عن غربة وئام شوقي وكم نظرنا هلال
وقفت وئام شوقي في حلقة برنامج "شباب توك" الذي بثته القناة الألمانية "دويتشه فيله" من الخرطوم بالتعاون مع قناة "سودانية ٢٤" في منتصف سبتمبر الماضي في وجه البروفسير محمد عثمان صالح، عضو مجمع الفقة السوداني ورئيس هيئة علماء السودان، أعلى سلطة دينية رسمية في البلاد، تنافح عن نفسها ضد المظالم التي تصيب النساء من سلطان الرجال. صرخت في وجهه وهي تعدد آلات هذا الاضطهاد ومظاهره وهتفت بحرية الجسد المؤنث. ارتبك صالح، ٧٦ عام، كما ارتبك الحضور في عمر وئام نساءا ورجالا أمام صوتها الحاد واستنفرت دوائر دينية سلفية قواها لتصد ما اعتبرته شرخا للدين وطعنا في العقيدة. اجتمع متحدثون في مساجد العاصمة الخرطوم للرد على وئام فسفهوها وقالوا فاجرة ملحدة من بيت شيوعي. زاد أحدهم فتهكم على مقدم البرنامج، جعفر عبد الكريم، مستشهدا بنص من الإمام الذهبي الذي بوب بحسب المتحدث في الكبائر بابا بتحريم النظر إلى الولد الأمرد!
كان البروفسير صالح ضمن حديثه برر التحرش الجنسي بالتبرج فقال من تبرجت فتحت الباب على مصراعيه للمتحرشين الذي تثور غرائزهم الجنسية ولا يستطيعون عليها صبرا، كما دافع ما استطاع عن زواج كل بنت تبلغ المراهقة وعن تثبيط الهمة الجنسية المؤنثة بسنة الطهارة التي قال شرعت إزالة طرف من البظر. قال أحد الشيوخ في مسجد خرطومي أن الغرض من دعوى الحرية التي قالت بها وئام ومن اتفقن معها هو تيسير الوصول إلى جسد المرأة. زاد أحد رجال الدين في المسجد أن ما يطلب هؤلاء هو تطبيق منهج ماركس وانجلز ولينين. استشهد المتحدث بسطور مختارة من "البيان الشيوعي" عن إشاعة النساء قال فيها كاتباه: "للمناسبة، لا شئ أكثر إثارة للسخرية من ذعر برجوازيتنا الأخلاقي المسرف في أخلاقيته، من إشاعة النساء الرسمية، المدعى بها على الشيوعيين. فالشيوعيون ليسوا بحاجة إلى إدخال إشاعة النساء، فقد وجدت على الدوام تقريبا". خلص المتحدث من السطرين إلى أن الشيوعيين يجيزون إشاعة النساء لأنها حقيقة قائمة وقد قرأ بالضرورة السطرين التاليين:"فالزواج البرجوازي في الحقيقة هو إشاعة النساء المتزوجات، وقصارى ما يمكن أن يلام عليه الشيوعيون، هو أنهم يريدون إحلال إشاعة رسمية وصريحة للنساء محل إشاعة مستترة نفاقا. وللمناسبة، من البديهي أنه بإلغاء علاقات الإنتاج الراهنة تزول أيضا إشاعة النساء الناجمة عنها، أي يزول البغاء الرسمي وغير الرسمي."
