السودان ومفترق الطرق
طاهر عمر
3 January, 2023
3 January, 2023
قيل أن الحكمة تقف في مفترق الطرق و أعالي الجبال و تنادي و كل ما أتمناه أن يستوعب أطراف الصراع في السودان أننا قد وصلنا القمة و لم يبقى غير سفوح الجبال لكي تكون أرض معركة حرب الكل ضد الكل و يسود منطق عنف الكل ضد الكل.
و للأسف كانت حقبة حكم الحركة الاسلامية ممارسة عنف الكل ضد الكل و حرب الكل ضد الكل لمدى زماني إمتد لثلاثة عقود و بما أننا لا نرجى تغيير غير التغيير الذي ينجزه الشعب لأننا في زمن تقدم الشعب و سقوط النخب كانت ثورة ديسمبر المجيدة ثورة شعب أراد الحياة و قد أزاحت فوضى الحركة الاسلامية بشعار الثورة العظيمة حرية سلام و عدالة و أزاحت الخواء الذي يعادي الحياة.
و قد حاولت الحركة الاسلامية توطيد جزوره أي الخواء في السودان و لكن إرادة الحياة أقوة و إرادة الشعب هي المنتصرة دوما على كل من يقف في طريق الحياة. لكن هذا الشعار قد أصبج معلق في الفراغ بسبب ندرة النخب التي تخرج من بينها عبقرية الأقلية الخلّاقة و قد رأينا تكالبهم على المحاصصة فيما يوضح أنهم على جهل عظيم بمفهوم السلطة كمفهوم حديث و كذلك مفهوم الدولة كمفهوم حديث و كانت النتيجة فوضى أفضت لقيام أفشل إنقلاب و هو إنقلاب البرهان الفاشل.
ما يشغل ضمير أحرار العالم كيف تستطيع نخب العالم الثالث إنجاز تحول هائل في المفاهيم فيما يتعلق بمسألة الحرية و السلطة و الإزدهار المادي الذي يتجلى في تنمية إقتصادية تعكس نضوج فكرة الاقتصاد و المجتمع. و المراقب للساحة السودانية يدرك بسرعة أن النخب السودانية على مختلف أطيافها لم تقدم فكر يقارب مسألة السلطة كمفهوم حديث.
و لم يخطر ببالها أقرب الطرق لحل مسألة السلطة كمفهوم حديث و مسألة الحرية كقيمة القيم و لهذا وجب الاهتمام بالفرد لأنه يرنو للحرية على الدوام و بالتالي لا يكون تحقيق ذلك بغير إعمال العقل و ترسيخ مسألة المساواة حتى يستطيع الفرد الحصول على ضمان مسالة المسؤولية الاجتماعية نحوه و بالتالي يتصرف في مناشطه و حقولها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية بكل عقل و مع نزعته الأخلاقية.
جاءت ثورة ديسمبر المجيدة بشعارها العظيم كانجاز شعب أراد الحياة و إذا بالنخب الفاشلة تقف حائل ما بينه و تحقيق شعاره العظيم حرية سلام و عدالة. القارئ الحصيف يستطيع رؤية تكلس النخب السودانية و هي عاجزة و مشلولة و غير قادرة على إنزال شعار ثورة ديسمبر لأنها نخب تأخرت كثيرا عن ساحات الفكر و بالتالي تحاول مقاربة شعار الثورة بفكر أقل ما يقال عنه فكر من نخب تمثل عقل مجتمع تقليدي للغاية.
عندما نتحدث عن السلطة كمفهوم حديث لا يمكننا تجاهل ظاهرة المجتمع البشري و كيف قد أصبح الفرد و ليس الطبقة هو الغاية لأن الفرد دالته الحرية و بالتالي عندما نتحدث عن السلطة يقفز الى العقل بعد إعماله صيرورة الديمقراطية و عندما نقول صيرورة الديمقراطية يتبادر الى الذهن أنها قد أصبحت بديلا للخطاب الديني و وحل الفكر الديني.
و هذا يدلنا على درب التاريخ الطبيعي للإنسانية التاريخية و حققه الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي بسبب التطور الهائل في المفاهيم الذي أعقب الخمسة عقود التي أعقبت الثورة الصناعية و في نفس الوقت تزامن مع إنفصال علم الاقتصاد من كل من الفلسفة و الدين و قد أصبحت فكرة الاقتصاد و المجتمع نواتها هي المشاعر الاخلاقية.
