ليس بالشعارات وحدها تُحمى الثورات

 


 

 

كلام الناس
رغم الوضع الكارثي الذي تسبب فيه تامر أعداء الوحدة والسلام والديمقراطية واستغله الفريق البرهان وغامر بانقلابه البائس الذي فشل حتى الان في تشكيل حكومة يستظل بها، لم تيأس الجماهير الثائرة التي مازالت صامدة و تبتدع بعبقريتها المجرية أساليب المقازمة التي ضيقت الخناق عليه وعلى الذين حرضوه وانفضوا من حوله.
الشعب السوداني لاينتظر تدخلاً خارجياً وإن لم يتوقف البعض من حولنا من ممارسة شتى أساليب الضغوط والتامر لصالح أجندة أنظمتهم، وعلى الطرف الاخر لم يتخلف المدافعون عن حقوق الإنسان عن مساندة الشعب السوداني لاسترداد الديمقراطية وتحقيق تطلعاته المشروعة والمستحقة
تعلم الشعب عبر نضاله الطويل ضد مختلف الأنظمة الديكتاتورية أن وحدته قادرة على إسقاط هذه الانظمة القمعية لكنه للأسف لم يتعلم بعد كيف يحافظ على الديمقراطية التي استردها والمؤسف أكثر إن بعض المكونات التي أسهمت في إنجاح الثورة تسهم بصورة غير مباشرة في فتح بعض الثغرات التي يتسلل عبرها أعداءها لينقضوا عليها.
لقد توحدت الإرادة الشعبية من جديد بعد انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة لاسترداد الديمقراطية وإعادة الحكومة الانتقالية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك وكل مؤسسات الحكم وعلى رأسها لجنة تفكيك التمكين ونقل رئاسة المجلس السيادي للمدنين، مع عدم افتعال معارك مصطنعة بين المدنيين والعسكريين ففي كل انحاء العلام تؤدي القوات المسلحة وكل القوات النظامية الأخرى مهامها المهنية الدفاعية والأمنية في ظل أنظمة حكم مدنية دون الدخول في الصراع السياسي على السلطة.
إن إرادة الشعب لاتقهر خاصة عندما يحاول حزب أو طاغية التسلط على الحكم بالقوة فسرعان ما يستيقظ المارد الثوري الذي يجمع شتات مكونات الشعب السياسية والمهنية والمجتمعية لإسقاطه مهما كانت سطوته وجبروته.
للأسف نفس الأخطاء التأريخية المعروفة تتكرر وسط قوى الثورة الحية التي قادت الجماهير الثائرة حتى النصر وتطفح الخلافات الحزبية والمهنية وتتأجج الفتن المجتمعية وتفتح الباب أمام المتامرين والإنقلابيين للانقضاض عليها.
على الشعب السوداني وقادته في كل المكونات السياسية والمهنية إستيعاب هذا الدرس وعدم الركون للشعارات التي لا تحمي وحدها الثورات بل لابد من مواصلة الصمود وسد الفرقة لاسترداد الديمقراطية وعودة الحكومة المدنية وتأجيل الخلافات ومواصلة العمل الناجز لتحقيق تطلعات الشعب المشروعة والمستحقة في السلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة بعيداً عن الصراعات حول السلطة المؤقتة وتهيئة المناخ الصحي للانتقال للحكم المدني الديمقراطي.

 

آراء