تسوية بلا تفكيك!!
صباح محمد الحسن
21 November, 2022
21 November, 2022
أطياف -
ولأن أهم الأسباب الرئيسة والمباشرة التي دفعت الجنرال لمتاهته، والسير في خطوة التقدم للوراء بإعلان إنقلاب ٢٥ اكتوبر ، ليصبح ( الخاسر الأكبر) هو لجنة ازالة التمكين وما تقوم به من عمل أزعج فلول النظام البائد التي استخدمت الانقلاب مطية لتحقيق اهدافها ، جاءت الخطوة بعد ان حجزت اللجنة على الحسابات والارصدة الخاصة بهم بالبنوك ، القرار الذي ضربهم ضربة موجعة وجعل إعلامهم يشن حملته المذعورة لضرب اللجنة وتشويه سمعتها.
لكن الذي يدهشك ان قحت وبالرغم من ان المسودة التي تستند عليها أقرت تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ، وانها اكثر الناس علما ودراية بأن أفظع ماقام به الإنقلاب هو هجومه الشرس على اللجنة وعلى قراراتها ذلك الهجوم الذي كان اثره على الحكومة والثورة وساهم في عرقلة عجلة التغيير ، عندما اعاد لفلول النظام املاكهم واموالهم ، فأول قرار اصدره البرهان بعد انقلابه وبعد تجميد عمل اللجنة هو تكوين لجنة مراجعة لقرارات لجنة التفكيك ، هذا القرار الذي هزم وهدم كل ماشيدته اللجنة ، وبرهن ان الدوافع الحقيقية للانقلاب هي وقف شلال اللجنة الذي جرف مصالحهم ، هذا الفزع الذي وصل حد ( الولولة) ، لذلك جاء الانقلاب كحملة انتقامية شعارها التشفي في اللجنة وكوادرها
واعود لما مايدهشك هو ان قوى الحرية والتغيير والتي تطرح تسويتها الآن ، لاتضع إعادة لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو لعملها في قائمة اولوياتها ، ففي مؤتمر قحت الأخير قالت انها ستناقش لاحقا في مرحلتها الثانية قضايا العدالة الانتقالية، وتفكيك نظام عمر البشير، وإصلاح قطاع الأمن، واتفاق جوبا للسلام .
ومعلوم ان قضايا العدالة واصلاح القطاع الامني سيطول النقاش فيها وستأخذ وقتا ليس بالقصير وكذلك اتفاقية جوبا التي يحرسها اهلها بالسلاح والتلويح بالتمرد، فحتى يوم امس يهدد بعض قادتها بعدم السماح بالمساس بها ، لكن ما الذي يجعل إعادة عمل اللجنة امرا صعبا ومعقداً ، فالبرهان (بجرة قلم) واحدة جمد اللجنة وزج بكوادرها في غياهب السجون وأعاد للكيزان مجدهم ، فما الذي يجعل قحت تتردد في ان تجعل اعادة عمل اللجنة واحدا من خطوطها واهدافها الرئيسية في عملية الاتفاق الجاري !!
فلجنة التفكيك هي الأداة الأقوى لضرب نظام الانقاذ الذي مازال يمارس حملاته الممنهجة للحيلولة دون اكتمال التحول الديمقراطي ويمارس التنمر السياسي وتخرج مواكبه بدعم مهول وصرف بذخي ، ويمكنه ان يمارس ذات الأساليب لهدم الاقتصاد لهزيمة الحكومة القادمة ، كله بأموال الشعب التي عادت له ، فانهاء الانقلاب وحده لايكفي دون انهاء نظام البشير ونهايته لن تكون الا بأداة التفكيك وعصاتها اللجنة ، هذا حتى لاتكون نهاية حكومة قحت على ايديهم مرة اخرى .
ثانيا هل حقا تسعى قحت لكسب رضا الشارع ام سخطه !!، فلو كنت مكانها لعملت على تعزيز الثقة المفقودة في التسوية وذلك بتحقيق اكبر قدر من مطالب الشارع تقربا له وليس العمل على اتساع هوة الجفاء ، والتي ربما تتمدد وتتعمق بترحيل اهم القضايا الجوهرية للنظر فيها لاحقا ، فالثقة بين الشارع واللجنة ظلت باسقة يانعة لم تذبل ولو لمرة واحدة منذ تشكيل اللجنة وحتى الآن عكس الثقة في قحت
ثالثا كان قادة الانقلاب أكثر جرأة في الطرح من قحت في عملية الاخذ والعطاء في مايتعلق بالتفاهمات وتقديم الملاحظات حول مسودة المحامين ، بل اكثر ثقة منها ، فبالرغم من اياديهم الملطخة بالدماء طلبوا الحصانة (دون حياء)، فلماذا تسعى قحط لابرام اتفاق رخو، لماذا تستحي في فرض شروطها ومطالبها ، فالتهاون في عملية تفكيك نظام الثلاثين من يونيو لايقل عن ملف العدالة ، لان الاخير قد يساهم في حماية العسكريين لكن غياب اللجنة قد يحميهم ويحمي معهم (الكيزان) ، وهنا قد لاتصبح التسوية في صالح الانقلابيين فقط
ولو تأسفت على تسوية قحت انها تأتي بلا تفكيك ربما يقول لك احد الناطقين بإسمها، ومن قال لكم اننا لانفكر في اعادة اللجنة وان كل الامر سيتم لاحقا، اقول له ولماذا لايكون أولا !!؟؟
طيف أخير:
إن لم تتعلم من الأخطاء، فيجب ان توفر على نفسك مشقة المحاولة مرة اخرى
الجريدة
ولأن أهم الأسباب الرئيسة والمباشرة التي دفعت الجنرال لمتاهته، والسير في خطوة التقدم للوراء بإعلان إنقلاب ٢٥ اكتوبر ، ليصبح ( الخاسر الأكبر) هو لجنة ازالة التمكين وما تقوم به من عمل أزعج فلول النظام البائد التي استخدمت الانقلاب مطية لتحقيق اهدافها ، جاءت الخطوة بعد ان حجزت اللجنة على الحسابات والارصدة الخاصة بهم بالبنوك ، القرار الذي ضربهم ضربة موجعة وجعل إعلامهم يشن حملته المذعورة لضرب اللجنة وتشويه سمعتها.
