جنرالات واخونجية: فهلوة تهديد الحوت بالغرق !!

 


 

 

نقول للبرهان إنك لو خطبت مائة عام عن الإقصاء وعدم الإقصاء على قبور ثمود وعاد وإرمَ ذات العماد فإنك لن تستطيع إدخال فلول المؤتمر الوطني في سفينة الثورة والفعل السياسي في الفترة الانتقالية جفّت الأقلام وطويت الصحف..!
لن تنجح محاولاتكم مع كباشي ومندوب الاخونجية (الأصلي) في مجلس الانقلاب إبراهيم جابر في تجميع شتيت الإنقاذ المجرمين المدموغين بالخيانة الوطنية والانقلاب على السلطة والمدانين بجرائم القتل واللصوصية وتخريب الوطن..هل هذا الخوض في السياسة من جنرالات الانقلاب بهذه العيون العوراء هو من بعض بركات العودة للثكنات..!!
إن الأمر أمر ثورة لا يقبل التلاعب والطبطبة على أقفية من حظرتهم الثورة ووثيقتها الدستورية من أجل استرضاء الفلول بحديث مراوغ لا يضع في الاعتبار الفراغ الأمني والسياسي الذي يعيشه الوطن وانحلال مؤسسات الدولة جميعها..وبؤس الحالة المعيشية وخواء الخزانة و(دورات الفساد الجديدة) وما يعانيه الشعب كل يوم من موت وفقر ومرض وظلام وترويع... ففي مثل هذه الأحوال لا معنى لجولات المجاملة و(العرضة في الطار) وكأننا قد فرغنا من كل شيء ولم يتبقى إلا (الحوامة) كل يوم في جولات عقد الزيجات الجماعية وحفلات الأعراس المخملية والاستجابة لدعوات السماية والولائم والذبائح والعزومات و(الحوليات)..!!
ما أن يقف البرهان في خطاباته المتعددة والمتناقضة أمام فرقة عسكرية أو (تجمهر مصطنع) أو حيران خلاوي أو طابونة أو سوق شعبي أو مشروع زراعي عطشان أو (مجموعة تنتظر البنطون) إلا ويلقي بمثل هذا الكلام الخالي من المنطق الذي يصف فيه كل أنصار الثورة وقوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة والكيانات السياسية والأحزاب المدنية وممثلي الحركات الجادة والشباب والمرأة وتنظيمات المجتمع المدني والنقابات.. يصف كل هذا الاصطفاف بأنها (جهة واحدة) ويقول لا بد من توسيعها..! وهو يعني بذلك ضم جماعة الفلول..فإذا لم يحضر الفلول فإن كل السودان جهة واحدة لن يتعامل معها البرهان...!
وهكذا تجنح خطابات البرهان إلى اللف والدوران وتتماهى مع (مواكب الموز) وحشرجات الفلول والإعلام الضِلّيل ومبادرة (الشيخ الجد) الموبوءة..وملفوظي الأحزاب من مُستخدمي الإنقاذ وجماعة (رحلة القاهرة السياحية في العاصمة الإدارية) التي يترأسها اردول ومناوي وجبريل ومعهم حيارى و(مواهيم) من شظايا الأحزاب ومن نشارات منجرة المؤتمر الوطني المحظور..ولميم الحركات التي أصبحت تسافر إلى الشمال بحلم إجهاض ثورة ديسمبر..(هيهات هيهات لا جنٌ ولا سَحره/ بقادرين على أن يلحقوا أثره) كما كنا نردد النشيد المدرسي في وصف القطار..ونحن نقولها الآن عن قطار الثورة الذي لن تستطيع عفاريت الجن والأنس إيقافه..أو مجرد اللحاق بغباره..!
فليخطب البرهان كل يوم بما يناقض ما يعلنه بالأمس..فليست الثورة رهناً له أو لما يقول..والثورة ليست رهناً حتى للاتفاق الإطاري الذي يحاول البرهان كل يوم تهديد الناس بنقضه..فسيفرض الشعب ما يريده طال الزمن أم انكمش..ولا جدوى من الاستمرار في المراوغات على طريقة المخلوع..فهي لم تعصمه بل ألقت به من ظهر البغلة إلى المزبلة عندما أمضى الشعب كلمته (هذا أوان الجد فاشتدي زيّم)..! المراوغة رُقية فاسدة لم تنفع (شيخ التكية) نفسه..فكيف يستنفع بها الحيران..!!
يا صديقي..عندما تسمع في سياقنا الوطني الراهن عبارة (وفاق يسع الجميع) فأعلم أنها (عبارة فلولية) لا يُراد بها وحدة الشعب..إنما إدخال (عنز المؤتمر الوطني الجربانة) إلى مركب ثورة الأحرار وهذا من رابع المستحيلات..! هذه ثورة شهداء ممهورة بالدماء..لا تجدي معها خُطب زياد البتراء..! الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء