كرتى والبلال ومرضى الكلى والكبد الوبائى

 


 

سيد الحسن
5 July, 2014

 




بسم الله الرحمن الرحيم

تزامنت ثلاثة أخبار مع قدوم الشهر الكريم تكاد ترتبط ببعضها البعض لترابط حلولها أن توفرت حرمة الشهر الكريم .
الخبر الأول :
تصريح وزير الخارجية نقلته صحيفة الأنتباهة  أنقل منه بالنص الفقرة التالية :
(هاجم فيه وزير الخارجية علي كرتي الملحقين الإعلاميين بالسفارات، كاشفاً عن تقاضيهم مرتبات تبلغ «10» آلاف دولار شهرياً دون مهام واضحة.
وقال كرتي خلال مخاطبته ورشة للإعلام الخارجي بمجلس الوزراء: «وظائف الملحقين الإعلاميين خلقت للتوظيف فقط وليس للقيام بمهام»، وأكد إمكانية عكس قضايا الوطن من الداخل بأية وسائط في لحظات.)

الخبر الثانى :
هجوم وزير الأعلام على صفحات التواصل الأجتماعى والمواقع الألكترونية ووصفها بالشاذة والمأجورة وأعتبرها أنها شوهت صورة السودان فى شتى المجالات حتى بات فى آخر مصاف الدول الفقيرة وأغلقت الباب امام المستثمرين وعرقلت الحوار وذلك بتداولهم لمواضيع فساد مفبركة وغير حقيقية ( وهدد) بأن المواقع تحت الرقابة الأمنية الشديدة وقد تم إجازة مشروع قانون لمحاربتها ومواجهة كتابها بثلاثة تهم هى : إثارة الفتنة وإثارة الحرب ضد الدولة والخيانة العظمى .. (وزاد) بان كل الاشخاص الكتاب مرصودين لدى السلطة والراجل والمرة صحي تانى يكتب فيهم ...

الخبر الثالث :
نشرته صحيفة الجريدة  تحت عنوان (شكاوى وتكدس لمرضى غسيل الكلى ) أنقله كاملا كما نشر:
(الخرطوم: ندى رمضان : جأر مرضى الكلى بمركز النو لغسيل وأمراض الكلى بأمدرمان بالشكوى من توقف خدمات الغسيل وأكدوا تكدس العشرات من المرضى المصابون بالكبد الوبائي حول ماكينة غسيل واحدة مما يعرض أرواحهم للخطر في الوقت ذاته كشفت مصادر طبية عن فقدان 70% من أجهزة غسيل الكلى المستخدمة بمراكز الغسيل لصلاحيتها لاستمرارها في الخدمة دون توقف أو إخضاعها لصيانة دورية مما أدى لخفض عملية غسيل الكلى من ثلاث مناوبات في اليوم إلى مناوبتين بسبب أعطال الأجهزة وعدم الصيانة، وفي السياق أكدت ارتفاع أسعار الأدوية إلى ثلاثة أضعاف ويحتاج مريض الكلى إلى8 حقن في الشهر تصل تكلفتها الى 600 جنيه أي أن حوالي 4 آلاف مريض بالكلى بجميع ولايات البلاد يحتاجون إلى 3 ملايين جنيه شهرياً . الى ذلك أرجعت وزارة الصحة الولائية على لسان الناطق الرسمي د. معز حسن بخيت توقف الخدمة لتعطل الموتور ووجود ماكينة غسيل واحدة وتعهدت وزارته بمعالجة الإشكال خلال 3 ساعات القادمة) .


التعليق :-
(1)  وزير الخارجية على كرتى :
* حسب التصريح المنسوب لوزير الخارجية أن مرتبات الملحقين الأعلاميين تصل 10 ألف دولار شهريا دون مهام واضحة , أى بالعربى الفصيح أن هذه المرتبات أهدار للمال العام والوزير نفسه يعلم كم ملحق أعلامى بسفاراته , ويمكنه تقدير أجمالى المال العام المهدر فى مرتبات أعلاميين  يمكن الأستغناء عن خدماتهم – حسب تصريحه – وعكس قضايا الوطن من الداخل بأى بوسائط  وفى لحظات.
* ولعل السيد الوزير يذكر جيدا أن وزارته قامت بتدشين حملة لدعم مرضى الكلى بالتزامن مع اليوم العالمى للتضامن مع مرضى الكلى يوم 4 مارس 2013.
* ولعل السيد الوزير يعلم جيدا كم هى تكلفة شراء ماكينة غسيل الكلى الواحدة والتى تتراوح أسعارها ما بين الـ 10 ألف الى 20 ألف دولار.
* ولا أعتقد أن السيد الوزير لا يجيد العمليات الحسابية بناء على نجاحه التجارى حسبما صرح هو شخصيا. فى أقل من ساعة واحدة يمكن للسيد الوزير أن يقدر كم ماكينة غسيل كلى يمكن توفيرها للمرضى  من مرتبات الملحقين الأعلاميين بسفارته فى عام واحد فقط .

