عبد الله بولا: بانوراما على خلفية رحيل أيقونة ثقافية

 


 

حسن الجزولي
23 December, 2018

 


نقاط بعد البث

* لم يهدأ صرير الأقلام المحبرة والجافة معاً، ولا أصوات النقرات الخفيفة على لوحات الكتابات في أجهزة الف باء الأحرف الحديثة، منذ أن نعى الناعي الرحيل الفاجع للتشكيلي والمفكر والانسان السوداني البديع عبد الله بولا فجر الثلاثاء الماضي 18 ديسمبر 2018، ما يؤكد ظاهرة الرصد للعام المنقضي الذي يأبى المغادرة دون أن يختطف معه خيرة مبدعي بلادنا الذين ظلوا يساهمون في تشكيل وجدان إنسان السودان بمختلف ضروب التشكيل، ففي خلال أقل من أشهر معدودة فجعت البلاد برحيل عدد من هؤلاء، آخرهم كان كل من الدرامي يحيي الحاج والمطربة أم بلينة السنوسي وقبلهما كل من المطرب السني الضوي والقانوني الضليع أمين مكي مدني والشاعرين المبدعين محمد يوسف موسى وسيف الدين الدسوقي، وهكذا، حتى نصل لبولا الذي غاب عن المشهد، وهكذا ،، فهل بهكذا رحيل لمبدعين وناشطين اجتماعيين، يريد العام المنقضي أن يروي لنا (مصرع الانسان الممتاز) في طبعة أخيرة ،، أم ماذا يا بولا؟!.
* وبولا هو عبد الله أحمد البشير، فنان تشكيلي ومفكر سوداني برز في المشهد الثقافي والفضاء الفني العام بالبلاد، منذ منتصف ستينات القرن الماضي، من مواليد 1943 بمدينته بربر التي لهج لسانه بمحبتها، تخرج من كلية الفنون الجميلة في العام 1967، نال درجة الماجستير في العام 1980 في فرنسا وكذا الدكتوراة من جامعة السربون في العام 1984 وقد ساهم بقوة في ترسيخ معالم الوعي والانفعال بالحركة التشكيلية بالبلاد في أوساط الفئات المستنيرة عن طريق النشاط البصري الفني والكتابات الفكرية العميقة، وهو يعتبر لدى قطاعات واسعة من الشباب في مراحل معينة من حقب البلاد، بمثابة أيقونة معرفية لهم برؤاه الفكرية وطروحاته التي أثرت لديهم المشهد الفكري والثقافي والفني بشكل عام.
* على خلفية هذا الرحيل الذي لا نستطيع التعبير عنه وجدتمنونا نلجأ لمثل هذه الكتابة التي ربما ستخفف عنا نحواً ما شيئاً من الاحساس بالألم الممض والأسى العميق على فداحة الفقد. على المستوى الشخصي أنعيه وتتلآلآ في ذاكرتي لوحته التي برني بها لتزين كتابي "بيوت سيئة السمعة" غلافه كأفضل عمل يعبر عن مأساة الانسان تحت سياط جلاده!.
* تناوله العديد من الكتاب وأضاء شخصيته من عرفوه ودرسوه وتقربوا إليه.
* تناوله الكاتب السوداني ساندي كودي عبر مقال مطول له بعنوان "أزمنة الإنفلات والتمرد: في سيرة عبد الله بولا" بدورية "Sudan voices" كفنان متفرد وذو نزعة فطرية للانفلات من أي قيد اجتماعي!، مركزاً فيه على الظروف الاجتماعية التي شكلت توجهاته، مشيراً لنشأته وتنقله مع والده عامل السكة حديد لمختلف المناطق، " والذي استقر به بعد تقاعده بمدينة بربر متعددة الثقافات، وفي جو أسري خالي من العنف". ونقل مقال كودي عنه انطباعات بعض طلابه بمدرسة حنتوب الثانوية والذين شهدوا له أنه وبمجرد وصوله كمعلم جديد لمادة الفنون بالمدرسة وما أن دلف لسوح المدرسة، حرص على السؤال عن مسرحها قبل أن يسأل عن مكتب الناظر الذي من المفترض أن يذهب إليه ويسلمه خطاب النقل للمدرسة!، الأمر الذي لفت انتباه الطلاب إليه فالتفوا حوله على المستوى الاجتماعي قبل الأكاديمي وأحبوه وأطلقوا عليه اسم بيكاسو كإسم اشتهر به طيلة فترة تواجده بحنتوب. فهل اسم "بولا" "كنية عائلية " أم لقب" إذن؟!.
