حقيقة والله لا نعرف ما هي العلاقة بين قادة الحركة الإسلامية (أم الإنقاذ أو بنتها لا ندري) فبين هذه الأسماء الملتبسة تبادل أدوار وخداع لافتات، وصراع نفوذ وأموال وحيازات وأصلاء ودخلاء وخيار وفقوس.. نقول حقيقةً لانعرف ما هي العلاقة بين جماعة الحركة وبين الحيازة الشرهة للأراضي والتي فاتت كل حدود المعقول والمنظور..! فقد سمعنا بالأمس من لجنة إزالة التمكين وتفكيك باطل الإنقاذ أن أمين الحركة الإسلامية في مدني ومدير مكتبها في ولاية الجزيرة استولى على 77 قطعة أرض (متجاورات وغير متجاورات)..فما هي الحكاية..؟! ..وحتى الآن لم يوضح لنا تحقيق صحفي أو تقرير تلفزيوني جملة قطع الأراضي ومواقعها منسوبةً إلى نبلاء العصور الوسطى الجُدد.. أولئك الزاهدون من رجال الحركة الذين يتأسون في الترفّع عن أوضار الدنيا بغلاة الزهّاد على شاكلة(معروف الكرخي) و(بشر الحافي) الذي خرج من منزله حافياً ليهيم في الفلوات، وعندما قالوا له لماذا لا تنتظر قليلاً حتى تلبس نعليك..؟ قال لهم (الأمر أعجل من ذلك).. ومضى إلي حال سبيله…!!
وذكر تقرير سابق للجنة إزالة التمكين أن قطع الأراضي التي استولى عليها أن (السيد علي كرتي) القيادي في الحركة وفي الإنقاذ ووزير الخارجية بلغت 99 قطعةً..!! وكنا قد أسميناه حينها(كرتي 99) وقال لي أحد الزملاء أنه عندما طالع التعليق عن هذه القضية ووجد عنوانها (كرتي 99) قال إنه ظن أنها (ماركة سيارات جديدة)..! واستعجب من هذا الرقم وقال لي: لماذا يا ترى لم يضع كرتي يده على قطعة أخرى ويكمل العدد100 قطعة..؟! قلت والله (علمي علمك) فلهؤلاء القوم أشياء يعرفونها هم ولا نعرف أسرارها… ولكن يبدو إن الأمر بصفة عامة ليس مجرد استيلاء وسرقات أراضي.. فهناك خبايا أخرى وغيرة وتحاسد وتنافس شرس بين الجماعة أنفسهم في الاستيلاء على الأراضي..(على طريقة إشمعنا هو)…؟!! فلا يعقل أن يكون لشخص واحد 330 قطعة ولأخر 160 قطعة ولثالث ورابع 300 و200قطعة..فهذا ليس من معهودات الحيازة في بلادنا بل في كل مكان.. ولولا ضيق الوقت وضغوط المعيشة لذهبنا من باب المقارنة للبحث في الشبكة العنكبوتية عن طبيعة وحدود حيازة الأراضي بين لوردات ونبلاء الانجليز والفرنسيس والجرمان والبروسيين…وأغلب الظن أن شخصاً واحداً من (فناطيط الإنقاذ) ستتفوق حيازته على أكثر هؤلاء الخواجات ثراءً ونفوذاً وطمعاً…!!
دائما ما يرد السيد كرتي ورفاقه من نبلاء العصر الفيكتوري بأنهم أثرياء (قبل الإنقاذ) وأنهم ولدوا من بطون أمهاتهم أغنياء.. ولهم في ذلك تفسيرات شتى..! وكلهم أعادوا كتابة (سيرتهم الذاتية) بعد أن جاءوا إلى السلطة.. وهي سيرة جديدة منقحة ليس فيها أنهم كانوا (مثل حالاتنا) ومثل كثير من المواطنين محدودي الدخل الذين يسكنون العشوائيات ويأتدمون بالسخينة و(أم تكشو) وهي نوع من إدام البصارة.. وهذا ليس عيب ولا منقصة.. وكان أحدهم قد قال متحدثاً عن نفسه وجماعته عندما استولوا على السلطة: إذارأيتمونا بدلنا مساكننا في العشوائيات فلكم كل الحق في الثورة علينا..!!(وصباح الخير على كافوري والرياض والمنشية وقاردن سيتي وعفراء مول وحي المطار وجميرا دبي وحي (مونت كيارا) في ماليزيا وجزر الكناري.. ولا عزاء لجبرونا وزقلونا والجرّافة و(محطة حميدان)..!!
نقول لجماعة كرتي في المؤتمر الوطني والحركة (حباً وكرامة)..أنتم أغنياء قبل الإنقاذ.. ولكن السؤال المحيّر هو: لماذا لم تشتروا هذه الأراضي قبل الإنقاذ..؟! ولماذا انتصب هذا المولد بعد استيلاء الحركة الإسلامية على السلطة بما أن (فلوسكم حاضرة) قبلها..؟؟ .. الله لا كسب الإنقاذ..!