انقلاب البرهان من النظري الي العملي !!
محمد موسى حريكة
22 December, 2021
22 December, 2021
musahak@hotmail.com
نحن الأن في مواجهة جنرال ينطلق من منصة تأسيسية لحكم السودان تعود لحلم وأمنيات ابيه التي صدح بها الجنرال البرهان وبلا مواربه (والدنا أحسبه صالحا وذكر بالنص انني من سيحكمون السودان )
ويعزز الجنرال هرطقاته بأنه من مواليد 4 يوليو 1960 ويتوافق ذلك التاريخ مع الرابع من يوليو 2019
اليوم الذي تم فيه التوقيع مع الحرية والتغيير والمجلس العسكري علي الوثيقة الدستورية الانتقالية.
البرهان حتي اللحظة يدور في تلك الرؤية العاجزة (من يحكم السودان ) ولم يخط قيد انملة في تجاوز ذلك المفهوم ولم يسعفه الفكر لينتقل ويعزز ذلك الحلم الي السؤال الوجودي (كيف يحكم السودان ) ولو فعل ذلك لأضاف قيمة حقيقية لذلك الحلم و لألهم نفسه بعدا سياسيا وفكريا ربما
جنبنا هذا المأزق الكارثي الذي إختطف اليه تاريخ السودان وبدد سنوات من عمرنا كما فعل الجنرالات الذين سبقوه في عجزهم في البحث عن إجابة لذلك السؤال المفصلي (كيف يحكم السودان )؟ وليس ( من يحكم السودان ) .
منذ اليوم التالي لتوقيع تلك الوثيقة الدستورية ظل البرهان يتربص بعملية الانتقال الديمقراطي، تارة بالتشكيك في الشركاء بدمغهم بالفشل في إدارة الملفات الاقتصادية الشائكة، أو الإخفاق في
الملفات الامنية ،والتي هي في مجملها تقع تحت إدارته العسكرية المتمثلة في وزارتي الدفاع والداخلية والتي يديرها عسكريون جاءوا باختياره .وتارة بالتنديد بالتباينات السياسية والتي هى نتاج طبيعي للديمقراطية .
كانت خطاباته في التجمعات القبلية وإداراتها ، أو مهرجانات الفلول البائسة ، أو في تجمعات الطرق الصوفية التي إستطاع الوصول اليها جميعها ترمى لتهيئة المسرح لما يختمر بداخله من نوايا لينقض علي ثورة ديسمبر وطموحات الشعب السوداني التي أودعها إياها .
في سبتمبر 2021 وعقب تلك المحاولة الانقلابية المزعومة بقيادة البكراوى المدعومة من سلاح المدرعات ، وجد البرهان الطريق سالكا للانتقال عمليا الى الشروع في الانقلاب والخروج من دائرة الحلم الأبوى ، وسيظل الباب مفتوحا والسؤال قائما لماذا إنفجر البرهان غضبا علي تغريدة في وسائل
التواصل الاجتماعي لعضو مجلس السيادة محمد الفكي والتي كان فحواها(هبوا للدفاع عن ثورتكم) ؟؟
حيث أعلن البرهان أنه هو الجهة الوحيدة المنوط بها الدفاع عن السودان ! ولم يستطع إخفاء مشاعره العدوانية في ذلك الخطاب المرتجل أمام ثلة من جنود وضباط سلاح المدرعات برفقة نائبه حميدتي.
ولم يوضح البرهان سر تلك الغضبة الاعتباطية ولم يقدم تفسيرا لموقفه الحاد تجاه عضو مجلس السيادة ولكنه جعل الأمور تنحدر بسرعة الي ذلك اللقاء الثاني وفي خطابه أمام تخريج دفعة لعسكر العمليات الخاصة بمنطقة فتاشةالعسكرية وبرفقة نائبه حميدتى وفي مشهد عدواني يقترب من حكاية (ريا وسكينة)في تلك الواقعة الإجرامية المصرية وهما في
(مستودع المؤمرة) .