و الغريب منذ إنفصال علم الاقتصاد من كل من الفلسفة و الدين قبل قرنيين و نصف ما زالت أحزابنا التقليدية أي الطائفية أي حزب الامام و مولانا الميرغني و السلفيين و الحركة الاسلامية السودانية يعتقدون أن الاسلام دين و دولة و يريدون بهذا الفهم المتخلف للاقتصاد منافسة مجتمعات قد فصلت علم الاقتصاد من كل من الفلسفة و الدين و لهذا السبب يندر أن تتحدث النخب السودانية عن فكرة الاقتصاد و المجتمع.
بل نجد من بينهم من يتحدث و يبحث عن دور للقبيلة في السياسة بل قدم كتاب عن دور القبيلة في السياسة و قد طاف على قبائل شرق السودان ظانا بأن طرحه للقبيلة و دورها في السياسة يجعله من حكماء السودان و خاصة قد قضى أربعة عقود في الحزب الشيوعي بنسخته المتكلسة و طرد و قد خرج بمستوى وعي متدني للغاية.
أريد تنبيه أتباع أحزاب الطائفية و أحزاب السلفيين و الحركة الاسلامية السودانية أن خطابهم الديني يعكس بقايا ثقافات القرون الوسطى و أول علاماتها انها لا تؤمن بالعدالة لذلك نجد أن أتباع الحركة الاسلامية خلال الثلاثة عقود الظالمة لم يشغل ضميرهم أنهم كانوا ظالمين و فظين و غليظي القلوب لأنهم كانوا مخزن ثقافة القرون الوسطى التي لا ترى معنى العدالة.
و نقول للشعب السوداني طريقكم واحد لتذوق مفهوم العدالة و هو لا يبداء مساره قبل رفضكم للخطاب الديني بأشكاله سواء كان من الحركة الاسلامية السودانية أم من أحزاب الطائفية أم من السلفيين فهم لا يمثلون غير ظلال القرون الوسطى و أعرفوا بأن البشرية لم تفارق الفقر و الجهل و المرض إلا بعد مفارقتها للخطاب الديني أي دين.
بمناسبة أن الفكر الديني يعتبر أكبر حاضنة لسلطة الأب و ميراث التسلط فقد كرس عالم الاجتماع الفلسطيني هشام شرابي منذ منتصف ستينيات القرن المنصرم كل جهود لكي يفتح طريق يفضي الى مقاربة مفهوم السلطة و الحرية و الإزدهار المادي الذي ينعكس في تقدم اقتصادي تظهر علاماته في إرتفاع مستوى المعيشة و كل هذا يكاد معدوم في ساحتنا السودانية و كله بسبب سيطرة الفكر الديني الذي يضحي بالحياة الجميلة من أجل خلاص أخروي و هو بقايا فكر القرون الوسطى.
و نقولها بالواضح سبهللية النخب السودانية و هي تتصارع أي جذريين و إطاريين دون الإلتفات الى خطورة تموضع المجتمع السوداني بأكمله على سفح حرب الكل ضد الكل سببه أن النخب السودانية أسيرة ثقافة سلطة الأب و ميراث التسلط.
و هاهم أتباع المرشد أي الكيزان و أتباع الاستاذ الشيوعي يلتقون في هدف تعطيل مسيرة الشعب السوداني و الإطاريين أسيري فكر الامام و مولانا تسيطر على عقلهم الحيرة و الإستحالة و الكل قد ضل و فسد و النتيجة أي تأخير لمسيرة التحول الديمقراطي في السودان في ظل عالم بأكمله يغادر ديناميكية النيوليبرالية و يسير بإتجاه الحماية الاقتصادية بكل حذر حتى في المجتمعات المتقدمة تدرك أن لحظة مغادرة النيوليبرالية بإتجاه الحماية الاقتصادية تحتاج للحكماء و الفلاسفة من أبناء أي مجتمع.
أي تأخير سوف يدفع ثمنه الكل عندما تندلع حرب الكل ضد الكل و يصبح عنف الكل ضد الكل علامة حياة و حينها أول من سيدفع الثمن هم الجذريين و الكيزان و بعدها سيكون حال حرب الكل ضد الكل صناعة نخب أبت أن تنتصر للحياة و رفضت أن تعطي مجتمعها أقلية خلاقة تفهم ما أوحاه لها الشعب في شعاره الجليل حرية سلام و عدالة.
