وعي الشعب السوداني ينهي انقلاب البرهان الفاشل
طاهر عمر
11 June, 2022
11 June, 2022
لا أشك في أن وعي الشعب السوداني بأن زمن قيام دولة حديثة في السودان قد أطل و هذا الوعي و قد تجسد في مقاومة إنقلاب البرهان منذ ساعته الاولى توضح بأن العالم القديم قد مات بكل علومه و فلسفاته و أن عالم جديد مرتقب قيامه بعلومه و فلسفاته التي تسوق خطواته باتجاه اللحاق بمواكب البشرية في حيزها حيث يوجد التقدم و الازدهار المادي.
وعي الشعب السوداني و مقاومته للإنقلاب الفاشل كان سلاح ذو حدين حده الأول قد قطع عشم الإنقلابيين العسكريين أعضاء لجنة البشير الأمنية و قطع الطريق أمام المغامرين من قادة حركات دار فور مناوي جبريل و العابرين من جنجويد و غيرهم ممن يتحركون في هوامش الأحداث.
لك أن تتخيل أن يعشم هذا البدوي الطائش المدعو حميدتي الذي لم يصل تاريخه الاجتماعي بعد الى مستوى حتى المجتمعات التقليدية و يريد أن يكون له دور في حكم السودان بالفهم المتخلف للسلطة في مخيلته التي لا تعني غير ميراث التسلط.
أما مالك عقار فقد وضحت ضحالة فكره و تدني مستوى وعيه فيما يتعلق بمفهوم الدولة كمفهوم حديث و مفهوم السلطة و لم يستوعب بأن الشعب هو مصدر السلطة و أن الظواهر الاجتماعية قد خلقت إفتراض اخلاقية الفرد و عقلانيته و أن البشرية في خط سيرها في النشؤ و الإرتقاء قد تجاوزت مستوى الدين و العرق و هذا المالك عقار منطلقه عرقي و أنه يجسد مستوى فهم نخب سودانية قد تجاوزها وعي الشعب السوداني اليوم عندما عبر عن تضامنه مع ضحايا الحروب في النيل الأزرق و دارفور و جبال النوبة في شعار عطبرة العبقري كل البلد دارفور.
و لكن أمثال مالك عقار لا يريد أن يفهم بأن وعي الشعب السوداني قد تجاوز مستوى وعيهم المتخلف و هو ينتمي لنخب فاشلة قد ساعدت في إندثار ما تركه الانجليز من ملامح لدولة حديثة فيها المال العام تحت ادارة وزارة المالية و فيها بنك مركزي يساعد على ضبط السياسات النقدية و يساعد في إنجاح السياسات المالية.
لهذا نقول أن وعى الشعب السوداني في مقاومته لإنقلاب البرهان الفاشل قد قطع حده الاول عشم الفلول و اللجنة الأمنية و الكيزان و المغامرين من حركات دار فور و جنجويدها بأن لا أمل لهم في ظل وعي جديد ينشد قيام دولة حديثة لا توجد في أدبيات حركاتهم التي تنطلق من العرق و الدين و الجهة و هذا زمان قد ولى في زمن إرتفاع وعي لم يعد للعرق و الدين و الجهوية أي وزن في تحديد توازن القوى التي تنشد قيام دولة حديثة.
بالمناسبة أن هناك الكثير الذي سوف ينكشف للمغامرين و المحاصصين بأن تهافتهم على المحاصصة و تقاسم السلطة نتيجة جهلهم و ضعف إدراكهم بأنهم يتحركون في لحظة تاريخية تعتبر مفصلية ما بين حقبتين عالم قديم تقليدي قد أزفت لحظة أفوله و عالم جديد قد أطلت لحظة شروق شمسه و المضحك أن العسكر و المغامرين أمثال أردول و جبريل و مناوي و الكيزان و عسكوري يظنون و هم خاطؤن بأن عقل النخب التقليدية ما زال هناك زمن لاسعافه بمساحة من تقليدية التفكير و غيرها من أوهام النخب الفاشلة.