* حكوا - طلابه - وقائع متعددة ،، وضمن ذلك حكوا عن أشكال تحريضه الذكي لهم وتأثيره عليهم في حنتوب، قالوا أنهم قرروا الاشتراك في تظاهرة يتم الاعداد لها بمدينة ود مدني فطلبوا منه التوسط لدى إدارة المدرسة لتسمح لهم بذلك، ولما كان أولئك الطلاب ذوي نزعة "ثورية" - وقد سماهم هو نفسه بـ "البلاشفة" - فقد وعدهم بالتوسط ولكنه تجاهل الأمر ولم يفعل، وما حدث هو أن المشتركين في تلك التظاهرة وقع عليهم عقاب بالجلد من قبل إدارة المدرسة، فعدوا ذلك خيانة وتخلف من وعد قطعه عليهم أستاذهم، إلا أنه رد عليهم قائلاً بسخرية "إنتوا مش البلاشفة وعاوزين تغيرو المجتمع؟ طيب ما قادريت تستحملو عشرة سيطان؟ قوموا امشوا يلا". ففهموا شيئاً!.
* كان يؤمن بأن لكل شخص مشروع يخصه، وأن تدخل المؤسسة الرسمية في الادارة التعليمية بكلية الفنون في أذواق ورؤى وأمزجة الطلاب في مشاريعهم الفنية إنما فيه كبت ومصادرة لحريات التعبير لديهم تحت دعاوى إفساد الذوق العام" لذا فإن أعماله لم تحظ بأي عرض طيلة فترة دراسته بالكلية وكانت تصادر دوماً، فضلاً عن أنه كان ضد التوجه المتعلق بتقديم هذه المؤسسات "أجوبة معلبة لاسئلة لا تشغل بال الطلاب، وكان بولا يرفض اسلوب التلقين هذا".
* وقد أشار كودي لصديق بولا الحميم حسن موسى المفكر والتشكيلي الآخر المعروف، حيث يحكي عنه أيضاً، أن أستاذاً لبولا طلب من الطلاب أن يجلبوا أشياءاً من "الكوشة" تنفع لأن تكون مشروع عمل تشكيلي وفني، على نمط أفكار التشكيلي العالمي بيكاسو، فرفض بولا من حيث المبدأ مثل هكذا تفكير وتوجه، وعندما الح أستاذه على ضرورة تنفيذ "الواجب الأكاديمي" لم يتردد بولا من الذهاب لأقرب "كوشة" حيث وجد جثة متعفنة لبقرة ضخمة، فربطها بحبل متين وجاء بها يجرها لداخل مباني الكلية، مما جعل مديرها يستشيط ويصرخ غاضباً!. "ولا يمكن تفسير هذه الصرخة سوى أنها نوع من الضجر الناتج عن سوء فهم العملية التربوية، بمحاولة إجابة اسئلة غير مهمة للطلاب، وتناسي اسئلتهم الملحة، وهذا ما حاول بولا تفاديه حين أصبح معلماً لاحقاً. كان يعتبر الطالب عنده هو أساس العملية التعليمية، وكان مؤمناً بمقدرات طلابه الإبداعية، فأفرد لهم مساحات كبيرة، وكان يتقرب من طلابه لدرجة قادت إلى خلافه مع أغلب المؤسسات التعليمية التي عمل بها"
* كما أشار كودي إلى انطباعات طلابه عنه، مشيرين لحقبة الستينيات والسبعينيات المليئة بالتحولات الفكرية والسياسية، خاصة أحلام ورغبات الطبقات المتوسطة بعد ثورة أكتوبر 1969، وهي الحقب التي أنتج فيها بولا أغلب مقالاته وبينها مقالاته المطولة الشهيرة بعنوان "مصرع الانسان الممتاز" التي عبر خلالها عن أحلام جيل نشأ بكامل وعيه الثوري، معبراً فيها عن "ايدلوجية تستند على رفض مطلق للظلم الإجتماعي والإستغلال الإقتصادي وكل اشكال الاستحواذ السياسي والثقافي، تزامنت هذه الحالة مع تبلور الحراكات المطلبية وتكوين النقابات، تلت هذه الفترة أحداث ما بعد العام 1971 حيث تميزت هذه الفترة بهجمة شرسة على قوى اليسار والقوى التقدمية، هذا هو السياق العام الذي أنتج أعمال بولا".