هنا قطع البرهان الطريق أمام أي جهة سياسية أو دستورية أو إعتبارية في التصدي لمشكلات السودان
وقالها صراحة (نحن أوصياء علي البلد دي ).وفي إعتقادي انها كانت الخطوة الأولية للبرهان للانطلاق لحكم السودان ..........دون أن يبالي باي مآلات قد تترتب على هذه الخطوات المتتالية والمتسارعة نحو مجد السلطة وبريقها وذلك الحلم الأبوي .
في جانب آخر كانت تتصاعد المشكلات المصطنعة والمرتبة بين طرفي الحكم ، أي الجانب المدني والعسكري وتعالت نبرة الخطاب العدائي من جانب البرهان في تصريحاته المتواترة تجاه آداء لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 89 وهو يستنهض حلفائه القدامى الذين تلقوا ضربات موجعة من لجنة التفكيك فهم الان يمثلون لديه رصيد مستقبلي في وجهته تجاه سدة الحكم .
وفجأة انتقل البرهان الي خطوة عملية وأكثرتصعيدا تجاه مؤسسات الثورة والتي تتمثل في سحب الحراسات من أعضاء لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وبعض المسؤولين وبعض أعضاء مجلس السيادة والوزراء .
في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 أعلن البرهان إنقلابه علي المرحلة الانتقالية وقام بتجميد عددمن النصوص المنتقاة بعناية من الوثيقة الدستورية والتي أختارها ليفتح لذاته الطريق لأحكام قبضته علي السودان ،كما أعلن حالة الطوارئ وحل مجلس السيادة والوزراء ، وقد أطلق علي إنقلابه أنه عملية تصحيحية لمسار الثورة، وفق تلك الفقرات الركيكة التي جاءت في بيانه .
لم يمض شهر علي إنقلابه المشؤوم حيث مضي في خطوة أخري تمثلت في ذلك الإعلان السياسى في نوفمبر 2021
الذي أعاد بموجبه دكتور حمدوك الي رئاسة الوزراء في خطوة تكتيكية وأطلق سراح المعتقلين على دفعات، وأعد خطوات باهته بغرض التمويه علي عملية الانقلاب وخداع الشعب والعالم وصولا الى رغائبه السلطوية .
ويبدو المشهد الراهن أن البرهان لم يزل حبيس أضغاث حلم مضي عليه ستون عاما أو أكثر ،في خلال هذه الفترة ذهبت وتلاشت أقطاب عالمية ،وانهارت أنظمة عسكرية عالميا وفي محيطه الإقليمي ، وتلاشت أنظمة إقتصادية، وسادت أخري ، وظهرت تكتلات سياسية وتجمعات إقليمية، وقضي أباطرة وطغاة تحت ضربات الشعوب ، وأصبحت الانقلابات العسكرية تراثا سياسيا في متاحف التاريخ عدا في القليل من البؤر المتخلفة وفي ذهنيته المتربصة ، وغطت ثورة الميديا أرجاء المعمورة و قاربت بين الشعوب في مفاهيمها ونزعتها نحو التحرر والانعتاق.
حلم البرهان الان في أن يحكم السودان وبحكم التطور السياسي للبشرية لا يعدو أن يكون
إداريا على قمة منظومة (كارتيلات) وعصابات عابرة للحدود تنشط في سرقة ثروات البلاد ورهن البلاد كليا
للسماسرة والوسطاء وتجار المعادن.ولانه رهينة ذلك الحلم سيظل سادرا في تصوراته التي لا تتوافق وواقع العصر وسيظل متشبثا به كطفل ودمية الي أن ( يقتلع إقتلاعا ).
وبمنطق التاريخ فإن الشعب قادر علي أن يهز عرش الطغاة ،وسيغادر البرهان دائرة الحلم الي واقع سيفرض عليه يتجاوز أوهامه في تلك الحاضنة التي تهدهده وتربت علي كتفيه . وهذا هو ما يجري
تصنيعه فى معامل ذلك الشعب رغم بطش المليشيات وآلة القهر الامنية التي يعتمدها البرهان وذبانيته .
