أحزاب الفكة من مخلفات الإنقاذ
كلام الناس
أعلم أن هناك من سيقول لي "إنت في شنو والناس في شنو؟!1" رغم انني كتبت اكثر من مرة عن أسباب الخيبات السياسية والإقتصادية والأمنية والخدمية حتى بعد إسقاط نظام الحكم السابق.
لكنني أرى أن الخلل السياسي يظل هو السبب الرئيسي لكل الإختلالات الإقتصادية والأمنية والخدمية والمجتمعية خاصة بعد أن أصبح كل من هب ودب يخرج علينا رافعاً شعار ثورة ديسمبر الشعبية "حرية سلام عدالة" كي يزيد طين العتمة السياسية بلة.
حتى"دماء الشهداء" أُهدرت في هذه العتمة السياسية وسط بطء إجراءات محاكمة المجرمين والفاسدين وإثارة جدل بيظنتي لايسمن ولايغني من جوع ولا يحقق للعدالة قضية.
وسط هذه العتمة السياسية المتعمدة نبتت أحزاب وكيانات وتحالفات مريبة حتى داخل الجبهة الثورة التي دخل تحت مظلتها بعض أصحاب المنافع والتطلعات الخاصة.
قبل يومين نشرت "السوداني" خبراً عن قيام أحزاب جديدة لم نسمع بها من قبل مثل حزب قوى التغيير والإصلاح بقيادة د. المغيرة فضل الله وحزب بناء المستقبل بقيادة فتح الرحمن فضيل وحزب التيار الشبابي المستقل بقيادة مجد الدين الأحمدي وحزب المسار الوطني بقيادة د.لؤي عبدالمنعم.
بغض النظر عن إدعاء هذه الأحزاب بأنها شبابية فإنها لاتختلف عن أحزاب الفكة التي إبتدرتها ورعتها سلطة نظام الحكم المباد لإضعاف الأحزاب الجماهيرية المعروفة، لكنها جميعاً ذهبت مع ريح النظام السابق وبقيت الأحزاب المعروفة رغم كل المكائد والمؤامرات التي إستهدفت إضعافها,
مثل هذه الأحزاب المنبتة تصب في صالح زيادة العتمة السياسية، وأنها لن تعمل على تحقيق الإصلاح الحزبي المنشود الذي لابد ان يقوده الشباب داخل أحزابهم وليس بالخروج عليها عبر أجنحة متكسرة لاتخدم للمواطنين ولا للديمقراطية قضية.