و حينها ستكون الحرب حرب الكل ضد الكل و عنف الكل ضد الكل صناعة نخب سودانية فاشلة و ليست أنفاس شعب سوداني مشهود له بأنه شعب عمر حضارته ستة ألف سنة.
أنظر لحال الساحة و أنظر كساد النخب. في مثل حال السودان الآن تقدم الشعوب خيرة ما عندها من مفكريين و مثقفين غير تقليديين و مؤرخيين غير تقليديين و اقتصاديين و علماء اجتماع الي أين انسحب مفكرينا و علماء الاجتماع و الفلاسفة و الاقتصاديين و المؤرخيين غير التقليديين.
أنظر في جميع مواقع النخب أنه الصمت الذي يسبق عنف الكل ضد الكل صمت النخب و انسحابها من ساحات الفكر و من يأتي ياتي بمكرور مقالات معادة كتبت في ستينيات القرن المنصرم و يختمها المؤرخ التقليدي بنكتة و كأننا لم نسير على سفوح تنحدر نحو عنف الكل ضد الكل و كما قلت هذه الحرب أي عنف الكل ضد الكل ليست أنفاس شعبنا السوداني المتحضر بل صناعة نخب عجزت أن تفدي شعبها و حينها أول الضحايا هم الجذريين و الكيزان.
ذات يوم قال عالم الاجتماع العراقي علي الوري محذر الشعب العراقي بأن ما ينقذه من مأزقه هو الفكر الليبرالي و إذا فوّت الفرصة سيحتاج لسنين طويلة حتى يعيد توازنه.
و هذا حال الشعب السوداني الآن اذا فوّت فرصة التحول الديمقراطي بسبب عرقة الجذريين و الكيزان فان حرب الكل ضد الكل في السودان ستطول كما تنباء عالم الاجتماع العراقي لشعبه و قد كان.
و هنا نقول للشعب السوداني انتبهوا للجذريين و الكيزان فهم بوابة الجحيم التي ستدخلونها بسببهم و سيكونون بوابة عنف الكل ضد الكل و هم يجهلون انهم أول ضحاياها. الاجدى أن تتحد كل القوى السياسية من أجل إبعاد الجيش من ممارسة السلطة و بعدها سيكون طريق بناء دولة حديثة طريق طويل يحتاج لفكر جديد و لا تساعدنا ذاكرتنا القديمة على تفعيله لانه فكر غير مسبوق بعهد في ساحة الفكر السودانية.
taheromer86@yahoo.com
و للأسف كانت حقبة حكم الحركة الاسلامية ممارسة عنف الكل ضد الكل و حرب الكل ضد الكل لمدى زماني إمتد لثلاثة عقود و بما أننا لا نرجى تغيير غير التغيير الذي ينجزه الشعب لأننا في زمن تقدم الشعب و سقوط النخب كانت ثورة ديسمبر المجيدة ثورة شعب أراد الحياة و قد أزاحت فوضى الحركة الاسلامية بشعار الثورة العظيمة حرية سلام و عدالة و أزاحت الخواء الذي يعادي الحياة.
و قد حاولت الحركة الاسلامية توطيد جزوره أي الخواء في السودان و لكن إرادة الحياة أقوة و إرادة الشعب هي المنتصرة دوما على كل من يقف في طريق الحياة. لكن هذا الشعار قد أصبج معلق في الفراغ بسبب ندرة النخب التي تخرج من بينها عبقرية الأقلية الخلّاقة و قد رأينا تكالبهم على المحاصصة فيما يوضح أنهم على جهل عظيم بمفهوم السلطة كمفهوم حديث و كذلك مفهوم الدولة كمفهوم حديث و كانت النتيجة فوضى أفضت لقيام أفشل إنقلاب و هو إنقلاب البرهان الفاشل.
ما يشغل ضمير أحرار العالم كيف تستطيع نخب العالم الثالث إنجاز تحول هائل في المفاهيم فيما يتعلق بمسألة الحرية و السلطة و الإزدهار المادي الذي يتجلى في تنمية إقتصادية تعكس نضوج فكرة الاقتصاد و المجتمع. و المراقب للساحة السودانية يدرك بسرعة أن النخب السودانية على مختلف أطيافها لم تقدم فكر يقارب مسألة السلطة كمفهوم حديث.