(2) السيد وزير الأعلام :
* السيد وزير الأعلام  لا يدرى أن من أسهل طرق أنتقال الكبد الوبائى هو أستعمال المعدات مثل الأبر بعد أستعمالها لمريض الكبد الوبائى وأن ماكينات غسيل الكلى أن فقدت التعقيم اللازم (ولا أحسبه متوفرا) من أسرع وسائط نقل العدوى للكبد الوبائى وحتى مخلفات فم المريض فى كأس الماء أو كباية الشاى تنقل عدوى الكبد الوبائى أن لم يتم تعقيمها جيدا بعد أستعمال المريض . الذى أشتكى منه مرضى الكلى  (وهم محقون) أن من بينهم مرضى بالكبد الوبائى - حسبما ورد بالخبر – ومن تخوفهم من نقل العدوى اليهم أضافة لمرضهم الكلوى.
* السيد وزير الأعلام لا يعلم أن الأنطباع الأول فى السلوك الأنسانى يحدد مستقبل التقييم . ولم يطلع على ما كتب أحمد منصور مذيع قناة الجزيرة الداعمة لحكومته عن مطار الخرطوم, حيث ذكر أن سوء المطار وسواء تعامل الكوادر البشرية من موظفين وجوازات وموظفى جمارك  وحدها كافية لتنفير المستثمر حيث أن أول أنطباع للمستثمر عن البلد يأخذه من حسن الأستقبال والضيافة والتى تعادل صفرا كما ذكر أحمد منصور . بقدر ما هدد وزير الأعلام الكتاب بتشويه صورة السودان وأن لهم قانون لمحاربة الكتاب فليكن بقدر (رجالته التى يخاطب بها الآخرين) أن يقدم احمد منصور للمحاكمة بتشويه صورة البلد. حيث أن أدق وصف نشر فى الصحف وبشهادة أعلامى أجنبى عن مطار الخرطوم كأسوأ وأردأ موارد بشرية يقابلها فى تنقلاته فى مختلف مطارات الدول, هذا الأعلامى هو أحمد منصور.
* السيد وزير الأعلام  لايدرى أن من أهم صور تشويه الدول  أنتشار الأمراض الوبائية والفقر .
* السيد وزير الأعلام لا يدرى  أن الأستثمار الأجنبى يستهدف السودان للأستثمار فى القطاع الزراعى للحصول على منتجات زراعية للتصدير . وهل يمكن للمستثمر أن يجد أسواقه لمنتجاته الزراعية فى السوق العالمى  ومنتجه من بلد ينتشر فيها مرض من اخطر الوبائيات وهو الكبد الوبائى؟
* السيد الوزير لايعلم أن هؤلاء الملحقين الأعلاميين تابعين لوزارته وراتبهم التى ذكرها وزير الخارجية 10 ألف دولار فى الشهر للواحد تكون خصما على ميزانية وزارته بوزارة المالية. وحسبما ذكر وزير الخارجية أنها أهدار للمال العام وشطر رضاعة دون عمل للملحقين الأعلاميين مثلما أمتيازات الوزير نفسه والذى فشل فى أدارة  أعلام سليم أندحر مهزوما أمام الأعلام الالكتروني ووسائل وصفحات التواصل الأجتماعى؟
* السيد وزير الأعلام  لايعلم أن دخول وهروب الاستثمار الأجنبى مبنى على معلومات وإحصائيات يجب توفرها فى كل المؤسسات والمصالح الحكومية. وتناسى أنه قبل أيام معدودة أقر وزير الاستثمار مصطفى عثمان أسماعيل أمام البرلمان أن وزارته لا تملك الأرقام الفعلية عن الأستثمار وأنها سوف تكون متوفرة فى نوفمبر حسبما صرح للبرلمان. ونسى وزير الأعلام أن هذه المعلومات والتى سوف يتملكها وزير الاستثمار وتكون متوفرة بعد 6 شهور فى ظل تقنية الكمبيوتر والاتصالات والمعدات الأحضائية. هذه المعلومة يجدها  المستثمر فى دول أخرى فى ساعات فقط أو بعضها فى دقائق لا تتخطى أصابع اليد الواحدة. ليجرجر وزير الأعلام (لو هو راجل قياسا بأسلوبه ولفظه المنحط) وزير استثماره بتهمة الخيانة العظمى وتشويه صورة السودان أمام المستثمرين الأجانب.
* السيد وزير الأعلام لا يعلم أن الأنطباع الأول فى السلوك الأنسانى يحدد مستقبل التقييم . ولم يطلع على ما كتب أحمد منصور مذيع قناة الجزيرة الداعمة لحكومته عن مطار الخرطوم, حيث ذكر أن سوء المطار وسواء تعامل الكوادر البشرية من موظفين وجوازات وموظفى جمارك  وحدها كافية لتنفير المستثمر حيث أن أول أنطباع للمستثمر عن البلد يأخذه من حسن الأستقبال والضيافة والتى تعادل صفرا كما ذكر أحمد منصور . بقدر ما هدد وزير الأعلام الكتاب بتشويه صورة السودان وأن لهم قانون لمحاربة الكتاب فليكن بقدر (رجالته التى يخاطب بها الآخرين) أن يقدم احمد منصور للمحاكمة بتشويه صورة البلد. حيث أن أدق وصف نشر فى الصحف وبشهادة أعلامى أجنبى عن مطار الخرطوم كأسوأ وأردأ موارد بشرية يقابلها فى تنقلاته فى مختلف مطارات الدول, هذا الأعلامى هو أحمد منصور.
* السيد وزير الأعلام لا يدرى أن جلوسه فقط على هذا المنصب أكبر تشويه لصورة السودان ليس بين الدول فقط , بل بين ظهرانينا فقط , والسودانيون والأعلام العالمى حاضرا على حادثة جهرام والتى أخرج  بها الصحفى الشاب جهرام وزير الأعلام من طوره وأفقده التوازن والحكمة المفترض أن تكون لمن فى سنه ومن المفترض أن تكون الحكمة من أهم صفات الذين يجلسون على المنصة كمهارة سياسية فشل فيها وزير الأعلام أمام صحفى شاب فى سن أبنائه.

