أحزاب السودان القديم … أساس البلاء المقيم
اسماعيل عبدالله
25 April, 2022
25 April, 2022
أحزاب السودان القديم لعبت دوراً رئيسياً في وأد جنين ثورة ديسمبر المجيدة، وهو مايزال يخطو خطواته الأولى نحو التحرير وتحقيق السلام والعدالة، فرّطت في الأمانة التي أوكلها اليها الثوار كي تعبر بالبلاد من مرحلة الانتقال الى حيث تأسيس وإقامة قواعد بيت دولة المؤسسات، وعندما نرى بالأمس تهافت قيادات هذه الأحزاب القديمة وتوددها للمبعوثين الأممي والأقليمي فولكر وولد لبات، ندرك تماماً أن أمراض الماضي مازالت تفتك بجسد الأمة، جراء الضعف الملازم للقوى القديمة المدمنة للفشل والسير على خطى من باع الوطن، فكلما هب الشباب ونهض وواجه آلة الدكتاتوريات العنيفة بصدره العاري، كلّما خرجت العفاريت القديمة من قبورها غبراء شعثاء تطلب بهرجاً سلطوياً لم تقدم في سبيله مهر دم ولا سخين دمع، لم تقم هذه الديناصورات البائدة بالدفاع المستميت عن مكتسبات ثورة الشباب عندما كشّر شركاؤها ذوو البزة العسكرية عن أنيابهم، ولم تضع هذه الحزبية البغيضة مبدأ الحفاظ على منجزات شهداء الترس في حسبانها، بل ركنت للشراكة العرجاء مع ذئاب المؤسستين العسكرية الرئيسية والعسكرية الأخرى الموازية، فأخذ رموزها في مغازلة ومؤانسة هؤلاء العسكريين وذهب بعض هذه الرموز لأبعد من ذلك باقتراح تمديد مرحلة حكم الانتقال لعقد من الزمان أو يزيد، وتراءى للبعض الآخر منهم أن الخلافة قد أتته تجرجر أذيالها فطفق يكيل النقد للجان المقاومة التي قذفت به الى بهو وساحات القصر الجمهوري، ما هكذا تورد الإبل يا جهابذة السودان القديم ويا سادات قريش القديمة من الحزبين (الكبيرين) ومعكما الحزب الأحمر (الكبير) ورصفاءه، إنّ الاستحقاق الثوري الديسمبري لا يستحق امتياز القيام بواجبه إلّا ذوي الهمّة الوطنية الراسخة، لا المهرولين الرخيصين المنكسرين أمام بهرج الكرسي وسطوة بريق الألماس والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة.
الأحزاب القديمة مجرّبة في ساحات وباحات العمل العام وعلى الشباب أن يبتدعوا ويبتكروا ويؤسسوا ما يتوافق مع طموحهم، لا أن يجثوا على ركبهم ليعيدوا تكرار السيناريوهات القديمة المذلة للانسان السوداني، الذي كان دوره محصوراً في تقديم إبريق الوضوء لوكلاء عرش الحزب والطائفة والجماعة الأيدلوجية، النهوض بالبلاد والانتقال بها نحو المراحل المؤسساتية الواضعة للبنة الدولة الحديثة، يبدأ بالكفر البواح بكل ما يقوم به رئيس الأمر الواقع للمجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان حين زار مصر، والخطوة الصحيحة يا شباب بلادي تكون بالرفض القاطع لما يقوم به برمة ناصر ومريم الصادق من تماهي من أجل شرعنة الانقلاب، الطريق الحقيقي المفضي لامتلاك زمام الأمور يكون بالوقوف الصارم والعازم والصاد لمحاولات الانقلابيين تمرير السيناريو المصري، وهذا الطريق أولى معالمه هي تكوين أحزاب جديدة مزيحة للبساط من تحت أقدام الديناصورات القديمة الهالكة باذن الله، لا يجب على جيل اليوم الانصات للاصوات الهزيلة والبائسة المحاولة تسويق احزاب مثل الأمة والاتحادي والشيوعي والبعث والناصري والتيار الظلامي البغيض كتنظيمات سياسية يجب عليهم اتباعها، واجب جيل اليوم هو الخروج من جلابيب هذه الكيانات (المعتتة) المهترئة والبالية وتأسيس كيانات جديدة، ولا مناص لمن يبتغي حداثة ومواكبة تعاصر الحاضر المتسارع الخطوات غير التغريد خارج سرب احزاب السودان القديم، فهي الداء وأس البلاء، من قاومها فلح ومن جاراها محق وهوى في بئر التخلف والدمار والفشل المقيم، فليتحسس الناشئة دربهم بين الأشواك والألغام المزروعة من قبل الحاسدين والحاقدين من رموز هذه القوى القديمة البائسة.
