يا بوشكين …حميدتي علي أبواب موسكو !!
محمد موسى حريكة
23 February, 2022
23 February, 2022
musahak@hotmail.com
(هنا في هذه المدينة ان لم يقتلونا بالرصاص قتلونا بالقرارات) الكاتب الكولومبي غارسيا ماركيز .
يبدو أننا نحن نموت بالاثنين معا فتاريخنا الحاضر أصبح أكثر قربا من الأساطير منه الي الواقع، والتفاصيل اليومية مملة وغارقة في التناقضات ، فقد عالجت الرواية السحرية (مائة عام من العزلة ) تفاصيل قرية ماكندو التي تعرضت لقوة تاريخية خارج نطاق سيطرتها ومهامها وإداراتها ،لقد تقاصر فهم سكانها عن إدراك تلك القوة الخفية للغجر الذين يتناسلون كمتوالية هندسية ، حتي أن الأفراس تلد ثلاثا والدجاج يبيض مرتين في اليوم ،والعمال المضربين تدهورت أحوالهم ثم يموتون في مذبحة بالقرب من محطة السكة حديد ! .
تماما كما يموت المحتجون الآن في شروني جراء الرصاص الحي أو المطاطي ،أو الاختناق بالغاز الملوث بكيمياء المياه الحمراء أو الزرقاء التي ترشها السيارات المعبأة بالحقد والكراهية.
والجنود المدججون بالسلاح ينتشرون في الباحات والساحات وحدائق الورد التي ذبلت بفعل أحذيتهم وشاحناتهم التي لا تميز بين العشب والأسفلت .
في مثل هذا المناخ الذي يوحي بنهاية الحداثة كان الغرباء والغجر يصدرون مراسيم الموت من داخل غرفهم الأسمنتية ، والطرق الموصدة بالحاويات وكاميرات الرصد تسد كل أفق أو شعاع قد ينفذ الي (الخرطوم) .
الذي يميزهم تماما عن السكان المحليين أنهم مشحونون بالخوف لحد التخمة في حين أن السكان يشملهم الأمل بأن هناك حياة أخري وليس بالضرورة أن تكون بعد الموت.
إنهم أي الغرباء يفعلون الموت ولكنهم لا يستطيعون أن يقرروا للآخرين الطريقة التي يموتون بها .
حينما تلقى (حميدتي) الرجل الثاني دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو هذا الشهر خلت التاريخ يتثاءب من رتابة الفاجعة مع أن المسالة تأتي في سياقها الراهن متوائمة تماما مع الصفقات السرية وجماعات (فاغنر) فالأشياء متشابهة في صفقات السلاح والأرصدة السرية والمافيات التي تتحكم في مصائر الشعوب ،ليس المهم في هذه الحالة لدي بوتين أرتال الشهداء التي تسقط كل يوم في طريق الحرية ولا الحرائق التي تلتهم قري (القش) في نجوع دارفور ولا معدلات الإجهاض والتشويه للإنسان في مناجم التعدين العشوائي ولا تلك السيرة الشخصية للقتلة الذين تتربص بهم دوائر العدالة العالمية دون جدوى ولكن المهم هو البورصات العالمية والعملات المضمخة بعرق ودماء الفقراء .وفوق كل ذلك دون إعتبار لنزعة إنسان السودان للحرية والسلام والعدالة .
إذن فإن (حميدتي) علي أبواب موسكو ولا يسعنا إلا أن ننادي علي بوشكين ، أمير شعراء روسيا في القرن نهايات القرن الثامن عشر .. وَيَا رفيق الهجرة ...الذي ينحدر من أم أفريقية هي ناويشد أوسيبافانا والتي تعود جذورها الي بلاد سد النهضة العظيم . لقد قاوم بوشكين شعرا ونثرا ودراما عصر الاستبداد الاجتماعي والقياصرة والنبلاء ، يا بوشكين هبنا بعضا من ثباتك وحتي رحيلك إثر تلك المبارزة التي أخترتها .
لقد كتب بوشكين قصيدة. (الأخوة اللصوص)
إنهم أيٰ شخص لديه قلب من حجر
ذلك الذي يقطع بيد باردة
أوصال الأرامل والفقراء
ثم كتب أيضا مسرحية (الضيف الحجري) حينما كان يري في روسيا بلاد الثلج الذي يترنح، وعالج فيها الحب والخيانة حيث تبتلع الارض في النهاية الجبابرة الذين يتحكمون في مصائر الناس .
وربما على إثر دعوة ذلك (الضيف الحجري) إلى موسكو سيغادر بوشكين مقبرته عاريا في هذا الصقيع إلا من إيمان بانتصار العدالة منشدا مع شباب المقاومة
ديل انحنا القالو متنا
قالو للناس انتهينا
فإذا كان بوشكين يري في لحظته تلك أن روسيا القيصرية هي بلاد الثلج الذي يترنح فنحن نري في واقعنا الان بلاد (الانقلاب الذي يترنح).
