الى متى تظل بلادنا تغرغر بالدم من قتل الابرياء فى الاعتصام الى تاييد حكم الاعدام من المحكمة العليا فى حق تسعة وعشرين من جلاوزة الامن المنحل الى موت الالاف فى حروب الدولة المتأسلمة فى دارفور ومئات فى خلافات القبايل حول المرعى والحواكير وضحايا العنصريه والجهويه التى ايقظها النظام السابق والموت المجانى بصفه عامة ومن هتافات الانقاذ فلترق منا الدماء ولترق منهم دماء ولترق كل الدماء الى هتافات الثائرين المكلومين الدم قصاد الدم وما بنقبل الديه .
الم يحن الوقت لنلتفت للسلام والمحبه والتسامح والتنميه حتى ينعم الجيل الجديد بحياة متحضرة واجواء صافيه .
ان منسوبى جهاز الامن المتورطين فى قتل الاستاذ ( احمد خير ) قد نشأوا فى عهدالانقاذ الذى كان يشجع قمع المواطنين وقتلهم والافلات من العقاب وهكذا عندما تم استدعاؤهم لحفل شواء تنادوا من كل حدب وصوب اكثر من ثلاثين رجلاً لمعاقبة مواطن وحيد واعزل وضربوه وعذبوه حد الموت وهم نتاج الوظيفه التى اعدوا لها وعليهم الان دفع الثمن ولو استقبلوا من امرهم ما استدبروا ربما كان لهم راى اخر ، لقد قتل ( عمر ) رضى الله عنه سبعة برجل بصنعاء وقال لو تمالأ عليه اهل صنعاء لقتلتهم به جميعاً ولا شك عندى ان جريمة قتل معلم الاجيال بمن هم فى سن تلامذته جريمة مضاعفه وهى ليست الاولى بالنسبه لاى من المتهمين فقد جاء فى التراث انه أُتِى بسارق فجاءت امه تتوسل الى سيدنا ( على ) رضى الله عنه ان يعفو عن ابنها وقالت له : هذه اول مرة ، فلم يقبل منها وبعدما قطعت يده جاء به امام امه وقال له : كم مرة سرقت قال : هذه هى المرة السابعة عشر ، قال رضى الله عنه : عرفت ان ربى اكرم من يفضح عبده من اول مرة .
لقد سبق وان ( قادت ) المحكمة العليا اى اعدمت اكثر من عشرة رجال بجريمة ذبح الصحفى محمد طه محمد احمد والان نفس المصير ينتظر قتلة ( محجوب التاج ) وهم ستة اشخاص من افراد الامن ظلوا يضربونه باصرار الى ان لفظ انفاسه الاخيرة ونستغرب عندما نعلم ان كل جريمته وذنبه انه قام بحماية زميلاته فيا لعظمة الفداء .
ما دفعنى لكتابة المقال هو مبدئية الغاء عقوبة الاعدام عندى فانا من المناديين بالغاء هذه العقوبه وقد كتبت كثيراً فى هذا الموضوع واعرف غرفة الليله الاخيره ومنصة الاعدام والحبل الذى يستورد خصيصاً من انجلترا لهذا الغرض فقد كنت وكيلا للنيابه ، انظر مثلا مقالى المنشور فى الموقع الالكترونى سودانيزاونلاين فى اكتوبر 2007 بعنوان الغاء عقوبة الاعدام هل من ملتمس ؟ وايضاً بنفس الموقع مقال بتاريخ 4 /8 / 2020 بعنوان فى فلك الممنوع .
ان قتل القاتل لن يعوض اهل الضحيه خسارتهم الجسيمه ولدينا ارث عريق فى بلادنا عن العفو والصلح فى ضحايا الاشتباكات القبيليه وغيرها . نعم المتهمين ( راكبهم الغلط ) من راسهم الى اخمص قدميهم وغريزة الانتقام والتشفى غريزة بدائيه لا يتجاوزها الا الاقوياء الرحماء ومن عفى واصلح فاجره على الله واعطاء المتهمين فرصة للاندماج مجددا فى مجتمعهم افضل من اعدامهم ويطيب خاطر اهلهم ويمكن استبدال العقوبه باخرى تراها المحكمة .
ثورتنا سلميه فالنحافظ على سلميتها ونحن الاعلون وفى موقف القوة . وارى الزام المتهمين وجهة عملهم ببناء مدرسة ابتدائى وثانوى وعمل مركز صحى باسم الشهيد تكون صدقة جارية له وتخلد ذكراه وذكرى الشهداء عموماً ونحن ننعم الان بالديمقراطيه بتضحيات الشهداء ولتهدأ النفوس فالشهداء عند ربهم احياء يرزقون
عصمت عبد الجبار التربى
esmaturabi55@gmail.com
///////////////////