رد من الحكومة.. حول مرشحي الإنقاذ !!
(بصراحة) وصلني رد من حكومة الثورة في البريد الخاص بي (لكن لا من رئيس الوزراء ولا وزير الخارجية) بشأن رسالتي لهما حول بقاء (مرشحي الإنقاذ) حتى الآن باسم الدولة السودانية في منصبين كبيرين في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي..! وهما من (خلاصة أكباد الإنقاذ) أحدهما كان منسقاً للدفاع الشعبي ومن كبار قادة مليشيات الإنقاذ والآمرين فيها ..وقد تواتر ورود اسمه في مذبحة العيلفون التي قتلت فيها (جندرمة الإنقاذ) أكثر من مائة تلميذ وصبي بالرصاص وأغرقوهم في النيل لأنهم أرادوا قضاء يوم العيد مع أهاليهم.. وهذا الرجل الإنقاذي يجلس الآن في منصب الأمين العام المساعد للجامعة العربية بل جعلته الجامعة مسؤولاً لشؤون اقتصاد العالم العربي..! والثانية امرأة مرشحة المؤتمر الوطني للمنصب بعد توليها مناصب ووزارات الإنقاذ.. وتحتل الآن نصيب السودان في مفوضيات الاتحاد الإفريقي..! و(بصراحة تانية) لم اقتنع بالرد (ولم يشفِ لنا غليلاً) حول بقاء هذين الشخصين في موقعين من أخطر المواقع القليلة للسودان في المنظمات الإقليمية بالنظر إلي مجال السودان الحيوي العربي الإفريقي ومصالحه المباشرة .. وفهمت من الرد أن لا حيلة للحكومة إلا بانتظار انقضاء أجل المنصبين خلال أربعة أو خمسة أعوام ثم عدم تجديد ترشيح صاحب المنصب أو تقديم مرشح آخر..!!
لم يذكر الرد اسم هذين الشخصين تحديداً أو أي خطوة بشأنهما.. إنما أشار بصورة عامة إلي حالات التعيين والعزل لمرشحي الدولة في المناصب الإقليمية والكوتات المُخصصة للدول.. وأن الدولة إما أن تنتظر انتهاء مدة شغل المنصب أو أن تستخدم قوتها ونفوذها السياسي أو الاقتصادي في المنظمات الإقليمية والدولية للضغط على شاغل المنصب للاستقالة أو تحريك دولة أخرى ضده أو بعض مسؤولي المنظمة لعزله.. وللتعقيب على هذا الرد والتوضيح لي بعض الأسئلة البريئة:
هل ضغطت الدولة السودانية على كمال حسن علي ومفوّضة الاتحاد الإفريقي؟
هل أعلنت الدولة مجرد إعلان أن هؤلاء الشخصين لا يمثلان السودان وحكومته وثورته؟
ألا يملك السودان والأسباب الوجيهة في يده أن يطلب من مصر عزل واستبدال هذا الرجل؟
لماذا لا لم تتحرّك الحكومة في خيار الضغط على المنظمة؟
ألا يستطيع السودان استخدام (البطاقة الجنائية) ضد منسق المليشيات وجرائم الإنقاذ مشهودة للقاصي والداني؟
ألا يمكن أن يلوّح السودان بالاحتجاج أو بمقاطعة أنشطة الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي أو بالانسحاب منهما؟
هل تم فتح بلاغ بمجرد الاتهام على منسق الدفاع الشعبي في قضية مذبحة العيلفون؟
ألا يكفي ورود اسم شخص في مقتل مائة تلميذ في السودان بالرصاص والإغراق القسري سبباً للطلب من الجامعة إعفائه إلي حين تبرئة نفسه؟
ماذا يحدث إذا كان للسودان مهمة اقتصادية في الجامعة.. هل يذهب للقاء ومفاوضة كمال حسن علي؟
وهل يفاوض وزيرة الإنقاذ ومرشحته حتى سقوطه إذا كان له شأن اجتماعي في الاتحاد الإفريقي؟
هل هناك (شفاعة) لوزيرة الإنقاذ تمنع مطالبة الاتحاد الإفريقي باستبدالها بمرشح الثورة؟
هل لا يملك السودان أي أوراق ضغط في العالم العربي والإفريقي تمكنه في أمر واضح مثل هذا.. وهو مجرد استبدال مرشحين بعد ثورة شعبية ألغت الحزب الذي رشحهما لموقعين في مؤسستين إقليميتين يعد السودان من اكبر البلاد تأثيراً عليهما بحكم كينونته وموقعه الجيوسياسي؟
هل أعلنت الحكومة مجرد إعلان (حتى من جانب واحد) عدم اعترافها بتمثيل هذين الشخصين لها حتى تبرئ ذمتها من إبقاء التمكينيين الإنقاذيين ممثلين إقليميين لها؟ وهل قال السودان وحكومته كلمه واحدة رفضاً لتميلهما للدولة؟
ألا يعتبر نظام السودان انه نظام ثورة شعبية لها مُطالب بإزالة التمكين؟
ماذا فعلت الإنقاذ عندما جاءت وكنست كل سفراء وممثلي الخارجية في يوم واحد؟ هل رفضت الدول تعيينات الإنقاذ في سفاراتها ومنظماتها؟
(هذا لا يجوز)... وبقاء هذين الشخصين في المنصبين (لطمة كبرى) في وجه الثورة.. وإذا تحركت الحكومة وأعلنت في سطر واحد في أول نشرة إخبارية غداً (أن حكومة السودان تعلن عدم رضائها على بقاء فلان وفلانة في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي لأنهما من مرشحي حزب حلته الدولة وتطلب استبدالهما) سيتغير الحال كله.. ولحدث الضغط الذي تكلم عنه رد الحكومة... (فقط سطر واحد في نشرة التاسعة)...؟!
murtadamore@gmail.com