عراقة وحضارة منطقة الخرطوم بحرى وشرق النيل
أمير شاهين
22 August, 2022
22 August, 2022
الكثير من الناس يعتقدون بان الخرطوم بحرى كمنطقة هى حديثة العهد وليس لها عراقة او قدم شقيقاتها الخرطوم عموم و ام درمان , وهذا بالطبع فهم خاطئ , فتاريخ المنطقة قديم ضارب فى اعماق الدهور و العصور , وربما كان اصل سوء الفهم او الخلط هذا ناجم عن الخلط بين تسمية " الخرطوم بحرى" وهى حديثة نسبيا وظهرت ابان حكم التركية السابقة (فترة الحكم المصري العثماني للسودان ) والذى بدا فى العام 1820 وانتهى فى العام 1885م وذلك عندما اتخذه الاتراك مدينة الخرطوم عاصمة لهم في عهد الحكمدار التركى عثمان جركس باشا البرنجي عام 1824م ( كانت مدينة ود مدنى هى العاصمة الاولى التى اختارها الاتراك واستمرت عاصمة لمدة سنتين او ثلاثة ) وتم اطلاق اسم " الخرطوم بحرى" لتلك المنطقة التى تقع الى الشمال من مدينة الخرطوم عموم " ويعود السبب فى اطلاق كلمة " بحرى" نسبة لاستخدام االمصريون والاتراك كلمة بحرى لوصف اتجاه الشمال الجغرافى وهم بذلك ي يريدون التمييز بين الخرطوم عموم و الخرطوم شمال او بحرى ففى مصر كانوا ولازالوا يطلقون كلمة بحرى للاشارة الى اتجاه الشمال الجغرافى و القبلى لاتجاه الجنوب ( الاسكندرية على الوجه البحرى (شمال)و اسوان على الوجه القبلى (جنوب ) وبعدها جاء الحكم البريطانى ليسير على نفس المنوال فيطلق على المنطقة الخرطوم شمال او Khartoum north .ومن المعروف بانه فى ذلك الوقت عند بداية دخول الأتراك السودان كانت المنطقة التى أطلقوا عليها اسم الخرطوم بحرى توجد بها الكثير من الاماكن الحضرية المأهولة مثل حلفاية الملوك والتى يعود تاريخها الى ما قبل العام 1500م و شقيقاتها كذلك على طول نهر النيل كان لهم وجود مؤكد قبل دخول الأتراك فى العام 1820م مثل الخوجلاب و الكدرو و ابو حليمة وقرى واوسى والخوجلاب و ابو حليمة و شمبات و الصبابى وحلة حمد و تجدر الاشارة إلى أن الحلفاية لم تكن تعنى في كل الأزمان مدينة الحلفاية بحدودها المعروفة لدينا الآن بل كانت تشمل في بعض الأزمان منطقة واسعة تضم ما حولها. وتشمل فيما تشمل منطقة الخرطوم بحري وكثيراً ما كان يشار إلى الخرطوم بحري بالحلفاية واستمر ذلك إلى عهد قريب كما يشير إلى ذلك اسم السينما المسماء بالحلفاية بحي الأملاك ببحري. وغير بعيد عنهم العيلفون و الجريف شرق وام ضوابان و سوبا شرق والتى كانت عاصمة اخر دولة مسيحية نوبية فى السودان وهو دولة علوة Alodia والتى بلغت شأوا كبيرا فى الحضارة والعمران منذ القرون الوسطى وهى بلا جدال واحدة من أقدم المدن الحضارية على مستوى القارة الافريقية , ولكى نفهم الأمر بصورة جيدة فاننا نحتاج الى انعاش ذاكرتنا ببعض الاحداث المهمة فى تاريخ السودان :
• كانت مملكة سنار اول دولة إسلامية في السودان و يطلق عليها أيضا السلطنة الزرقاء و مملكة الفونج والتي تأسست في العام 1504 م م نتيجة لتحالف الفونج بزعامة عمارة دنقس و العبدلاب بزعامة عبدالله جماع عقب انتصارهم سوية ( الفونج والعبدلاب) على مملكة علوة اخر الممالك المسيحية في السودان ,و تخريب عاصمتها سوبا( سوبا شرق) والتي أصبح يضرب بها االمثل في الخراب فيقال ❞ كخراب سوبا❞ وكان نظام الحكم فيها لا مركزيا فالفونج وهم الملوك اتخذوا من سنار عاصمة لهم ولكل البلاد بينما اتخذ العبدلاب قرى عاصمة وبعدها تحولوا الى حلفاية الملوك فى العام 1747 م , واستمرت الدولة السنارية في الحكم لمدة 316 عام حتى تمت ازالتها في العام 1820 م بواسطة جيش إسماعيل باشا ابن محمد على باشا والى مصر من قبل الدولة العثمانية
