مصطلحات سودانية … مناوي زودت المحلبية
حسن احمد الحسن
18 August, 2021
18 August, 2021
روح النص
(1)
الثقافة السودانية المحلية وخاصة ثقافة المدينة مليئة بالمصطلحات االساخرة التي تبطن نقدا اجتماعيا او سياسيا من هذه المصطلحات(زودت المحلبية شوية )وهو تعبير يرمي إلى المبالغة في الشيء فعلا او حديثا وتستخدم المحلبية وهي زيت عطري في تسريع وتيرة سواد الحناء عند النساء وزيادة المحلبية بغير المقدار المعلوم يأتي بنتائج غير جمالية وينقلب إلى عكس مايرمى إليه من نتائج .
أما السيد مناوي يرى بعض المتابعين انه استحق هذا التعبير للمبالغة في التصريحات المثيرة للجدل والتي إما أنه يرمي من ورائها إلى جذب الأضواء أو إلى اثارة نوع من اللغط السياسي غير المنتج دون غيره من قادة الحركات المسلحة التي وقعت على سلام جوبا ةاتت مشاركة في السلطة الانتقالية ,
لكن أسوا أنواع الإستخدام لعبارات المبالغة هي العزف على وتر التفرقة بين المواطنين أو الإيحاء بذلك من خلال تصريحاته . ففي آخر فيديو مصور له تعليقا على الجدل الذي صاحب موضوع ( تبرعات أردول غير المؤسسية ) أنه اشار إلى مثل هذه الايحاءات حين قال أن هذه التبرعات سبق ان جمعت للمناصير في شمال السودان وللفاو وللفيضانات في الخرطوم ولم يتحدف احد لكن ناس الخرطوم رفضوا ذلك حين تعلق الأمر بدارفور وبدعم الحكومة الاقليمية . متهما أحزاب داخل مجلس الوزراء كما قال تعمل ضده .وهذا حديث لابد من مساءلته حوله لتصحيح الوضع لوكان صحيحا ولوقفه أن كان افتراءا بعد تذكيره بمسؤولياته الأساسية وكيفية إدارة اموال الدولة والإجراءات واللوائح التي تنظم ذلك .
(2)
وفي حادثة أخرى قال مناوي أن غيره استأثر بالكراسي بينما أجلسوه هو في البنابر في اشارة إلى منصب حاكم اقليم دارفور وهو اكبر اقليم من حيث المساحة والسكان والموارد والاهتمام الدولي مما يعكس ان قضية مناوي حسب الكثيرين ليست هي خدمة ابناء ومواطني الإقليم الذين قال انه حمل السلاح من أجلهم بقدرما هي قضية الحصول على منصب معين لم يفصح عنه .
وكان سبق ان قبل مناوي حين شارك نظام البشير ان يكون مساعدا للبشير لكنه طوال فترته لم يقدم لإقليم دارفور الذي نصب باسمه مساعدا للرئيس انجازا او خدمة معينة ولم يساهم في تقديم رؤية للخروج بدارفور إلى بر السلام حتى غادر منصبه.
(3)
ولم يفتر مناوي وهو يعلم أنه اتى إلى السلطة بفضل ثورة الشباب ثورة ديسمبر المجيدة المدنية السلمية التي نالت شرف القضاء على نظام الإنقاذ الذي جثم على صدر الشعب السوداني ثلاثين عاما لم يفتر من الدعوة للتصالح مع فلول النظام المباد الذين لاتزال تنعقد المحاكمات ضدهم على جرائمهم وفسادهم والتصالح مع حزبهم المؤتمر الوطني الذي دمر البلاد وأفقر العباد وأسال الدماء في دارفور وفي كل أجزاء الوطن .
ولا يجد مناوي حرجا من تلك الدعوات للتصالح مع المؤتمر الوطني الذي اطاحته الثورة والذي يتوافد مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية سعيا لاستلام ومحاكمة مجرميه بتهم الإبادة الجماعية في دارفور . وهي دعوات لاتفسير لها إلا أنها تهدف إلى جلب الأضواء أو أنها نتاج لعدم الخبرة السياسية في التعامل مع الواقع السياسي وقراءته ولم يكن في تلك الدعوات المستفزة للثورة والثوار نوع من الوعي او الحكمة او احساس بالتوقيت أن صدقت ,
(4)
محاولات تقديم السيد مناوي لنفسه سياسيا على طريقة الزعيم معمر القذافي في الزمن الخطأ وأمام الشعب المختلف عن غيره من الشعوب باحاطة نفسه بهالة من مقتضيات الزعامة المصنوعة والتي بلغت أوجها في اصراره على الاحتفال بتنصيب نفسه حاكما وكأنه رئيس اميركي منتخب بملايين الأصوات ايضا تعتبر من باب ( زيادة المحلبية ) خاصة وأن الوضع الاقليمي كنظام حكم لم يكتمل دستوريا او قانونا ولا يزال السودان يحكم بنظام الولايات . وانه ليس حاكما منتخبا وليس هناك حاكم مكلف يتم تنصيبه او الاحتفال بذلك بحضور رئيس مجلس رأس الدولة وكان دارفور سجلت في إدارة الأراضي لتكون أرضا مسجلة يتصرف فيها الحاكم دون قانون او ضوابط .
