الذكرى الثامنة لرحيل السيد محمد داود الخليفة
الذكرى الثامنة لرحيل السيد محمد داود الخليفة
12 April, 2022
12 April, 2022
محمد علي ـ لندن
يمر علينا اليوم العاشر من شهر أبريل 2022م وهو الذكرى الثامنة لوفاة الأمير الوطني محمد داود الخليفة الذي إنتقل إلى رحمة الله في اليوم العاشر من شهر أبريل العام 2014م، تاركا وراءه إرثاً عظيماً من التاريخ الوطني الذي دحض فيه أكاذيب مؤرخي الاستعمار الذين حاولوا تشويه تاريخنا الوطني.
تخرج الأمير محمد داود من كلية الزراعة بجامعة الخرطوم في العام 1948م، وعمل في العام 1949م مفتشاً للزراعة لمنطقة النيل الأبيض بمركز كوستي وتدرج في المناصب المختلفة. وفي العام 1953م، أختير كأول سوداني ليسودن وظيفة مفتشاَ للزراعة بمشروع القاش بكسلا التي كان والده مسؤولاً إدارياً فيها في يوم من الأيام. وفي العام 1954م، أختير ليسودن أول وظيفة لباشمفتش الزراعة للمديرية الإستوائية بجوبا. وفي العام 1956م، تولى وظيفة مدير التعليم والإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة بالخرطوم حيث قام بأسيس معهد شمبات الزراعي.
وفي العام 1957م، قرر هجر الوظيفة العامة ليعمل في الميدان السياسي وأصبح مساعداً للسكرتير العام لحزب التحرر الوطني. وفي العام 1959م، أسس البنك الزراعي السوداني (مع المرحوم السيد/ حماد توفيق، أول رئيس مجلس إدارة ومدير عام للبنك) وتقلد الأمير منصب المدير الزراعي في البنك. وفي العام 1961م، تم إختياره ليكون نائباً للمدير العام للبنك الزراعي وعضواً في مجلس الزراعة. وفي العام 1964م، استقال من البنك الزراعي ليلتحق بالقطاع الخاص وقام بتأسيس شركة التبغ الوطنية التابعة آنذاك لشركة روثمانز العالمية لما وراء البحار وأصبح مديراً عاماً لها. كما قام بتأسيس شركة السجائر الوطنية كشركة عامة. وفي العام 1968م، فاز بعضوية البرلمان السوداني عن دائرة الجبلين جنوب كوستي وأختير وزيراً للحكومة المحلية ثم وزيراً للدفاع بالإنابة. وتم تعيينه في مايو 1982م، مستشاراً لرئيس الجمهورية للتنمية والإنتاج. وفي العام 1986م، تم اختياره رئيساً لمجلس إدارة البنك الوطني للتنمية الشعبية، وفي العام 1991م، تم تعيينه مستشاراً اقتصادياً للحكومة، واختير في العام 1992م، عضواً بالمجلس الوطني الإنتقالي ورئيساً للجنة الشؤون الإقتصادية بالمجلس. وفي العام 1996م، اختير عضوا بالمجلس الوطني المنتخب، ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي.
النشاطات العلمية والاجتماعية:- رئيسا لمجلس أمناء معهد القرش الصناعي، عضو مجلس إدارة كلية الأحفاد الجامعية للبنات، راعي لكلية الخرطوم التطبيقية، عضو مؤسس لجامعة أم درمان الأهلية، عضو في المجلس الأكاديمي لكلية الزراعة بجامعة الخرطوم، سكرتير فخري لنادي سباق الخيل بالخرطوم، عضو مجلس أمناء نادي الهلال الرياضي.
المؤتمرات الإقليمية والدولية التي شارك فيها:-
في العام 1956م، أختير ممثلاً للسودان في أول مؤتمر إقليمي لمنظمة الغذاء والزراعة للأمم المتحد بمنطقة الشرق الأوسط المنعقد في طهران ـ إيران ـ وفي العام 1960م، اختير عضواً في وفد السودان في اجتماعات اللجنة الإستشارية العالمية للأقطان المنعقد بواشنطن بأمريكا في العام 1960م، وفي الهند العام 1963م.
