ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﺗﻠﻚ الدمعة

 


 

 

منمنمات
============
================
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﻔﻲ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﻌﺔ ﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ( ﺑﺎﺑﻠﻮ ﻧﻴﺮﻭﺩﺍ ) ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍﺻﻔﺎ ﻋﺐﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ -: (( ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻗﺪ ﺗﺮﺃﺳﻨﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﺗﻤﺮﺩ
ﺍﻟﻔﺮﺡ ))
ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻠﻤﺔ - ﻓﺠﺄﺓ - ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﺗﻤﺮﺩﻩ ( ﺑﺎﺑﻠﻮ ﻧﻴﺮﻭﺩﻩ ) ﻫﻮ ﺃﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺠﻤﺮﺓ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻇﻦ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﺴﻴﺮﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ، ﺇﻥ ﺗﻤﺮﺩ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻋﺐﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ، ﺍﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻣﺎﻣﻲ ﺍﻻﻥ ﺷﺎﻋﺮ ﻳﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﺣﺰﻧﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭ ﺗﻬﺰﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺇﻻ
ﺍﻥ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻊ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺮﺛﺎﺀ ﺧﺮﻭﺟﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻻ ﺍﻇﻨﻨﻲ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺍﻥ ﺍﻗﻮﻝ ﺍﻥ (ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺤﻤﻮﺩ ) ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻﻳﻘﺒﻞ ﺃﻱ ﻣﻨﺎ ﺍﻥ ﺗﻬﺎﻥ ﺍﻣﻮﻣﺘﻬﺎ
(( ﻇﻠﻤﻮﻙ ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ
ﻇﻠﻤﻮﻙ
ﺣﺮﻣﻮﻙ ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ
ﺧﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ
ﺗﻔﺼﺪ ﺧﺪﻙ
ﻓﻲ ﺍﻻﻋﻴﺎﺩ
ﻣﺸﻮﻙ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﻙ
ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﺍﻟﺴﻴﻒ
ﺇﺗﻌﻠﻤﺘﻲ ﺍﻟﺸﻚ
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ
ﻭ ﻛﻨﺘﻲ ﻣﻼﺫ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ
ﻭ ﺍﻟﺼﻴﻒ
ﺳﺮﻗﻮﺍ ﺃﻣﺎﻧﻚ
ﻭ ﺇﻃﻤﺌﻨﺎﻧﻚ
ﻗﻠﺒﻚ ﻛﻠﻤﺎ
ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﺩﻕ ﻳﺪﻕ
ﺇﻳﺪﻙ ﺗﺮﺟﻒ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻘﺎﻃﺔ
ﻭ ﻭﺷﻚ ﺷﺎﺣﺐ
ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﺘﺮ
ﻳﻤﻜﻦ ﻫﻢ
ﻭ ﺗﻔﺮﺣﻲ ﻓﺮﺣﺎ
ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻄﺎﺭﻕ ﺻﺎﺣﺐ
ﻭ ﺣﺎﻻ
ﻧﺎﺭﻙ ﺑﺎﻟﻬﺒﺎﺑﺔ
ﻟﻬﻴﺒﺎ ﻳﺒﻖ ))
ﻫﻜﺬﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺤﺰﻥ ، ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺧﺎﻟﻌﺔ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﺘﺮﺗﺪﻱ ﻋﻮﺍﻃﻔﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻫﺬﻩ ﻣﻴﺰﺓ ﻧﺎﺩﺭة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻞ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻲ ﺣﺰﻥ ﻋﺎﻡ ، ﺣﺰﻥ ﻳﺠﻮﺏ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭ ﻳﺘﺴﻜﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ ﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺩﻭن
ﺇﺳﺘﺌﺬﺍﻥ ، ﺣﺰﻥ ﻋﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﺽ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻛﻲ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﺣﺼﺎﺭ ﺩﻣﻌﺘﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻟﺘﺘﺤﻮﻝ
ﺍﻟﻲ ﺩﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
(( ﻳﺎﺑﺎ
ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻼﻣﻪ
ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻼﻣﻪ
ﻳﺎ ﺳﻜﺔ ﺳﻼﻣﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻤﻄﻴﺮ
ﻳﺎ ﻛﺎﻟﻨﺨﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ
ﻗﺎﻣﺔ
و ﺇﺳﺘﻘﺎﻣﺔ
ﻫﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ
ﻭ ﺍﺻﺪﻕ ﻣﺎﻳﻜﻮﻥ
ﺭﺍﺣﺔ ﺇﻳﺪﻳﻚ
ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻀﻔﺘﻴﻦ
ﺿﻠﻚ ﻛﻢ ﺗﺮﺍﻣﻲ
ﺣﻀﻨﺎ ﻟﻠﻴﺘﺎﻣﻲ
ﺧﺒﺰﺍ ﻟﻠﺬﻳﻦ
ﻫﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ
ﺑﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ
ﻭ ﺍﻟﻬﻤﺲ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ
ﺗﺒﺮﺍﻙ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ
ﺣﻔﺎﻙ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ
ﺗﺮﺣﻞ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ
ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻟﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻮﻥ ))
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﻳﻮﺩﻉ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳف ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ (ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺣﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻮﻥ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻳﺸﻌﺮﻥ ﺍﺳﻄﻮﺭﺓ ﺣﺰﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﺸﻔﻴﻒ ﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﺪ ، ﻳﻐﻴﺐ ( ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ) ﻟﻴﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﺍﻧﺴﺠﺔ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ، ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﺴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺮﺍﻫﻦ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﺪﻕ ، ﻻﻳﻤﻠﻚ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻻ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻓﻜﺄﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻳﺤﺘﺸﺪ ﻭ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ ﺭﻗﻴﻘﺔ - ﺍﺫﺍ ﺻﺢ ﺍﻥ ﻟﻠﻀﺮﺍﻭﺓ ﺭﻗﺔ - ﻳﺤﺘﺸﺪ ﻫﺎﺯﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ
(( ﺭﻭﺣﻚ ﻛﺎﻟﺤﻤﺎﻣﺔ
ﺑﺘﺮﻓﺮﻑ ﻫﻨﺎﻙ
ﻛﻢ ﺳﻴﺮﺓ ﻭﺳﺮﻳﺮﺓ
ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﺿﺮﺍﻙ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺧﻠﻴﺘﻬﻢ ﻭﺭﺍﻙ
ﻭ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺣﺰﻳﻨﺔ
ﺑﺘﺒﻠﻞ ﺛﺮﺍﻙ
ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺑﺘﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻚ
ﻭ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻳﺘﺎﻭﻕ
ﻳﺘﻨﻔﺲ ﻫﻮﺍﻙ
ﻳﺎ ﺣﻠﻴﻠﻚ ﺣﻠﻴﻠﻚ
ﻳﺎ ﺣﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﺎﻭﻱ
ﺗﺘﻮﻧﺲ ﻛﺄﻧﻚ
ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻧﺎﻭﻱ
ﺗﺠﻤﻊ ﻟﻢ ﺗﻔﺮﻕ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺴﺎﻭﻱ
ﻧﺎﺭﻙ ﻣﺎ ﺑﺘﺤﺮﻕ
ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻚ ﺗﺪﺍﻭﻱ
ﻣﺎ ﺑﺘﺸﺪ ﺗﻔﺮﻕ
ﻣﺎ ﺑﺘﺤﺐ ﺗﻼﻭﻱ
ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ
ﻭ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ
ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ))
ﻻ ﺗﻨﺴﻲ ﺩﻣﻌﺔ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻥ ﺗﻌﻠﻦ ﺇﻧﺤﻴﺎﺯﻫﺎ ﻟﻠﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﻓﺘﻨﺴﺞ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ( ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ) ﻟﻴﻠﺘﺤﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ
(( ﺿﻞ ﻣﺘﺮﺍﻣﻲ - ﺣﻀﻦ ﻟﻠﻴﺘﺎﻣﻲ - ﺧﺒﺰ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻻﻳﻤﻠﻜﻮﻥ - ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ - ﺍﻟﻬﻤﺲ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ - ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ -ﺭﻭﺡ ﻛﺎﻟﺤﻤﺎﻣﺔ - ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻀﻔﺘﻴﻦ -
ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﻳﻔﺮﻕ ، ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺮﻕ - ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ - ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ - ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ -
ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ - ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ))
ﻻ ﺗﻨﺴﻲ ﺩﻣﻌﺔ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻥ ﺗﻜﺜﻒ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻛﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻓﻬﺎﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺘﻞ
