كلام الناس
رغم تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والعدلية والمجتمعية والأمنية، إضافة للآثار المؤسفة للسيول والفيضان لابد من تعزيز الثقة في قدراتنا بعون من الله والدول والمنظمات الإقليمية والدولية وعزم الإرادة الشعبية الغلابة على تجاوز هذه التحديات والصعاب.
للأسف مازال بعض أعداء السلام والديمقراطية يسعون بكل السبل والوسائل لبث روح اليأس والإحباط والانكسار والفتن والدسائس في محاولة لعرقلة مسار التغيير الديمقراطي نحو السلام والديمقراطية والإستقرار الاقتصادي والمجتمعي.
مع كامل التقدير والشكر والعرفان لكل الذين وقفوا مع الشعب السوداني لمحاصرة الاثار المؤسفة للسيول والفيضان فإننا نعول في المقام الأول على وحدة الإرادة الشعبية تحت مظلة الحكومة الانتقالية حتى تستكمل مهامها بعيداً عن الخلافات الحزبية التي لا تخدم للسودان ولا لأهله قضية.
للمرة الألف نقول للأحزاب السياسية والحركات المسلحة التي تستعجل قطف ثمار التغيير قبل تحقيق السلام والعدالة أجلوا خلافاتكم واجندتكم الحزبية والخاصة وتكاتفوا لتعزيز تماسك وصلابة الحاضنة السياسية للحكومة حتى تنجز تطلعات المواطنين المشروعة في غدٍ أفضل.
رغم عدم إتفاقنا مع مطلب تمديد الفترة الانتقالية لكن اذا تتطلب الأمر تمديدها لابد من تجاوز الخلافات الحزبية والمناطقية وتجنب محاولات الهيمنة والوصاية، وإفساح الطريق أمام ثوار ديسمبر الشعبية الذين أنجزوا مهمة التغيير لبناء سودان المواطنة والسلام والديمقراطية والعدالة .
لا أحد يريد العودة إلى الماضي بكل سلبياته وخيباته في الممارسة السياسية لكن لابد من الاستفادة من التجارب والدروس التاريخية حتى لا تتكرر ذات الأخطاء التي سببتها الخلافات الحزبية المتعجلة لقطف ثمار التغيير قبل تهيئة الأجواء للحكم المدني الديمقراطي.
إن الواجب القومي العاجل الان هو تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية خلف الحكومة الانتقالية، واسترداد عافية حاضنتها السياسية "قوى الحرية والتغيير" حتى تستكمل الحكومة مؤسساتها التنفيذية والتشريعية والعدلية بعيداً عن المحاصصة الحزبية والمهنية دون هيمنة أو وصاية حتى تتحقق تطلعات الشعب في سودان المواطنة والسلام والديمقراطية والعدالة الحياة الحرة الكريمة."