السودان بين استبداد المخلوع والبرهان

 


 

طه مدثر
27 June, 2022

 

ماوراء الكلمات -
(1) معلوم بالضرورة أن المستبد هو عدو للحق والحرية والسلام والعدالة، وهو عدو لكل ماهو انساني، ويعمل بكل ما أوتي من قوة ومكر سيئ ودهاء خبيث، وحيل بارعة، وتخطيط شيطاني، على الاستحواذ على من حوله، وذلك بالترهيب تارة، (يا نحن يا الفوضى) وتارة عن طريق الترغيب، وبذل المال والعطايا والمناصب والمعادن الثمينة.
(2) ولنا أسوة سيئة في أصحاب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، حيث شهدنا الاستبداد السياسي والاجتماعي والاقتصادى وغيره، فقاموا بالانقلاب على المكون المدني، الشريك لهم في الحكم، وفعلوا به مافعلوا، ومن الجانب الآخر من الرواية قاموا بجذب أطراف أخرى، ولنا في ذلك أسوة سيئة لاصحاب السبت أو أصحاب اعتصام الموز، اصحاب الهبل السياسي، وهنا نقول يوجد كثير من (الهبل) (جمع اهبل) ولكن أن يوجد اهبل(زايدنو موية) فهذا متوفر بكثرة عند قادة اعتصام الموز، وهؤلاء بالنسبة للمستبد العسكري، هم اصدقاءه الراشدون!!، ان دعاهم لنجدته ونصرته لبوا، وان أمرهم بالحديث والدفاع عنه هبوا، وهؤلاء استفاد منهم المستبد، اكثر مما استفادوا منه، فانظر اعزك الله ونصر بك ثورتك، كيف وظف الانقلابيون جماعة اعتصام الموز، ولما (نالوا مرماهم)، رموهم رمية عدوك، فهؤلاء السائرون نياما، هم الذين قيل عنهم (عقولهم في عيونهم)اي لا(مخ أو مخيخ) لا فكر لا رأي، لا معرفة ولا علم، فما تراه أعينهم يؤمنون به، ويستميتون في الدفاع عنه، ويقاتلون من أجل استمراريته، وهؤلاء حتماً سيوقظهم هدير وسيول الشارع الثوري، من احلام اليقظة، التي ادمنوا تعاطيها، وغداً لناظره قريب.
(3) و المستبد هو أس الظلم، ومن ساعده على ظلمه، سلطه الله عليه، والغالبية من الناس ترى آناء الليل وأطراف النهار، كيف تتم مساعدة الظالم المستبد، على ظلمه، ولو بمشاركته في سياسته او تناول طعامه وشرابه، بل صاروا يزينون له سوء عمله حسناً.
(4) ان كان كثيرون قد تركوا اللات والعزة وهبل ومنوت الثالث، وتركوا يعوق ويغوث ونسرا، ولكنهم اتجهوا نحو قادة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، يبتغون عندهم العزة والاطعام من جوع والامن من خوف، وما أدركوا أن هذه الآلهة الجديدة لا تملك لنفسها نفعاً أو ضرا، عندما يخرج الشارع الثوري، يوم الزينة، عندما يحشر الانقلابيون ضحى.
(5) وقد قال أحدهم (كلما زادت رتب ومناصب المستبد، زاد استبداده) وقد لاحظنا ذلك في العهد البائد (الذي لم تتم ابادته بالكامل) فقد كان المخلوع البشير، هو رئيس الجمهورية، وهو القائد العام للجيش، وايضاً للشرطة ، وللجمارك، وهو رئيس حزب المؤتمر الوطني، وهو امين امناء كثير من الدواوين، وحالياً يريد منافسته في ذلك الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، فهو قائد الجيش، وقائد الانقلاب، ورئيس مجلس السيادة الانقلابي، ورئيس مجلس الأمن والدفاع، وهو كما قال الأستاذ إبراهيم عبد الرازق العضو البارز في حزب المؤتمر الشعبي، رئيس التنسيقية العسكرية لحزب المؤتمر الوطني البائد، وهو رئيس حزب المؤتمر الوطني باحدى ولايات السودان، فهذه وغيرها، مناصب استحوذ عليها المستبد المخلوع، ثم استحوذ عليها المتسبد الحالي، ولكن لكل مستبد نهاية، جهلها من جهلها، وعلمها من علمها، والشارع الثوري، وهو وحده يعلم متى وكيف واين يضع كلمة خاتمة المطاف، لأي مستبد كان، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
الجريدة
////////////////////////

 

آراء