لتعزيز الإجراءات الإيجابية ومواجهة التحديات
كلام الناس
نبهت منذ بدء تسرب بعض التصريحات المنفردة من بعض الأحزاب والكيانات المنضوية في تحالف قوي الحرية والتغيير لمخاطر هذه التصريحات السالبة على الأداء التنفيذي والخدمي بل وعلى مجمل أهداف الثورة الشعبية.
كان الرأي أن تبقى هذه التصريحات الناقدة داخل إجتماعات قوى الحرية والتغيير حتى لا تؤثر سلباً على تماسكها لأنها قوى الثورة التي قادت الحراك الثوري الجماهيري مجتمعة ومدفوعة بقوة الإرادة الشعبية الغلابة.
مرة أخرى لابد من تأكيد حق الأحزاب والكيانات المكونة لقوى الحرية والتغيير في الحفاظ على تنظيماتها وتطويرها ديمقراطياً على ألا يكون ذلك على حساب تماسك قوى الحرية والتغيير.
يعرف الإمام الصادق المهدي وحزب الامة القومي مدى حرصي على مستقبل حزب الأمة دون أن يؤثر ذلك على فعاليته وسط قوى الحرية والتغيير، لذلك فإن قرار تجميد نشاطه في قوى الحرية والتغيير لم يكن موفقاً ولابد من مراجعته والعودة لمكانه الطبيعي وسط قيادة قوى الثورة.
قد تكون هناك حسابات إعتمدها حزب الأمة في إتخاذ هذا القرار مثل قيادته لتحالف نداء السودان الذي يضم بعض الحركات المسلحة التي بادرت بالخروج الشكلاني من قوى الحرية والتغيير كي تدخل في مفاوضات "خارجية" كان الأصوب ان تكون داخلية لتحقيق السلام الشامل العادل على أرض الواقع وليس في المواقع والمناصب.
إن الخطوات الإيجابية التي شرعت الحكومة الانتقالية في تنزيلها على أرض الواقع تحتاج إلى تماسك قوى الحرية والتغيير وليس إضعاف شوكتهم وشق صفوفهم مهما كانت المبررات والدوافع، وعلى الحكومة الانتقالية المسنودة من الجماهير الثورية في كل ربوع السودان أن تنفذ هذه الإجراءات لاستكمال مهامها خاصة تشكيل المجلس التشريعي دون انتظار تسوية فوقية ثبت فشلها عملياً بل تسببت في تشظي الحركات المسلحة وعزلتها عن مواطنيها.
التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية بكل مكوناتها وقواها السياسية تستوجب المزيد من التماسك والتعاضد، وتعزيز إرادتها النفيذية خاصة في المجالات الخدمية والإعلامية والأمنية لاستكمال مهامها وتهيئة الأرضية الصالحة لقيام الحكم المدني الديمقراطي في سودان الغد.