التاريخ هو الأسطورة الأخيرة للمجتمعات الحديثة
طاهر عمر
3 March, 2023
3 March, 2023
كلود ليفي اشتروس دوما يفتخر بأن أستاذه الذي بهره بفكره المتميز هو عمانويل كانط و كان عمانويل كانط يفتخر بأن أستاذه على الدوام هو سيد القرن السادس عشر أي ميشيل دي مونتين و يعد ميشيل دي مونتين أحد الانسانيين الكبار و هذا ما جعل كلود ليفي اشتروس يضيفه الى قائمة أفتخاره و يفتخر دوما بأنه مدين لكل من عمانويل كانط و ميشيل دي مونتين.
لهذا السبب نجد إهتمام كلود ليفي اشتروس بفكرة الانسانية التاريخية و الانسان التاريخي التي تفترض وفقا لأفكار عمانويل كانط أن الانسان دوما عقلاني و أخلاقي كما يرتكز علم اجتماع منتسكيو على إفتراض عقلانية الفرد و بعده الأخلاقي و بالتالي يصير التاريخ في منهج كلود ليفي أشتروس الأسطورة الأخيرة للمجتمعات الحديثة.
في بنيوية كلود ليفي اشتروس يؤكد أن إختلاف اللغات و إختلاف الثقافات تختبئ خلفه وحدة الانسانية النفسية و بالتالي لا يحق للمبشر المسيحي أن يبشر بورورو الهندي الاحمر حتى يعتنق المسيحية و هذا الحديث لكلود ليفي اشتروس لو سلطانه كضؤ على مجتمعنا السوداني يمكنك أن تقول لا يحق لمنظمة الدعوة الإسلامية أن تدعو الكجور في جبال النوبة كي يترك ثقافته و يدخل الى الاسلام لأنه في نظر كلود ليفي اشتروس أن الاختلاف بين الكجور و المسلم و المسيحي يؤشر لوحدة الانسانية النفسية.
و بالتالي يجب المحافظة على ثقافة الكجور و لغات أهل جبال النوبة و عدم التساهل في تدميرها لأن في إختلاف الثقافات و اللغات تختبئ وحدة الانسانية النفسية. بالتأكيد فكر كلود ليفي أشتروس يصطدم مع ثقافة المدافعين عن الثقافة العربية الاسلامية التقليدية حيث ترقد اللغة العربية كلغة قرأن و لغة أهل الجنة و بالتالي مسألة مساواتها بلغات النوبة في جبالهم و لغات أهل جنوب السودان ضرب من الجنون.
عندما نقول المدافعين عن الثقافة العربية الاسلامية التقليدية لا يقتصر قولنا على آداب الدكتور عبد الله الطيب و تلاميذه كتقليديين يأبدون قداسة اللغة العربية بل يدخل في قطيعهم المؤرخ السوداني التقليدي الذي غابت عن آفاقه المشاريع النقدية التي ترتكز على التفكير النقدي.
لهذا نجد إزدهار دراسة المؤرخيين السودانيين للطرق الصوفية و محاولة دفاعهم عن فكرة صحيح الدين لأنهم أي أتباع الدكتور عبد الله الطيب و المؤرخيين السودانيين قد سجنوا أنفسهم في سجن لغة متخشبة كما يقول عالم الاجتماع الفلسطيني هشام شرابي في محاولاته مفارقة فكر اللغة العربية المتخشبة تحت رحمة حراسها التقليديين و دعوته لأحياءها لكي تكون قادرة على التفكير من جديد في ظل فكر عقل الأنوار.
و معروف أن الدكتور عبد الله الطيب يضمر كره شديد و غير مبرر لعلماء الاجتماع و الانثروبولوجيين و بحكم أنهم قد سحبوا البساط من تحت أقدام رجال الدين و يحاول الدكتور عبد الله الطيب في الجزء الأول و الثاني من كتابه المرشد الى فهم أشعار العرب و صناعتها التكشير عن أنيابه كرها لعلماء الاجتماع و الأنثروبولوجيين محاولا إرجاع الأبهة لرجال الدين كما يفعل المؤرخيين التقليدين السودانيين.
و قد رأينا بحوثهم أي المؤرخيين السودانيين التقليديين و تمحورها حول فكرة صحيح الدين و هنا بالمناسبة أيها القارئ تحتاج للتركيز حتى ترى وجه الشبه بين فكر الدكتور عبد الله الطيب و المؤرخيين التقليديين و خدمتهم لفكرة صحيح الدين و بسببها قد عم الهوس الديني و رأينا كيف كرم حزب الأمة المؤرخ محمد ابراهيم ابوسليم في تكريسه لسطوة تاريخ المهدية عبر وثيقته المقدسة و كيف كانت بحوث على صالح كرار لصالح الفكر الديني حيث تبحث عن فكرة صحيح الدين في خدمته للصوفية.