احتفى رجال الدين أيما احتفاء باستياء طائفة عريضة من الرجال وكذلك النساء من حديث وئام ومن نصرنها، "البنات الشيوعيات" في عبارتهم، كونه صدر من عوام مسلمات ومسلمين وليس من الصف السلفي فقط وحق لهم. كتب السيد الصادق المهدي، إمام طائفة الأنصار الدينية، في رسالة بعنوان "قضية الآنسة وئام شوقي" يحذر من ثورة ترفض الواقع الاجتماعي الراهن في السودان وتعبر عن تغييرات عميقة فيه منها انتشار المسيحية بين النازحين المسلمين من مواقع الصراع الحربي في أطراف البلاد، المجاهرة بالإلحاد وسط الشباب، الاستلاب الثقافي الغربي ومقابله التطرف الديني وسط بنات وأبناء السودانيين القاطنين في الغرب، انتشار المخدرات والأمراض النفسية وسط الشباب…إلخ. استفزت وئام إذن اقتصاد القيم المحيط بالجسد المؤنث فمن مطلب الحرية والمساواة الذي صرخت به استخلص الرجال والنساء الذين تصدوا لها مخاطر جمة، من دعوى إشاعة المرأة حتى سلامة بيضة الدين التي يتربص بها التنصير والإلحاد. ليس مثل جسد المرأة شئ فهو بهذا المعنى جغرافية لاقتصاد القيم تنتصب فيه ركائزه وتحيط به قيمه وهو ساحة للصراع الاجتماعي تعترك عليه القوى كونه محل الخصوبة والتكاثر وكون المرأة بهذا التقدير صاحبة المسؤولية الأولى عن التنشئة والتربية وبالتالي إعادة إنتاج نظام القيم الاجتماعية.
ما مخالفة وئام أذن وقد صارت إسما لمتمردات على مصير الجغرافية هذا، وهن كثر. ما الذي جهرت به ولم يكن في الحقيقة سرا؟ قد تفيد في التصدي لهذا السؤال واقعة من السيرة السوفييتية. عندما جهر نيكيتا خروتشوف سكرتير أول الحزب الشيوعي السوفييتي بجرائم العهد الستاليني في خطابه "السري" في المؤتمر العشرين للحزب وأدان جوزيف ستالين انهار عشرات الشيوعيين المغاوير من حضور المؤتمر من هول الصدمة. قضى بوليسلاف بييروت، سكرتير الحزب الشيوعي البولندي المتزمت، بالسكتة القلبية وانتحر الكساندر فادييف، الكاتب الستاليني الطراز بامتياز بعد أمد قليل من المؤتمر. شخص سلافو جيجيك في "مرحبا بكم في صحراء الواقع" (٢٠٠٢) هذا الهول بانهيار "الوهم الموضوعي" الذي يؤطر عالمهم. لم تكن جرائم العهد السوفييتي خافية على هؤلاء كما لم يمنعهم التقى الشيوعي من الانخراط في هذه الجرائم. لكن مثل وهم البطولة الستالينية بالنسبة لهم الخلفية الموضوعية التي تشرعن سعيهم الشرس نحو السلطة ومتى تفككت أسطورة ستالين علنا فقدوا آزرة ذواتهم. عند جيجيك لم يعتقد هؤلاء في صحة طريق ستالين وكفى لكن وكلوا ستالين بالإيمان بصحة ما يفعل ويفعلون هم نيابة عنهم، أي كان بمثابة الضامن لصواب مساعيهم، أزاحوا مسؤولية اختبار هذا الإيمان عن كاهلهم وقام به الآخر العظيم عنهم.
ليتسنى لرجال الدين مهاجمة وئام وقريناتها كان من الضروري سحبها خارج حجاب "بت البلد" المؤتمنة على النظام القيمي وإعلانها "شيوعية" لا تصح عليها المحاذير التي تحيط بالآنسات من كريمات الطبقة الوسطى المصونات. هذا على عكس السيد الصادق المهدي الذي رد وئام إلى هذا الحرز باختياره "الآنسة" تعريفا لها في عنوان رسالته. تخوف السيد الصادق المهدي من تداعي الاقتصاد القيمي في سياق "ثورة اجتماعية" فوئام ونصيراتها جسدن بمناكفتهن للبروفسير صالح عرضا لهذا التداعي. في مقابل ذلك، أكدت الآنسة المحجبة التي قالت كما قال البروفسير صالح أن التحرش الجنسي رد فعل على التبرج على سلامة هذا الاقتصاد القيمي ونجاعته في حماية من تلتزم بمطلوباته، أي في هذه الحالة الحشمة. من ناحيتها قالت وئام وأخريات أن المتحرشين لا تصدهم الحشمة واستشهدن بما تلاقيه أمهاتهن ذوات "التوب" في الشارع، أي ضربن المثل لتدهور النظام القيمي لا من جهة تبرج النساء لكن من جهة انتهاك الرجال لهذا النظام باعتدائهم على حارساته الأمهات.