• الحكم التركى المصرى او ما يعرف باسم التركية السابقة وكما ذكرنا فان الغزو كان باسم الدولة العثمانية التركية (الخلافة الإسلامية) فى العام 1820م و استمر حكمهم لمدة 65عام حتى انهيار حكمهم على يد الإمام المهدي وكانت عاصمتهم هي مدينة الخرطوم العاصمة الحالية
• الدولة المهدية وبدأت الحكم في العام 1885م و استمرت تحكم السودان مدة 13 عام وانتهى حكمهم في العام 1889م على يد الجيش البريطاني المصرى, وكانت عاصمتهم هي ام درمان لانهم رفضوا ان تكون الخرطوم عاصمة لهم بحسبان أنها كانت عاصمة الأتراك
• الحكم الثنائي البريطاني المصري او ما يطلق عليه السودانيين اسم ❞ الاستعمار الإنجليزي❞ والذي بدأ كما ذكرنا في العام 1889م حتى نال السودان استقلاله في 1956 واستمر حكمهم لمدة 58 عام واعادوا العاصمة الى الخرطوم مرة اخرى
• الحكم الوطنى بدأ عقب الاستقلال من الحكم الثنائي في 𝟙 يناير 𝟙𝟡𝟝𝟞م وحتى اليوم واعتمد الحكم الوطنى الخرطوم عاصمة لجمهورية السودان
ازدهار و انهيار مدينة سوبا عاصمة مملكة علوة
تأسست مملكة علوة النوبية المسيحية بعد سقوط مملكة كوش القديمة فى العام 350م والتى اختلف المؤرخين فى أسباب سقوطها وقد ورد ذكرها لأول مرة في السجلات التاريخية في عام م 569. و كانت آخر الممالك النوبية الثلاث التي دخلت المسيحية في عام 580، بعد نوباتيا والمقرة. من المحتمل أن تكون قد وصلت إلى ذروتها خلال القرنين التاسع والثاني عشر عندما أظهرت السجلات أنها تفوقت على جارتها الشمالية، المقرة، من حيث الحجم والقوة العسكرية والازدهار الاقتصادي، وكانت عاصمتها مدينة سوبا شرق مدينة لها تاريخ عظيم ومهيب وهى مدينة سوبا شرق عاصمة مملكة علوة ِAlodia النوبية المسيحية ,و وهى تقع علي الضفة الشرقية للنيل الأزرق ويمر بها طريق الخرطوم الجديد شرق النيل والذي يمر بعد سوبا شرق بالقرب من العيلفون وبالقرب من أم ضوابان ثم العسيلات وبعض قري شرق النيل ثم الهلالية والجنيد ثم إلي كبري الحصاحيصا الجديد ومنها إلي ود مدني , وسوبا شرق تعتبر من أقدم المدن ليس فقط في منطقة شرق النيل والسودان بل وحتى على مستوى العالم , اذ يعود تاريخ تأسيسها الى العام 500م اى انها كانت موجودة قبل ظهور الإسلام و الهجرة النبوية التي كانت في العام 622م و استمرت سوبا عاصمة للمملكة لمدة 1000 عام حتى تم تدميرها وتخريبها ( خراب سوبا الذى يضرب به المثل) في العام 1504م على يد تحالف الفونج والعبدلاب الذين قاموا بتأسيس السلطنة الزرقاء اول دولة إسلامية في السودان كما سبق وذكرنا . وتفيد المصادر التاريخية بان مملكة علوة. كانت آخر الممالك النوبية الثلاث التي دخلت المسيحية في عام 580، بعد نوباتيا والمقرة. من المحتمل أن تكون قد وصلت إلى ذروتها خلال القرنين التاسع والثاني عشر عندما أظهرت السجلات أنها تفوقت على جارتها الشمالية، المقرة، من حيث الحجم والقوة العسكرية والازدهار الاقتصادي، ولكنها حافظت معها على روابط سلالات وثيقة. ونظرًا إلى كونها دولة كبيرة ومتعددة الثقافات، كانت مملكة علوة تُدار من قبل ملك قوي وحكام مقاطعات يعينهم.