* تناوله أيضاً الكاتب عبد الله الفكي البشير عبر كتابته المعنونة "النُّخْبَةُ السودانية: المزاج الصَّفْوي والصِّرَاع العقيم بموقع " سودانايل" الالكتروني عبر إضاءة وتوضيح في مقال قيم كرسه لابراز معاني الفظاظة والخشونة والقسوة والنفس الحار بين النخبة السودانية في حواراتها – على قلتها – مشيراً فيه إلى نماذج قدمها كظاهرة بدأت " منذ ظهور طلائع المتعلمين في الشارع العام مع بواكير القرن العشرين، وزاد مع زيادة أعدادهم بفعل تراكم السنين والتوسع في التعليم ومؤسساته"!، ومن بين النماذج التي تناولها الشيخ كان ذاك الحوار الشهير والذي عرف باسم "حوارية لاهاي" حيث كان أحد أطرافها أستاذنا بولا بينما مثل الطرف الثاني د. حيدر إبراهيم علي.
* موضحاً أنها بدأت في يونيو عام 1997م، في هولندا، حيث تمت على هامش المؤتمر الذي نظمته "المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، فرع هولندا"، الذي ساهم فيه بولا بورقة عنوانها "إشكالية المثقف والسلطة". فالتقى وعلى هامش المؤتمرعدد من المثقفين الشباب ببولا، وأجروا معه حواراً في مقهى بمدينة "لاهاي"، "كان العنوان الرئيس للحوار هو: "إشكالية المثقف واستشكال الواقع .. مقاربة لتحديد السؤال"، نُشر الحوار في "صحيفة الخرطوم" عددي يوم 27 نوفمبر 1997م ويوم 4 ديسمبر 1997م." عبر فيه بولا عن رؤيته لمواقف المثقفين السودانيين وتحديات واقع بلادهم، إلى جانب موضوعات مختلفة، وقد أشار في الحوار لتجربة "مركز الدراسات السودانية" والذي كان د. حيدر إبراهيم علي يديره كمؤسسة ثقافية من مدينة القاهرة وقتها، فعقب حيدر إبراهيم على الحوار، بمقال كان عنوانه: "ثقافة جديدة .. بعقل قديم"، انتقد فيه مواقف ومنطلقات بولا، نُشر المقال بصحيفة الخرطوم يوم 15/1/1998م.
* نعاه العديد من مجايليه ومشايعي فنه وفكره السديد إضافة لطلابه وعارفي فضله، فقال عنه الكتب بشرى الفاضل وهو ينعيه، بأنه يعد "أستاذنا وأستاذ الأجيال وأحد المفكرين القلائل في السودان قبل أن يكون فنانا رساماً، حاذقاً، في السنوات الأخيرة قبل رحيله صمت عبد الله بولا جراء إصابته بعلة ليست في موعدها جراء مضاعفات السكري. .وكان الراحل العظيم قد رزئ برحيل إخوته تباعاً، أنور وعلى وعثمان وأسماء وقبلهما عمر وزينب رحمهم الله وهو رحيل فاجع ساهم من كل بد في صمته. العزاء لاسرته بباريس زوجته نجاة محمد علي وبناته فاطمة وعزة ونوار. العزاء لشقيقتيه بالسودان آمنه وحرم. والعزاء لتلاميذه على امتداد الوطن وعبر الأجيال، كان الصديق الراحل أستاذنا في حنتوب الثانوية وأسهم مع لفيف من الأساتذة الديمقراطيين الوطنيين في تأسيس تنظيم طلائع الهدهد وظل استاذنا مدى حياته. كان أحد الذين يعبقرون أقلام الكتاب الشباب بحواراته الثاقبة معهم إذ كان يحاورهم وهو يشعرهم بالندية. ظل عبد الله بولا مدافعاً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلدنا وفي كل مكان وقد أنشأ مع رفيقة دربه وبعض صحبهما (منبر سودان فور أوول) وأظهر من خلال كتاباته قناعاته الراسخة بالحرية والانعتاق من ربقة الشمولية والجهل والمرض. برحيله تكتسب الألوان قتامة وتغدو الكلمات باهتة فالراحل شاعر، هو شمس ستتسود الطوب في أرض الوطن بعد أيام، لكن نورها لن ينطفئ. وداعا أيها الإنسان، أي عقل انطفأ، أي وهج غاب، وداعاً بولا وستظل ذكراك ما حييينا".
* وقال عنه المخرج السينمائي وجدي كامل " يا للفقد، يا لطعم الالم، يا للحرقة، رحل حادي ركبنا ومهندس افكارنا وعاجن ارواحنا، غاب الساحر، رحل المعلم عبد الله بولا. العالم اكثر وحشة من اي وقت مضى.