لكن أن لحظة إنقلاب الزمان قد أزفت و أن العالم القديم سوف يطوي معه آمال المفكريين التقليديين من نخب قد رضيت أن تكون تحت نير المرشد و الامام و مولانا و الأساتذ كما يحلو لأتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية أن ينسبوا حزبهم للاستاذ عبد الخالق و الغريب نجد الشيوعي السوداني يسمي نفسه الأفندي المضاد و يسمي حزبه حزب الاستاذ أو الأفندي.
و يمكننا أن نوضح بمثال بأن حيل النخب التقليدية قد أصبحت أمام الرياح هباء و هو عندما تهافتت النخب التقليدية على المحاصصة و تقاسم السلطة بمفهومها التقليدي نتاج إتباعهم لأفكار المرشد و الامام و مولانا و الاستاذ مع العسكر و نسوا أو تناسوا مفهوم الدولة الحديثة و ملامحمها فقد وصلوا لطريق مسدود قد أدى لقيام أفشل إنقلاب و هو إنقلاب البرهان الفاشل
هنا يتضح لنا أن زمن المفكر التقليدي الذي يخدم الترقيع بالتوفيق الكاذب و التلفيق قد ولى زمانه و نوضح ذلك بإزعاج ياسر عرمان للرأي العام بأن تكون هناك مصالحة مع الاسلاميين و كذلك رأينا إصرار النور حمد على عدم إبعاد الاسلاميين و و قد رأينا مساومة الشفيع خضر ما بين يسار سوداني رث و يمين غارق في وحل الفكر الديني و رأينا مهادنة الحاج وراق للطائفية و النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية و قد رأينا طرح حيدر ابراهيم علي للاهوت التحرير كتقليد أعمى و هذا ما أقصد به نهاية زمن المثقف السوداني التقليدي الذي لا يعرف فكره التجاوز و عدم الاتفاق مع التقليدي أي باختصار إعمال معنى القطيعة مع تراثنا القريب قبل البعيد.
لهذا نجد أن النخب السودانية لم تستوعب بعد بأن لحظة ثورة ديسمبر هي لحظة مفصلية ما بين الفكر التقليدي و الفكر الحديث و هي لحظة مفصلية ما بين أفول المفكريين التقليديين و ظهور مفكرين يجسرون البون ما بيننا و الفكر الحديث و يمكنك ان تتسأل أيها القارئ المحترم ماذا يدور في خاطر كل من النور حمد و ياسر عرمان بعد تأكد لهم بأن إنقلاب البرهان الفاشل ما هو إلا نتاج عقل كيزاني قد تعود عليه عسكر السودان و هم أبناء الحركة الاسلامية و خلفه يقف الكيزان و الفلول؟ هل فهم عرمان و النور حمد أنهم واهمون في مسألة ترقيعهم الذي يريد أن يتصالح مع الاسلاميين؟
كل هذا يدل على أن زمن المفكر التقليدي في السودان قد انتهى بغير رجعة و أن زمن المفكر الحداثي قد أطل و هنا ننبه النخب السودانية الى اللحظة المفصلية و هي لحظة إنقلاب زمان حيث ينتظر فيها ميلاد فلاسفة و حكماء و أنبياء لزمن جديد.
و هذا الزمن الجديد نتاج قطع وعي الشعب السوداني كسلاح في حده الثاني مع نخب حزب الامة و الاتحادي و الحزب الشيوعي و أصدقاءه الواهمون بأن لا فكر خارج إطار خط الاشتراكية و هذا نتاج جهل بأدبيات الفكر الليبرالي الذي يجسد طريق التاريخ الطبيعي للانسان التاريخي و الانسانية التاريخية و لا يمكننا إكتشاف سبله بغير إفتراض أخلاقية الفرد و عقلانيته و أن زمن إضطراد التاريخ و العقل كما يتوهم الشيوعين السودانيون و أصدقاءهم قد ولى بلا رجعة و لا يمكن ان يعود في زمن الحداثة و عقل الأنوار حيث يسود زمن الانتصار للفرد و العقل و الحرية كقيمة القيم. نختم مقالنا بأننا جزء من العالم و أن موروث الانسانية متاح لنا و لنا فيه من تجارب الانسانية ما يساعدنا على تجاوز عجز نخبنا الفاشلة.
