حملة البرهان ضد الكيزان

 


 

 

أطياف -
أراد الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانقلابي أن يحرز هدفاً في المرمى بعد تقديم شوط طويل من المراوغة على مستطيل الملعب السياسي، ليؤكد لبعض القيادات والعناصر الاسلامية التي قرأت خطابه بعين ايجابية ورفضت ان تقبل الحقيقة وغضت الطرف عن اسلوب الصراحة الذي مارسه، عندما اعلن العداء لهم، اكد لهم انهم مخطئون هذه المرة ، فالذين وجدوا العذر له (صفعهم) بالأمس ولسان حاله يقول (أفيقوا(.
وأعادت السلطات الإنقلابية بالأمس الأول الرئيس المخلوع عمر البشير ونائبه بكري حسن صالح ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، بجانب قيادات المؤتمر الشعبي علي الحاج و إبراهيم السنوسي و آخرين إلى سجن كوبر، بعد أن قضوا قرابة العام بمستشفيات العاصمة الخرطوم.
ولم يكتف البرهان بذلك، بل اصدر قراراً بإعفاء المستشار علي عبدالرحمن محمد ادريس رئيس لجنة الإستئناف ضد قرارات لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد وإسترداد الأموال من منصبه، ووجه الجهات المختصة بوضع القرار موضع التنفيذ.
حدث هذا في الوقت الذي تمتد فيه ألسن الفلول (شماتة) على اعتقال الاستاذ وجدي صالح ورفاقه من المناضلين في دروب الحرية والديمقراطية، فالخبر ليس في عودة (الكيزان) للسجون الخبر كان من قبل في إقامتهم في المستشفى لعام كامل.
والبرهان يذكرك بفيلم (المنشار) الذي يجبر فيه البطل الاشخاص على التبرع بالأعضاء مقابل ان يظلوا على قيد الحياة، فبعد خطابه ذكرنا في هذه الزاوية ان قرارات البرهان هذه المرة جدية ليست كالسابق ليس لأن البرهان تغير واصبح الملاك البريء لكن لان الرجل يريد (أن يعيش) لذلك تجبره الضغوط على ابعاد الإسلاميين (مُكرها) فالمدنية التي أقر بانه مجبور على ان يسلك طريقها لا تستقيم بوجود العناصر الاسلامية على المشهد السياسي.
لذلك كلما تشرق شمس صباح جديد سيحل البؤس ويخيم الظلام على عناصر الفلول التي مازال البعض فيها يعقد العشم على البرهان ولا يريد ان يصدق الصوت الذي يقول (هجم النمر).
ولن يتوقف الرجل عن اصدار القرارات ومواصلة الحملة التي بدأها لأنه مطالب بمزيد من (التبرع بالأعضاء) رغم وجع الجرح وقسوة الجراحة.
ويقول الاستاذ أبوبكر عبد الرازق عضو هيئة الدفاع عن المتهمين بقضية مدبري انقلاب (89) أن قرار نقل المتهمين من المشفى الى سجن كوبر قرار سياسي وليس قضائي، وكأن مكوثهم في المستشفى لمدة عام لم يكن قرار سياسي، فأغلب القرارات القضائية في ظل السلطة الإنقلابية كانت سياسية، والدليل أن البرهان لم يلجأ للقضاء الآن ومارس ذات الأسلوب الذي استخدمه في خروجهم من السجن ، لعودتهم اليه .
هذه الأهداف الذي يحرزها البرهان الشارع السياسي فيها (جمهور متفرج) فقط لن يصفق لها إعجابا، سيما انها تأتي والثوار يسيطرون على الشارع، تلاحقهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع، كلما سمعوا قرارا جديدا همسوا لبعضهم (مازال الرجل يكذب).
فقرار اعفاء رئيس لجنة الإستئناف ضد قرارات لجنة إزالة التمكين ماذا يعني وماهي قيمته أن كان أعضاء لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو امثال الاستاذ وجدي صالح والمقدم عبد الله سليمان، مازالا يقبعان في السجون وخلف حراسات اقسام الشرطة؟!
طيف أخير:
أحيانا بعض المعارك لا يعنيك فيها، لا الرابح ولا الخاسر، ما يهمك هو معركتك فقط.
الجريدة

 

آراء