* وفي نعي مطول نعاه الكاتب عبد الله الشقليني يقول في بادئته للتيجاني يوسف بشير:ـ
"وداعاً هزار الربى والأكم
أريش الجناح وسيق القدم
يطوف بالقلب شتى المنازع
هذا يطول وهذا اقتحم
وذكرى تجيء وأخرى تمر
وليل تقضى وفجر ألم
(1)
ليس له موعداً مع وهج الشمس أو استراحة على هضاب القمر. هو كالصيف لا يتعب ولا يزيده التعرّق إلا قوة. كالحواريين القدامى، لا تفتُ عضدهم مصيبة، ولا يسترزقون إلا من قوة إيمانهم. آخر مرة لقيته تحدثت معه عن " صلاح" الذي ولج الفنون الأفريقية والثقافية ونثير الهويّات، وانتشر في الفلاة ، وعمّ القرى والحضر.
قلت لك :
- ألست أنت من كتب عن ( مصرع الإنسان الممتاز) منذ سبعينات القرن العشرين؟، ألست أنت من علمتنا كيف نعيش مبدئنا ونحن نعمل له؟. وأن نفعل فعلنا السياسي، وتلك غير ممارستنا لفن الرسم؟
لم أزل أذكر يوماً حضرت غرفتنا في داخلية جامعة الخرطوم مساء ذات يوم، عام 1975، سلّمت علينا وكأنك تحمل الكرة الأرضية على كتفيك .قلت لنا :
- كنت مع أمي في مستشفى الخرطوم . فعلت كلما يمكنني فعله كي تعيش وتحيا ، ولكن الحياة اختارت أن تغيب جسداً.
وأفرط بك ألم شديد ... وسكتْ
لم نعرف وقع الصدمة علينا أنا وصديقي " قاسم " . تركناك وحدك في الغرفة ، غطينا جسدكم المُنهك وتركناك تداعب الأسى والتعب ، ثم غادرنا لبحري . كانت الجلابيب تملأ الليل بالبياض . وعرفنا أن الخطب جلل .أن تموت أمك ، أكثر وجعاً من أن يغادر أبيك.
(2)
هويتك تنطلق في البراري والهضاب ، تعرف أنحاء موطنك الأول والثاني . تسأل عنك الودائع الثمينة التي طبعت خاتمها في القلوب والعقول . كنت ولم تزل معلمنا الأول ، الكائنات تسبح وهي بين يديك رطباً ، يستطعم بها الفقراء الذين أحببتهم . في عام 1975 طلبت حواراً مع قادة الحزب الشيوعي، رغم أنك تنبأت بسقوط النموذج السوفياتي ، بعد أن أسقط الواقعية الاشتراكية في الفن، نقدك البناء .
(3)
من أين تفجر ينبوعك ؟
وعياً يطوف كل المدائن والقرى . آخيت تلامذتك ، ولم تمنن عليهم . كتب شاعر في وطننا الكبير بسعة الشِعر العربي ، وقال إنك عملاق ، وقد كنت إنساناً خرافياً تعيش معنا وتقتسم معنا الطعام ، بل وتمشي في الأسواق . حتى الأنبياء اجتمعوا يقرءون عليك من ذكرهم ، علّ خزانتك المغلقة تنفتح ، ورددوا مع الجميع " افتح يا سمسم " . وبقي الذهن مغلق لا مفتاح لنصل إليه ، غير أنك كتبت ما قدرت عليه . وتممت " نجاة " بعض أقوالك على التخوم ، فصارت كُتباً.