وقد وُصِفت العاصمة سوبا بأنها مدينة ذات «مساكن واسعة وكنائس مليئة بالذهب والحدائق»، وازدهرت كمركز تجاري. ووصلتها البضائع من المقرة والشرق الأوسط وغرب إفريقيا والهند وحتى الصين. ازدهرت معرفة القراءة والكتابة باللغتين النوبية واليونانية
وتفيد المصادر التاريخية بان مملكة علوة بدات تتراجع منذ القرن الثاني عشر، وخاصة القرن الثالث عشر، وربما يعود ذلك إلى الغزوات من الجنوب، والجفاف، وتحول طرق التجارة. في القرن الرابع عشر، ويُعتقد أن الطاعون دمر البلاد، أثناء بداية هجرة قبائل العرب إلى أعالي وادي النيل. وهنالك قصص تروى عن المرأة التي كان اسمها عجوبة والتي اشعلت الفتنة بين حكام سوبا مما دفعهم لقتال بعضهم البعض و اضعاف المملكة والتي أصبحت متدهورة بفعل التقاتل الداخلي وأصبحت لقمة سائغة للفونج والعبدلاب والذين تروي الحكايات عن دخولهم سوبا و تخريبها و تحطيم كل ما وقعت عليه اعينهم
عجوبة بين الحقيقة و الاسطورة
وعجوبة كما تقول القصص كانت امرأة من سكان سوبا وكان زوجها وهو احد الملوك قد تم قتله بمؤامرة دبرت بليل فقررت ا عجوبة لانتقام له والاخذ بثأره فوجدت فرصتها في ابنتها الجميلة " طيبة" والتي كانت ذات جمال اخاذ قتن وسحر قاتل لاقبل لاحد بمقاومته , و بسبب هذا الجمال فقد تنافس وزراء الملك الخمسة لخطب ودها و اتخاذها زوجة وهنا وجدتها عجوبة فرصة لنشر الفتنة وحبك الدسائس والايقاع بالوزراء فكانت تقول للوزير الذى بتقدم لخطبة ابنتها ان الوزير المنافس قد سبقه الى الخطبة و للتخلص منه لابد من قتله فيقوم الوزير بقتل الوزير المنافس وبهذه الطريقة اشعلت عجوبة نار الفتنة التي أدت الى الاقتتال و التحارب بين وزراء الدولة ولكن في النهاية يتم اكتشاف خديعة عجوبة لتقتل بواسطة احد الوزراء , ولكن الأوان كان قد فات فقد أصاب الضعف والوهن مفاصل الدولة و أصبحت لقمة سائغة و سهلة لدى الفونج و العبدلاب والذين لم يجدوا صعوبة كبيرة لاقتحام المدينة وتدميرها وجعل سوبا اثرا بعد عين كما يقولون , وهذه القصة بالرغم من انتشارها وذيوعها وتناقلها بين الأجيال الا ان بعض المختصين يقولون بان هذه القصة لا دليل قوى على حدوثها نسبة لخلو المصادر التاريخية الموثوق بها من الإشارة اليها فالمصادر التاريخية تذكر و تشير لانهيار الدولة و سقوطها وربما يعود ذلك إلى الغزوات من الجنوب، والجفاف، وتحول طرق التجارة. في القرن الرابع عشر، وانتشار مرض الطاعون الذي دمر البلاد، بينما يقول البعض انه حتى الاساطير والروايات الخيالية فلابد لها بصورة او أخرى من الاستناد الى بعض الحقائق، ولكن إذا كانت عجوبة حقيقة او اسطورة فإنها تظل مثلا حيا لدى السودانيين للخراب و الفتنة ورمزا المكائد و المؤامرات
ويذكر بان الأستاذ الراحل خالد ابوالروس أبو المسرح السوداني قد قام بكتابة و اخراج مسرحية خراب سوبا في العام 1935 حيث قام بتأدية دور" عجوبة " بينما قامت الممثلة اسيا عبد الماجد رائدة المسرح السوداني وتعتبر أول ممثلة سودانية تصعد على خشبة المسرح بدور "طيبة " وهنالك مقطع تسجيل قديم لهذه المسرحية في أواخر الستينيات من القرن الماضي موجود على موقع اليوتيوب
والى اللقاء
amirrshahin@gmail.com
//////////////////////////