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ، ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺴﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺒﻠﻞ ﺛﺮﺍﻩ ، ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻳﺘﺎﻭﻕ ﻭ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ ، ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ
ﺣﺘﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻒ ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺞ ﺷﻌﺮﻱ ﻣﻤﺘﻊ ﺣﻮﻝ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪ
(( ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻨﺪﻙ
ﻭ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻻﺿﺎﻓﻲ
ﺟﻴﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻧﻔﺮﻕ
ﻧﺠﻲ ﻧﻠﻘﺎﻫﻮ ﻣﺎﻓﻲ
ﻻ ﺳﺎﻓﺮ ﻣﺸﺮﻕ
ﻻ ﻓﺘﺮﺍﻥ ﻭ ﻏﺎﻓﻲ
ﻭﻳﻦ ﻋﻤﻲ ﺍﻟﺒﻄﺮﻕ
ﺟﻮﺍﻱ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻲ ؟
ﻳﺎ ﻛﺮﺳﻲ ﻭ ﺳﺮﻳﺮﻭ
ﻫﻞ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺩﺍﻓﻲ ؟
ﻳﺎ ﻣﺮﺗﺒﺘﻮ ﻳﻤﻜﻦ
ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻮ ﻗﺎﻋﺪ
ﻳﻘﺮﺃ ﻭ ﺫﻫﻨﻮ ﺻﺎﻓﻲ
ﻳﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺍﻣﺲ
ﻭﻳﻦ ﺍﻟﺼﻮﺗﻮ ﻫﺎﻣﺲ ؟
ﻛﺎﻟﻤﺘﺮﺍﺭ ﻳﺴﺎﺳﻖ
ﻭ ﻳﻤﺸﻲ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺤﻔﻴﻒ
ﻭ ﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻋﺎﻟﻖ
ﺛﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻖ
ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ
ﺗﺼﻄﻒ ﺍﻟﻜﺒﺎﺑﻲ
ﺍﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺻﺒﺎﻳﺎ
ﺑﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻲ
ﻭ ﺍﻟﻈﻞ ﺍﻟﻮﺭﻳﻒ
ﺍﺣﻤﺮ ﺯﺍﻫﻲ ﺑﺎﻫﻲ
ﻳﻠﻔﺖ ﺇﻧﺘﺒﺎﻫﻲ
ﻫﻞ ﺳﻜﺮ ﺯﻳﺎﺩﻩ
ﺍﻡ ﺳﻜﺮ ﺧﻔﻴﻒ ؟ ))
ﻳﺎ ﻟﻌﺬﻭﺑﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻭ ﻳﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻐﺎﻣﺮ ﺿﺪ ﻣﻌﻨﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻚ ﺣﻖ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﻭ ﺗﺮﺍﻣﺲ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭ ﺛﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻖ ﻭ
ﺇﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﻜﺒﺎﺑﻲ ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻥ ﺗﺴﺘﻨﻄﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻬﺎ ﺗﺠﺪ
ﺍﺟﺎﺑﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ، ﺗﺬﻭﻗﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺬﻭﺑﺔﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻥ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﻥ ، ﺗﺬﻭﻗﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻋﺬﻭﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ
(( ﻫﻞ ﺳﻜﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ
ﺍﻡ ﺳﻜﺮ ﺧﻔﻴﻒ ؟ ))
ﺍﻧﻪ ﺻﻮﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ
(( ﻳﻨﺪﻩ ﻟﻠﺒﻨﻴﻪ
ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﻼﻭﻩ
ﻭ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻳﻄﻴﺐ
ﻳﺪﺧﻞ ( ﺟﻨﻮ ﻣﻨﻮ )
ﻣﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ
ﻳﺴﺘﻨﻲ ﺍﻟﻨﺼﻴﺐ
ﺍﻟﺪﻓﻮ ﻭ ﺍﻟﻨﺪﺍﻭﺓ
ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺎ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﻴﺮ
ﻛﺎﻟﻐﺰﻻﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺨﺼﻴﺐ
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻮﺑﻪ ﻋﺬﺑﺔ
ﻭ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﺍﻟﺮﻃﻴﺐ
ﻭ ﻛﻢ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺨﺪﺓ
ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺩﺓ
ﻟﻠﺠﻨﺎ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ
ﻋﺸﺔ ﻋﺸﺐ ﺍﺧﻀﺮ
ﻭﺟﺪﻭﻝ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﺐ ))
ﻫﻨﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺩﻣﻌﺔ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻲ ﺭﺍﻭ ﻳﺴﺘﻌﺬﺏ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﻣﻊ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ - ﺍﻟﺒﻨﻴﻪ ﻭﺟﻨﻮ
ﻣﻨﻮ - ، ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻟﺪﻱ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﺍﻥ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺬﻭﺑﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ، ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪﻱ
(( ﻭ ﻛﻢ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺨﺪﺓ
ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺩﺓ ))
ﻫﻜﺬﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻜﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ، ﺇﻧﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻣﻦ ﺭﺍﻫﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻲ ﻣﺘﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻨﻲ ، ﺇﻧﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺭﻓﻀﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻤﺎﻟﻲ
(( ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺒﺘﻄﻠﻊ
ﺑﻠﺖ ﻣﻨﻮ ﺭﻳﻘﺎ
ﻭ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺘﺴﻄﻊ
ﻓﻴﻬﻮ ﻧﺸﻮﻑ ﺑﺮﻳﻘﺎ
ﻭ ﺍﻟﻨﺪﻱ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺘﻮ
ﻳﻄﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻳﻘﺔ
ﻧﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺘﻮ
ﺯﻱ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳقة
ﺷﺎﻳﻴﻬﻮ ﻭ ﻃﺮﻗﺘﻮ
ﻭ ﺍﻻﻳﺪﻱ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ
ﺍﻟﻼ ﺗﺴﺪ ﻓﺮﻗﺘﻮ
ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﺭﻗﺘﻮ
ﻳﺎ ﻣﻮﺕ ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺘﻮ
ﻣﻨﻨﺎ ﻗﺪ ﺳﺮﻗﺘﻮ
ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ
ﺩﻩ ﻭﻗﺘﻮ ؟
ﻟﻜﻨﻚ ﺣﻘﻴﻘﻪ ))
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺪﻱ ﻭ ﺍﻻﻳﺪﻱ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻭ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﻤﻤﺘﻊ ﻛﻲ ﺗﻜﺜﻒ ﻣﻌﻨﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻭ ﺗﺘﻮﺳﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻻ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻪ ﻛﺤﻘﻴﻘﺔ
(( ﺍﻟﻨﻔﺎﺟﻮ ﻓﺎﺗﺢ
ﻣﺎﺑﻴﺖ ﺩﻳﻦ ﻭ ﺩﻳﻦ
ﻧﻔﺤﺔ ﻣﺤﻤﺪﻳﺔ
ﻭ ﺩﻓﺌﺎ ﻛﺎﻟﻀﺮﻳﺢ
ﻣﻴﻀﻨﺔ ﻛﻢ ﺗﻼﻟﻲ
ﺟﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
ﻣﺠﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺎﻟﻲ
ﻣﺮﻳﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ))
ﻳﺒﻜﻲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻜﻞ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﻭ ﻛﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﻭ ﺗﻨﺤﺎﺯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻬﺎ ﻭ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﺾ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﻭ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﺤﻴﺪ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﻔﺠﺮ ﻣﺎﺛﻞ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺍﻭ ﻓﻮﺍﺻﻞ ﻭ ﻳﺴﺘﺜﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﺑﻌﺬﻭﺑﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﻡ ﺍﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺠﻮﻥ ، ﺍﻟﻢ ﺍﻗﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻥ ﻳﺤﻮﻝ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻲ ﻋﺎﻡ ﻫﻲ ﻣﻴﺰﺓ
ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﺧﻴﺮﺍ ﻳﺼﺮ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺸﻔﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﺳﺘﻨﻄﺎﻕ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﻭ
ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
( ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ) ﻳﻌﺬﺏ ﺣﺘﻲ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻮﻟﻪ ﻳﻌﺎﻳﺸﻬﺎ ﻭ ﺗﻌﺎﻳﺸﻪ
(( ﻭﻳﻦ ﻋﻤﻲ ﺍﻟﺒﻄﺮﻕ
ﺟﻮﺍﻱ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻲ ؟
ﻳﺎ ﻛﺮﺳﻲ ﻭ ﺳﺮﻳﺮﻭ
ﻫﻞ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺩﺍﻓﻲ ؟
ﻳﺎ ﻣﺮﺗﺒﺘﻮ ﻳﻤﻜﻦ
ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺘﻮ ﻗﺎﻋﺪ
ﻳﻘﺮﺃ ﻭ ﺫﻫﻨﻮ ﺻﺎﻓﻲ ))
ﻫﻲ ﺩﻣﻌﺔ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﺗﻬﺰﻡ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻻﺯﻟﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ
ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ ﻭ ﻟﺪﻣﻌﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ( ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺠﻼﺩ ) ﻭ ﻫﻲ ﺗﻔﺠﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻏﻨﺎﺀ ﺑﺎﻫﻴﺎ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﻣﺘﺪﻓﻘﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﻭﺡ

 

آراء