كذلك شارك في العديد من المؤتمرات الأخرى مثل
عضو في وفد السودان لتسويق القطن السوداني في الدول الأوربية والآسيوية، في المؤتمرين اللذان عقدا في عامي 1960م والعام 1962م. كما شارك في موتمر عالمي لروثمانز، وعضواً للوفد الشعبي السوداني للقاهرة لمؤازرة الرئيس جمال عبدالناصر ودعم مصر بعد نكسة حرب حزيران ـ أكتوبر 1967م. وشارك في وفد وزاري لحل النزاع الحدودي مع حكومة يوغندا وحكومة إثيوبيا العام 1968م، وقام بحل النزاعات القبلية بالسودان خاصة التي حدثت بين قبائل دارفور حيث أعاد التعايش السلمي بين قبائلها. وفي العامين 1968 و1969م، شغل منصب وزير دفاع بالإنابة ورئيسا للوفد العسكري السوداني للمفاوضات مع الإتحاد السوفيتي لكسر احتكار السلاح والتوقيع النهائي لإتفاقية السلاح المبرمة بين الطرفين وهي أو إتفاقية مع الإتحاد السوفيتي إذ كانت أمريكا تحتكر بيع السلاح للسودان. ومن العام 1972م والعام 1980م، شارك في المؤتمرات الإقليمية والدولية لمنظمة الغذاء والزراعة الدولية في عدة دول عربية وأوربية في العام 1969م، وعند قيام إنقلاب مايو تم إعتقاله مع بقية إخوانه وأودعوا سجن كوبر. وأطلق سراحه في سبتمبر العام 1971م. وفي شهر فبراير من العام 1972م، إلتحق بالأمم المتحدة وتم تعيينه كبيراَ للمستشارين الزراعيين في جمهورية العراق، وأختير ممثلاً لمنظمة الغذاء والزراعة الدولية لدى حكومة العراق حتى العام 1978م. بعد ذلك اختير في العام 1979م، مبعوثاً شخصياً للمدير العام لمنظمة الغذاء والزراعة للأمم المتحدة لدى بعض حكومات الدول العربية لإبرام الإتفاقيات معها.
في العام 1980م، استقال من الأمم المتحدة وعاد إلى السودان ليشارك في بناء وطنه الذي دافع أجداده عنه بالأرواح.وفي العام 1981م، أصبح عضواً في مجالس إدارة العديد من شركات القطاع العام والخاص. وفي العام 1982م، تم إختياره رئيساً لمجلس إدارة بنك الخرطوم (باركليز سابقاً).
قضى وقته في السودان في الإهتمام بتوثيق تاريخ السودان الوطني وصيانة آثاره التي ترمز لتاريخه فساهم في صيانة أضرحة شهداء معركة أم دبيكرات وإهتم بمتحف بيت الخليفة، وجمع الوثائق التي تبرز بطولة الشعب السوداني عبر التاريخ، وإهتم بتعليم الشباب التربية الوطنية حيث احتضن منظمة أقاموها لهذا العمل، وكان يحتفل كل عام بالخريجين من الشباب لتحفيزهم وحث من ورائهم على تعلم تاريخهم ليبعث الثقة والإعتزاز فيهم لحب الوطن والعمل على رفعته. رحم الله الأمير محمد داود فقد كان يواصل الكتابة عن تاريخنا الوطني الصحيح بعيداً عن ما كتبه المستعمرون لتبرير المذابح التي ارتكبوها في كرري والشكابة وأم دبيكرات وغيرها واستخدامهم لأسلحة الدمار الشامل مثل المكسيم، والتي كان استخدامها محرماً في الحروب الأوربية، كما طالب بريطانيا بتعويض أهل شهداء تلك المذابح أسوة بما فعلته بريطانيا وأمريكا وغيرها. كذلك كان يصرف كل ما يصله من مال في تشجيع العمل الوطني وتوثيقه وتشجيع العاملين فيه وحث الشباب على التعليم.
