وقطعاً لم يكُن من بينِها عرقَلَة دفن الموتى. . بقلم: مقدم شرطه م محمد عبد الله الصايغ

 


 

 

يا لهوانِنا.. هل تعلمون أنّهُم يحلقون رؤوسَ أبنائنا في الشوارع ؟ هل تعرفون ماذا يعني ان يحلقوا رؤوسهم وبالأدوات المتيسرة لهم والتي من الممكن أن تكون سونكي او سكين او ربما ( قزازه ). هل تتخيلون الذّله والمهانه الّلتان يكمنان في هذا السلوك؟ حلاقه وضرب حد تسبيب العاهات.
لا ألوم من يقومون بهذه الأفعال على الأرض ولكني ألوم القاده الذين أمروا او غضّوا الطرف. أداء هذه القوات هو أداء قادتها من المباشرين صعودًا الى أعلا. قاده يُدخِلُون الغُرَباء الّذينَ ثبت أن فيهم أجانب إلى حرمةِ منزلهِم الكبير ثُمّ يُطفئون النور ويستمتعوا بأنّات وصراخ حُرُماتِهِم.
لتكون شرطي يجب ان تجتاز فترة التدريب التي لم تُخلق عبثاً وبعدها تُترك تحت أيدي أمينه لقيادات واعيه. كيف يمكن ان يُزَج بقوات ( نظاميه ) غيَّرَت الإنقاذ عقيدَتها وأضاعت ( حكومتنا ) ثلاث سنوات .. أيّ والله ( ثلاث سنوات ) دون ان تبذل جهداً في إعادة تأهيلها بل وسَخِرَت ممن تقدّموا للتصدّي لهذه المُهِمّه كيف يُزَج بها الى قلب هذا الشارع بلا ضوابط؟ وكيف يُسمح لمليشيات قادمه من الصحاري والجبال بالتعامل مع المدنيين ومنهم من تم تجنيدهم هنا كيفما اتفق وبدون فحصٍ لحالتهم الجنائيه لتكبير الأكوام؟
كيف يمكن ان تستمر ( الإستباحه ) من القتل ومن الإغتصاب ومن النهب ومن اقتحام المشافي والمنازل بل والمقابر ومقرّات العزاء .. !! بالساعات ولا تتدخّل القيادات في سلوكٍ شبيهٍ بما حدث في فضّ الإعتصام؟
تربينا على القِيَم والمُثُل السودانيه الأصيله. ومن ثَمّ التقطت الشرطه القُفَاز وكثّفَت جُرعات الوعي والكورسات في صفحة الاخلاق الفاضله وحقوق الآخَرين وكرامة البشر. علّمتنا أن القياده هي فَن إدارة القوّه لمصلحة المجتمع وأن العقيده هي الوطن.. علّمتنا ان الخيانه هي ان تخون شعبك وتكسر ظهر وطنك.
كان وجود قوات أخرى على الأرض تحكمهُ القوانين وبذلك لم يكُن يُسمَح بإكتظاظ أرضية عمل الشرطه بكل من هبّ ودب فالشرطه هي المسؤوله بوعي قادتها وأفرادها لتؤدّي عملها بموجب القانون ولتسهُل المُساءله و.. نعم كانت هنالك مساءله ومحاسبه... عندما كان المتظاهرون يجلسون على أرصفة الشوارع إبّان الأنتفاضه كانت قوات الشرطه توقِف تقدُّمها تجاههم ولذا خرجت الإنتفاضه ولم تُرَق فيها قطرةُ دمٍ واحده.
يحكم القانون أيضا متى يتدخّل الجيش ويحدث ذلك في حال أن إتسعت حالة الإخلال بالأمن وبدأت الأمور تخرج عن السيطره هُنا تُعلن حالة الطوارئ وتنسحب الشرطه وينزل الجيش للشارع وتوضع قوات الشرطه لتساعد الجيش في اداء مهامّهِ التي قطعاً لم يكن من ضمنها القتل ولا الإغتصاب ولا منع الإسعاف ولا عرقلة دفن الموتى . لم تَكُن لدينا مليشيات يُقَنِّن وجودها ويفرضَهُ القاده ولا يمكن تأجير بلطجيه ليساعدوا في كسر إرادة الشعب بالقتل والضرب والإغتصاب.
أين ( العيب ) الذي كان يردع الناس حتّى بدون الاشارة ِ إليه؟ اين الخطوط الحمراء للمجتمع السوداني التي لم يكن يتجاوزها حتى السكاري ولكنها سكرة السلطه عندما تتلاقى هي والقلوب الضعيفه.
إلى ابنائي
نحنُ بينكم ومعكُم في صفّ جزّ الرؤوس قتلاً كانَ ام حلاقةً وليهنأ القاده ببيعِهِم الذي يُبايعون.

melsayigh@gmail.com
/////////////////////

 

آراء