• كانت مملكة سنار اول دولة إسلامية في السودان و يطلق عليها أيضا السلطنة الزرقاء و مملكة الفونج والتي تأسست في العام 1504 م م نتيجة لتحالف الفونج بزعامة عمارة دنقس و العبدلاب بزعامة عبدالله جماع عقب انتصارهم سوية ( الفونج والعبدلاب) على مملكة علوة اخر الممالك المسيحية في السودان ,و تخريب عاصمتها سوبا( سوبا شرق) والتي أصبح يضرب بها االمثل في الخراب فيقال ❞ كخراب سوبا❞ وكان نظام الحكم فيها لا مركزيا فالفونج وهم الملوك اتخذوا من سنار عاصمة لهم ولكل البلاد بينما اتخذ العبدلاب قرى عاصمة وبعدها تحولوا الى حلفاية الملوك فى العام 1747 م , واستمرت الدولة السنارية في الحكم لمدة 316 عام حتى تمت ازالتها في العام 1820 م بواسطة جيش إسماعيل باشا ابن محمد على باشا والى مصر من قبل الدولة العثمانية
• الحكم التركى المصرى او ما يعرف باسم التركية السابقة وكما ذكرنا فان الغزو كان باسم الدولة العثمانية التركية (الخلافة الإسلامية) فى العام 1820م و استمر حكمهم لمدة 65عام حتى انهيار حكمهم على يد الإمام المهدي وكانت عاصمتهم هي مدينة الخرطوم العاصمة الحالية
• الدولة المهدية وبدأت الحكم في العام 1885م و استمرت تحكم السودان مدة 13 عام وانتهى حكمهم في العام 1889م على يد الجيش البريطاني المصرى, وكانت عاصمتهم هي ام درمان لانهم رفضوا ان تكون الخرطوم عاصمة لهم بحسبان أنها كانت عاصمة الأتراك
• الحكم الثنائي البريطاني المصري او ما يطلق عليه السودانيين اسم ❞ الاستعمار الإنجليزي❞ والذي بدأ كما ذكرنا في العام 1889م حتى نال السودان استقلاله في 1956 واستمر حكمهم لمدة 58 عام واعادوا العاصمة الى الخرطوم مرة اخرى
• الحكم الوطنى بدأ عقب الاستقلال من الحكم الثنائي في 𝟙 يناير 𝟙𝟡𝟝𝟞م وحتى اليوم واعتمد الحكم الوطنى الخرطوم عاصمة لجمهورية السودان
ازدهار و انهيار مدينة سوبا عاصمة مملكة علوة
تأسست مملكة علوة النوبية المسيحية بعد سقوط مملكة كوش القديمة فى العام 350م والتى اختلف المؤرخين فى أسباب سقوطها وقد ورد ذكرها لأول مرة في السجلات التاريخية في عام م 569. و كانت آخر الممالك النوبية الثلاث التي دخلت المسيحية في عام 580، بعد نوباتيا والمقرة. من المحتمل أن تكون قد وصلت إلى ذروتها خلال القرنين التاسع والثاني عشر عندما أظهرت السجلات أنها تفوقت على جارتها الشمالية، المقرة، من حيث الحجم والقوة العسكرية والازدهار الاقتصادي، وكانت عاصمتها مدينة سوبا شرق مدينة لها تاريخ عظيم ومهيب وهى مدينة سوبا شرق عاصمة مملكة علوة ِAlodia النوبية المسيحية ,و وهى تقع علي الضفة الشرقية للنيل الأزرق ويمر بها طريق الخرطوم الجديد شرق النيل والذي يمر بعد سوبا شرق بالقرب من العيلفون وبالقرب من أم ضوابان ثم العسيلات وبعض قري شرق النيل ثم الهلالية والجنيد ثم إلي كبري الحصاحيصا الجديد ومنها إلي ود مدني , وسوبا شرق تعتبر من أقدم المدن ليس فقط في منطقة شرق النيل والسودان بل وحتى على مستوى العالم , اذ يعود تاريخ تأسيسها الى العام 500م اى انها كانت موجودة قبل ظهور الإسلام و الهجرة النبوية التي كانت في العام 622م و استمرت سوبا عاصمة للمملكة لمدة 1000 عام حتى تم تدميرها وتخريبها ( خراب سوبا الذى يضرب به المثل) في العام 1504م على يد تحالف الفونج والعبدلاب الذين قاموا بتأسيس السلطنة الزرقاء اول دولة إسلامية في السودان كما سبق وذكرنا . وتفيد المصادر التاريخية بان مملكة علوة. كانت آخر الممالك النوبية الثلاث التي دخلت المسيحية في عام 580، بعد نوباتيا والمقرة. من المحتمل أن تكون قد وصلت إلى ذروتها خلال القرنين التاسع والثاني عشر عندما أظهرت السجلات أنها تفوقت على جارتها الشمالية، المقرة، من حيث الحجم والقوة العسكرية والازدهار الاقتصادي، ولكنها حافظت معها على روابط سلالات وثيقة. ونظرًا إلى كونها دولة كبيرة ومتعددة الثقافات، كانت مملكة علوة تُدار من قبل ملك قوي وحكام مقاطعات يعينهم.