(5)
وأخيرا اصرار السيد الحاكم الكلف المؤقت مني على اعلانه بانه سيحمل قفة للتسول باسم الاقليم في المنطقتين العربية وعلى مستوى العالم ليوفر الطعام والغذاء لانسان دارفور التي لم يحتمل البقاء فيها حتى بعدتنصيبه اسبوعا متصلا للتعرف على أهلها ومشاكلهم الملحة .
نتمنى على السيد مناوي ان يعيد قراءة الواقع السوداني بعيدا عن الاستقطاب الجهوي فجميع مناطق السودان تعاني من مشكلات مزمنة ولا مخرج منها إلا بالاقبال دون مزايدات على معالجة قضايا الوطن فالسودان لم يعرف العنصرية ولم يتعامل بالجهوية او التمييز الاثني والدليل الواقع المعاش وانتشار السودانيين في كل أجزاء الوطن دون تفرقة او تمييز ولئن حاول بعض المحسوبين على دارفور استغلال الظروف القاسية التي صنعها نظام الانقاذ والعزف على وتر العنصرية والابادة والاستهداف فهذه المعاني لم تعد موجودة بعد الثورة التي شملت كافة ارجاء الوطن واسقطت اعتى نظام فشلت الحركات والأحزاب في اسقاطه بالعمل المسلح فالسودان يتسع للجميع كل بقدر عطاءه وخبراته ومؤهله على مباديء العدل والحرية والسلام والمساواة في الحقوق والواجبات دون مزايدات او اوهام او مبالغة وابتزاز كل مايملكه مناوي سلاح الفوضى وهو سلاح ثبت فشله حتى طالبان ادركت ذلكً وادركت ايضا ان الشعب هو السيد وليس عربة تاتشر تحمل سلاح ومقنعين ضد عزل ومدنيين .
نقلا من صفحة الاستاذ حسن احمد الحسن على الفيس
(1)
الثقافة السودانية المحلية وخاصة ثقافة المدينة مليئة بالمصطلحات االساخرة التي تبطن نقدا اجتماعيا او سياسيا من هذه المصطلحات(زودت المحلبية شوية )وهو تعبير يرمي إلى المبالغة في الشيء فعلا او حديثا وتستخدم المحلبية وهي زيت عطري في تسريع وتيرة سواد الحناء عند النساء وزيادة المحلبية بغير المقدار المعلوم يأتي بنتائج غير جمالية وينقلب إلى عكس مايرمى إليه من نتائج .
أما السيد مناوي يرى بعض المتابعين انه استحق هذا التعبير للمبالغة في التصريحات المثيرة للجدل والتي إما أنه يرمي من ورائها إلى جذب الأضواء أو إلى اثارة نوع من اللغط السياسي غير المنتج دون غيره من قادة الحركات المسلحة التي وقعت على سلام جوبا ةاتت مشاركة في السلطة الانتقالية ,
لكن أسوا أنواع الإستخدام لعبارات المبالغة هي العزف على وتر التفرقة بين المواطنين أو الإيحاء بذلك من خلال تصريحاته . ففي آخر فيديو مصور له تعليقا على الجدل الذي صاحب موضوع ( تبرعات أردول غير المؤسسية ) أنه اشار إلى مثل هذه الايحاءات حين قال أن هذه التبرعات سبق ان جمعت للمناصير في شمال السودان وللفاو وللفيضانات في الخرطوم ولم يتحدف احد لكن ناس الخرطوم رفضوا ذلك حين تعلق الأمر بدارفور وبدعم الحكومة الاقليمية . متهما أحزاب داخل مجلس الوزراء كما قال تعمل ضده .وهذا حديث لابد من مساءلته حوله لتصحيح الوضع لوكان صحيحا ولوقفه أن كان افتراءا بعد تذكيره بمسؤولياته الأساسية وكيفية إدارة اموال الدولة والإجراءات واللوائح التي تنظم ذلك .
(2)
وفي حادثة أخرى قال مناوي أن غيره استأثر بالكراسي بينما أجلسوه هو في البنابر في اشارة إلى منصب حاكم اقليم دارفور وهو اكبر اقليم من حيث المساحة والسكان والموارد والاهتمام الدولي مما يعكس ان قضية مناوي حسب الكثيرين ليست هي خدمة ابناء ومواطني الإقليم الذين قال انه حمل السلاح من أجلهم بقدرما هي قضية الحصول على منصب معين لم يفصح عنه .