خاتمة
وزيرين من الجهاز التنفيذى يعلنان وبعضمة لسانهم فشل الحكومة فى أدارة أهم وزارتين الخارجية والأعلام  مما أودى بالسياسة الخارجية والأعلام الى الدرك الأسفل أضافة لوزير استثمار يقر وأمام البرلمان بعدم توفر الأرقام عن الأستثمار (وقس على ذلك بقية الوزارات ). بل يتبجح وزير الأعلام ويهدد بلغة  مبتذلة (والراجل والمرة صحي تانى يكتب فيهم)  كتاب صفحات التواصل الأجتماعى والمواقع الألكترونية ووصفها بالشاذة والمأجورة. وأن كان هناك أتهامات إثارة الفتنة وإثارة الحرب ضد الدولة والخيانة العظمى تقدم, فالأولى أن تقدم للسيد الوزير قبل غيره,وأن كانت هناك صفات شاذة ومأجورة فالسيد الوزير وملحقياته الأعلامية فى أعلى قائمة من يتصفون بالصفات الشاذة والمأجورين بأموال عامة مهدورة بشهادة وزير الخارجية أولى بها مرضى الكلى .
وبناء على رد وزير الأعلام وردة فعل رئيس البرلمان  وحادثة طرد نائب المؤتمر الشعبى د. اسماعيل ,أعتقد أن سلوك هؤلاء  يمثل بداية لمرحلة جديدة بعد أن مرحلة (لحس الكوع) قد عفى عليها الزمن.
اللهم أنا نسألك العفو والعافية والتخفيف



elhassansayed@hotmail.com
////////////

 

آراء