و لم يخطر ببالها أقرب الطرق لحل مسألة السلطة كمفهوم حديث و مسألة الحرية كقيمة القيم و لهذا وجب الاهتمام بالفرد لأنه يرنو للحرية على الدوام و بالتالي لا يكون تحقيق ذلك بغير إعمال العقل و ترسيخ مسألة المساواة حتى يستطيع الفرد الحصول على ضمان مسالة المسؤولية الاجتماعية نحوه و بالتالي يتصرف في مناشطه و حقولها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية بكل عقل و مع نزعته الأخلاقية.
جاءت ثورة ديسمبر المجيدة بشعارها العظيم كانجاز شعب أراد الحياة و إذا بالنخب الفاشلة تقف حائل ما بينه و تحقيق شعاره العظيم حرية سلام و عدالة. القارئ الحصيف يستطيع رؤية تكلس النخب السودانية و هي عاجزة و مشلولة و غير قادرة على إنزال شعار ثورة ديسمبر لأنها نخب تأخرت كثيرا عن ساحات الفكر و بالتالي تحاول مقاربة شعار الثورة بفكر أقل ما يقال عنه فكر من نخب تمثل عقل مجتمع تقليدي للغاية.
عندما نتحدث عن السلطة كمفهوم حديث لا يمكننا تجاهل ظاهرة المجتمع البشري و كيف قد أصبح الفرد و ليس الطبقة هو الغاية لأن الفرد دالته الحرية و بالتالي عندما نتحدث عن السلطة يقفز الى العقل بعد إعماله صيرورة الديمقراطية و عندما نقول صيرورة الديمقراطية يتبادر الى الذهن أنها قد أصبحت بديلا للخطاب الديني و وحل الفكر الديني.
و هذا يدلنا على درب التاريخ الطبيعي للإنسانية التاريخية و حققه الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي بسبب التطور الهائل في المفاهيم الذي أعقب الخمسة عقود التي أعقبت الثورة الصناعية و في نفس الوقت تزامن مع إنفصال علم الاقتصاد من كل من الفلسفة و الدين و قد أصبحت فكرة الاقتصاد و المجتمع نواتها هي المشاعر الاخلاقية.
و الغريب منذ إنفصال علم الاقتصاد من كل من الفلسفة و الدين قبل قرنيين و نصف ما زالت أحزابنا التقليدية أي الطائفية أي حزب الامام و مولانا الميرغني و السلفيين و الحركة الاسلامية السودانية يعتقدون أن الاسلام دين و دولة و يريدون بهذا الفهم المتخلف للاقتصاد منافسة مجتمعات قد فصلت علم الاقتصاد من كل من الفلسفة و الدين و لهذا السبب يندر أن تتحدث النخب السودانية عن فكرة الاقتصاد و المجتمع.
بل نجد من بينهم من يتحدث و يبحث عن دور للقبيلة في السياسة بل قدم كتاب عن دور القبيلة في السياسة و قد طاف على قبائل شرق السودان ظانا بأن طرحه للقبيلة و دورها في السياسة يجعله من حكماء السودان و خاصة قد قضى أربعة عقود في الحزب الشيوعي بنسخته المتكلسة و طرد و قد خرج بمستوى وعي متدني للغاية.
أريد تنبيه أتباع أحزاب الطائفية و أحزاب السلفيين و الحركة الاسلامية السودانية أن خطابهم الديني يعكس بقايا ثقافات القرون الوسطى و أول علاماتها انها لا تؤمن بالعدالة لذلك نجد أن أتباع الحركة الاسلامية خلال الثلاثة عقود الظالمة لم يشغل ضميرهم أنهم كانوا ظالمين و فظين و غليظي القلوب لأنهم كانوا مخزن ثقافة القرون الوسطى التي لا ترى معنى العدالة.
و نقول للشعب السوداني طريقكم واحد لتذوق مفهوم العدالة و هو لا يبداء مساره قبل رفضكم للخطاب الديني بأشكاله سواء كان من الحركة الاسلامية السودانية أم من أحزاب الطائفية أم من السلفيين فهم لا يمثلون غير ظلال القرون الوسطى و أعرفوا بأن البشرية لم تفارق الفقر و الجهل و المرض إلا بعد مفارقتها للخطاب الديني أي دين.