نضرب مثلا بالكساد الاقتصادي العظيم 1929 حيث كانت لحظة مفصلية مابين عالم قديم تقليدي قد أزفت لحظة أفول نجمه و لحظة عالم حديث قد أشرقت شمسه و قد احتاجت لفلاسفة و مفكرين ككنز بنظريته الكينزية و سياسيين كروفلت قد إستوعب بأن لحظة إنتخابه تمثل حد فاصل بين زمنين زمن تقليدي قد ولى و زمن حديث قد أوشك ان يدخل الى العالم بمفاهيم حديثة و قد عرف و تطابقت مفاهيمه مع النظرية الكينزية و هي أن فكرة اليد الخفية لأدم اسمث قد وصلت لمنتهاها و أن لحظة التدخل الحكومي لإحداث التوازن االاقتصادي قد أطلت و لكنها لا تصل الى مستوى اليد الحديدية كما تتوهم الشيوعية و يتوهم أتباع النسخة المتخشبة السودانية حتى اللحظة.
و لهذا ندعو النخب السودانية بأننا في زمن كساد فكري يشابه كساد امريكا اقتصاديا و أن روزفلت أدرك بأن زمنه زمن مفصلي بين زمن تقليدي مغادر و زمن حديث قادم و بين فكر تقليدي قد إنتهى أوانه و فكر حديث يدعونا أن ننتبه لتغيير المفاهيم و هذا ما أدعو له النخب السودانية بأن تنتبه الى أننا في زمن مفصلي و أننا في زمن صعب على النخب أن تنتبه بان رصيدها من الأفكار نتاج فكر المرشد و مولانا و الامام و الاستاذ كعملة أهل الكهف.
و عليه مقاومة إنقلاب البرهان الفاشل من قبل القوة الحية من المجتمع السوداني يفرض عليها ان تنتبه بأن الجهد عليها مضاعف أولا مقاومة إنقلاب يمثل مقاومة النخب التقليدية لقدوم الجديد و ثانيا يحتم على القوى الحية من المثقفين بأن يدركوا بأننا بين زمنين إحداهما يسوق فكر تقليدي مغادر و إحدهما يأتي بفكر حديث فكر عقل الأنوار و عقل الحداثة و هذا يحتاج لنخب شجاعة تجابه نفسها قبل الآخرين بأننا في لحظة مفصلية و لحظة إنقلاب زمان و أن فلاسفتها في رحم المستقبل بفكر يجب أن تحلم النخب بميلاده و اول خطواته بأن تتنبه النخب الفاشلة بأن ما عندهم من فكر المرشد و الامام و مولانا و الاستاذ هو ما يشجعهم على ممارسة محاكاة الغريم و هذا ما جعلهم يتهافتون على المحاصصة و تقاسم السلطة في زمن قد تغييرت فيه المفاهيم فيما يتعلق بمفهوم الدولة الحديثة و مفهومم السلطة.
و عليه ننبه النخب السودانية بعد إزالة إنقلاب البرهان الفاشل لترسيخ مفهوم الدولة الحديثة و ملامحها في تشريع لا يترك الكيزان في مفاصل الدولة كما فعلوا قبل إنقلاب البرهان تفكيك التمكين و سيطرة وزارة المالية على المال العام الاهتمام بالتشريع الذي يعقب الثورات الكبرى و زمن المفاصل التاريخية كما فعل روز فلت مع مشريعين كانوا مدركين بان زمنهم زمن بين فكر تقليدي مغادر و فكر حديث قادم و مجتمع تقليدي قد أفل نجمه و مجتمع حديث يتطلع الكل لقدومه لا تتركه الكيزان في مفاصل الدولة و لا تتهاون في التفكيك و يجب التعامل معهم بلا رحمة لأنهم يستغل غفلة نخب فاشلة كما رأينا دعوة ياسر عرمان لمصالحتهم و دعوة النور حمد.