(4)
لم تزل زيارتنا لمدرسة "المدينة عرب المتوسطة للبنات "ترن في أذني ، كأن 1975 مضت عليها يوم وليلة . " هاشم محمد صالح " كان يتمرّن على آلة " العود" وأنت عازف الطبل، وأنا أغني . كنت سيد الحاضرين والغائبين، والمنتصرين للمرأة في عجائب المقلدين للقوميين العرب المصريين .
لا نعرف الكلمات التي نودع بها جسدك و(258 ) مليون مشرّد في عالم الأوطان تتحدث عنهم إحصائية الأخبار، والغربة والمهاجر وملاذ الأكباد المنفطرة. وثقل البعد عن الوطن الأول، يمنحك بعض الراحة ، أن الموت المجاني عُرساً لا يُنسى. وحين طفقت تذكر شِعر أبيك القومي ، عندما زرنا الكاتب " عثمان حامد سليمان" في شقته في أبوظبي، أطعمتنا من شعر " بربر" البدوي في عشرينات القرن العشرين. كانت خزانتك طافحة بذكريات قديمة.
(5)
جاء موعدنا ، مع الأسى والحزن الذي لا يريد أن يفارقنا وإظلام النفس ، حين نودع الجسد ، وتبقى الروح شريكة لقائنا الأبدي، بلا اتفاق. بلا وداع . نصحو من نومنا ولا نجدك بيننا، لنقرأ بعض نثرك القديم ربما تصادف الروح أريجها، خليط من علم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس واللغة الخلوقة المبدعة. إن تكن أنت بعيداً عن يدي ، فخيالي يُدرك النائي القصيا. كأنك لا تريد أن تصبح عليك شمس العام 2019. وودعتنا في الطرف الأخير من العام .
* وقال عنه الموسيقار عبد الله محمد عبد الله بضع أبيات ردد فيها شعراُ طيباً ومؤثراً:ـ
بعضُ الأحبة يذهبون
وانت رغم الموت باق
هزمت محاسنُك الغياب
و أبطلت سُنن الفراق
يبقيك ما ابدعت
من فِكَر
و من صور
و ما كابدت من وَعر المراقي
يبقيك ما جسدت
للاحباب
و الاصحاب
من قيم الندي و الانعتاق
سيظل فكرُك ملهما
يجلي الغموض
معزز الاركان، راق
و يظل نجمُك في سماء الفكر
متقدا وفير الائتلاق
وهكذا غاب بولا عن المشهد.
* بولا الذي افتقدنا وللأبد معالمه البارزة، كمبدع وكإنسان وصديق وأخو أخوان ورقيق كالنسمة التي تمر على المجالس ومحطات الوقوف الانساني. فوداعاً يا أستاذ جيال ،، يا خال يا صديق يا حبيب ،، يا حي يا قيوم ،، ويا أحد أعز وأكرم الذين لا قيام بغيرهم!.

helgizuli@gmail.com
//////////////////

 

آراء