بمناسبة أن الفكر الديني يعتبر أكبر حاضنة لسلطة الأب و ميراث التسلط فقد كرس عالم الاجتماع الفلسطيني هشام شرابي منذ منتصف ستينيات القرن المنصرم كل جهود لكي يفتح طريق يفضي الى مقاربة مفهوم السلطة و الحرية و الإزدهار المادي الذي ينعكس في تقدم اقتصادي تظهر علاماته في إرتفاع مستوى المعيشة و كل هذا يكاد معدوم في ساحتنا السودانية و كله بسبب سيطرة الفكر الديني الذي يضحي بالحياة الجميلة من أجل خلاص أخروي و هو بقايا فكر القرون الوسطى.
و نقولها بالواضح سبهللية النخب السودانية و هي تتصارع أي جذريين و إطاريين دون الإلتفات الى خطورة تموضع المجتمع السوداني بأكمله على سفح حرب الكل ضد الكل سببه أن النخب السودانية أسيرة ثقافة سلطة الأب و ميراث التسلط.
و هاهم أتباع المرشد أي الكيزان و أتباع الاستاذ الشيوعي يلتقون في هدف تعطيل مسيرة الشعب السوداني و الإطاريين أسيري فكر الامام و مولانا تسيطر على عقلهم الحيرة و الإستحالة و الكل قد ضل و فسد و النتيجة أي تأخير لمسيرة التحول الديمقراطي في السودان في ظل عالم بأكمله يغادر ديناميكية النيوليبرالية و يسير بإتجاه الحماية الاقتصادية بكل حذر حتى في المجتمعات المتقدمة تدرك أن لحظة مغادرة النيوليبرالية بإتجاه الحماية الاقتصادية تحتاج للحكماء و الفلاسفة من أبناء أي مجتمع.
أي تأخير سوف يدفع ثمنه الكل عندما تندلع حرب الكل ضد الكل و يصبح عنف الكل ضد الكل علامة حياة و حينها أول من سيدفع الثمن هم الجذريين و الكيزان و بعدها سيكون حال حرب الكل ضد الكل صناعة نخب أبت أن تنتصر للحياة و رفضت أن تعطي مجتمعها أقلية خلاقة تفهم ما أوحاه لها الشعب في شعاره الجليل حرية سلام و عدالة.
و حينها ستكون الحرب حرب الكل ضد الكل و عنف الكل ضد الكل صناعة نخب سودانية فاشلة و ليست أنفاس شعب سوداني مشهود له بأنه شعب عمر حضارته ستة ألف سنة.
أنظر لحال الساحة و أنظر كساد النخب. في مثل حال السودان الآن تقدم الشعوب خيرة ما عندها من مفكريين و مثقفين غير تقليديين و مؤرخيين غير تقليديين و اقتصاديين و علماء اجتماع الي أين انسحب مفكرينا و علماء الاجتماع و الفلاسفة و الاقتصاديين و المؤرخيين غير التقليديين.
أنظر في جميع مواقع النخب أنه الصمت الذي يسبق عنف الكل ضد الكل صمت النخب و انسحابها من ساحات الفكر و من يأتي ياتي بمكرور مقالات معادة كتبت في ستينيات القرن المنصرم و يختمها المؤرخ التقليدي بنكتة و كأننا لم نسير على سفوح تنحدر نحو عنف الكل ضد الكل و كما قلت هذه الحرب أي عنف الكل ضد الكل ليست أنفاس شعبنا السوداني المتحضر بل صناعة نخب عجزت أن تفدي شعبها و حينها أول الضحايا هم الجذريين و الكيزان.
ذات يوم قال عالم الاجتماع العراقي علي الوري محذر الشعب العراقي بأن ما ينقذه من مأزقه هو الفكر الليبرالي و إذا فوّت الفرصة سيحتاج لسنين طويلة حتى يعيد توازنه.
و هذا حال الشعب السوداني الآن اذا فوّت فرصة التحول الديمقراطي بسبب عرقة الجذريين و الكيزان فان حرب الكل ضد الكل في السودان ستطول كما تنباء عالم الاجتماع العراقي لشعبه و قد كان.
و هنا نقول للشعب السوداني انتبهوا للجذريين و الكيزان فهم بوابة الجحيم التي ستدخلونها بسببهم و سيكونون بوابة عنف الكل ضد الكل و هم يجهلون انهم أول ضحاياها. الاجدى أن تتحد كل القوى السياسية من أجل إبعاد الجيش من ممارسة السلطة و بعدها سيكون طريق بناء دولة حديثة طريق طويل يحتاج لفكر جديد و لا تساعدنا ذاكرتنا القديمة على تفعيله لانه فكر غير مسبوق بعهد في ساحة الفكر السودانية.
taheromer86@yahoo.com