ديمقراطيون على طريق الثورة
زين العابدين صالح عبد الرحمن
1 January, 2022
1 January, 2022
أن انقلاب البرهان إذا كان فيه إيجابية واحدة، هو فتح طريق للمواكب الجماهيرية التي انتظمت البلاد، و رغم آلة القمع المستمرة من قبل العسكريين، و الضريبة الكبيرة التي دفع الشباب من أجل مشروعهم الوطني، لكنهم استطاعوا أن يفرضوا تصورهم على الساحة السياسية " الدولة المدنية الديمقراطية" و " حرية – سلام و عدالة" و وضعوا الأحزاب أمام السؤال: كيف يتم إنزال الشعارين للواقع؟ هل القوى السياسية التي فشلت منذ ديسمبر 2018م حتى انقلاب البرهان 25 أكتوبر 2021م أن تقدم برنامج سياسي إذا كان برنامج من قبل الأحزاب أو من قبل التحالف الحاكم. و جاء الانقلاب الذي خلق واقعا جديدا في البلاد. و عقد الأزمة أكثر. لكنه وضع أمام الجميع سؤال ما هو الحل؟
أن المواكب منذ وقوع الانقلاب أكد الشباب الذين يقودون هذه المواكب أنهم مصرين على أن تجد شعاراتهم طريقها للتطبيق. و قدموا تضحيات كبيرة من أجل ذلك، و بالتالي لا يقبلون أي مساومة فيها، و على القوى السياسية أن تستوعب ذلك. و كان من المفروض أن تقود الأحزاب هذه المواكب من خلال مشروع متفق عليه، لكنها فشلت أن تقدم مبادرة يلتف حولها الناس. الأمر الذي جعل انسداد في الساحة السياسية. إلي جانب الموقف السلبي من أغلبية الشباب تجاه الأحزاب السياسية، خاصة عدم محاسبة الذين ارتكبوا جريمة فض ساحة الاعتصام، التعينات الولاء التي حصلت في الخدمة المدنية، انشغال الأحزاب بالمحصصات، سوء الخدمات، تواصل تصاعد الاسعار، كلها أعطت انعكاسات سالبة وسط مجموعات لجان المقاومة. السؤال ما هو العمل؟
لابد من حدوث تغيير في الساحة السياسية، من خلال تغيير في الخطاب السياسي، يتماشى مع طموحات الشباب و تطلعاتهم، و لابد اتخاذ خطوات جادة. لذلك أقترح أقتراحا كنت قد كتبته قبل ثلاث سنوات، أن يكون هناك حوارا جادا بين حزبي " المؤتمر السوداني و تجمع الاتحاديين" خاصة أن المرجعية الفكرية للحزبين متقاربة، و ينطلقان من الليبرالية الديمقراطية بتصوراتها المختلفة، و أيضا تقارب الفئة العمرية للأغلبية، مما يساعد على الحوار الفكري الذي يجمع الحزبين في حزب واحد " المؤتمر الاتحادي" و أن الوحدة تؤهلهم لاستقطاب كل القوى الديمقراطية وسط الشباب في الشارع السياسي، و في الأحزاب الأخرى، و أيضا الذين يقفون على الرصيف، و خاصة في لجان المقاومة. لكن ذلك يتطلب الأتي :-
أولا – أن يقدم الحزب الجديد تقييم لمجريات العمل السياسي في البلاد، و خاصة يقدم نقدا منهجيا لسلطة الفترة الانتقالية، و تبين الأسباب التي لفشل مهمة رئيس الوزراء و الوزارتين السابقتين. و الهدف من كل ذلك؛ أن تضع حجر أساس للمنهج النقدي في الساحة السياسية بديلا للمنهج التبريري الذي كان سائدا منذ استقلال السودان حتى اليوم.
ثانيا – أن يعمل على تغيير الخطاب السياسي السائد في البلاد، و التغيير ضرورته أن يقدم أسئلة جديدة في المجتمع تساعد على بروز طريقة جديدة للتفكير تتماشي مع الإجراءات و القيم الديمقراطية في المجتمع. خطاب يطرح مصطلحات الديمقراطية و يعمق فهمها، خطاب قائم على الصراحة و الوضوح، خطاب يحترم عقل المخاطبين و يحاول أن يجذبهم للحوار باستمرار.
