الخرطوم الثلاثين من يونيو الجاري ضرورة الانتباه و الحذر
اذا كان ولابد من خروج الموكب المعلن عنه في الثلاثين من يونيو القادم وحتي لاتضيع اصوات الناس ادراج الرياح فلابد من ضرورة الانتباه والحذر والتحسب للتعامل مع اي خروج محتمل علي نص الحركة المطلبية واختطاف المناسبة المعلن عنها بواسطة بعض الجهات المشبوهة والمتربصة والتي لاتخفي نوايها وهي تروج لخطاب متعدد الاوجه لفرض صيغة امر واقع تتضمن دمج فلول الحركة الاسلامية في مشروع حكم مستقبلي لادارة البلاد.
السبعة ايام المتبقية غير كافية للاستعداد لخروج الموكب الذي من المفترض انه ينادي بدعم شرعية الثورة السودانية ويدعو الي الاصلاح وقومية الحكم والدولة ودعم العدالة الانتقالية ومحاسبة قيادات ورموز النظام الاخواني المباد وترجمة مطالب الاغلبية الشعبية في الشارع السوداني بصدور تشريعات ثورية بعزل ومحاسبة كل الافراد والمنظمات والاجهزة السياسية والامنية والميليشيات التي استخدمت خلال الثلاثين عام الماضية في شن الحرب علي مؤسسات الدولة السودانية القومية وقمع وتعذيب الانسان السوداني والتنكيل به.
لابد من السعي لوجود صيغة اتفاق قومي قبل هذه المسيرة والاتفاق علي جملة من الاهداف والمبادئ وقيام لجنة قومية لتنظيم وقيادة المسيرة الاصلاحية ووضع خطة لتامينها بالاتفاق مع القيادة السياسية والاجهزة الامنية حتي لاتطيش اهدافها او يعترض مسيرتها عارض بنوايا تخريبية.
الاعلان عن مشاركة اي فصيل من فصائل ماتعرف بالحركة الاسلامية في موكب الثلاثين من يونيو والمؤتمر الشعبي الذي قام بتاسيسة الاب الروحي للجماعة الاخوانية والمدبر الحقيقي لانقلاب الاخوان علي الدولة السودانية الدكتور حسن الترابي قد يفسد هذه التظاهرة ويقود الي صدامات غير مرغوب فيها.
ولابد من الانتباه الي حقيقة ان السودان اليوم اصبح يعيش ازمة سياسية حقيقية بسبب المعالجات الانصرافية والطريقة الهتافية التي تدار بها البلاد بطريقة تستدعي اعلي درجات اليقظة و الحذر والواقعية في التعامل مع مجريات الامور الراهنة وعدم الانتظار حتي حدوث الفوضي والفراغ السياسي والامني وفرض مشاريع التسوية المشبوهة واعادة تسويق فلول النظام السابق والحركة الاسلامية العسكرية والامنية ومراكز القوي الاقتصادية ودوائر الفساد الاخوانية وضرورة ايجاد استراتيجية بديلة لتفادي ذلك السيناريو والتصعيد في اتجاه المحاسبة الفورية وايجاد مشروع قومي يعتمد علي الشرعية الثورية واردة الشارع السوداني لقطع الطريق امام سيناريوهات الردة عن اهداف ومبادئ الثورة والانتفاضة الشعبية.
كما لابد من الانتباه الي ضرورة ان تتولي لجنة قومية متفق عليها الاشراف وقيادة وتنظيم المسيرة التصحيحية المعبرة عن اجماع وصوت الشارع السوداني حتي لو اقتضي الامر تاجيل التاريخ المعلن لموكب الثلاثين من يونيو من اجل ضمان التنظيم و اعادة صياغة شعارات وادبيات الثورة السودانية للخروج بها من الدائرة القطرية الي افاق ارحب بطريقة تدمج مطالب الشارع السوداني وشعارات واهداف ثورته المنتصرة المجيدة في عصر الشعوب الذي اصبح يتشكل اليوم علي الاصعدة الاقليمية والدولية ودعم مطالب الشعوب الاخري في التحرر والاصلاح ومحاربة التسلط والاستبداد والتمييز والعنصرية والتوجة بالتحية لكل الثورات وحركات المقاومة المشروعة والانتفاضات الشعبية التي اطاحت انظمة الاستبداد ومنظمات الارهاب في كل مكان في كل انحاء المعمورة.