وقد وُصِفت العاصمة سوبا بأنها مدينة ذات «مساكن واسعة وكنائس مليئة بالذهب والحدائق»، وازدهرت كمركز تجاري. ووصلتها البضائع من المقرة والشرق الأوسط وغرب إفريقيا والهند وحتى الصين. ازدهرت معرفة القراءة والكتابة باللغتين النوبية واليونانية
وتفيد المصادر التاريخية بان مملكة علوة بدات تتراجع منذ القرن الثاني عشر، وخاصة القرن الثالث عشر، وربما يعود ذلك إلى الغزوات من الجنوب، والجفاف، وتحول طرق التجارة. في القرن الرابع عشر، ويُعتقد أن الطاعون دمر البلاد، أثناء بداية هجرة قبائل العرب إلى أعالي وادي النيل. وهنالك قصص تروى عن المرأة التي كان اسمها عجوبة والتي اشعلت الفتنة بين حكام سوبا مما دفعهم لقتال بعضهم البعض و اضعاف المملكة والتي أصبحت متدهورة بفعل التقاتل الداخلي وأصبحت لقمة سائغة للفونج والعبدلاب والذين تروي الحكايات عن دخولهم سوبا و تخريبها و تحطيم كل ما وقعت عليه اعينهم
عجوبة بين الحقيقة و الاسطورة
وعجوبة كما تقول القصص كانت امرأة من سكان سوبا وكان زوجها وهو احد الملوك قد تم قتله بمؤامرة دبرت بليل فقررت ا عجوبة لانتقام له والاخذ بثأره فوجدت فرصتها في ابنتها الجميلة " طيبة" والتي كانت ذات جمال اخاذ قتن وسحر قاتل لاقبل لاحد بمقاومته , و بسبب هذا الجمال فقد تنافس وزراء الملك الخمسة لخطب ودها و اتخاذها زوجة وهنا وجدتها عجوبة فرصة لنشر الفتنة وحبك الدسائس والايقاع بالوزراء فكانت تقول للوزير الذى بتقدم لخطبة ابنتها ان الوزير المنافس قد سبقه الى الخطبة و للتخلص منه لابد من قتله فيقوم الوزير بقتل الوزير المنافس وبهذه الطريقة اشعلت عجوبة نار الفتنة التي أدت الى الاقتتال و التحارب بين وزراء الدولة ولكن في النهاية يتم اكتشاف خديعة عجوبة لتقتل بواسطة احد الوزراء , ولكن الأوان كان قد فات فقد أصاب الضعف والوهن مفاصل الدولة و أصبحت لقمة سائغة و سهلة لدى الفونج و العبدلاب والذين لم يجدوا صعوبة كبيرة لاقتحام المدينة وتدميرها وجعل سوبا اثرا بعد عين كما يقولون , وهذه القصة بالرغم من انتشارها وذيوعها وتناقلها بين الأجيال الا ان بعض المختصين يقولون بان هذه القصة لا دليل قوى على حدوثها نسبة لخلو المصادر التاريخية الموثوق بها من الإشارة اليها فالمصادر التاريخية تذكر و تشير لانهيار الدولة و سقوطها وربما يعود ذلك إلى الغزوات من الجنوب، والجفاف، وتحول طرق التجارة. في القرن الرابع عشر، وانتشار مرض الطاعون الذي دمر البلاد، بينما يقول البعض انه حتى الاساطير والروايات الخيالية فلابد لها بصورة او أخرى من الاستناد الى بعض الحقائق، ولكن إذا كانت عجوبة حقيقة او اسطورة فإنها تظل مثلا حيا لدى السودانيين للخراب و الفتنة ورمزا المكائد و المؤامرات
ويذكر بان الأستاذ الراحل خالد ابوالروس أبو المسرح السوداني قد قام بكتابة و اخراج مسرحية خراب سوبا في العام 1935 حيث قام بتأدية دور" عجوبة " بينما قامت الممثلة اسيا عبد الماجد رائدة المسرح السوداني وتعتبر أول ممثلة سودانية تصعد على خشبة المسرح بدور "طيبة " وهنالك مقطع تسجيل قديم لهذه المسرحية في أواخر الستينيات من القرن الماضي موجود على موقع اليوتيوب
والى اللقاء
amirrshahin@gmail.com
//////////////////////////