ثالثا – أن الساحة السياسة في أمس الحاجة لإنتاج ثقافة ديمقراطية تنداح على الثقافة الشمولية التي خلفها النظام السابق، و الثقافة الديمقراطية سوف توضح شروط الديمقراطية المطلوبة، و القاعدة الشبابية في الحزبين " المؤتمر السوداني – التجمع الاتحادي" تساعد علي فاعلية الحزب الجديد و دينمكيته في المجتمع.
رابعا – أن الديمقراطية يجب أن تنقل الشعارمن الفضاء إلي الواقع، و يحتاج ذلك من الناحية التربوية و التعليمية أن تكون الممارسة الديمقراطية مشاهدة من قبل أكبر قطاع من الجماهير، و تتجلى في أحترام انعقاد المؤتمرات في وقتها، و تبادل الأراء و كيفية أحترامها، و كيف تتم عملية اختيار القيادات.
خامسا – أختراق المجتمعات الصغيرة المغلقة، و أحداث وعي ديمقراطي وسطها، و اتساع دائرة النشاط في كل الرقعة الجغرافية السودانية، و الهدف محاصرة الخطاب الشمولي و المناطقي و العنصري.
سادسا – الاستفادة من منصات وسائل الاتصال لفتح حوارات ديمقراطية، الهدف منها هو خلق و عي ثقافى ديمقراطي و تحميل الشباب حمولات الخطاب الجديد.
سابعا – أن تتبنى مشروعات شبابية ديمقراطية لكن لها أدوات مغايرة في دعم الديمقراطية " فنانيين تشكيليين – شعراء – روائيين – فنانين – موسيقيين" و هؤلاء يحتاجون للدعم و يستطيع الحزب الجديد أن يستقطب الدعم من المنظمات العالمية لدعم هذا العمل الإبداعي.
ثامنا – كان حزب المؤتمر السوداني قد أصدر صحيفة قبل الثورة. و رجوع هذه الصحيفة للصدور. و أن تكون نصف صفحات الصحيفة للجدل الديمقراطي بين الديمقراطيين. ثم تنقل لكتب صغيرة للتثقيف العام. و تدعم الجريدة من قبل السودانيين الديمقراطيين المهاجين.
أن وحدة الحزبين " المؤتمر السوداني – التجمع الاتحادي" سوف يساعد على قيام إصلاحات في قوى سياسية أخرى تعاني من إشكاليات تنظيمية و فكرية، و إحداث ثورة داخلها بالضرورة سوف تدعم الثورة الديمقراطية في البلاد، و في ذات الوقت سوف تخلق واقعا سياسيا جديدا. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
/////////////////////////
أن المواكب منذ وقوع الانقلاب أكد الشباب الذين يقودون هذه المواكب أنهم مصرين على أن تجد شعاراتهم طريقها للتطبيق. و قدموا تضحيات كبيرة من أجل ذلك، و بالتالي لا يقبلون أي مساومة فيها، و على القوى السياسية أن تستوعب ذلك. و كان من المفروض أن تقود الأحزاب هذه المواكب من خلال مشروع متفق عليه، لكنها فشلت أن تقدم مبادرة يلتف حولها الناس. الأمر الذي جعل انسداد في الساحة السياسية. إلي جانب الموقف السلبي من أغلبية الشباب تجاه الأحزاب السياسية، خاصة عدم محاسبة الذين ارتكبوا جريمة فض ساحة الاعتصام، التعينات الولاء التي حصلت في الخدمة المدنية، انشغال الأحزاب بالمحصصات، سوء الخدمات، تواصل تصاعد الاسعار، كلها أعطت انعكاسات سالبة وسط مجموعات لجان المقاومة. السؤال ما هو العمل؟
لابد من حدوث تغيير في الساحة السياسية، من خلال تغيير في الخطاب السياسي، يتماشى مع طموحات الشباب و تطلعاتهم، و لابد اتخاذ خطوات جادة. لذلك أقترح أقتراحا كنت قد كتبته قبل ثلاث سنوات، أن يكون هناك حوارا جادا بين حزبي " المؤتمر السوداني و تجمع الاتحاديين" خاصة أن المرجعية الفكرية للحزبين متقاربة، و ينطلقان من الليبرالية الديمقراطية بتصوراتها المختلفة، و أيضا تقارب الفئة العمرية للأغلبية، مما يساعد على الحوار الفكري الذي يجمع الحزبين في حزب واحد " المؤتمر الاتحادي" و أن الوحدة تؤهلهم لاستقطاب كل القوى الديمقراطية وسط الشباب في الشارع السياسي، و في الأحزاب الأخرى، و أيضا الذين يقفون على الرصيف، و خاصة في لجان المقاومة. لكن ذلك يتطلب الأتي :-
أولا – أن يقدم الحزب الجديد تقييم لمجريات العمل السياسي في البلاد، و خاصة يقدم نقدا منهجيا لسلطة الفترة الانتقالية، و تبين الأسباب التي لفشل مهمة رئيس الوزراء و الوزارتين السابقتين. و الهدف من كل ذلك؛ أن تضع حجر أساس للمنهج النقدي في الساحة السياسية بديلا للمنهج التبريري الذي كان سائدا منذ استقلال السودان حتى اليوم.