الذي ساء رجال الدين وأثار ثائرة غير السلفيين والسلفيين وكذلك الآنسة التي تصدت لوئام هو التعريض بمعنى "الرجالة"، مفهوم الذكورة السوداني، والتشهير بمتناقضاته. فالرجالة مختصر الخواص والقيم التي بها يتفاضل الرجال عن النساء، المستودع الذي أشار إليه المرحوم الشاعر محجوب شريف في قصيدته "عشرة مقاطع للحياة" وهو يقول "إنسانة أبسط ما يقال، لو صاح أعز من النساوين الرجال، أنثى ولا دستة رجال". لا تستقي الرجالة سلامتها من اعتقاد الرجال في صحتها لكن بالدرجة الأولى كما أثبتت الآنسة التي انبرت لوئام في اعتقاد النساء في سلامة اقتصاد القيم الذي تمثله، أي سلسلة عشا البايتات ومقنع الكاشفات وما إلى ذلك من محمود الرجالة. متى تدهور هذا الاعتقاد وبانت "عورة" الرجالة تشقق بنيانها فالرجالة هشة إذا صحت العبارة، "وهم موضوعي"، لا تتأكد عند صاحبها إلا إذا وقف على شواهدها عند مستقبلاتها النساء. لذا، ربما فعالية الزغاريد في كل محفل والحفاوة الذكورية بتجديد حياة غناء الحماسة البطولي في انعدام الأبطال على يد مغنيات فاتنات لم يثرن حفيظة رجال الدين وغيرهم قدر ما سفرن كما أثارت وئام شوقي. جريرة وئام إذن هي تجريح "الوهم الموضوعي" الذي تمثله الرجالة ومقابلها المؤنث، هي تسفيه الازدواج الذي يحفظ للرجال رجالتهم وللإناث أنوثتهن في حلف أمرد يوجب غض البصر.
لم تقف وئام عند مطلب المساواة وهو مطلب تقول به حتى النسوية الإسلامية من باب التصدي لقضايا العصر من موقع عقدي إسلامي. بل تعرضت فوق ذلك لرابطة الزواج الذي قالت عنه أنه "مؤسسة سيئة" فشككت بذلك في جدوى المستجد من الرومانسية السودانية. وهذه توليفة لديالكتيك الرجالة يعبر عنها جيل واسع الشعبية من الشاعرات الرقيقات من لدن روضة الحاج في مثل "أحببتك وسأحبك، لو أصبح الليل فجرا ولو صار الفجر ليلا، لو أصبح الماء ترابا ولو صار التراب ماءا" وتجد ربما اكتمالها عند سلمى الحسن صاحبة "شفتو الولد الشفت الساكن في أعماق البت السمحة". يتقابل الولد الشفت والبت السمحة أفرادا كما يلزم في اقتصاد السوق "الحر" مستهلكين مباشرين لمادة الغرام دون وسيط اجتماعي وقد انعزلوا عن زحمة "كم نظرنا هلال ما شاقنا غير هلالو". الولد الشفت والبت السمحة لا يلزمهما إعلان محمد علي عبد الله الأمي للجمهور "يا ناس بريدا وهالكني ريدها زينة البنات" ولا تحبسهما عن المباشرة أضغاث "الطيف والصحيان" كما لا يكفيهما لقاء "بلالي" اليتيم يوم العيد. يعد ازدواج الولد الشفت والبت السمحة بصون الرجالة ومقابلها في عالم مضطرب لكن هيهات فطرفاه كما في كل ديالكتيك يصطرعان ويتوحدان، فمنهما بالمضاد الولد السمح والبت الشفتة وفيه احتمال تجاوز الإثنين معا فيما يعرف بنفي النفي، وهذا ربما مطلب وئام!
