الكلمة للثوار
حيدر المكاشفي
9 June, 2022
9 June, 2022
بشفافية -
التأم أمس كما هو مقرر أول اجتماعات حوار الآلية الثلاثية، وسط مشاركة واسعة لمن شاركوا النظام البائد ودعموه وتمتعوا بعطاياه ومكرماته حتى لحظة سقوطه، في الوقت الذي قاطعته قوى ثورية حية وحيوية ومؤثرة، الى جانب استمرار التظاهرات الرافضة للانقلاب ومترتباته ومواصلة عساكر الانقلاب عنفهم المفرط ما تسبب في قتل طفلة صغيرة دهساً تحت اطارات احدى عرباتهم، ويؤكد هذا الحادث المؤسف الذي وقع قبل أقل من أربعة وعشرين ساعة على انعقاد حوار الآلية، أن الانقلابيين ماضين في عمليات القتل والدهس غير عابئين لا بحوار ولا بمناشدات ومطالبات دولية واقليمية كثيفة بوقف العنف، وغير معنيين بتهيئة الأجواء الصحية لعقد الحوار، ولا ندري كيف يمكن للآلية والفلول والانقلابيين أن يمضوا في حوارهم المزعوم، ورائحة الدماء المسفوكة تعبق في الأجواء وأرواح الشهداء تحلق فوق قاعة اجتماعهم، ومن مفارقات هذا الحوار العجيب أن ثلاثة من كبار قادة الانقلاب، هم حميدتي والكباشي وابراهيم جابر اتخذوا مواقعهم الصدارية في صدر مائدة الحوار، بينما عساكرهم يطلقون رصاصهم القاتل على العزل السلميين المسالمين، اذ كان الواجب الاخلاقي والانساني والديني يفرض على قادة حوار الآلية الثلاث، أن يسجلوا احتجاجا صارخا عند بدء الجلسة يوجهونه لقادة الانقلاب الجالسين بين ظهرانيهم، بل وكيف للثلاثي الانقلابي الجالس في قاعة الحوار يبرر وجوده في قاعة زعموا أنها للحوار بالفكر وبلغة المنطق، بينما جنودهم يستخدمون لغة العنف والرصاص والقتل والدهس والايذاء..
وعلى كل فان حوار مثل هذا ويدور في مثل هذا المناخ غير المواتي بل والمناقض لكلمة حوار، لا أمل فيه ولارجاء منه، فالكلمة النهائية للشعب ولشبابه الثائر وشاباته الثائرات في الشوارع، اللذين واللائي بذلوا وضحوا وقدموا الشهيد اثر الشهيد، حتى بلغ عدد الشهداء من يوم الانقلاب والى يومنا هذا أكثر من مائة شهيدا وشهيدة غير مئات الجرحى والمصابين، هؤلاء وحدهم هم أصحاب الحق وأصحاب الشرعية، وأيما تسوية أو معادلة أو اتفاق يخالف ويتجاوز رغبات وآمال وتطلعات الشعب والشارع ويحقق أهداف الثورة كاملة غير منقوصة، يبقى معزولا وسيجد رفضا قويا ومناهضة شرسة ومستمرة، ولن يقبل الشارع الثوري بأية مساومة أو اتفاق يبيع دماء الشهداء السابقين منهم واللاحقين، ولا يتسامح مع من يتنازلون عن القصاص للشهداء فأرواحهم ليست محل مساومة مهما كان..ان الدرس الذي قدمته أزمة الانقلاب، تقف دليلا على أن الأنظمة مهما كان بطشها وعسفها، تظل عاجزة وغير قادرة علي الوقوف في وجه إرادة الشعوب، مهما بالغت في استخدام العنف والقوة المفرطة والمميتة، وان كلمة الشعب لابد أن تكون نافذة، والذكي والحصيف هو من يتجاوب معها بتواضع بدون استعلاء ولا غرور، فالكلمة كلمة الشعب والشارع وثوار ديسمبر الأشاوس وليست للآلية والمنخرطين في حوارها المعطوب، فماذا يقولون، وأجدني أسمعهم يقولون نحن الأمل، نحن الوطن القادم، نحن التاريخ المضيء، نحن طلاب الحرية، نحن أهل الحق، نحن من سيحمل التاريخ اسماؤهم وتروي الأجيال قصصهم، وتسطر الصفحات تضحياتهم، نحن بذور دولة العدالة والحرية، نحن من يقوض أركان دولة الاستبداد ويرفع أركان الديموقراطية، وقد لا نراها لكن يكفينا شرفا ويرضينا أننا حملنا شعلتها ووضعنا أُسسها..المجد كل المجد للشهداء، للمعتقلين، للثوار، فهم الثورة، وهم الفكرة، وهم طلاب حق، وحيثما وجد الحق وجد من يستميت من أجله..ولا نامت أعين الجبناء والمتخاذلين..
