قَبْلَ تصريحات البرهان وكباشي، وَضَعَ البَعْضُ “أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ واسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ…!”
عثمان محمد حسن
9 February, 2023
9 February, 2023
* قال الأستاذ كمال عمر:- " العساكر وقَّعُوا معنا اتفاق بشهادة المجتمع الدولي و“الجقلبة دي لزوما شنو”
الأمين"!
* كم أضَّرَّ ثورة ديسمبر المجيدة هذا التعلُّقُ بالوهم السياسي وكم أضرها الاتكال الكامل على (المجتمع الدولي)، وكم أرهق هذه الثورة المجيدة عدم قراءة التاريخ القديم والحديث قراءة حصيفة! وأتعجب مِمَّن كنتُ أعتبرهم أذكى الكتاب السودانيين حين تجرُّهم النوايا الحسنة إلى قراءة الأوهام وتقبل وعود مضروبة تصدر من البرهان، وهم يعلمون، سلفا،ً أنه شحص أدمن الكذب والرياء بلا فرامل..!
* إن المجتمع الدولي يبحث عن مصالحه في السودان حيث خلقت الفوضى العارمة البيئة المناسبة لاصطياد قدرات السودان الجغرافية وموارده الأخرى.. ولا لوم يُلقى على تلك الدول، بما فيها جمهورية مصر (الشقيقة)، طالما عجزنا نحن عن الدفاع عن مصالحنا..
* وأتعجب حين أقرأ ما يشير إلى اعتقاد بعض كتابنا أن البرهان تنصل من الاتفاق الإطاري في كبوشية، ثم عاد إليه في اليوم التالي، نتيجة لاصطدامه بالواقع المحلي والدولي..
* فأتساءل:- هل تصريحات البرهان هي التي تتخطى الإخوة التسوويين أم أنهم هم الذين يتخطون تصريحات البرهان؟ فالبرهان كشف عن رفضه المضي في الاتفاق الإطاري مع جهة واحدة، وأصر على مشاركة (الجميع) لتنفيذ الاتفاق.. وأن تنفيد الاتفاق الإطاري لا يتم إلا وفق رؤيته (هو)، لا رؤية المدنيين؛ وبذلك أفصح عن مكنونات نفسه بنفسه، دون حاجة لترجمان..
* وهذا إنقلاب جديد، دون رتوش، فالبرهان يقول لكم أنهم في القوات المسلحة سيمضون في الاتفاق الإطاري (حسب فهمهم) هم، لا حسب فهم مركزية قحت!
* ولو تأملنا التصريحين لعلمنا أن البرهان لم يكذب (في الحتة دي)، ولم يتملص من الاتفاق الإطاري، بل دعَّمه دعماً ما كان ينبغي ألا يتبصره زملاؤنا الأعزاء..
* لكن بعضنا يحلمون، والحلم مباح لكل من يريد أن يحلم، حتى وإن كان على صهوة (حصان إبليس)، أو كما يقول الإنجليز:-
If wishes were horses, beggars would ride!
* لا أشك مطلقاً في أن الدول الراعية للتسوية أعطت البرهان ضوءاً أخضر، فقال ماقال، ولا بد من أن تكون تصريحاته تلك نابعة من رؤى تلك الدول للتسوية، خاصة وأن نفس الوجوه التي كانت تحضر وِرش مركزية قحت في الخرطوم هي نفس الوجوه التي حضرت وِرش كتلة الموز والمحشي في القاهرة..
* أما الذين كانوا يعتقدون أن مصر لم تكن لتستطيع أن تغير مجرى الاتفاق الإطاري، فقد خاب ظنهم، إذ أن مصر لم تغيره فقط، ولكنها عطلت أحلامنا بالمدنية وغيرت مجرى الأحداث تغييراً واضحاً لكل من يراقب الشأن السياسي في السودان..
* ويمكن تفسير حضور مناديب الدول الراعية للتسوية جلسات وِرش المجموعة التي احتضنتها مصر، وهم نفس المناديب الذين حضروا وِرش مركزية قحت بقاعة الصداقة، على أن الدول الراعية للتسوية راضيةً، كل الرضا، عن ما يجري هناك.. وأنها تعد العدة لفرض واقع جديد على السودان.. ربما فرض بنود واجبة النفاذ تضعه أمام هؤلاء وأولئك لتحقيق مدنية السلطة، وفق ما يرضي البرهان ويحمي مصالحها..
* وعليكم أن تصيخوا السمع إلى طلب بعض الجهات من الإتحاد الأفريقي فك الحظر عن السودان.. فالقضية لم تعد قضية سودانية صرفة، إذ غدت قضيتنا وقضية المجتمع الإقليمي والدولي!