و لك أن تضحك أيها القارئ و أنت تقراء للنخب السودانية الفاشلة و هي تظن أن وحدة السودان لا تكون ممكنة إلا بعد نشر الاسلام و إنتشار اللغة العربية و من هنا جاءت أوهام عرس الشهيد حيث فوّجت الحركة الاسلامية أتباعها بلا رحمة صوب محارق الجنوب و كله بسبب الوقوف الذي كرسه لهم عبد الله الطيب و تلاميذه و هو يكتب لطه حسين عميد الادب العربي بعد فشل الأخير في أن يجعل من عبد الله الطيب طه حسين في السودان.
و كان رأي عبد الله الطيب بأنه قد قرر بأن يكون بجانب التراث و الدين و الامة و لك أيها القارئ أن تقيس الفرق بين الدكتور عبد الله الطيب و كلود ليفي اشتروس الذي يتحدث عن وحدة الانسانية النفسية التي تختبئ خلف إختلاف اللغات و خلف إختلاف الثقافات و عندنا يشترطون انتشار الاسلام و انتشار اللغة العربية لقيام سودان موحد يقضي على ثقافة الكجور و لغات النوبة في جبالهم و لغات أهل الجنوب.
في وقت وصل الفكر عند أمثال كلود ليفي اشتروس بأنه لا فرق بين الكجور في جبال النوبة و الاسلام و بالتالي لا يحق للدعوة الاسلامية أن تدمر ثقافات النوبة في الجبال و لا يحق للنخب الفاشلة أن تدمر لغات و ديانات النوبة في جبالهم و الجنوبيين في جنوب السودان من أجل سيادة الاسلام و انتشار اللغة العربية التي يظن المثقف الفاشل أنها لغة أهل الجنة.
عبد الله الطيب عندما سافر لبريطانيا للدراسة كان يصادف تاريخه بلورة كلود ليفي اشتروس لفكرة التاريخ و الانسانية التاريخية و حينها لم تمضي على قيام الاحزاب السودانية أكثر من ثلاثة او أربعة سنوات.
لو كانت النخب السودانية مطلعة على ثقافات الشعوب الأخرى و مفكرين امثال كلود ليفي اشتروس لما وقع السودان و نخبه الفاشلة في فخ أن وحدة السودان تتطلب انتشار الاسلام و انتشار اللغة العربية و لما انتشرت ثقافات المدافعين من النخب الفاشلة عن الثقافة العربية الاسلامية التقليدية حيث عمت فكرة الحديث عن الهويات بدلا عن الحريات.
و بسببها غابت فكرة المشاريع النقدية التي ترتكز على التفكير النقدي الذي يحجم إستثمار رجال الدين في الخوف المرضي الذي يسيطر على رؤس نخب تقلقها فكرة الخلاص الأخروي و كله بسبب سيطرة أفكار المؤرخ التقليدي السوداني الذي ما زالت بحوثه بعيدة كل البعد عن فكرة أن الانسانية التاريخية قد وصلت الى مستوى قد أصبح التاريخ في نظر كلود ليفي اشتروس الأسطورة الأخيرة للمجتمعات الحديثة.
كما قلنا في أعلاء المقال أن الانسانية التاريخية قد وصلت لمستوى من نضوج العقل الانساني أي مجد العقلانية و إبداع العقل البشري و في ظلهما قد أصبحت السياسة بديلا للدين و أصبحت الديمقراطية كصيرورة بديلة للدين و نحن في زمن الايمان الحر أو ما بعد الملة كما يقول الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني في إبداعاته.
و كذلك اننا في ظل تغيير ميتاسوسيولوجي قد أدى لنهاية الميتافيزيقيا و هنا يلتقي كلود ليفي اشتروس مع استاذه عمانويل كانط عندما وصل في انثروبولجيا كانط الى فكرة فصل الميتا عن الفيزيقيا و بالتالي فصل الدين عن الدولة و لا يكون بغير ترسيخ فكر ذو نزعة انسانية و لا يمكن تحقيقها بغير القطيعة مع تراث النخب السودانية الفاشلة.