الجريدة
التأم أمس كما هو مقرر أول اجتماعات حوار الآلية الثلاثية، وسط مشاركة واسعة لمن شاركوا النظام البائد ودعموه وتمتعوا بعطاياه ومكرماته حتى لحظة سقوطه، في الوقت الذي قاطعته قوى ثورية حية وحيوية ومؤثرة، الى جانب استمرار التظاهرات الرافضة للانقلاب ومترتباته ومواصلة عساكر الانقلاب عنفهم المفرط ما تسبب في قتل طفلة صغيرة دهساً تحت اطارات احدى عرباتهم، ويؤكد هذا الحادث المؤسف الذي وقع قبل أقل من أربعة وعشرين ساعة على انعقاد حوار الآلية، أن الانقلابيين ماضين في عمليات القتل والدهس غير عابئين لا بحوار ولا بمناشدات ومطالبات دولية واقليمية كثيفة بوقف العنف، وغير معنيين بتهيئة الأجواء الصحية لعقد الحوار، ولا ندري كيف يمكن للآلية والفلول والانقلابيين أن يمضوا في حوارهم المزعوم، ورائحة الدماء المسفوكة تعبق في الأجواء وأرواح الشهداء تحلق فوق قاعة اجتماعهم، ومن مفارقات هذا الحوار العجيب أن ثلاثة من كبار قادة الانقلاب، هم حميدتي والكباشي وابراهيم جابر اتخذوا مواقعهم الصدارية في صدر مائدة الحوار، بينما عساكرهم يطلقون رصاصهم القاتل على العزل السلميين المسالمين، اذ كان الواجب الاخلاقي والانساني والديني يفرض على قادة حوار الآلية الثلاث، أن يسجلوا احتجاجا صارخا عند بدء الجلسة يوجهونه لقادة الانقلاب الجالسين بين ظهرانيهم، بل وكيف للثلاثي الانقلابي الجالس في قاعة الحوار يبرر وجوده في قاعة زعموا أنها للحوار بالفكر وبلغة المنطق، بينما جنودهم يستخدمون لغة العنف والرصاص والقتل والدهس والايذاء..
وعلى كل فان حوار مثل هذا ويدور في مثل هذا المناخ غير المواتي بل والمناقض لكلمة حوار، لا أمل فيه ولارجاء منه، فالكلمة النهائية للشعب ولشبابه الثائر وشاباته الثائرات في الشوارع، اللذين واللائي بذلوا وضحوا وقدموا الشهيد اثر الشهيد، حتى بلغ عدد الشهداء من يوم الانقلاب والى يومنا هذا أكثر من مائة شهيدا وشهيدة غير مئات الجرحى والمصابين، هؤلاء وحدهم هم أصحاب الحق وأصحاب الشرعية، وأيما تسوية أو معادلة أو اتفاق يخالف ويتجاوز رغبات وآمال وتطلعات الشعب والشارع ويحقق أهداف الثورة كاملة غير منقوصة، يبقى معزولا وسيجد رفضا قويا ومناهضة شرسة ومستمرة، ولن يقبل الشارع الثوري بأية مساومة أو اتفاق يبيع دماء الشهداء السابقين منهم واللاحقين، ولا يتسامح مع من يتنازلون عن القصاص للشهداء فأرواحهم ليست محل مساومة مهما كان..ان الدرس الذي قدمته أزمة الانقلاب، تقف دليلا على أن الأنظمة مهما كان بطشها وعسفها، تظل عاجزة وغير قادرة علي الوقوف في وجه إرادة الشعوب، مهما بالغت في استخدام العنف والقوة المفرطة والمميتة، وان كلمة الشعب لابد أن تكون نافذة، والذكي والحصيف هو من يتجاوب معها بتواضع بدون استعلاء ولا غرور، فالكلمة كلمة الشعب والشارع وثوار ديسمبر الأشاوس وليست للآلية والمنخرطين في حوارها المعطوب، فماذا يقولون، وأجدني أسمعهم يقولون نحن الأمل، نحن الوطن القادم، نحن التاريخ المضيء، نحن طلاب الحرية، نحن أهل الحق، نحن من سيحمل التاريخ اسماؤهم وتروي الأجيال قصصهم، وتسطر الصفحات تضحياتهم، نحن بذور دولة العدالة والحرية، نحن من يقوض أركان دولة الاستبداد ويرفع أركان الديموقراطية، وقد لا نراها لكن يكفينا شرفا ويرضينا أننا حملنا شعلتها ووضعنا أُسسها..المجد كل المجد للشهداء، للمعتقلين، للثوار، فهم الثورة، وهم الفكرة، وهم طلاب حق، وحيثما وجد الحق وجد من يستميت من أجله..ولا نامت أعين الجبناء والمتخاذلين..
الجريدة