الجماهير والوعي الثوري
البروفيسور محمد جلال هاشم
6 August, 2021
6 August, 2021
الوعي الثوري الجماهيري هو وعي موضوعي وقودُه العاطفة التي تكون حاسمة في توحيد الجماهير وتمكينها من إحداث التغيير المنشود. وهذا هو محور التماسك العاطفي وهو مناط تحقق الفعل الثوري الجماهيري. ولكن من المهم أن نتنبَّه جيداً إلى أن اعتلاق الفعل الثوري الجماهيري بالعاطفة غالباً ما قد يكون على حساب الوعي الثوري الموضوعي. بالوعي الثوري الموضوعي هو الانتباه الجماهيري الجيد لشروط تحقق أهداف الثورة، بدءاً من الهدف الرئيسي وصولا إلى إكمال برنامج الثورة بتشكيل حكومة ثورة انتقالية لتقوم بإحداث التغيير المنشود الذي من أجله اندلعت الثورة الشعبية بعد عملية مخاض طوييييلة ربما استمرت لعقود. وتكون حكومة الثورة مشهودة بالشرعية الثورية الجماهيرية، وهي أعلى درجات الشرعية، ذلك لأن الجماهير قد استعادت سلطاتها التي قامت منذ آلاف السنين بتفويضها للبنية السياسية. وبهذا تكون الجماهير قد حققت استقلاليتها الكاملة بطريقة استثنائية، هذا ريثما تعود مرة أخرى إلى تفويض سلطاتها لتعاود طبيعة مسيرتها المدنية.
بمجرد تحقق الهدف الرئيسي للثورة الشعبية، ألا وهو الإسقاط السياسي الابتدائي للنظام الحاكم (وهو أول نقطة في مشوار تحقيق أهداف الثورة الشعبية)، يواجه الوعي الثوري الجماهيري أخطر تحدي، ألا وهو غلبة العاطفة على الوعي الموضوعي. فالانتصار السياسي عادةً ما يورط قطاعات من الجماهير (قد تقلُّ أو تكثر) في فورة من الجذل Euphoria تؤدي إلى تغبيش الرؤية عبر انتشار وتمدد القناعات الساذجة القائلة بأن الثورة قد حققت أهدافها النهائية. هنا تقوم العاطفة ملء الفراغ الذي أحدثه غياب الوعي الثوري الموضوعي (وهو الوعي اللازم لتحقيق برامج الثورة الشعبية) بجائحة التفكير الرغبوي. وما من ثورة شعبية غلبت جائحة التفكير الرغبوي على قطاعات جماهيرية مؤثرة، إلا وسُرقت هذه الثورة في واضحة النهار. وتكمن خطورة جائحة التفكير الرغبوي في أن القطاعات الجماهيرية التي تقع ضحيةً لها، مهما صغُر حجمُها، تختطف المشهد العام وتحول دون تنامي وتزايد وتائر الوعي الثوري الموضوعي. فأنت، مهما كنت منطقيَّاً، سوف تؤْثر الصمت في حال وجود شخص غير موضوعي وغير منطقي يقوم بتدبيج الردود غير المنطقية لما تقوله؛ وهي ردود لا تعدو كونها مجرد "هرجلة".
MJH
جوبا - 6 أغسطس 2021م
https://www.facebook.com/mjalal.hashim.1
بمجرد تحقق الهدف الرئيسي للثورة الشعبية، ألا وهو الإسقاط السياسي الابتدائي للنظام الحاكم (وهو أول نقطة في مشوار تحقيق أهداف الثورة الشعبية)، يواجه الوعي الثوري الجماهيري أخطر تحدي، ألا وهو غلبة العاطفة على الوعي الموضوعي. فالانتصار السياسي عادةً ما يورط قطاعات من الجماهير (قد تقلُّ أو تكثر) في فورة من الجذل Euphoria تؤدي إلى تغبيش الرؤية عبر انتشار وتمدد القناعات الساذجة القائلة بأن الثورة قد حققت أهدافها النهائية. هنا تقوم العاطفة ملء الفراغ الذي أحدثه غياب الوعي الثوري الموضوعي (وهو الوعي اللازم لتحقيق برامج الثورة الشعبية) بجائحة التفكير الرغبوي. وما من ثورة شعبية غلبت جائحة التفكير الرغبوي على قطاعات جماهيرية مؤثرة، إلا وسُرقت هذه الثورة في واضحة النهار. وتكمن خطورة جائحة التفكير الرغبوي في أن القطاعات الجماهيرية التي تقع ضحيةً لها، مهما صغُر حجمُها، تختطف المشهد العام وتحول دون تنامي وتزايد وتائر الوعي الثوري الموضوعي. فأنت، مهما كنت منطقيَّاً، سوف تؤْثر الصمت في حال وجود شخص غير موضوعي وغير منطقي يقوم بتدبيج الردود غير المنطقية لما تقوله؛ وهي ردود لا تعدو كونها مجرد "هرجلة".
MJH
جوبا - 6 أغسطس 2021م
https://www.facebook.com/mjalal.hashim.1