رمضان الهامش الأعزل !! وعذاب الحصاد !!!

 


 

 

رسخ في اذهان الناس ان مناطق الهامش هي المناطق التي حملت السلاح ، واعلن ممثلوهاالخروج على حكومة المركز بحسبان ان المركز وما حوله هو من ينعم بخيرات الوطن !!
وهل تم استخراج خيرات الوطن حتى ينعم بها اهل المركز ؟
دار فور !!
جنوب النيل الازرق !!
جنوب كردفان !!
حملت السلاح حتى تنعم بمقاسمة المركز في السلطة والثروة .
وقد اتاها ما لم تكن تحلم به ، وعجزت عن نزعه بالبندقية عبر سلام جوبا ( المايل ) الذي ارادت بهالحكومة تسجيل هدف ايجابي يسجل في دفتر الانجازات ، وقد استعجلت منحه بلا رؤية ، وبعدمالمام تام لما يفكر فيه و يضمره قادة الحركات المسلحة !!
عمومًا كسبت المناطق المهمشة بالسلام ما فشلت في كسبه بالبندقية !!
قرى غرب الجزيرة موغلة في الهامشية والتهميش ، وتفوق المناطق التي حملت السلاح في درجةالهامش !!
وتكاد تتقلب في مواجع سفه الحكومات لها على مر تاريخها ، منذ الاستقلال وحتى الان (اذااعتبرنا ) الحكومة الانقلابية الماثلة الان حكومة .
بساطة اهل هذه القرى ، وتساهلهم في نيل حقوقهم جعل من الحكومات ان تذهب اكثر في هضمحقوقهم ، بل والتجاسر عليهم بحكم ان اهل هذه القرى دائما ما يأتون على انفسهم ولو كانت بهمحوجة واضطرار .
وكثير منهم يهاب الدخول في مشاكسات مع الحكام والمسؤولين!!!
بل ذهب استبداد بعض المسؤولين و تسلقهم لظل مسكنة هؤلاء المواطنين ان يفكروا في نزع مابين يديهم من حقوق !!
الظاهر في هذه البلاد الغلبة لمن يحمل السلاح وان تغنى بعبارات ( السلام سمح )
على المألوف اسرجت دابتي صوب اهلي قبل يوم من رمضان حتى انيل بينهم فضيلة غرة شهرالله !!
( رمضان لي وانا اجزي به )
وكعادة الاهل ومراسيم القرى الاجتماعية تلتقي كل الموائد عند ديوان ( الفريق ) المطل علىالشارع !!
وكان الوقت وقت حصاد محصول القمح !!
ولوقت الحصاد لحظات فرح لا يحسها الا المزارعين !!
ان كانت الاعياد !!
عيدا للفطر
وعيدا للنحر
فعند المزارعين نشوة الحصاد عيد !!
عند ( ملم ) الافطار تتداعى من ألسنة المزارعين المواجع وتحس على وجههم المظالم وعلى ارضهملم يكن السلام ومن الحكومة لم ينالوا المحبة !!
مظالم وظلامات جبريل ابراهيم تتسابق على تعدادها ألسنة المزارعين .
الألسنة التى ما عادت تتذوق طعم لموائدهم الفقيرة حتى من نعيم ما زرعوه !!
كان الموسم بحسابات الانتاج رابحًا حيث ان متوسط الانتاج بلغ عشرة جوالات للفدان الواحد ،ولكنه بحساب التكلفة الزراعية والمظالم يعد خاسرًا خسرانًا مبينا !!
والكارثة كانت في ما بدر من وزير المالية المعين وفقًا لسلام المناطق المهمشة من تصريح حيث كانالقشة التي اعاقت حلقوم البعير !!
( المالية ليس لديها اموال لشراء القمح )
هذا التصريح المنسوب لوزير المالية يجب ان يعدم قائله استنادًا على مواد تخريب الاقتصادالقومي !!
تصريح الوزير احتفل به ( تجار المحاصيل ) واعدموا من خلاله آمال وطموحات المزارع !!
هذا التصريح جعل موائد افطار المزارعين فقيرة ووجههم كالحة ، وقلوبهم تدعوا على الحكام آناءالليل واطراف النهار !!
هل كان وزير المالية يعي ما يقول ؟
هل كان وزير المالية عاقلًا من الاساس !!
مجموعة أسئلة تقرأها على فقر الموائد وبؤس الوجوه !!
عجزت الدولة عند بداية الزراعة عن تطهير القنوات ، وتركت المزارع مع مصيره عندما بذر البذوربالارض منتظرًا ان تقوم وزارة الري بواجبها !!
ولكنها لم تعيره ادنى اهتمام ، وعند ما تجمع المزارعون لانقاذ زراعتهم وجلبوا الآلات لتطهيرالقنوات من حر مالهم !!
بادرتهم الوزارة بمطالبتها ضريبة المياه عند الحصاد ، ومنعت الحاصدات من الدخول الابتصريح منها بعد السداد و ( بالغانون )
ضريبة للمياه عجزت عن جلبها وفشلت في توفيرها !!!
اي اضطهاد واي استهبال واي استغفال
واي ( حقارة ) ترمي اليها الحكومة الانقلابية !!
والى اين يريد وزير المالية ان يصل بالبلاد ، واستعباد العباد !!
حمل السلاح ليس من شيم العارفين ، ولكن من اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه !!
وحيث ان أبناءنا في النضال الثوري قالوا بسلمية الثورة واستمرارها ، وحيث انهم أكدوا على انالردة مستحيلة !!
يظل خيار السلام هو مسارنا الى خلاص الوطن من هذا المستنقع الآسن !!
هكذا قال المزارعون !!
وقد أثنينا على ما قالوه الى حين !!
لابد من ان نترك للسلمية مجالًا للعبور
الى نهايات الخلاص بالوصول الى
الحرية
والسلام
والعدالة !!
جمال الصديق الامام
المحامي ،،،،
elseddig49@gmail.com
//////////////////////

 

 

آراء