ولا يصح ألا الصحيح: أخيرا بقرار ملكي :المرأة السعودية تقود سيارة !
أذكر جيدا الحوار الذي دار بيني وبين جارتي السعودية عندما رأيتها أسفل العمارة في الكويت تقود سيارة ،
أشوفك تقودين
سيارة ؟
قالت لي : والله يا زلمة يوم من الأيام سنقود طيارة في شوارع مكة .
نفس تلك السيدة السعودية شاءت الصدف أن تكون جارتي في تورنتو ، قابلتها يوم أمس تقود سيارتها ، قالت لي : ألم أقل لك أننا ذات يوم سنقود طيارة في شوارع المملكة ؟
ضحكت وعدت لشقتي ليرن هاتفي من أبن خالي في السعودية ليبلغني خبر القرار الملكي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة ، ووجدت الخبر صحيحا عندما طالعته في النت ، وقرأت أيضا أن
الملايين من الهواتف الذكية في المملكة العربية السعودية دقت دون توقف، مع كلمات عدم التصديق والتهاني، بعد الإعلان المفاجئ من قبل المملكة بإلغاء الحظر المفروض على قيادة المرأة.. هكذا بدأت وكالة “بلومبيرغ” البريطانية تقريرها للحديث عن المرسوم الملكي السعودي القاضي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة بعد حظر دام سنوات طويلة.
وقالت «ريوف المحيا»، البالغة من العمر 20 عاما، وهي طالبة جامعية، في حديث هاتفي من الرياض: «إنه لأمر مدهش. ربما أكون قد بكيت قليلا. أشعر بشعور جيد. أشعر حقا بالحرية. الحرية هي كل ما يمكنني التفكير فيه الآن».
ومثل العديد من النساء، كانت «المحيا» تجلس في مؤخرة سيارة، يقودها سائق من الذكور، عندما سمعت الخبر، وقالت إنها حاولت إخبار السائق، ولم يكن راضيا عن التغيير.
وقالت: «كان الأمر كأنه شعر: عندما أغادر، ماذا سأفعل بعد ذلك؟.
وفي شوارع الرياض بدا أن شيئا لم يتغير. كان الرجال يجلسون في المقاهي المخصصة للرجال فقط في الشارع الرئيسي في العاصمة، ويدخنون ويحتسون القهوة. ويشغل السائقون من الذكور الشباب محركاتهم ويسيرون ذهابا وإيابا في الشارع بشكل استعراضي، كما يفعلون في معظم الأمسيات دون هدف، فيما يبحثون عن شيء للقيام به.
ولكن النقاش في كل محادثة كان هو نفسه تقريبا، كما لو أن المدينة كلها قد اجتمعت في غرفة جلوس واحدة حول مناقشة ساخنة.
ووجه أحد الشباب مزحة لمراسلة بلومبيرغ قائلا: «تهانينا على القيادة!»، في حين سألت مجموعة أخرى من الرجال مازحين: «لماذا لم تكن تقود». وأبدى آخرون اعتراضهم، وفي لم يعط أي منهم اسمه، لكنهم قالوا إن السماح للنساء بالقيادة كان قرارا خاطئا.
وقال أحد الرجال، ويبلغ من العمر 28 عاما، من الرياض، إن النساء السعوديات غير مستعدات للقيادة لأنهن معزولات ثقافيا، وقال إن ذلك سيدفع الإناث إلى «عصيان» أسرهن. وقال صديقه البالغ من العمر 24 عاما أنه لم يكن يجب إعلان هذا القرار بشكل مفاجئ.
وفي الأسبوع الماضي فقط، جمدت الحكومة نشاط مسؤول ديني محلي بعد أن سخر خلال مقاطع فيديو من فكرة قيادة النساء. وقد أشار إلى أن المرأة لديها أخلاق هشة وعقل محدود بشكل عام، حيث وصف المرأة بأنها تملك «ربع عقل» في ظل ظروف معينة، وبالتالي فهي غير قادرة على القيادة.
وبعد صدور الأمر الملكي، تصدر وسم «لن تقود نساء بيتي» موقع تويتر في المملكة.
وتقول «منى إبراهيم»، البالغة من العمر 27 عاما، وهي تسير مع صديقة لها: «هذا القرار جريء بعض الشيء. أولا، لا نعرف كيف سنبدأ، وما هي الشروط، وأيضا ما يقلقني هو العمر المسموح به. ربما يقولون أننا سنبدأ من الأربعين».
الرحلة تتواصل
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن المرأة ستحصل على رخص قيادة اعتبارا من يونيو/حزيران المقبل. وأضافت أنه تم تشكيل لجان من مختلف الوزارات لبحث كيفية التنفيذ، وسوف تقدم تقاريرها خلال 30 يوما.
وقالت «منال الشريف»، وهي ناشطة بقيادة حركة «النساء تقود» عام 2011، على تويتر: «اليوم هو رد اعتبار للنساء منذ عام 1990 حتى اللحظة التي تستطيع فيها النساء القيادة. وسنواصل رحلتنا للمطالبة بإنهاء ولاية الرجال».
وكانت «الشريف» قد اعتقلت في السابق لقيادتها سيارتها إلى داخل المملكة، ولم يفرج عنها إلا بعد توقيعها على تعهد بعدم المشاركة في أي حملات مستقبلية وعدم العودة مرة أخرى إلى هذا الفعل.
وتاريخيا، كان يتم وصم النساء اللواتي يعارضن هذا الحظر في المجتمع بالسمعة السيئة. وفي الرياض عام 1990، تم احتجاز مجموعة من النساء ردا على احتجاجاتهن، وتم إعلان أسمائهن ووصمهن بالعار. وفقدت العديدات منهن الوظائف.
وشكرت «عزيزة اليوسف»، الناشطة في مجال حقوق المرأة منذ فترة طويلة، الملك «وكل امرأة شاركت من التسعينات حتى الآن في الحملات ومواصلة المطالبة بحقوقهن».
وقالت عبر الهاتف من مكة المكرمة: «الكل متحمس جدا. هاتفي لا يتوقف، الجميع متحمس وسعيد، وأعتقد أنها خطوة كبيرة حقا».
وقالت إنها سوف تتقدم بطلب للحصول على ترخيص سعودي في أقرب وقت ممكن.
وأضافت: «أريد أن أكون رقم 1. وأتمنى أن يكون رقم الترخيص الخاص بي هو 0001».
badrali861@gmail.com