التعامل مع الكيزان بلا رحمة هو سر نجاح ثورة ديسمبر و نجاح لشعارها حرية سلام و عدالة لأنهم هم أعداء الحرية و السلام و العدالة و قد رأينا زمانهم فكان زمن حرب الكل ضد الكل و عنف الكل ضد الكل و هذا زمن تقليدي نريد تغيره بزمن حديث زمن شعار حرية سلام و عدالة.
taheromer86@yahoo.com
/////////////////////////
وعي الشعب السوداني و مقاومته للإنقلاب الفاشل كان سلاح ذو حدين حده الأول قد قطع عشم الإنقلابيين العسكريين أعضاء لجنة البشير الأمنية و قطع الطريق أمام المغامرين من قادة حركات دار فور مناوي جبريل و العابرين من جنجويد و غيرهم ممن يتحركون في هوامش الأحداث.
لك أن تتخيل أن يعشم هذا البدوي الطائش المدعو حميدتي الذي لم يصل تاريخه الاجتماعي بعد الى مستوى حتى المجتمعات التقليدية و يريد أن يكون له دور في حكم السودان بالفهم المتخلف للسلطة في مخيلته التي لا تعني غير ميراث التسلط.
أما مالك عقار فقد وضحت ضحالة فكره و تدني مستوى وعيه فيما يتعلق بمفهوم الدولة كمفهوم حديث و مفهوم السلطة و لم يستوعب بأن الشعب هو مصدر السلطة و أن الظواهر الاجتماعية قد خلقت إفتراض اخلاقية الفرد و عقلانيته و أن البشرية في خط سيرها في النشؤ و الإرتقاء قد تجاوزت مستوى الدين و العرق و هذا المالك عقار منطلقه عرقي و أنه يجسد مستوى فهم نخب سودانية قد تجاوزها وعي الشعب السوداني اليوم عندما عبر عن تضامنه مع ضحايا الحروب في النيل الأزرق و دارفور و جبال النوبة في شعار عطبرة العبقري كل البلد دارفور.
و لكن أمثال مالك عقار لا يريد أن يفهم بأن وعي الشعب السوداني قد تجاوز مستوى وعيهم المتخلف و هو ينتمي لنخب فاشلة قد ساعدت في إندثار ما تركه الانجليز من ملامح لدولة حديثة فيها المال العام تحت ادارة وزارة المالية و فيها بنك مركزي يساعد على ضبط السياسات النقدية و يساعد في إنجاح السياسات المالية.
لهذا نقول أن وعى الشعب السوداني في مقاومته لإنقلاب البرهان الفاشل قد قطع حده الاول عشم الفلول و اللجنة الأمنية و الكيزان و المغامرين من حركات دار فور و جنجويدها بأن لا أمل لهم في ظل وعي جديد ينشد قيام دولة حديثة لا توجد في أدبيات حركاتهم التي تنطلق من العرق و الدين و الجهة و هذا زمان قد ولى في زمن إرتفاع وعي لم يعد للعرق و الدين و الجهوية أي وزن في تحديد توازن القوى التي تنشد قيام دولة حديثة.
بالمناسبة أن هناك الكثير الذي سوف ينكشف للمغامرين و المحاصصين بأن تهافتهم على المحاصصة و تقاسم السلطة نتيجة جهلهم و ضعف إدراكهم بأنهم يتحركون في لحظة تاريخية تعتبر مفصلية ما بين حقبتين عالم قديم تقليدي قد أزفت لحظة أفوله و عالم جديد قد أطلت لحظة شروق شمسه و المضحك أن العسكر و المغامرين أمثال أردول و جبريل و مناوي و الكيزان و عسكوري يظنون و هم خاطؤن بأن عقل النخب التقليدية ما زال هناك زمن لاسعافه بمساحة من تقليدية التفكير و غيرها من أوهام النخب الفاشلة.
لكن أن لحظة إنقلاب الزمان قد أزفت و أن العالم القديم سوف يطوي معه آمال المفكريين التقليديين من نخب قد رضيت أن تكون تحت نير المرشد و الامام و مولانا و الأساتذ كما يحلو لأتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية أن ينسبوا حزبهم للاستاذ عبد الخالق و الغريب نجد الشيوعي السوداني يسمي نفسه الأفندي المضاد و يسمي حزبه حزب الاستاذ أو الأفندي.