لكن الذي يدهشك ان قحت وبالرغم من ان المسودة التي تستند عليها أقرت تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ، وانها اكثر الناس علما ودراية بأن أفظع ماقام به الإنقلاب هو هجومه الشرس على اللجنة وعلى قراراتها ذلك الهجوم الذي كان اثره على الحكومة والثورة وساهم في عرقلة عجلة التغيير ، عندما اعاد لفلول النظام املاكهم واموالهم ، فأول قرار اصدره البرهان بعد انقلابه وبعد تجميد عمل اللجنة هو تكوين لجنة مراجعة لقرارات لجنة التفكيك ، هذا القرار الذي هزم وهدم كل ماشيدته اللجنة ، وبرهن ان الدوافع الحقيقية للانقلاب هي وقف شلال اللجنة الذي جرف مصالحهم ، هذا الفزع الذي وصل حد ( الولولة) ، لذلك جاء الانقلاب كحملة انتقامية شعارها التشفي في اللجنة وكوادرها
واعود لما مايدهشك هو ان قوى الحرية والتغيير والتي تطرح تسويتها الآن ، لاتضع إعادة لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو لعملها في قائمة اولوياتها ، ففي مؤتمر قحت الأخير قالت انها ستناقش لاحقا في مرحلتها الثانية قضايا العدالة الانتقالية، وتفكيك نظام عمر البشير، وإصلاح قطاع الأمن، واتفاق جوبا للسلام .
ومعلوم ان قضايا العدالة واصلاح القطاع الامني سيطول النقاش فيها وستأخذ وقتا ليس بالقصير وكذلك اتفاقية جوبا التي يحرسها اهلها بالسلاح والتلويح بالتمرد، فحتى يوم امس يهدد بعض قادتها بعدم السماح بالمساس بها ، لكن ما الذي يجعل إعادة عمل اللجنة امرا صعبا ومعقداً ، فالبرهان (بجرة قلم) واحدة جمد اللجنة وزج بكوادرها في غياهب السجون وأعاد للكيزان مجدهم ، فما الذي يجعل قحت تتردد في ان تجعل اعادة عمل اللجنة واحدا من خطوطها واهدافها الرئيسية في عملية الاتفاق الجاري !!
فلجنة التفكيك هي الأداة الأقوى لضرب نظام الانقاذ الذي مازال يمارس حملاته الممنهجة للحيلولة دون اكتمال التحول الديمقراطي ويمارس التنمر السياسي وتخرج مواكبه بدعم مهول وصرف بذخي ، ويمكنه ان يمارس ذات الأساليب لهدم الاقتصاد لهزيمة الحكومة القادمة ، كله بأموال الشعب التي عادت له ، فانهاء الانقلاب وحده لايكفي دون انهاء نظام البشير ونهايته لن تكون الا بأداة التفكيك وعصاتها اللجنة ، هذا حتى لاتكون نهاية حكومة قحت على ايديهم مرة اخرى .
ثانيا هل حقا تسعى قحت لكسب رضا الشارع ام سخطه !!، فلو كنت مكانها لعملت على تعزيز الثقة المفقودة في التسوية وذلك بتحقيق اكبر قدر من مطالب الشارع تقربا له وليس العمل على اتساع هوة الجفاء ، والتي ربما تتمدد وتتعمق بترحيل اهم القضايا الجوهرية للنظر فيها لاحقا ، فالثقة بين الشارع واللجنة ظلت باسقة يانعة لم تذبل ولو لمرة واحدة منذ تشكيل اللجنة وحتى الآن عكس الثقة في قحت
ثالثا كان قادة الانقلاب أكثر جرأة في الطرح من قحت في عملية الاخذ والعطاء في مايتعلق بالتفاهمات وتقديم الملاحظات حول مسودة المحامين ، بل اكثر ثقة منها ، فبالرغم من اياديهم الملطخة بالدماء طلبوا الحصانة (دون حياء)، فلماذا تسعى قحط لابرام اتفاق رخو، لماذا تستحي في فرض شروطها ومطالبها ، فالتهاون في عملية تفكيك نظام الثلاثين من يونيو لايقل عن ملف العدالة ، لان الاخير قد يساهم في حماية العسكريين لكن غياب اللجنة قد يحميهم ويحمي معهم (الكيزان) ، وهنا قد لاتصبح التسوية في صالح الانقلابيين فقط
ولو تأسفت على تسوية قحت انها تأتي بلا تفكيك ربما يقول لك احد الناطقين بإسمها، ومن قال لكم اننا لانفكر في اعادة اللجنة وان كل الامر سيتم لاحقا، اقول له ولماذا لايكون أولا !!؟؟
طيف أخير:
إن لم تتعلم من الأخطاء، فيجب ان توفر على نفسك مشقة المحاولة مرة اخرى
الجريدة