أخزاك الله يا البرهان.. لقد بعت سيادة السودان ل(اليسوى والما يسوى)!!

 


 

 

* رحب البرهان، بحرارة، بمبادرة موسى الفكي، رئيس مجلس السلام والأمن الأفريقي، وامتعض بشدة من مبادرة فولكر، مبعوث الأمم المتحدة، وقال "إن البعثة الأممية بالسودان تخلت عن مهمتها التي جاءت من أجلها وانشغلت بأمور سياسية محلية"؛ مع أن الفكي تدخل تدخلاً مباشراً في سيادة السودان عندما حددت مبادرته إجراء انتخابات خلال فترة 6 إلى 12 شهراً، أي قبل انتهاء الفترة الانتقالية.. بينما خلت مبادرة فولكر من التدخل المباشر في سيادة البلد..

* إن عين البرهان كليلةٌ عن عيوب مبادرة موسى الفكي، لأن الفكي مبعوث (العناية) الخليجية التي ظلت تدعم البرهان وحميدتي منذ سقوط نظام البشير.. وسوف يستمر دعمها لهما إلى أن يسقط البرهان وحميدتي هما الآخران..

* لا يخفى على المراقبين أن صراع المصالح يحتدم بين الشرق والغرب وميدانه السودان.. صراعاً بين لاعبين صغار في مواجهة لاعبين صغار.. وبين لاعبين كبار في مواجهة لاعبين كبار.. واستخباراتُ مختلف الدول ترتع في السودان في أريحية تامة، وشعارها (الحشاش يملأ شبكتو..!" فالسودان بلد بلا حارس.. وأبوابه مفتوحة (الضلفتين) والجواسيس يدخلون ويخرجون ثم يدخلون ويخرجون كما " دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت.. ودخلت نملة و..."، والأجهزة الأمنية مشغولة عنهم بقتل الثوار المطالبين باستعادة سيادة السودان وموارده للسودانيين.. ولا حول ولا قوة للمراقبين السودانيين (العَجَزَة) سوى قوة أبنائهم في لجان المقاومة الضاربة!

* لكن، كلما زاد عمر الانقلاب يوماً، كلما ازداد البرهان وداعموه المحليون والاقليميون والدوليون توتراً لأن صلابة (تروس) لجان المقاومة تؤكد أن انتصار الثورة حتمي، وأن من يراهنون على الإنقلاب خاسرون، يقيناً..

* ورغم ذلك، يستمر صراع الأمم على مختلف المستويات.. فعلى المستوى الأممي، يحاول مبعوث الأمم المتحدة، المقيم بالخرطوم، إصلاح ذات البين بين المدنيين وجنرالات الانقلاب، تمهيداً للمدنية ودخول الشركات العالمية المتعددة الجنسية بلا جوازات سفر، واحتواءاً لنفوذ روسيا والصين في السودان..

* أما على المستوى الأفريقي والإقليمي، فقد قفز (مجلس السلام والأمن) الأفريقي من أديس أبابا وحط رحاله في الخرطوم حاملاً رسالة السعودية والإمارات للبرهان بعنوان: " كُن صلباً، فنحن معك، دائماً وأبداً، ضد لجان المقاومة!"..

* ومن القاهرة، هُرع وفد من الاستخبارات المصرية إلى الخرطوم، في زيارة غير معلنة، للقاء القيادات العسكرية والأمنية الإنقلابية، وفي جعبته رسالة من السيسي طابعها إصلاح ذات البين نفسه، مع إختلاف المضمون..

* وقام وفد (سيادي) سوداني بالسفر إلى إسرائيل، في زيارة تحمل رغبة البرهان وحميدتي في الاستعانة بخبرة الصهاينة، في قمع الفلسطينيين، لقمع الثوار المطالبين بعودة السودان للسودانيين..

* ما أغرب ما يجري من عسكر آخر الزمان في سودان اليوم!

* قديماً قال الشاعر:-
" إذا امتحن الدنيا لبيبُ تكشفت له عن عدوٍّ في ثيابِ صديقِ!".. وكشفت الأيام للشعب السوداني عن أن بعض أبناء السودان ألَّد أعداء السودان.. كما كشفت الأيام أن المتوشحين بثياب الأشقاء يشاركون العملاء من أبناء السودان في العداء للسودان.. كما كشفت عن مدَّعِي الصداقة مع الشعب السوداني من روس وصينيين أنهم شركاء في العداء.. وأكدت أن إسرائيل عدوة بحقٍّ وحقيقٍ.. ولا يؤمن جانبها.. وازداد نفور الشعب السوداني منها، بعد (تطبيعها) الفاضح مع البرهان وحميدتي..

* ومن سخريات الاستسلام والخنوع تصريح البرهان، في التلفزيون القومي، بأن إسرائيل
ليست عدواً.. وأن زيارة وفد المجلس السيادي إلى إسرائيل كانت زيارة تتعلق بمسائل أمنية..

* أمنية ضد من؟ لا بد وأن نفهم أن الزيارة كانت لتأمين سلطة البرهان وحميدتي ضد الشعب السوداني الثائر باعتبار أنه العدو في حسابات البرهان الخاسرة..

* خاب فأل الموساد الإسرائيلي.. وفأل محور الشر العربي.. وأخزاك الله يا البرهان.. لقد بعت سيادة السودان ل(اليسوى والما يسوى)!

osmanabuasad@gmail.com

/////////////////////

 

آراء