* ويوم الأربعاء سوف نرحب بوزير خارجية روسيا، لافروف، القادم لتلمس مصالح بلاده بين ظهرانينا!
osmanabuasad@gmail.com
//////////////////////////
الأمين"!
* كم أضَّرَّ ثورة ديسمبر المجيدة هذا التعلُّقُ بالوهم السياسي وكم أضرها الاتكال الكامل على (المجتمع الدولي)، وكم أرهق هذه الثورة المجيدة عدم قراءة التاريخ القديم والحديث قراءة حصيفة! وأتعجب مِمَّن كنتُ أعتبرهم أذكى الكتاب السودانيين حين تجرُّهم النوايا الحسنة إلى قراءة الأوهام وتقبل وعود مضروبة تصدر من البرهان، وهم يعلمون، سلفا،ً أنه شحص أدمن الكذب والرياء بلا فرامل..!
* إن المجتمع الدولي يبحث عن مصالحه في السودان حيث خلقت الفوضى العارمة البيئة المناسبة لاصطياد قدرات السودان الجغرافية وموارده الأخرى.. ولا لوم يُلقى على تلك الدول، بما فيها جمهورية مصر (الشقيقة)، طالما عجزنا نحن عن الدفاع عن مصالحنا..
* وأتعجب حين أقرأ ما يشير إلى اعتقاد بعض كتابنا أن البرهان تنصل من الاتفاق الإطاري في كبوشية، ثم عاد إليه في اليوم التالي، نتيجة لاصطدامه بالواقع المحلي والدولي..
* فأتساءل:- هل تصريحات البرهان هي التي تتخطى الإخوة التسوويين أم أنهم هم الذين يتخطون تصريحات البرهان؟ فالبرهان كشف عن رفضه المضي في الاتفاق الإطاري مع جهة واحدة، وأصر على مشاركة (الجميع) لتنفيذ الاتفاق.. وأن تنفيد الاتفاق الإطاري لا يتم إلا وفق رؤيته (هو)، لا رؤية المدنيين؛ وبذلك أفصح عن مكنونات نفسه بنفسه، دون حاجة لترجمان..
* وهذا إنقلاب جديد، دون رتوش، فالبرهان يقول لكم أنهم في القوات المسلحة سيمضون في الاتفاق الإطاري (حسب فهمهم) هم، لا حسب فهم مركزية قحت!
* ولو تأملنا التصريحين لعلمنا أن البرهان لم يكذب (في الحتة دي)، ولم يتملص من الاتفاق الإطاري، بل دعَّمه دعماً ما كان ينبغي ألا يتبصره زملاؤنا الأعزاء..
* لكن بعضنا يحلمون، والحلم مباح لكل من يريد أن يحلم، حتى وإن كان على صهوة (حصان إبليس)، أو كما يقول الإنجليز:-
If wishes were horses, beggars would ride!
* لا أشك مطلقاً في أن الدول الراعية للتسوية أعطت البرهان ضوءاً أخضر، فقال ماقال، ولا بد من أن تكون تصريحاته تلك نابعة من رؤى تلك الدول للتسوية، خاصة وأن نفس الوجوه التي كانت تحضر وِرش مركزية قحت في الخرطوم هي نفس الوجوه التي حضرت وِرش كتلة الموز والمحشي في القاهرة..
* أما الذين كانوا يعتقدون أن مصر لم تكن لتستطيع أن تغير مجرى الاتفاق الإطاري، فقد خاب ظنهم، إذ أن مصر لم تغيره فقط، ولكنها عطلت أحلامنا بالمدنية وغيرت مجرى الأحداث تغييراً واضحاً لكل من يراقب الشأن السياسي في السودان..
* ويمكن تفسير حضور مناديب الدول الراعية للتسوية جلسات وِرش المجموعة التي احتضنتها مصر، وهم نفس المناديب الذين حضروا وِرش مركزية قحت بقاعة الصداقة، على أن الدول الراعية للتسوية راضيةً، كل الرضا، عن ما يجري هناك.. وأنها تعد العدة لفرض واقع جديد على السودان.. ربما فرض بنود واجبة النفاذ تضعه أمام هؤلاء وأولئك لتحقيق مدنية السلطة، وفق ما يرضي البرهان ويحمي مصالحها..
* وعليكم أن تصيخوا السمع إلى طلب بعض الجهات من الإتحاد الأفريقي فك الحظر عن السودان.. فالقضية لم تعد قضية سودانية صرفة، إذ غدت قضيتنا وقضية المجتمع الإقليمي والدولي!
* ويوم الأربعاء سوف نرحب بوزير خارجية روسيا، لافروف، القادم لتلمس مصالح بلاده بين ظهرانينا!
osmanabuasad@gmail.com
//////////////////////////