ســـفـه إســفيري

 


 

 


أصل الحكاية أن شخصا ما أطلق على الأسافير،التي اصبحت بفضل التقدم التقني متاحة لكل من يلم بالقراءة والكتابة ومفتوحة أمام كل متردية ونطيحة دونما قيود أو ضوابط قيمية أو مهنية، أطلق تعليقا خبيثا عاطلا من اللياقة فقال إن على السودانيين ان يتزوجوا من خواجيات بدلا من السودانيات لغرض ما أسماه بتحسين النسل، وكأنه يتعامل مع هؤلاء أبقار فريزيان وليس بشر من لحم ودم. استفز هذا التعليق الدكتورة إحسان فقيري فجارت ذلك المعلق ووصفته بأنه قرد، ورغم أن المعلق هو الباديء بالفعل السيء إلا ان الحملات انطلقت بشكل منظم على الاسافير واصفة د.إحسان بالعنصرية لتشبيهها المعلق بالقرد، وتجاوزت هذه الحملة المسعورة المعلق نفسه الذي كان أحق بأن يوصف هو بالعنصري وليس الدكتورة إحسان.إنطلقت الحملة بسقوط إعلامي وسفه مدبر قبيح استمرارا لحملات سابقة تستهدف كل العناصر والرموز الوطنية وليس الدكتورة إحسان وحدها.
خطأ الدكتورة إحسان أساسا هو رد فعلها على التعليق المستفز العنصري ووصفها للمعلق بالقرد،فما من بشر يشبه القرد مهما عظم حظه من الدمامة، وهو رد فعل لا يليق بها وبمن هو في مكانتها وقيمتها المجتمعية وكان عليها أن تتعالى بقدر الإمكان على غضبها وتتغاضى عن ذلك التعليق البالغ في العنصرية المسيء للمراة السودانية عملا بحكمة إماتة الباطل بالسكوت عنه. كثير من الذين شاركوا في هذا السفه الإسفيري لم يطلعوا على التعليق العنصري المسيء للمراة السودانية ولا على ردة فعل الدكتورة إحسان التي اعتذرت فيما بعد عنها وعن استجابتها لاستفزاز التعليق العنصري.سكتوا عن المعلق العنصري المسيء للمرأة السودانية واستهدفوا ردة فعل الدكتورة إحسان مما يؤكد سوء النية والفعل السيء المدبر الذي انطلق في وقت واحد من عدة أبواق،لا يجمع بينها سوى العنصرية.أولئك هم الذي يعفون عن الإبرة ويبلعون البعير كما وصفهم سيدنا المسيح عليه السلام.
دكتورة إحسان حسن فقيري،رئيسة مبادرة لا لقهر النساء، وهبت عمرها لمعالجة هموم المرأة السودانية وحقوق الإنسان والحريات وقضايا الهامش وبنات دارفور، وهي ثروة قومية سودانية شرفت بحق كل اهل السودان، بمن فيهم سواقط الأسافير، بحصولها في سنة 2019 على جائزة حقوق الإنسان من منظمة الدفاع عن الشعوب ومقرها مدينة فايمار الألمانية، وكانت تلك الجائزة إختراقا كبيرا لأسوار الإحباط ومصدر فرح لأهل السودان في وقت انتزعت فيه جيوش الأحزان الفرحة من وجوه الأطفال.
(عبدالله علقم)

abdullahi.algam@gmail.com

 

آراء