ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ : ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻷﻳﺎﻡ

 


 

 

‏« 1 ‏»
ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻭﻏﻤﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﻋﺮﻕ ﻳﻨﺴﻜﺐ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻭﻛﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻲ (ﻳﻨﺘﺢ) ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻫﻖ ﻭﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺳﺎﻗﻲ ﺗﻴﺒﺴﺖ، ﻭﺃﻧﻔﺎﺳﻲ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺗﺪﺍﻋﺖ ﻟﻠﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺷﺘﻰ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﻋﺪﻳﺪﺓ . ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻌﺪ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺯﺣﻔﺎً ﺃﻻﺣﻖ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺃﻭ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻋﺰ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﻭﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﺗﻀﻲ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﻭﺍﻟﻀﺄﻥ ﺍﻟﺮﺗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻮﺡ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻣﻴﺴﻮﺭﺍً ﻭﺁﻣﻨﺎً، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﻋﺰ ﻳﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻭﻣﻦ ﻗﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ..
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺒﺪﻭ ﺭﺣﻠﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺭﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻭﺣﺐ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ، ﺷﻲﺀ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﻟﻮﺣﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻭﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺎﺽٍ ﻣﺮﻛﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺧﻞ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻛﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﺒﻠﻎ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻧﺼﻴﺢ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﺍﺗﻨﺎ، ﻧﻬﺘﻒ ﺑﺎﻟﺪﻭﺑﻴﺖ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻝ، ﻭﻧﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺼﺪﻯ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﻵﺧﺮ، ﻭﻣﻦ ﻓﻨﺎﺀ ﻵﺧﺮ، ﻭﻛﺄﻧﻚ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻳﺼﻴﺦ، ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺇﻻ ﻧﺪﺍﺀﻧﺎ ﺍﻟﺠﺮﺉ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻧﻠﺒﺚ ﻧﻌﻮﺩ ﻧﻘﻠﺐ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﻧﺴﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﺮﺩﺩ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﻣﻔﺪﻱ ﺯﻛﺮﻳﺎ :
ﺗﺒﺎﺩﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ٭ ﻭﻳﻠﻬﻤﻨﺎ ﺍﻟﺼﻔﻮ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻭﻧﻌﺪﻭ ﻓﻨﺴﺒﻖ ﺃﺣﻼﻣﻨﺎ ٭ ﻭﻧﻬﺰﺃ ﻣﻦ ﻭﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﻋﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺭﻋﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ٭ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺻﺒﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ‏« 2 ‏» ‏« ﻛﻞ ﺍﻷﺣﺠﺎﻡ ﺗﺒﺪﻭ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀﺍﺕ ﺗﺘﺴﻊ ‏» ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ، ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺭﺣﻴﺒﺔ ﻭﻓﺴﻴﺤﺔ، ﻭﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺸﺎﺋﺶ ﺑﻠﻮﻥ ﺃﺻﻔﺮ ﺫﺍﺑﻞ ﺗﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ .. ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺗﺘﻀﺎﺀﻝ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺮﻫﺒﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻫﺎﻥ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﻛﺄﻧﻚ ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﻧﻬﺎﻳﺔ ﻭﺑﻼ ﺃﺟﻨﺤﺔ، ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻣﺜﻞ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺝ ﺻﺎﻣﺖ ..
ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻣﺘﻌﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮ، ﻭﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ، ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺍﺧﺖ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﻧﻀﺞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ .. ﻭﻧﺴﺘﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻌﺼﻒ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ .. ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻇﺮﻱ ﺗﻨﺴﻞ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﻭﺗﺒﺪﻭ ‏« ﺻﻐﻴﺮﺓ ‏» ﻫﻨﺎ، ﻭﺻﻮﺕ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻳﺪﻭﻱ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﺴﺎﺀ ﺗﻌﺎﻧﺪ ﻟﻔﺢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻟﻬﻴﺐ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .. ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﺟﺎﺑﺎﺕ ﻷﺳﺌﻠﺔ ﻏﺎﺋﺒﺔ .. ﻭﺍﻟﺬﻫﻦ ﻳﺼﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﺗﺘﺴﻊ ﻭﺍﻷﻓﻖ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ﺃﻭ ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ..
‏« 3 ‏»
ﻫَﺒْﻬَﺎﺏْ ﺍﻟﺸَﻤـﺎﻝْ ﺍﻟﺠَﺎﻧﻲ ﻧَﺴَّـﺎﻡْ ﺭِﻳﺤُﻮ ﺣَـﺮﻙ ﺳﺎﻛِﻨﺎً ﺃَﺯﻣَـﻦْ ﻛَﺘَﻤْﺖَ ﻭَﺣِــﻴﺤُﻮ ﺍﻟﺠَـﺮِﺡ ﺍﻟﺪَﻟَﻚْ ﻧَﻴـُﻮ ﻭﻗَﻄَﻊْ ﻣِﻦ ﻗِﻴﺤُﻮ ﻓَﺘَﻘُﻮ ﻋﻠﻲْ ﺑُﺮﻳْﺐ ﻧَﺎﻣَـﻪ ﺑـﻲ ﺳُﺮَﻳﺤُﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎﻋﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﺑﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺩﻟﻮ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺩﻳﺎﻥ ﺣﻮﻟﻨﺎ، ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﺩ ﺷﻮﺭﺍﻧﻲ :
ﺃَﻧَﺎ ﻳَﺎ ﺍﻟﺒُﻠْﺒُﻞْ ﺍﻟﻔُﻮﻕْ ﺭَﺍﺱ ﻓُﺮﻭﻋِﻚ ﺳَﺎﺟﻌﻪ ﺿﻴِﻔِﻲ ﻋﻠﻰ ﻭَﺟﻌِﻚْ ﻭﻧُﻮﻣﻲ ﻗﺒْﻞ ﺍﻟﻬَﺎﺟﻌﻪ ﺭﻳﺪ ﺍﻟﻔَﺮْﻗُﻮ ﺻَﺤَﻲ ﺍﻟﻌَﻴْﻦ ﺑﻌﺪ ﻣِﻲ ﺿَﺎﺟﻌﻪ ﺃَﺗْﻠﻒ ﺻَﺤَﺘِﻲ ﻭﻋَﺎﺩ ﻟِﻲ ﺍﻟﻮَﺣِﺎﻳﺢْ ﺭَﺍﺟﻌﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﺗﻊ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞ، ﻭﺗﺮﺗﻮﻱ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ، ﻳﺮﻓﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻘﻴﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻭﺑﻴﺖ، ﻭﻟﻦ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﻦ ﻧﻈﻢ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺃﺷﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺗﺘﺴﺎﻭﻕ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻟﺴﻦ . ﻭﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﺗﻠﻚ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻤﻨﻴﺎﺕ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻧﻌﻄﻔﺖ ﺑﺎﻟﺒﻌﺾ ﻣﺴﺎﺭﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻭﻛﻨﺖ ﻣﻤﻦ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺳﻔﺢ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻟﻄﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ، ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺘﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﻜﺪﺡ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺣﻤﺔ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺼﺒﺮ ..
ﻧﻌﻢ .. ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ .. ﻧﻌﻢ .. ﺗﺮﺍﺧﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻛﺾ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻧﻀﺠﺖ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ .. ﻣﺎ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﻌﺼﻒ .. ﺍﻧﻪ ﻧﺤﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻭﺷﺮﻳﺎﻥ ﻭﻭﺭﻳﺪ ..
‏« 4 ‏»
ﻭﺃﺭﻋﻦ ﻃﻤﺎﻉ ﺍﻟﺬُﻭﺍﺑﺔ ﺑﺎﺫﺥ ٭ ﻳﻄﺎﻭﻝ ﺃﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻐﺎﺭﺏ ﻳﺴﺪ ﻣﻬﺐ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻬﺔ ٭ ﻭﻳﺰﺣﻢ ﻟﻴﻼً ﺷُﻬﺒﻪ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻛﺐ ﻭﻗﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻔﻼﺓ ﻛﺄﻧﻪ ٭ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﺎﻝ ﻣﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﻳﻠﻮﺙ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻐﻴﻢ ﺳﻮﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ٭ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﻣﻴﺾ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺣﻤﺮ ﺍﻟﺬﻭﺍﺋﺐ ﺃﺻﻐﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﺧﺮﺱ ﺻﺎﻣﺖ ٭ ﻓﺤﺪﺛﻨﻲ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﺴﺮﻯ ﺑﺎﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﺳﺤﻖ ﺑﻦ ﺧﻔﺎﺟﺔ ﺃﺧﺮﺱ ﻭﺻﺎﻣﺖ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺼﺮﺥ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ، ﺃﻧﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﺎﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﻭﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﻠﻘﻴﺎ ﻭﻋﻠﻮ ﺍﻟﻬﻤﺔ ﻭﺧﻠﻮ ﺍﻟﺒﺎﻝ، ﻭﺃﺗﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﺃﻣﻲ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﺯ ﺃﺑﻲ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕ ﺃﺧﻮﺍﻧﻲ ﻭﺣﻨﺎﻥ ﺃﺧﻮﺍﺗﻲ، ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ‏« ﺍﻟﺼﻔﺎﺓ ‏» ﻏﺴﻠﻨﺎ ﻭﻗﺪ ﺟﻔﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻛﺜﻴﻔﺔ، ﻭﺃﻛﻮﺍﻡ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺗﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ‏« ﺗﻘﺎﺓ ‏» ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻭﺯﺭﻳﺒﺔ ﺑﻬﺎﺋﻤﻨﺎ .. ﺗﻤﻀﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻭﺗﺘﻐﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﺗﺘﺒﺪﻝ .. ﻭﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﺗﻜﺒﺮ ﻭﻧﻈﺮﺍﺗﻨﺎ ﺗﺘﻐﻴﺮ .. ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻤﻀﻲ .. ﻭﺍﻟﺠﺒﻞ ﻳﺮﺻﺪ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﻭﻳﺪﻭﻥ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺼﻤﺖ

ibrahim.sidd.ali@gmail.com
/////////////////////

 

آراء