///////////////////////////
يمر علينا اليوم العاشر من شهر أبريل 2022م وهو الذكرى الثامنة لوفاة الأمير الوطني محمد داود الخليفة الذي إنتقل إلى رحمة الله في اليوم العاشر من شهر أبريل العام 2014م، تاركا وراءه إرثاً عظيماً من التاريخ الوطني الذي دحض فيه أكاذيب مؤرخي الاستعمار الذين حاولوا تشويه تاريخنا الوطني.
تخرج الأمير محمد داود من كلية الزراعة بجامعة الخرطوم في العام 1948م، وعمل في العام 1949م مفتشاً للزراعة لمنطقة النيل الأبيض بمركز كوستي وتدرج في المناصب المختلفة. وفي العام 1953م، أختير كأول سوداني ليسودن وظيفة مفتشاَ للزراعة بمشروع القاش بكسلا التي كان والده مسؤولاً إدارياً فيها في يوم من الأيام. وفي العام 1954م، أختير ليسودن أول وظيفة لباشمفتش الزراعة للمديرية الإستوائية بجوبا. وفي العام 1956م، تولى وظيفة مدير التعليم والإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة بالخرطوم حيث قام بأسيس معهد شمبات الزراعي.
وفي العام 1957م، قرر هجر الوظيفة العامة ليعمل في الميدان السياسي وأصبح مساعداً للسكرتير العام لحزب التحرر الوطني. وفي العام 1959م، أسس البنك الزراعي السوداني (مع المرحوم السيد/ حماد توفيق، أول رئيس مجلس إدارة ومدير عام للبنك) وتقلد الأمير منصب المدير الزراعي في البنك. وفي العام 1961م، تم إختياره ليكون نائباً للمدير العام للبنك الزراعي وعضواً في مجلس الزراعة. وفي العام 1964م، استقال من البنك الزراعي ليلتحق بالقطاع الخاص وقام بتأسيس شركة التبغ الوطنية التابعة آنذاك لشركة روثمانز العالمية لما وراء البحار وأصبح مديراً عاماً لها. كما قام بتأسيس شركة السجائر الوطنية كشركة عامة. وفي العام 1968م، فاز بعضوية البرلمان السوداني عن دائرة الجبلين جنوب كوستي وأختير وزيراً للحكومة المحلية ثم وزيراً للدفاع بالإنابة. وتم تعيينه في مايو 1982م، مستشاراً لرئيس الجمهورية للتنمية والإنتاج. وفي العام 1986م، تم اختياره رئيساً لمجلس إدارة البنك الوطني للتنمية الشعبية، وفي العام 1991م، تم تعيينه مستشاراً اقتصادياً للحكومة، واختير في العام 1992م، عضواً بالمجلس الوطني الإنتقالي ورئيساً للجنة الشؤون الإقتصادية بالمجلس. وفي العام 1996م، اختير عضوا بالمجلس الوطني المنتخب، ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي.
النشاطات العلمية والاجتماعية:- رئيسا لمجلس أمناء معهد القرش الصناعي، عضو مجلس إدارة كلية الأحفاد الجامعية للبنات، راعي لكلية الخرطوم التطبيقية، عضو مؤسس لجامعة أم درمان الأهلية، عضو في المجلس الأكاديمي لكلية الزراعة بجامعة الخرطوم، سكرتير فخري لنادي سباق الخيل بالخرطوم، عضو مجلس أمناء نادي الهلال الرياضي.
المؤتمرات الإقليمية والدولية التي شارك فيها:-
في العام 1956م، أختير ممثلاً للسودان في أول مؤتمر إقليمي لمنظمة الغذاء والزراعة للأمم المتحد بمنطقة الشرق الأوسط المنعقد في طهران ـ إيران ـ وفي العام 1960م، اختير عضواً في وفد السودان في اجتماعات اللجنة الإستشارية العالمية للأقطان المنعقد بواشنطن بأمريكا في العام 1960م، وفي الهند العام 1963م.