نحن الأن في مواجهة جنرال ينطلق من منصة تأسيسية لحكم السودان تعود لحلم وأمنيات ابيه التي صدح بها الجنرال البرهان وبلا مواربه (والدنا أحسبه صالحا وذكر بالنص انني من سيحكمون السودان )
ويعزز الجنرال هرطقاته بأنه من مواليد 4 يوليو 1960 ويتوافق ذلك التاريخ مع الرابع من يوليو 2019
اليوم الذي تم فيه التوقيع مع الحرية والتغيير والمجلس العسكري علي الوثيقة الدستورية الانتقالية.
البرهان حتي اللحظة يدور في تلك الرؤية العاجزة (من يحكم السودان ) ولم يخط قيد انملة في تجاوز ذلك المفهوم ولم يسعفه الفكر لينتقل ويعزز ذلك الحلم الي السؤال الوجودي (كيف يحكم السودان ) ولو فعل ذلك لأضاف قيمة حقيقية لذلك الحلم و لألهم نفسه بعدا سياسيا وفكريا ربما
جنبنا هذا المأزق الكارثي الذي إختطف اليه تاريخ السودان وبدد سنوات من عمرنا كما فعل الجنرالات الذين سبقوه في عجزهم في البحث عن إجابة لذلك السؤال المفصلي (كيف يحكم السودان )؟ وليس ( من يحكم السودان ) .
منذ اليوم التالي لتوقيع تلك الوثيقة الدستورية ظل البرهان يتربص بعملية الانتقال الديمقراطي، تارة بالتشكيك في الشركاء بدمغهم بالفشل في إدارة الملفات الاقتصادية الشائكة، أو الإخفاق في
الملفات الامنية ،والتي هي في مجملها تقع تحت إدارته العسكرية المتمثلة في وزارتي الدفاع والداخلية والتي يديرها عسكريون جاءوا باختياره .وتارة بالتنديد بالتباينات السياسية والتي هى نتاج طبيعي للديمقراطية .
كانت خطاباته في التجمعات القبلية وإداراتها ، أو مهرجانات الفلول البائسة ، أو في تجمعات الطرق الصوفية التي إستطاع الوصول اليها جميعها ترمى لتهيئة المسرح لما يختمر بداخله من نوايا لينقض علي ثورة ديسمبر وطموحات الشعب السوداني التي أودعها إياها .
في سبتمبر 2021 وعقب تلك المحاولة الانقلابية المزعومة بقيادة البكراوى المدعومة من سلاح المدرعات ، وجد البرهان الطريق سالكا للانتقال عمليا الى الشروع في الانقلاب والخروج من دائرة الحلم الأبوى ، وسيظل الباب مفتوحا والسؤال قائما لماذا إنفجر البرهان غضبا علي تغريدة في وسائل
التواصل الاجتماعي لعضو مجلس السيادة محمد الفكي والتي كان فحواها(هبوا للدفاع عن ثورتكم) ؟؟
حيث أعلن البرهان أنه هو الجهة الوحيدة المنوط بها الدفاع عن السودان ! ولم يستطع إخفاء مشاعره العدوانية في ذلك الخطاب المرتجل أمام ثلة من جنود وضباط سلاح المدرعات برفقة نائبه حميدتي.
ولم يوضح البرهان سر تلك الغضبة الاعتباطية ولم يقدم تفسيرا لموقفه الحاد تجاه عضو مجلس السيادة ولكنه جعل الأمور تنحدر بسرعة الي ذلك اللقاء الثاني وفي خطابه أمام تخريج دفعة لعسكر العمليات الخاصة بمنطقة فتاشةالعسكرية وبرفقة نائبه حميدتى وفي مشهد عدواني يقترب من حكاية (ريا وسكينة)في تلك الواقعة الإجرامية المصرية وهما في
(مستودع المؤمرة) .
