رحم الله محمد مجذوب الفارس الذي ترجل
سلام يا .. وطن
*في ظل الحراك السياسي المميت وما يرشح من ترشيحات وأخبار ومواقف سياسية عن وثيقة الاتفاق بين المجلس العسكري وإعلان قوى الحرية والتغيير وأهل السودان يعيشون بقلق كبير وهم يترقبون اللحظات القادمة التي تحدد مصير الدولة السودانية التي وقعت بين فك المجلس العسكري وأنياب الحرية والتغيير ، وأهل السودان يعلمون علم اليقين أن هؤلاء المتفاوضون تحت عصا ما يريده المجتمع الدولي والإقليمي وكل الذين يزجون بأنفهم في الإشكال السوداني وفق أجندتهم الخاصة الأمر الذي جعلنا لا نشعر بأي انتماء إزاء هذا الاتفاق المدفوع القيمة سلفا ولكن ليس أمامنا من سبيل سواء أن نقبله على ما هو عليه ونستعد للأسوأ ، في خضم هذا البحر المتلاطم الأمواج كان الأستاذ محمد مجذوب فضيل ينطوي علي مكابدته مع المرض اللعين وهو في معركته الخاصة يشارك في الحراك بالرأي السديد والموقف الذي لا يعرف المجاملة ، كان محمد مجذوب رجلا بكل ما تحمل الكلمة من معني لم ينسه المرض أن يظل مهموما بما يجري في البلد لذلك كانت معركته معركتان واجههما بالصبر والصمود.
*الأستاذ محمد مجذوب فضيل الذي انتقل إلي جوار ربه في القاهرة قد ترك فينا فراغا لا يملأه غيره وحياته كلها كانت في خدمة الناس حتى عمله كان جله مع منظمة براكتكل أكشن والتي عندما تقاعد فيها لم يركن إلي المعاش بل مضى إلى منظمة تهتم بأصحاب الاحتياجات الخاصة وفي كل مجالاته التي عمل بها كان يقدم دائما محمد مجذوب الفذ ،إنسان غاية في الوداعة وقمة في الجدية والصرامة وكنت عندما تدخل عليه في أيا من مكاتبه إن لم تكن تعرفه فإنك ستضطر أن تسأل عن المسئول الأول في المنظمة وتكتشف أن هذا الوضئ المتواضع البسيط هو محمد مجذوب وهو ذات المسئول الأول فكأنه يتمثل قول النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم "رب أشعث أغبر لو أقسم علي الله لأبره" ، نحسب أنه فقيدنا الغالي الذي يحمل خصائص الأولياء ويتعامل معاملة العارفين خفيض الصوت شديد الحياء جسور الموقف وعندما رحل هذا الرحيل فجعنا لأننا لم نكن نتصور أن يمضي محمد مجذوب ويلتحق بمن أحبهم وسبقوه إلي العالم الآخر.
*ومحمد مجذوب في رحلته هذه قد تركنا في واقع سياسي مأزوم ، وافتقدنا رؤيته الثاقبة ورأيه المنير ، في كل المحطات والخلافات كان دائما ود المجذوب حمامة السلام وموقف المسالم وصاحب القدم المعلى في التزام الفكر الجمهوري معاني وقيم وسلوكا.. الا رحم الله محمد مجذوب رحمة واسعة بقدر ما قدم لوطنه ولتلاميذه الكثر ولإخوانه الجمهوريين ولأسرته الجميلة ونسوق التعزية لأشقائه وشقيقاته وخاصة سلمى مجذوب وزوجها الدكتور حيدر بدوي وزوجته المكلومة الأستاذة فاطمة محمد صالح وأبنائه دكتور محمود وميسر محمد مجذوب ولكل أهل السودان ..أعزيكم وأراني أحوجكم للعزاء .. ورحم الله محمد مجذوب الفارس الذي ترجل .. سلام ياااااا وطن.
سلام يا
وصول حمدوك الخرطوم منذ الأحد الماضي بعد ان توافقت قوى الحرية والتغيير على شخصه كرئيس وزراء للمرحلة ، قوى الاعلان تحتاج لكرزاي سوداني !! لكن ماهو مصير الجنسية المزدوجة ؟ لك الله يابلد .. وسلام يا..
الجريدة الخميس 11/7/2019