كذلك شارك في العديد من المؤتمرات الأخرى مثل
عضو في وفد السودان لتسويق القطن السوداني في الدول الأوربية والآسيوية، في المؤتمرين اللذان عقدا في عامي 1960م والعام 1962م. كما شارك في موتمر عالمي لروثمانز، وعضواً للوفد الشعبي السوداني للقاهرة لمؤازرة الرئيس جمال عبدالناصر ودعم مصر بعد نكسة حرب حزيران ـ أكتوبر 1967م. وشارك في وفد وزاري لحل النزاع الحدودي مع حكومة يوغندا وحكومة إثيوبيا العام 1968م، وقام بحل النزاعات القبلية بالسودان خاصة التي حدثت بين قبائل دارفور حيث أعاد التعايش السلمي بين قبائلها. وفي العامين 1968 و1969م، شغل منصب وزير دفاع بالإنابة ورئيسا للوفد العسكري السوداني للمفاوضات مع الإتحاد السوفيتي لكسر احتكار السلاح والتوقيع النهائي لإتفاقية السلاح المبرمة بين الطرفين وهي أو إتفاقية مع الإتحاد السوفيتي إذ كانت أمريكا تحتكر بيع السلاح للسودان. ومن العام 1972م والعام 1980م، شارك في المؤتمرات الإقليمية والدولية لمنظمة الغذاء والزراعة الدولية في عدة دول عربية وأوربية في العام 1969م، وعند قيام إنقلاب مايو تم إعتقاله مع بقية إخوانه وأودعوا سجن كوبر. وأطلق سراحه في سبتمبر العام 1971م. وفي شهر فبراير من العام 1972م، إلتحق بالأمم المتحدة وتم تعيينه كبيراَ للمستشارين الزراعيين في جمهورية العراق، وأختير ممثلاً لمنظمة الغذاء والزراعة الدولية لدى حكومة العراق حتى العام 1978م. بعد ذلك اختير في العام 1979م، مبعوثاً شخصياً للمدير العام لمنظمة الغذاء والزراعة للأمم المتحدة لدى بعض حكومات الدول العربية لإبرام الإتفاقيات معها.
في العام 1980م، استقال من الأمم المتحدة وعاد إلى السودان ليشارك في بناء وطنه الذي دافع أجداده عنه بالأرواح.وفي العام 1981م، أصبح عضواً في مجالس إدارة العديد من شركات القطاع العام والخاص. وفي العام 1982م، تم إختياره رئيساً لمجلس إدارة بنك الخرطوم (باركليز سابقاً).
قضى وقته في السودان في الإهتمام بتوثيق تاريخ السودان الوطني وصيانة آثاره التي ترمز لتاريخه فساهم في صيانة أضرحة شهداء معركة أم دبيكرات وإهتم بمتحف بيت الخليفة، وجمع الوثائق التي تبرز بطولة الشعب السوداني عبر التاريخ، وإهتم بتعليم الشباب التربية الوطنية حيث احتضن منظمة أقاموها لهذا العمل، وكان يحتفل كل عام بالخريجين من الشباب لتحفيزهم وحث من ورائهم على تعلم تاريخهم ليبعث الثقة والإعتزاز فيهم لحب الوطن والعمل على رفعته. رحم الله الأمير محمد داود فقد كان يواصل الكتابة عن تاريخنا الوطني الصحيح بعيداً عن ما كتبه المستعمرون لتبرير المذابح التي ارتكبوها في كرري والشكابة وأم دبيكرات وغيرها واستخدامهم لأسلحة الدمار الشامل مثل المكسيم، والتي كان استخدامها محرماً في الحروب الأوربية، كما طالب بريطانيا بتعويض أهل شهداء تلك المذابح أسوة بما فعلته بريطانيا وأمريكا وغيرها. كذلك كان يصرف كل ما يصله من مال في تشجيع العمل الوطني وتوثيقه وتشجيع العاملين فيه وحث الشباب على التعليم.
///////////////////////////