العشاء الدامي للفريق برهان … بقلم: بشرى أحمد علي

 


 

 

سأل أحدهم القائد الشهير نابليون بونابرت.. كيف تعرف الخونة في صفوف جيشك؟؟
فأجاب بكل برود : اعرفهم عندما يتحدثون عن التضحية و لا أراهم يموتون..
لذلك ربط الفريق برهان بين حياته وبين قطع الكهرباء وقال إن ذلك لا يردعه عن تحقيق هدفه النبيل وهو حماية الوطن حتى ولو قطعوا عنقه..
يجهل الفريق ان انقطاع الكهرباء هي أزمة عامة خلقها الانقلاب ولكنه استخدم المذهب ( الاردولي) في تحميل من يعارضونه كل اخفاقات الانقلاب ، ولا يوجد من يستخدم الكهرباء كسلاح ضد المكون العسكري لأنها مقطوعة عن الجميع، والحقيقة المرة ان الذي يستخدم هذا السلاح هو جبريل ابراهيم الذي رهن كل موارد البلاد لصالح اتفاق جوبا ،فذهبت الأموال المخصصة لصيانة الكهرباء الي جيوب قادة المليشيات.
مسير (بعثة) الفريق البرهان الي دولة امدرمان كانت هي السبب في حديثه الغاضب، الرجل سار على الرمال المتحركة، فلم تكن الرحلة سلسة او مريحة، هكذا هي معارك البرهان تنكفئ للداخل ولا تذهب بعيداً من أسوار الجيش ، ثلاثة أفرع من الاجهزة الأمنية كانت تقوم بتأمين الرحلة وتزامن ذلك مع نشر قوات كبيرة من الشرطة في مختلف شوارع امدرمان القريبة من النيل..
فلا يخلو ترحال البرهان كما تعودنا من شهداء او دماء، فتم قنص الشهيد دينق ليكون دمه هو رمز الدخول لمدينة امدرمان الباسلة ..
يقول البرهان انه قطع عنقه يساوي الهدف الذي يصبو اليه..
فلنرى ما هو هذا الهدف النبيل الذي استحق التضحية بشاب سوداني مات مغدوراً وهو في مقتبل العمر؟؟
دلف الفريق برهان الي المطعم وتناول وجبة (المندي) وخرج بعدها ليعلن إنتصاره بأنه فتح امدرمان مثل اللورد كتشنر..
وجبة خليجية دسمة وخطاب ممزوج بالرعب كان هو الهدف من رحلة البرهان اليوم..
والكهرباء لم تقطع فقط في سلاح المهندسين بل قطعت أيضاً في مطار الخرطوم والذي عاش اليوم ساعات من الظلام الدامس.

 

آراء