وكان سبق ان قبل مناوي حين شارك نظام البشير ان يكون مساعدا للبشير لكنه طوال فترته لم يقدم لإقليم دارفور الذي نصب باسمه مساعدا للرئيس انجازا او خدمة معينة ولم يساهم في تقديم رؤية للخروج بدارفور إلى بر السلام حتى غادر منصبه.
(3)
ولم يفتر مناوي وهو يعلم أنه اتى إلى السلطة بفضل ثورة الشباب ثورة ديسمبر المجيدة المدنية السلمية التي نالت شرف القضاء على نظام الإنقاذ الذي جثم على صدر الشعب السوداني ثلاثين عاما لم يفتر من الدعوة للتصالح مع فلول النظام المباد الذين لاتزال تنعقد المحاكمات ضدهم على جرائمهم وفسادهم والتصالح مع حزبهم المؤتمر الوطني الذي دمر البلاد وأفقر العباد وأسال الدماء في دارفور وفي كل أجزاء الوطن .
ولا يجد مناوي حرجا من تلك الدعوات للتصالح مع المؤتمر الوطني الذي اطاحته الثورة والذي يتوافد مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية سعيا لاستلام ومحاكمة مجرميه بتهم الإبادة الجماعية في دارفور . وهي دعوات لاتفسير لها إلا أنها تهدف إلى جلب الأضواء أو أنها نتاج لعدم الخبرة السياسية في التعامل مع الواقع السياسي وقراءته ولم يكن في تلك الدعوات المستفزة للثورة والثوار نوع من الوعي او الحكمة او احساس بالتوقيت أن صدقت ,
(4)
محاولات تقديم السيد مناوي لنفسه سياسيا على طريقة الزعيم معمر القذافي في الزمن الخطأ وأمام الشعب المختلف عن غيره من الشعوب باحاطة نفسه بهالة من مقتضيات الزعامة المصنوعة والتي بلغت أوجها في اصراره على الاحتفال بتنصيب نفسه حاكما وكأنه رئيس اميركي منتخب بملايين الأصوات ايضا تعتبر من باب ( زيادة المحلبية ) خاصة وأن الوضع الاقليمي كنظام حكم لم يكتمل دستوريا او قانونا ولا يزال السودان يحكم بنظام الولايات . وانه ليس حاكما منتخبا وليس هناك حاكم مكلف يتم تنصيبه او الاحتفال بذلك بحضور رئيس مجلس رأس الدولة وكان دارفور سجلت في إدارة الأراضي لتكون أرضا مسجلة يتصرف فيها الحاكم دون قانون او ضوابط .
(5)
وأخيرا اصرار السيد الحاكم الكلف المؤقت مني على اعلانه بانه سيحمل قفة للتسول باسم الاقليم في المنطقتين العربية وعلى مستوى العالم ليوفر الطعام والغذاء لانسان دارفور التي لم يحتمل البقاء فيها حتى بعدتنصيبه اسبوعا متصلا للتعرف على أهلها ومشاكلهم الملحة .
نتمنى على السيد مناوي ان يعيد قراءة الواقع السوداني بعيدا عن الاستقطاب الجهوي فجميع مناطق السودان تعاني من مشكلات مزمنة ولا مخرج منها إلا بالاقبال دون مزايدات على معالجة قضايا الوطن فالسودان لم يعرف العنصرية ولم يتعامل بالجهوية او التمييز الاثني والدليل الواقع المعاش وانتشار السودانيين في كل أجزاء الوطن دون تفرقة او تمييز ولئن حاول بعض المحسوبين على دارفور استغلال الظروف القاسية التي صنعها نظام الانقاذ والعزف على وتر العنصرية والابادة والاستهداف فهذه المعاني لم تعد موجودة بعد الثورة التي شملت كافة ارجاء الوطن واسقطت اعتى نظام فشلت الحركات والأحزاب في اسقاطه بالعمل المسلح فالسودان يتسع للجميع كل بقدر عطاءه وخبراته ومؤهله على مباديء العدل والحرية والسلام والمساواة في الحقوق والواجبات دون مزايدات او اوهام او مبالغة وابتزاز كل مايملكه مناوي سلاح الفوضى وهو سلاح ثبت فشله حتى طالبان ادركت ذلكً وادركت ايضا ان الشعب هو السيد وليس عربة تاتشر تحمل سلاح ومقنعين ضد عزل ومدنيين .
نقلا من صفحة الاستاذ حسن احمد الحسن على الفيس