و يمكننا أن نوضح بمثال بأن حيل النخب التقليدية قد أصبحت أمام الرياح هباء و هو عندما تهافتت النخب التقليدية على المحاصصة و تقاسم السلطة بمفهومها التقليدي نتاج إتباعهم لأفكار المرشد و الامام و مولانا و الاستاذ مع العسكر و نسوا أو تناسوا مفهوم الدولة الحديثة و ملامحمها فقد وصلوا لطريق مسدود قد أدى لقيام أفشل إنقلاب و هو إنقلاب البرهان الفاشل
هنا يتضح لنا أن زمن المفكر التقليدي الذي يخدم الترقيع بالتوفيق الكاذب و التلفيق قد ولى زمانه و نوضح ذلك بإزعاج ياسر عرمان للرأي العام بأن تكون هناك مصالحة مع الاسلاميين و كذلك رأينا إصرار النور حمد على عدم إبعاد الاسلاميين و و قد رأينا مساومة الشفيع خضر ما بين يسار سوداني رث و يمين غارق في وحل الفكر الديني و رأينا مهادنة الحاج وراق للطائفية و النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية و قد رأينا طرح حيدر ابراهيم علي للاهوت التحرير كتقليد أعمى و هذا ما أقصد به نهاية زمن المثقف السوداني التقليدي الذي لا يعرف فكره التجاوز و عدم الاتفاق مع التقليدي أي باختصار إعمال معنى القطيعة مع تراثنا القريب قبل البعيد.
لهذا نجد أن النخب السودانية لم تستوعب بعد بأن لحظة ثورة ديسمبر هي لحظة مفصلية ما بين الفكر التقليدي و الفكر الحديث و هي لحظة مفصلية ما بين أفول المفكريين التقليديين و ظهور مفكرين يجسرون البون ما بيننا و الفكر الحديث و يمكنك ان تتسأل أيها القارئ المحترم ماذا يدور في خاطر كل من النور حمد و ياسر عرمان بعد تأكد لهم بأن إنقلاب البرهان الفاشل ما هو إلا نتاج عقل كيزاني قد تعود عليه عسكر السودان و هم أبناء الحركة الاسلامية و خلفه يقف الكيزان و الفلول؟ هل فهم عرمان و النور حمد أنهم واهمون في مسألة ترقيعهم الذي يريد أن يتصالح مع الاسلاميين؟
كل هذا يدل على أن زمن المفكر التقليدي في السودان قد انتهى بغير رجعة و أن زمن المفكر الحداثي قد أطل و هنا ننبه النخب السودانية الى اللحظة المفصلية و هي لحظة إنقلاب زمان حيث ينتظر فيها ميلاد فلاسفة و حكماء و أنبياء لزمن جديد.
و هذا الزمن الجديد نتاج قطع وعي الشعب السوداني كسلاح في حده الثاني مع نخب حزب الامة و الاتحادي و الحزب الشيوعي و أصدقاءه الواهمون بأن لا فكر خارج إطار خط الاشتراكية و هذا نتاج جهل بأدبيات الفكر الليبرالي الذي يجسد طريق التاريخ الطبيعي للانسان التاريخي و الانسانية التاريخية و لا يمكننا إكتشاف سبله بغير إفتراض أخلاقية الفرد و عقلانيته و أن زمن إضطراد التاريخ و العقل كما يتوهم الشيوعين السودانيون و أصدقاءهم قد ولى بلا رجعة و لا يمكن ان يعود في زمن الحداثة و عقل الأنوار حيث يسود زمن الانتصار للفرد و العقل و الحرية كقيمة القيم. نختم مقالنا بأننا جزء من العالم و أن موروث الانسانية متاح لنا و لنا فيه من تجارب الانسانية ما يساعدنا على تجاوز عجز نخبنا الفاشلة.
