يهينون القضاة لهدم صرح العدالة الذي يؤرق مضاجع المجرمين

 


 

 

كان الوالد عليه رحمة الله من جيل
الشرطة في عهدها الذهبي لايختلف الشرطي المجند عن قائده في الخلق النبيل وإحترام شرف المهنة والتعامل بروح القانون الانساني اولا ثم الشق القانوني ثانيا لان القانون روحه
التعامل الانساني وجسده تلك المواد القانونية التي تجعل منه ميزانا للعدالة يمزج بين القانون والانسانية السمحاء لايختلف القاضي عن المجند عن ضابط الشرطه يلتقون جميعا في احترام ونفاذ
القانون
يحكي الوالد عليه الرحمه عندما كان نبطشي في قسم الشرطه بمدينة جوبا كان ذلك بقليل بعد اتفاقية ( أديس) ١٩٧٢ قال الوالد كانت هناك حالة لفرض الطوارئ ليلا بعد السادسة مساء وتم استيعاب بعض قوات حركة التمرد بالشرطه
وأحيانا يقومون بعمل الدوريات الليلية والتي غالبا ماتكون بالارجل
ويعتبر القاضي المقيم في ذلك الوقت هو اعلي سلطة في المدينة
والذي يأتي احيانا ليلا من منزله راجلا الي قسم الشرطة ولاتطلاع
علي دفتر الاحوال والمقبوض عليهم في السجون وفي إحدي الليالي وبينما كان القاضي في طريقة الي قسم الشرطة فإذا بحظه العاسر يلتقي بإثنين من أفراد الشرطة الجنوبيين حديثي الالتحاق بالشرطة ولايجيدان اللغة العربية جيدا فيسألان القاضي (اته مالو بلنقب بليل ) لماذا انت في الشارع في هذا الوقت من الليل ويسري حظر التجوال فأخرح لهم القاصي البطاقة بأنه هو القاضي
وفي طريقة الي قسم الشرطه ولكن مع الاسف لم تزعفة لغة الاسا ة والعيون ولم يفهما منه مايقول وكانا من قبيلة الدينكا اصحاب الطول
النخيلي والقاضي صاحب الطول القصيري
لم يفلح القاضي مع الاسف في توصيل المعلومة لإختلاف اللغة ثم إختلاف الطول الذي جعل منه وهو محمول بينهما بجلابيته
وكأنه جلابية علي حبل الغسيل في انتظار الشمس لتجف
يقول الوالد عليه الرحمه دخلا علي فجأة
بينما انا جالس في قسم البلاغات والقاضي محمولا علي الاكتاف وعلي إرتفاع مترين عن سطح الارض ودون حزاء وكان الوالد يجيد معظم لهجات الجنوب بحكم الاختلاط فطلب
منهم انزاله ثم قام بتحيته وإعتذر للقاضي
فإنتبه الشرطيان لما حدث فقاما ايضا بالتحية والاعتذار للقاضي اشد الاعتذار
حدث ذلك في القرن الماضي

بعد خمسين عام ونيف من تلك الحادثة وفي الرابع والعشرين من يناير 2022 يتعرض مولانا القاضي مجدي فاروق جبر صالح قاضي جنايات بحري لقوة من الشرطة بزي الاحتياطي المركزي علي راسها مقدم ونقيب وفي تمام الخامسة مساء يزهب لشراء الخبز في الحلفايا وفي معيته
ابناءه وابناء عمه اخبرهم بإسمه وأنه قاضي بعد ان اخرج اليهم هويته يؤمر بكل اهانة وسباب بالنزول من العربة وتوجيه السلاح الي صدرهة
ومصادرة هاتفة وسلاحة الشخصي وهواتف كل الذين معه
إذا أجزمت بأن كل هذه
القوة لا علاقة لها بالشرطة ولا بالقانون
من مقدم مقدمتها حتي اخر مؤخرتها من درس القانون او عمل بالقانون في حياته إن هذا المستوي المنحط من الاجرام
المنظم المقصود به النيل من هذه الثورة العظيمة وهدم صرح العدالة الذي اصبح الهاجس الذي يؤرق مضاجع المجرمين
والقتلة من ابناء الوطن الحبيب
ما لان فرسان لنا

alsadigasam1@gmail.com
/////////////////////

 

آراء