على كل حال، لم يعد في مستودع الرجالة ما يكافئ مطلوبات هذا الوعد هكذا كفاحا بدون فعالية البنت الشفتة التي لم يعد يغنيها أن تتعطر وتتكئ في انتظار جودو "المشلخ تي" وإلا وقعت في ورطة "ود الخال الحبو بالجوال" و"ود العم العيشتو كلها غم" إلى آخر السباب المؤنث لرجالة خائبة. لكن، ما مصدر هذه الخيبة؟ لو صبر رجل الدين أعلاه على البيان الشيوعي للمرحومين ماركس وانجلز لوجد فيهما نصيرين غير متوقعين. كتب الإثنان في البيان ضمن تحليلهما للدور الثوري الذي لعبته البرجوازية في التاريخ أنها:
"حين ظفرت باليد العليا دمرت العلاقات الإقطاعية والأبوية والعاطفية المثالية كافة والتي كانت تربط الإنسان بسادته، ولم تبق على أي رابطة بين الإنسان وأخيه سوى المصلحة البحتة والإلزام القاسي بالدفع نقدا. لقد أغرقت البرجوازية الخلجات الروحية السامية للحماسة الدينية والنخوة البطولية وكذا العاطفية الفجة في لج التقديرات الأنانية. أزاحت البرجوازية قيمة الشخص واعتباره وجعلت محلها القيمة التبادلية واستبدلت الحريات الكثيرة المحروسة بالقانون وغير القابلة للنقض بحرية واحدة هي حرية التجارة. باختصار، استبدلت البرجوازية الاستغلال المغلف بالأوهام السياسية والدينية بالاستغلال الصارخ العاري العنيف والمباشر. جردت البرجوازية كل مهنة كانت محل احترام ورهبة من هالتها فحولت الطبيب والمحامي ورجل الدين والشاعر والعالم كلهم حولتهم إلى عمال أجراء. كذلك أزاحت البرجوازية عن الأسرة الستار العاطفي فتدهورت إلى علاقة مالية ليس إلا."
تسابقت لجان مساجد العاصمة ذات الصيت في رمضان الماضي للفوز بتعاقدات مع أئمة نجوم من الذين يحج إليهم المصلون. بل نشرت بعض المساجد إعلانات مدفوعة في الصحف السيارة تدعو المصلين إلى صف الإمام صاحب الصوت الخاشع الذي يضمن لكل منهم نوبة بكاء حارة تعتق صاحبها بإذن الله من النار. بلغت أجور بعض الأئمة النجوم ٣٠ ألف في الشهر الفضيل بالمقارنة مع ٧ إلى ٨ ألف لأئمة الدرجة الثانية. ماذا يبيع هذا الإمام إذن وماذا يشتري المصلون عبر لجنة المسجد؟ الخشوع كما يبدو. إذا بلغ التسليع الخشوع فلا غرو أن انهتك اقتصاد القيم الذي من مفرداته البارزة الرجالة وما يليها. اختبر الناس إزاحة الستار العاطفي عن الأسرة وتدهورها إلى علاقات مالية وما اعتبرته وئام سوءا يسكن مؤسسة الزواج في الهرب الوبائي من مسؤوليات الرجالة. انعقدت في قاعة الزبير في مارس الماضي ورشة عمل لمناقشة قضايا الطلاق خاطبتها الدكتورة ستنا عبد الجليل، قاضي المحكمة العليا، والسيدة مشاعر الدولب، وزيرة الرعاية الاجتماعية، ضمن آخرين. جاءت الدكتورة ستنا عبد الجليل بإحصاءات تقول أن محاكم الخرطوم سجلت أكثر من ١٠ آلاف حالة طلاق في العام ٢٠١٧ بحيث بلغت نسبة الطلاق عبر المحاكم في الخرطوم ٦٧٪. تحدث في الورشة صاحب مركز مختص بالتوعية الأسرية طالب الدولة بإصدار قانون خاص لا يسمح للراغبين بالزواج إلا بعد نيل شهادة تأهيل للحياة الزوجية، من مركزه ربما، ولا عجب فالسوق يتحدى الملل. أصدرت القضائية في يناير ٢٠١٨ تقريرا ضافيا في هذا الخصوص عن الفترة من أكتوبر حتى ديسمبر ٢٠١٦ في الخرطوم جاء فيه أن كل ٣ زيجات تقابلها حالة طلاق واحدة حيث سجلت القضائية خلال هذه الفترة حوالي ٣٩ ألف زيجة و١٣ ألف طلاق وخلال العام ٢٠١٦ حوالي ١٥٣ ألف زيجة في مقابل ٥٦ ألف طلاق.