نضرب مثلا بالكساد الاقتصادي العظيم 1929 حيث كانت لحظة مفصلية مابين عالم قديم تقليدي قد أزفت لحظة أفول نجمه و لحظة عالم حديث قد أشرقت شمسه و قد احتاجت لفلاسفة و مفكرين ككنز بنظريته الكينزية و سياسيين كروفلت قد إستوعب بأن لحظة إنتخابه تمثل حد فاصل بين زمنين زمن تقليدي قد ولى و زمن حديث قد أوشك ان يدخل الى العالم بمفاهيم حديثة و قد عرف و تطابقت مفاهيمه مع النظرية الكينزية و هي أن فكرة اليد الخفية لأدم اسمث قد وصلت لمنتهاها و أن لحظة التدخل الحكومي لإحداث التوازن االاقتصادي قد أطلت و لكنها لا تصل الى مستوى اليد الحديدية كما تتوهم الشيوعية و يتوهم أتباع النسخة المتخشبة السودانية حتى اللحظة.
و لهذا ندعو النخب السودانية بأننا في زمن كساد فكري يشابه كساد امريكا اقتصاديا و أن روزفلت أدرك بأن زمنه زمن مفصلي بين زمن تقليدي مغادر و زمن حديث قادم و بين فكر تقليدي قد إنتهى أوانه و فكر حديث يدعونا أن ننتبه لتغيير المفاهيم و هذا ما أدعو له النخب السودانية بأن تنتبه الى أننا في زمن مفصلي و أننا في زمن صعب على النخب أن تنتبه بان رصيدها من الأفكار نتاج فكر المرشد و مولانا و الامام و الاستاذ كعملة أهل الكهف.
و عليه مقاومة إنقلاب البرهان الفاشل من قبل القوة الحية من المجتمع السوداني يفرض عليها ان تنتبه بأن الجهد عليها مضاعف أولا مقاومة إنقلاب يمثل مقاومة النخب التقليدية لقدوم الجديد و ثانيا يحتم على القوى الحية من المثقفين بأن يدركوا بأننا بين زمنين إحداهما يسوق فكر تقليدي مغادر و إحدهما يأتي بفكر حديث فكر عقل الأنوار و عقل الحداثة و هذا يحتاج لنخب شجاعة تجابه نفسها قبل الآخرين بأننا في لحظة مفصلية و لحظة إنقلاب زمان و أن فلاسفتها في رحم المستقبل بفكر يجب أن تحلم النخب بميلاده و اول خطواته بأن تتنبه النخب الفاشلة بأن ما عندهم من فكر المرشد و الامام و مولانا و الاستاذ هو ما يشجعهم على ممارسة محاكاة الغريم و هذا ما جعلهم يتهافتون على المحاصصة و تقاسم السلطة في زمن قد تغييرت فيه المفاهيم فيما يتعلق بمفهوم الدولة الحديثة و مفهومم السلطة.
و عليه ننبه النخب السودانية بعد إزالة إنقلاب البرهان الفاشل لترسيخ مفهوم الدولة الحديثة و ملامحها في تشريع لا يترك الكيزان في مفاصل الدولة كما فعلوا قبل إنقلاب البرهان تفكيك التمكين و سيطرة وزارة المالية على المال العام الاهتمام بالتشريع الذي يعقب الثورات الكبرى و زمن المفاصل التاريخية كما فعل روز فلت مع مشريعين كانوا مدركين بان زمنهم زمن بين فكر تقليدي مغادر و فكر حديث قادم و مجتمع تقليدي قد أفل نجمه و مجتمع حديث يتطلع الكل لقدومه لا تتركه الكيزان في مفاصل الدولة و لا تتهاون في التفكيك و يجب التعامل معهم بلا رحمة لأنهم يستغل غفلة نخب فاشلة كما رأينا دعوة ياسر عرمان لمصالحتهم و دعوة النور حمد.
التعامل مع الكيزان بلا رحمة هو سر نجاح ثورة ديسمبر و نجاح لشعارها حرية سلام و عدالة لأنهم هم أعداء الحرية و السلام و العدالة و قد رأينا زمانهم فكان زمن حرب الكل ضد الكل و عنف الكل ضد الكل و هذا زمن تقليدي نريد تغيره بزمن حديث زمن شعار حرية سلام و عدالة.
taheromer86@yahoo.com
/////////////////////////