يا باعثا بالشجو أشجاني وأشعاري: في وداع السفير عمر محمد أحمد صديق

 


 

 

 

یا باعثا بالشجو أشجاني وأشعاري
ھل یُطلقُ الدھرُ بعد الیوم مزماري
أم ھل تنوحُ على الاركان صادحةٌ
أم ھل تحطُ على الاغصان أطیاري
هل یدخل الدارَ بعد الیوم سامُرھا
أو تعمرُ الدارَ بعد الیوم بالجار

قد كان داركُ بالإكرام مأدبةً
وكان صدرك والوجدان یعمرُهُ
كالنْورِ يَزخرُ في أضواء عشتار

وكنت اكثرَ من یغني وفادتَنا
وأنت أكثرُ من یَدري بأسراري

فمذ عَرَفتُكَ كنت الطھرَ أكملَه
ومذ عرفتك كنت العارف الداري
وكنت أءمنَ مأمون یسرُ له
وكنت أقربَ من نفسي بإیثاري

وكان بيتُك والأخوانُ تقصُدُه
أنعِمْ ببيتٍ لكل الناس من دار
وكأن صدرَكَ والترحابُ يغُمرُه
والصدقُ والذوقُ والتحنانُ ، قيثار

وكان قربُك مثلُ النيلِ منفعةَ
وكان خيرُك مثلُ الأزرقِ الجاري
وكان يدُك مثلَ الغيثِ مكُرمةَ
وموفورَ هطلٍ على شطآن أنهارِ
فمن يعينُ على الأيامِ بعدكمو
ومن يزيلُ على الإملاقِ إعساري

وهل يسترُ الناسُ
بعد اليومِ ما عرفوا
أم هل تُباح مع الايام أسراري
وهل ابوحُ مع الباقين في سعةٍ
أم هل أسِرُّ مع نفسي بأخباري

فديتُ عمركَ والايامُ مقبلةُ
هل نتركُ الأُنسَ
أم هل نتركُ الدار
وهل نَنالُ وقد بارت بضاعتُنا
من النوالِ وأنت البائعُ الشاري

قد تهجرُ الوُرقُ
بعد العيشِ مضجعَها
ويعرِفُ الدارُ
من لا يكرِمُ الجارَ
فتصبح الدارُ بعد الليم مُوحِشَةً
ويصبحُ الصدُّ
بعدَ المدِّ مشواري

هل يوصِفُ القولُ بالأشعاِر موجدْتي
بعد الفِراقِ
وقد حطمتُ قيثاري
****
الرفيع بشير الشفيع
بريتوريا- جنوب افريقيا
7 أكتوبر 2017

rafeibashir@gmail.com

>

 

آراء