العراق والسودان ضحايا الازمة الاخلاقية وتسويات النظام العالمي مع الانظمة القمعية
من الاخبار الملفتة للانظار هذا الصباح الخبر الذي يتحدث عن اصابة سفير الاتحاد الاوربي لدي العراق بالتسمم نتمني له عاجل الشفاء وان يعود لمزوالة عملة وذلك بعد تناوله جرعة ماء من النوع الذي يتناولة ملايين الغلابة من المهضومين في مدينة البصرة العراقية المنكوبة.
وذلك بعد انهيار مؤسسات الدولة القومية والبنية الاساسية في بلاد الرافدين ضمن استحقاقات مرحلة مابعد غزو واحتلال العراق وانتقال السلطة للاحزاب الدينية والخمينية وانتشار العنف والارهاب المتبادل ووقوع الاغلبية الصامتة من العراقيين بين مرمي النيران الي جانب الفساد والنهب الغير مسبوق لموارد العراق والسودان.
ويتلاحظ ان الشعوب في العراق والسودان يتعرضون لازمات متشابهة مع اختلاف التفاصيل من حروب وتكتلات طائفية هناك واثنية وقبلية هنا الي جانب الفقر والانهيارات الاقتصادية والازمات الخدمية وانتشار العنف والقتل العشوائي وتدهور الاوضاع الصحية والبيئة والتعرض الي الاهمال من دول النظام الاقليمي والدولي حيث لاتحتل قضايا البلدين اي اولوية لديهم في ظل التركيز علي عقد الصفقات والتسويات مع انظمة الامر الواقع في بغداد والخرطوم والاستعانة بهم في ترقيع النظام الدولي الذي يعاني من ازمة اخلاقية بالدرجة الاولي يعجز معها من دعم مطالب شعوب البلدين والاغلبيات الصامتة في السودان والعراق وحقهم المشروع في الامن والحرية والعيش الكريم.
النظام العالمي ودولة الكبري تعاني من سوء التقدير في تحليل وادارة الازمات فاصبح بعضها يستعين علي الارهاب بارهاب اخر يقل خطورة واكثر مرونة في ظل الابقاء علي الحريق في بلدان لاتوجد فيها مؤسسة قومية واحدة وتحكمها اقليات نشطة من احزاب ومنظمات دينية عقائدية وفاسدة لافرق بين اخونية وخمينية.