هنا قطع البرهان الطريق أمام أي جهة سياسية أو دستورية أو إعتبارية في التصدي لمشكلات السودان
وقالها صراحة (نحن أوصياء علي البلد دي ).وفي إعتقادي انها كانت الخطوة الأولية للبرهان للانطلاق لحكم السودان ..........دون أن يبالي باي مآلات قد تترتب على هذه الخطوات المتتالية والمتسارعة نحو مجد السلطة وبريقها وذلك الحلم الأبوي .
في جانب آخر كانت تتصاعد المشكلات المصطنعة والمرتبة بين طرفي الحكم ، أي الجانب المدني والعسكري وتعالت نبرة الخطاب العدائي من جانب البرهان في تصريحاته المتواترة تجاه آداء لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 89 وهو يستنهض حلفائه القدامى الذين تلقوا ضربات موجعة من لجنة التفكيك فهم الان يمثلون لديه رصيد مستقبلي في وجهته تجاه سدة الحكم .
وفجأة انتقل البرهان الي خطوة عملية وأكثرتصعيدا تجاه مؤسسات الثورة والتي تتمثل في سحب الحراسات من أعضاء لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وبعض المسؤولين وبعض أعضاء مجلس السيادة والوزراء .
في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 أعلن البرهان إنقلابه علي المرحلة الانتقالية وقام بتجميد عددمن النصوص المنتقاة بعناية من الوثيقة الدستورية والتي أختارها ليفتح لذاته الطريق لأحكام قبضته علي السودان ،كما أعلن حالة الطوارئ وحل مجلس السيادة والوزراء ، وقد أطلق علي إنقلابه أنه عملية تصحيحية لمسار الثورة، وفق تلك الفقرات الركيكة التي جاءت في بيانه .
لم يمض شهر علي إنقلابه المشؤوم حيث مضي في خطوة أخري تمثلت في ذلك الإعلان السياسى في نوفمبر 2021
الذي أعاد بموجبه دكتور حمدوك الي رئاسة الوزراء في خطوة تكتيكية وأطلق سراح المعتقلين على دفعات، وأعد خطوات باهته بغرض التمويه علي عملية الانقلاب وخداع الشعب والعالم وصولا الى رغائبه السلطوية .
ويبدو المشهد الراهن أن البرهان لم يزل حبيس أضغاث حلم مضي عليه ستون عاما أو أكثر ،في خلال هذه الفترة ذهبت وتلاشت أقطاب عالمية ،وانهارت أنظمة عسكرية عالميا وفي محيطه الإقليمي ، وتلاشت أنظمة إقتصادية، وسادت أخري ، وظهرت تكتلات سياسية وتجمعات إقليمية، وقضي أباطرة وطغاة تحت ضربات الشعوب ، وأصبحت الانقلابات العسكرية تراثا سياسيا في متاحف التاريخ عدا في القليل من البؤر المتخلفة وفي ذهنيته المتربصة ، وغطت ثورة الميديا أرجاء المعمورة و قاربت بين الشعوب في مفاهيمها ونزعتها نحو التحرر والانعتاق.
حلم البرهان الان في أن يحكم السودان وبحكم التطور السياسي للبشرية لا يعدو أن يكون
إداريا على قمة منظومة (كارتيلات) وعصابات عابرة للحدود تنشط في سرقة ثروات البلاد ورهن البلاد كليا
للسماسرة والوسطاء وتجار المعادن.ولانه رهينة ذلك الحلم سيظل سادرا في تصوراته التي لا تتوافق وواقع العصر وسيظل متشبثا به كطفل ودمية الي أن ( يقتلع إقتلاعا ).
وبمنطق التاريخ فإن الشعب قادر علي أن يهز عرش الطغاة ،وسيغادر البرهان دائرة الحلم الي واقع سيفرض عليه يتجاوز أوهامه في تلك الحاضنة التي تهدهده وتربت علي كتفيه . وهذا هو ما يجري
تصنيعه فى معامل ذلك الشعب رغم بطش المليشيات وآلة القهر الامنية التي يعتمدها البرهان وذبانيته .