(هنا في هذه المدينة ان لم يقتلونا بالرصاص قتلونا بالقرارات) الكاتب الكولومبي غارسيا ماركيز .
يبدو أننا نحن نموت بالاثنين معا فتاريخنا الحاضر أصبح أكثر قربا من الأساطير منه الي الواقع، والتفاصيل اليومية مملة وغارقة في التناقضات ، فقد عالجت الرواية السحرية (مائة عام من العزلة ) تفاصيل قرية ماكندو التي تعرضت لقوة تاريخية خارج نطاق سيطرتها ومهامها وإداراتها ،لقد تقاصر فهم سكانها عن إدراك تلك القوة الخفية للغجر الذين يتناسلون كمتوالية هندسية ، حتي أن الأفراس تلد ثلاثا والدجاج يبيض مرتين في اليوم ،والعمال المضربين تدهورت أحوالهم ثم يموتون في مذبحة بالقرب من محطة السكة حديد ! .
تماما كما يموت المحتجون الآن في شروني جراء الرصاص الحي أو المطاطي ،أو الاختناق بالغاز الملوث بكيمياء المياه الحمراء أو الزرقاء التي ترشها السيارات المعبأة بالحقد والكراهية.
والجنود المدججون بالسلاح ينتشرون في الباحات والساحات وحدائق الورد التي ذبلت بفعل أحذيتهم وشاحناتهم التي لا تميز بين العشب والأسفلت .
في مثل هذا المناخ الذي يوحي بنهاية الحداثة كان الغرباء والغجر يصدرون مراسيم الموت من داخل غرفهم الأسمنتية ، والطرق الموصدة بالحاويات وكاميرات الرصد تسد كل أفق أو شعاع قد ينفذ الي (الخرطوم) .
الذي يميزهم تماما عن السكان المحليين أنهم مشحونون بالخوف لحد التخمة في حين أن السكان يشملهم الأمل بأن هناك حياة أخري وليس بالضرورة أن تكون بعد الموت.
إنهم أي الغرباء يفعلون الموت ولكنهم لا يستطيعون أن يقرروا للآخرين الطريقة التي يموتون بها .
حينما تلقى (حميدتي) الرجل الثاني دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو هذا الشهر خلت التاريخ يتثاءب من رتابة الفاجعة مع أن المسالة تأتي في سياقها الراهن متوائمة تماما مع الصفقات السرية وجماعات (فاغنر) فالأشياء متشابهة في صفقات السلاح والأرصدة السرية والمافيات التي تتحكم في مصائر الشعوب ،ليس المهم في هذه الحالة لدي بوتين أرتال الشهداء التي تسقط كل يوم في طريق الحرية ولا الحرائق التي تلتهم قري (القش) في نجوع دارفور ولا معدلات الإجهاض والتشويه للإنسان في مناجم التعدين العشوائي ولا تلك السيرة الشخصية للقتلة الذين تتربص بهم دوائر العدالة العالمية دون جدوى ولكن المهم هو البورصات العالمية والعملات المضمخة بعرق ودماء الفقراء .وفوق كل ذلك دون إعتبار لنزعة إنسان السودان للحرية والسلام والعدالة .
إذن فإن (حميدتي) علي أبواب موسكو ولا يسعنا إلا أن ننادي علي بوشكين ، أمير شعراء روسيا في القرن نهايات القرن الثامن عشر .. وَيَا رفيق الهجرة ...الذي ينحدر من أم أفريقية هي ناويشد أوسيبافانا والتي تعود جذورها الي بلاد سد النهضة العظيم . لقد قاوم بوشكين شعرا ونثرا ودراما عصر الاستبداد الاجتماعي والقياصرة والنبلاء ، يا بوشكين هبنا بعضا من ثباتك وحتي رحيلك إثر تلك المبارزة التي أخترتها .
لقد كتب بوشكين قصيدة. (الأخوة اللصوص)
إنهم أيٰ شخص لديه قلب من حجر
ذلك الذي يقطع بيد باردة
أوصال الأرامل والفقراء
ثم كتب أيضا مسرحية (الضيف الحجري) حينما كان يري في روسيا بلاد الثلج الذي يترنح، وعالج فيها الحب والخيانة حيث تبتلع الارض في النهاية الجبابرة الذين يتحكمون في مصائر الناس .
وربما على إثر دعوة ذلك (الضيف الحجري) إلى موسكو سيغادر بوشكين مقبرته عاريا في هذا الصقيع إلا من إيمان بانتصار العدالة منشدا مع شباب المقاومة
ديل انحنا القالو متنا
قالو للناس انتهينا
فإذا كان بوشكين يري في لحظته تلك أن روسيا القيصرية هي بلاد الثلج الذي يترنح فنحن نري في واقعنا الان بلاد (الانقلاب الذي يترنح).