كل هذا الشعب عن بكرةِ أبيهِ ، شيبِهِ وشبابِهِ يطالبون برحيلهِ ومَن معهُ من جنرالات يُشَكُّ أصلاً ، بإعتبار سلوكِهِم وممارساتِهِم ، يُشَكُّ في انتمائهم للمؤسسه العسكريه ، خرج الشعب يطالبُ بمحاكمتهم جرّاءَ ما ارتكبت اياديهم وما زالت ترتكِب. أمّا عن إلتزامِهِ بنتائجِ الحوار فالأمرُ لا يحتاج أساساً لحِوار لأنه نَقضَ كل العهود التي وقّعَ عليها ولأن كل هذا الشعب إصطفّ في مواجهتِهِ الآن هو ومن معهُ رافضاً وجودَهُم وهُم الان باقون بقوّةِ السلاح والبطش والتنكيل ما فاق ما فعلَهُ الدفتردار والأتراك بهذا الشعب.


هو يُبدي إستعدادَهُ للحوار إنتظاراً ليدٍ آثِمَةٍ أُخرى تمتدُّ من بين الموج لِتُنقذهُ كما فعل حمدوك بعد الأنقلاب وكما فعل اولو أمرِنا بعد ٣٠ يونيه ٢٠١٩.

ثلاثين مسلّحاً يُغَطّونَ وجوهَهُم يقتحمون منزل سيده مُعاقَه بعد منتصف الليل ويقتحمون عليها حُجرَتَها ويعتقلونها.


قاضٍ بالأمس وأسرتَهُ يتعرضون لموقف مُخزي من الشرطه في هذا الزمن الغيهب ولا يوجد رد فعل من القيادات .. رد فعل يطفح ليتقدّم الأخبار ويكون الشغل الشاغل للأجهزه المعنيه إستنكاراً لما حدث او إنكارًا لهُ.


شهيدٌ يرتقي اليوم بعد ان منعت السلطات وعرقلت علاجهُ بعد إصابته وأخرجتهُ من الإسعاف وواصلت ضربَهُ وجرّهُ على الإسفلت .. التعازي الصادقه لأسرته ولشعب السودان والخزي والعار للحاكمين جميعهم ولا قوة الا بالله.


تروس الشمال تكشف المستور عن ثرواتنا المنهوبه شمالاً لفائدةِ قله تُمَثّل نهب الدوله وجشع قادتِها ونحنُ في فقرنا المُدقع وجوعنا.


الساده اعضاء السيادي عسكريون ومدنيون انا لا اطالبكم اطلاق سراح اميره ولا بإعادةِ المنهوبات بل اطالبكم باطلاق سراح مجلس السياده من أسْرِ شخصياتكم الميته.. شخصياتكم التي لا تمتُّ إلى الخُلُق بصله فأنتُم عارٌ على المؤسسه العسكريه والمدنيه والمجتمع السوداني الذي عرفنا.


الجنرالات ومشايعيهم من ازلام النظام السابق يتحدثون عن اولاد ذوو شعور مُضَفّره وبناطلين ناصله يصغرون من شأنهم ثم يمضون في قتلهم وضربهم وإعاقتهم. لم يبدُ أنّ البلد المفروشه بالبكيات عادت تهُمّهم في شيئ ولا نواح الثكالى والأيتام.. يمضي حميدتي وأخوهُ في طريقهم نحو إسرائيل وامتلاك الاف الهكتارات من الأراضي ، بأموالنا .. من دِقنو وفتّلّو ، في العاصمه والاقاليم و لَسوفَ يحتلُّ الجنجويد البلاد وسوف يُمَكّنونَ لإسرائيل بدعوتهم لها لإدارة هذه الاراضي الزراعيه وإستثمارِها بإذن مَن؟ لا أحد يعرف. هم الان يقفلون الحدود مع الدول الأخرى ويفتحون ما شاء لهم بلا رقيب وبكامل السلطه وقيادة الجيش عاجزه حتى عن الدفاع عن نفسها و شعبها الذي يُقتل وتُنسَف احلامه ويُحتل وطنه.


بُنيَ تاريخ شعب السودان على الشهامه والنخوه والرجوله والكرم وتقديس المرأه هذا على مستوى رجل الشارع العادي. أبحثُ عن هذه القيم في حُكّامنا اليوم من عسكر السيادي فلا أرى غير النقيض تماماً. لم يحركهم قتل رعاياهُم ولا اغتصابهم ولا رميهم في النيل ولا دفنهم في المشارح والقبور الجماعيه ولا القتل اليومي المستمر منذ إنقلابهم. أشُكُّ أنّ هؤلاء مرّوا على الكليةِ الحربيه السودانيه التي نعرف. أُناسٌ يُمَكّنون لمليشيات قوامُها دول الجوار ويمكنون لإسرائيل في سبيل أن يبقوا بالمخالفةِ لأربعين مليون سوداني.


هتافات المليشيات التي اعقبت اتفاقية جوبا وهي تستجمع أنفاسَها وتُلَملُم أطرافها ( كل القوّه خرطوم جوّه ) ودخلت القوات الخرطوم دخول الفاتحين وتمّ الإحتفال وتنعّم قادتها بالديباج والحرير والكنكشه في السلطه وتآمروا مع البرهان في الإستيلاء على السلطه تَحرُسهُم مليشياتهم وإتفاقية جوبا بشقّيها الذي فوق التربيزه والاخر الذي هو تحتها وتمّ نَهب كل ما تبقّى من أموال الدوله وبنك السودان لدفع مستحقّات هذه المليشيات ومرتباتها بعد أن لم يكفهم سرقة موارد الدوله التي تحت الارض وتلك التي فوقها. فرضوا الأتاوات على الغلابى بعد ان يبِسَت الخزينه العامّه. نسي الجميع إنسان دارفور القابع بين حُطام وأطلال قُرَاهُ وبين وجع المعسكرات وبين غارات حليف زعماء دارفور المنعّمين في ديباجهم بعد نضالهم الكذوب. لقد إستَهِنّا بالإنقاذ عند قدومها البائس فمكثت لثلاثينَ عاماً ذلّتنا فيها بما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعَت. الان نحن لسنا امام انقلاب عسكري لأنّهُ لا يوجد عسكر ولا جيش. نحن امام عصابة جنرالات سرقوا اسم الجيش بعد ان حطموه لمصلحة مليشيا عابره للقاره لا وطن لمنسوبيها ولا خلق ولا دين. ناقوس الخطر ظلّ يقرع . الأحياءُ مِنّا سوف يكونون غُرباء تحت سطوةِ الجهل والسلاح الأطرش المرفوع فوق رؤوسنا وسط خيانات بنو جلدتنا وليتهم لم يكونوا أبناءً لجلدَتِنا.


melsayigh@gmail.com

 

 

آراء