وحدة الولد الشفت والبت السمحة كما يبدو من هذه الإحصاءات لا حصانة لها في اقتصاد سياسي امتدت يده الطويلة حتى بلغت القلوب الخاشعة والعيون الدامعة دع عنك "ريدة" عذارى الحي وفتيانه فهؤلاء وقوة عملهم أول الأمر صادر السودان الأول إلى العالم وشبكة أمان معيشة أهله. لا غرابة إذن إن فقدت وئام الأمل في اقتصاد القيم المحيط بالرجالة، أو كما قالت لمعتز بانجليزية غاضبة الشيوخ والأسرة والدين والحكومة، أي النظام الاجتماعي ومؤسساته. انتبهت الوزيرة مشاعر الدولب في كلمتها أمام ورشة قاعة الزبير إلى "كج" السوق الذي يحاصر مؤسسة الزواج "السيئة" بعبارة وئام، لكن حصرت تشخيصها في شغف لم تجد له تفسيرا بالصرف البذخي. قالت الوزيرة: "المظاهر أصبحت موجودة في جميع أمورنا الحياتية. يعني إنت تمشي بيت البكا ما بتعرف الوجبة التي قدمت وجبة عزاء أم ماذا؟" لتضيف: "عندما يشعر الشباب أن الزواج مجرد بذخ يضيع معنى الزواج ويصبح الأمر كأنما يشتري الشخص سلعة وليس يقيم حياة تنبني على المودة والرحمة". قالت الوزيرة إذن أن ازدواج الولد الشفت والبت السمحة التي تأمل فيه سلمى الحسن ستار آيديولوجي لعلاقة باطنية قوامها "الدفع نقدا" كما في بيان الشيخين ماركس وانجلز والله غالب، فمن الشيوعية ناو؟
إزاء بطش السوق هذا حيث أزاح "الشفت" صاحب البرادو الأولين من مدرس ومحامي ودبلوماسي في تراتب الانتخاب المؤنث وحلت "السمحة" مكان بنت العم المصونة لم يبق أمام الرجالة وقد انحسر عنها كل معنى عدا "الدفع نقدا" سوى التلويح بفجاجتها، تحرش وتنمر وقلة أدب. لا تستقيم الرجالة سوى بانعكاسها في الاحتفاء المؤنث بها وهذا الاحتفاء شرطه الأول في سياق التسليع الذي أشارت إليه الوزيرة مشاعر الدولب سعة مالية تجد ترجمتها في الذي قالت الوزيرة أنه "بذخ" تجب محاربته. لكن لهذا البذخ وظيفة اجتماعية، وهو كما يبدو أصبح عين الرجالة مذكرة ومؤنثة. أما رجال الدين الذين تصدوا لوئام شوقي، الشيوعية أو الآنسة، فعليهم بماركس، عنده بركة قد تشرح أين ذهبت رجالتهم الهشة التي تهددها كلمات فتاة وولد أمرد.
m.elgizouli@gmail.com
m.elgizouli@gmail.com