ثانيا – أن يعمل على تغيير الخطاب السياسي السائد في البلاد، و التغيير ضرورته أن يقدم أسئلة جديدة في المجتمع تساعد على بروز طريقة جديدة للتفكير تتماشي مع الإجراءات و القيم الديمقراطية في المجتمع. خطاب يطرح مصطلحات الديمقراطية و يعمق فهمها، خطاب قائم على الصراحة و الوضوح، خطاب يحترم عقل المخاطبين و يحاول أن يجذبهم للحوار باستمرار.
ثالثا – أن الساحة السياسة في أمس الحاجة لإنتاج ثقافة ديمقراطية تنداح على الثقافة الشمولية التي خلفها النظام السابق، و الثقافة الديمقراطية سوف توضح شروط الديمقراطية المطلوبة، و القاعدة الشبابية في الحزبين " المؤتمر السوداني – التجمع الاتحادي" تساعد علي فاعلية الحزب الجديد و دينمكيته في المجتمع.
رابعا – أن الديمقراطية يجب أن تنقل الشعارمن الفضاء إلي الواقع، و يحتاج ذلك من الناحية التربوية و التعليمية أن تكون الممارسة الديمقراطية مشاهدة من قبل أكبر قطاع من الجماهير، و تتجلى في أحترام انعقاد المؤتمرات في وقتها، و تبادل الأراء و كيفية أحترامها، و كيف تتم عملية اختيار القيادات.
خامسا – أختراق المجتمعات الصغيرة المغلقة، و أحداث وعي ديمقراطي وسطها، و اتساع دائرة النشاط في كل الرقعة الجغرافية السودانية، و الهدف محاصرة الخطاب الشمولي و المناطقي و العنصري.
سادسا – الاستفادة من منصات وسائل الاتصال لفتح حوارات ديمقراطية، الهدف منها هو خلق و عي ثقافى ديمقراطي و تحميل الشباب حمولات الخطاب الجديد.
سابعا – أن تتبنى مشروعات شبابية ديمقراطية لكن لها أدوات مغايرة في دعم الديمقراطية " فنانيين تشكيليين – شعراء – روائيين – فنانين – موسيقيين" و هؤلاء يحتاجون للدعم و يستطيع الحزب الجديد أن يستقطب الدعم من المنظمات العالمية لدعم هذا العمل الإبداعي.
ثامنا – كان حزب المؤتمر السوداني قد أصدر صحيفة قبل الثورة. و رجوع هذه الصحيفة للصدور. و أن تكون نصف صفحات الصحيفة للجدل الديمقراطي بين الديمقراطيين. ثم تنقل لكتب صغيرة للتثقيف العام. و تدعم الجريدة من قبل السودانيين الديمقراطيين المهاجين.
أن وحدة الحزبين " المؤتمر السوداني – التجمع الاتحادي" سوف يساعد على قيام إصلاحات في قوى سياسية أخرى تعاني من إشكاليات تنظيمية و فكرية، و إحداث ثورة داخلها بالضرورة سوف تدعم الثورة الديمقراطية في البلاد، و في ذات الوقت سوف تخلق واقعا سياسيا جديدا. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
/////////////////////////