الأصابع الظاهرة والخفية في الأزمة السودانية !!
سلام يا .. وطن
*عندما خرجت الشوارع تعلن عن فرحتها بالخبر الذي أذاعه الوسيط الأفريقي لبات عن إتفاق المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير ، وتحديد ميعاد التوقيع بيوم الأحد المقبل ، وتصريح الفريق كباشي بأن التوقيع سيكون في الأيام القادمة ، فما بين تحديد يوم الأحد والأيام القادمة تكمن الجرثومة التي تنخر في جسد الأزمة السودانية ، ومن مقتطفات المؤتمر الصحفي لقوى إعلان الحرية والتغيير وأهم ما نود الوقوف عنده هو : ( يمكن الاستفادة من كفاءات مزدوجي الجنسية في الوزارات السيادية وهذا معمول به في عدة دول منها كندا ، ولكن لا يتم ذلك إلا بالتوافق بين المجلس السيادي ومجلس الوزراء ، وزاد المؤتمر بالقول : (مجلس الوزراء يقام على كفاءات وطنية غير مسيسة ) أولى خطوات بروز الأصابع التي عملت على التأثير في الأزمة السودانية من وراء حجاب الوسيط الإفريقي والأثيوبي والمخابرات الإقليمية ، التي أبت إلا أن تزج بنفسها في الشأن السوداني وفق أجندتهم الظاهرة والمستترة.
*من الواضح أن بعض أصحاب الجنسيات المزدوجة من قوى الحرية والتغيير من الذين برزوا فجأة كفاعلين لم يعرفهم الشارع السوداني بل أنهم عندما استحرت المواجهة وكشرت الإنقاذ عن أنيابها خرج البعض وتواروا عن الأنظار ، وأكثر من ذلك كان البعض يتهرب من حضور الاجتماعات ومنهم من يعتذر عن الحضور خوفاً من الاعتقال ، وبعد سقوط البشير حضر أقوام تسيدوا المشهد في تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير وعملوا على ممارسة الإقصاء لبعض القوى من المؤسسين ، وما نريد توثيقه هنا أن قوى الحرية والتغيير لم تكن متقدمة على حراك الشارع بل هم من اللاحقين إن لم نقل متأخرين عن الحراك ، وسيأتي اليوم الذي نفصل فيه حقيقة ماجرى ومازال ، أما عندما يأتي الحديث عن أنه ( يمكن الاستفادة من كفاءات مزدوجي الجنسية في الوزارات السيادية وهذا معمول به في عدة دول منها كندا ) وهكذا عبقرية الحرية والتغيير تريد أن تلتف حتى فيما تم الإتفاق عليه ، وحجتهم الخائبة أنه معمول به في كندا’ هل يمكن قبول هذا المنطق المعوج؟
*لن نبارح هذا المقال قبل أن نؤكد على تقديرنا لما قام ويقوم به أصحاب الجنسيات المزدوجة في مسيرة الثورة ودعمها وفي رفدهم للاقتصاد السوداني وازدواجية الجنسية لن تجعلنا نشكك في وطنية صاحب الجنسية ، ولكن لأن الإنقاذ سلمت وزارة الداخلية والخارجية والامن الوطني لحملة الجنسيات المزدوجة فأضاعوا بلادنا وباعوها بثمن بخس ولا نرجو العودة لنفس المربع وإن عملوا به في كندا، فعلى قوى الحرية والتغيير أن تسحب هذا النص من هذا الاعلان ، فانه سيكون كبة وسبة وستتسلل عبره الأصابع الظاهرة والخفية في الأزمة السودانية !!وسلام يااااااااوطن.
سلام يا
لو أن التوقيع المنتظر قد تم فاننا سنهتف باصرار : الدم قصاد الدم مابنقبل الدية لو حتى مدنية !! ومن بعد اطلقوا سراح الرجل الانسان الدكتور / كمال عبدالقادر ..وسلام يا..
الجريدة الأحد 4/8/2019