ولترسم الأجيال الحاضرة لوحة مستقبلها بريشة يدها لا بريشة الزعيم الطائفي الحزبي المكرّس كرسي قيادة الحزب لأبناءه وأحفاده لعشرات السنين القادمات، هذه الدورة الخبيثة يجب أن تكسر ولا يغرنّك فصاحة وبلاغة حارقي البخور وحاملي الإبريق الذين يتحلقون حول الكهنوت، فرب رجل فصيح بليغ الكلام رصين المفردة جنّد نفسه خدمة لبلاط الكهنوت، لا تنخدعوا يا ابنائي الشباب لمثل هؤلاء المحسنين قولاً والخاضعين فعلاً للزعيم الدكتاتور الباطش بحزب جعل عضويته تسبح بحمده وتشكره بكرة وأصيلا، لقد دقت ساعة العمل لكي تخرج قيادات شابّة تقود ثورة حزبية كافرة بالقديم ومؤسسة للحديث وفاعلة لما تريد لا لما يريده الزعيم، لقد برز الراحلان الصادق المهدي وحسن الترابي في منتصف ستينيات القرن الماضي، شابان لم يبلغا الثلاثين من عمريهما تكسو وجهيهما النضارة وعنفوان الشباب، فاختطا لنفسيهما طريقاً حسبما وافق هوى ورؤى شباب ذلك العصر من الزمان، فمالي أرى جيل اليوم قاهر الدكتاتورية الأخيرة واقفاً حائراً لا يقوى على تأسيس أحزاب وكيانات سياسية ثائرة على القديم وباحثة عن الجديد ومبتكرة ومبتدعة ابتداعاً يتنساب ومتطلبات العصر ورغبات الجيل، ماذا دهى احفاد علي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ والكنداكة مندي؟
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
24 ابريل 2022
الأحزاب القديمة مجرّبة في ساحات وباحات العمل العام وعلى الشباب أن يبتدعوا ويبتكروا ويؤسسوا ما يتوافق مع طموحهم، لا أن يجثوا على ركبهم ليعيدوا تكرار السيناريوهات القديمة المذلة للانسان السوداني، الذي كان دوره محصوراً في تقديم إبريق الوضوء لوكلاء عرش الحزب والطائفة والجماعة الأيدلوجية، النهوض بالبلاد والانتقال بها نحو المراحل المؤسساتية الواضعة للبنة الدولة الحديثة، يبدأ بالكفر البواح بكل ما يقوم به رئيس الأمر الواقع للمجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان حين زار مصر، والخطوة الصحيحة يا شباب بلادي تكون بالرفض القاطع لما يقوم به برمة ناصر ومريم الصادق من تماهي من أجل شرعنة الانقلاب، الطريق الحقيقي المفضي لامتلاك زمام الأمور يكون بالوقوف الصارم والعازم والصاد لمحاولات الانقلابيين تمرير السيناريو المصري، وهذا الطريق أولى معالمه هي تكوين أحزاب جديدة مزيحة للبساط من تحت أقدام الديناصورات القديمة الهالكة باذن الله، لا يجب على جيل اليوم الانصات للاصوات الهزيلة والبائسة المحاولة تسويق احزاب مثل الأمة والاتحادي والشيوعي والبعث والناصري والتيار الظلامي البغيض كتنظيمات سياسية يجب عليهم اتباعها، واجب جيل اليوم هو الخروج من جلابيب هذه الكيانات (المعتتة) المهترئة والبالية وتأسيس كيانات جديدة، ولا مناص لمن يبتغي حداثة ومواكبة تعاصر الحاضر المتسارع الخطوات غير التغريد خارج سرب احزاب السودان القديم، فهي الداء وأس البلاء، من قاومها فلح ومن جاراها محق وهوى في بئر التخلف والدمار والفشل المقيم، فليتحسس الناشئة دربهم بين الأشواك والألغام المزروعة من قبل الحاسدين والحاقدين من رموز هذه القوى القديمة البائسة.
ولترسم الأجيال الحاضرة لوحة مستقبلها بريشة يدها لا بريشة الزعيم الطائفي الحزبي المكرّس كرسي قيادة الحزب لأبناءه وأحفاده لعشرات السنين القادمات، هذه الدورة الخبيثة يجب أن تكسر ولا يغرنّك فصاحة وبلاغة حارقي البخور وحاملي الإبريق الذين يتحلقون حول الكهنوت، فرب رجل فصيح بليغ الكلام رصين المفردة جنّد نفسه خدمة لبلاط الكهنوت، لا تنخدعوا يا ابنائي الشباب لمثل هؤلاء المحسنين قولاً والخاضعين فعلاً للزعيم الدكتاتور الباطش بحزب جعل عضويته تسبح بحمده وتشكره بكرة وأصيلا، لقد دقت ساعة العمل لكي تخرج قيادات شابّة تقود ثورة حزبية كافرة بالقديم ومؤسسة للحديث وفاعلة لما تريد لا لما يريده الزعيم، لقد برز الراحلان الصادق المهدي وحسن الترابي في منتصف ستينيات القرن الماضي، شابان لم يبلغا الثلاثين من عمريهما تكسو وجهيهما النضارة وعنفوان الشباب، فاختطا لنفسيهما طريقاً حسبما وافق هوى ورؤى شباب ذلك العصر من الزمان، فمالي أرى جيل اليوم قاهر الدكتاتورية الأخيرة واقفاً حائراً لا يقوى على تأسيس أحزاب وكيانات سياسية ثائرة على القديم وباحثة عن الجديد ومبتكرة ومبتدعة ابتداعاً يتنساب ومتطلبات العصر ورغبات الجيل، ماذا دهى احفاد علي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ والكنداكة مندي؟
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
24 ابريل 2022