و في الاخير أن عنوان المقال جاء لأن كلود ليفي اشتروس مهتم بدراسة الاسطورة لدي الشعوب التي رفض كلود أن يطلق عليها صفة البدائية و عنده أنهم عبر الأسطورة يفسرون بها غموض الظواهر الاجتماعية و بالتالي التاريخ ما هو إلا أسطورة أخيرة للمجتمعات الحديثة.
taheromer86@yahoo.com
لهذا السبب نجد إهتمام كلود ليفي اشتروس بفكرة الانسانية التاريخية و الانسان التاريخي التي تفترض وفقا لأفكار عمانويل كانط أن الانسان دوما عقلاني و أخلاقي كما يرتكز علم اجتماع منتسكيو على إفتراض عقلانية الفرد و بعده الأخلاقي و بالتالي يصير التاريخ في منهج كلود ليفي أشتروس الأسطورة الأخيرة للمجتمعات الحديثة.
في بنيوية كلود ليفي اشتروس يؤكد أن إختلاف اللغات و إختلاف الثقافات تختبئ خلفه وحدة الانسانية النفسية و بالتالي لا يحق للمبشر المسيحي أن يبشر بورورو الهندي الاحمر حتى يعتنق المسيحية و هذا الحديث لكلود ليفي اشتروس لو سلطانه كضؤ على مجتمعنا السوداني يمكنك أن تقول لا يحق لمنظمة الدعوة الإسلامية أن تدعو الكجور في جبال النوبة كي يترك ثقافته و يدخل الى الاسلام لأنه في نظر كلود ليفي اشتروس أن الاختلاف بين الكجور و المسلم و المسيحي يؤشر لوحدة الانسانية النفسية.
و بالتالي يجب المحافظة على ثقافة الكجور و لغات أهل جبال النوبة و عدم التساهل في تدميرها لأن في إختلاف الثقافات و اللغات تختبئ وحدة الانسانية النفسية. بالتأكيد فكر كلود ليفي أشتروس يصطدم مع ثقافة المدافعين عن الثقافة العربية الاسلامية التقليدية حيث ترقد اللغة العربية كلغة قرأن و لغة أهل الجنة و بالتالي مسألة مساواتها بلغات النوبة في جبالهم و لغات أهل جنوب السودان ضرب من الجنون.
عندما نقول المدافعين عن الثقافة العربية الاسلامية التقليدية لا يقتصر قولنا على آداب الدكتور عبد الله الطيب و تلاميذه كتقليديين يأبدون قداسة اللغة العربية بل يدخل في قطيعهم المؤرخ السوداني التقليدي الذي غابت عن آفاقه المشاريع النقدية التي ترتكز على التفكير النقدي.
لهذا نجد إزدهار دراسة المؤرخيين السودانيين للطرق الصوفية و محاولة دفاعهم عن فكرة صحيح الدين لأنهم أي أتباع الدكتور عبد الله الطيب و المؤرخيين السودانيين قد سجنوا أنفسهم في سجن لغة متخشبة كما يقول عالم الاجتماع الفلسطيني هشام شرابي في محاولاته مفارقة فكر اللغة العربية المتخشبة تحت رحمة حراسها التقليديين و دعوته لأحياءها لكي تكون قادرة على التفكير من جديد في ظل فكر عقل الأنوار.
و معروف أن الدكتور عبد الله الطيب يضمر كره شديد و غير مبرر لعلماء الاجتماع و الانثروبولوجيين و بحكم أنهم قد سحبوا البساط من تحت أقدام رجال الدين و يحاول الدكتور عبد الله الطيب في الجزء الأول و الثاني من كتابه المرشد الى فهم أشعار العرب و صناعتها التكشير عن أنيابه كرها لعلماء الاجتماع و الأنثروبولوجيين محاولا إرجاع الأبهة لرجال الدين كما يفعل المؤرخيين التقليدين السودانيين.
و قد رأينا بحوثهم أي المؤرخيين السودانيين التقليديين و تمحورها حول فكرة صحيح الدين و هنا بالمناسبة أيها القارئ تحتاج للتركيز حتى ترى وجه الشبه بين فكر الدكتور عبد الله الطيب و المؤرخيين التقليديين و خدمتهم لفكرة صحيح الدين و بسببها قد عم الهوس الديني و رأينا كيف كرم حزب الأمة المؤرخ محمد ابراهيم ابوسليم في تكريسه لسطوة تاريخ المهدية عبر وثيقته المقدسة و كيف كانت بحوث على صالح كرار لصالح الفكر الديني حيث تبحث عن فكرة صحيح الدين في خدمته للصوفية.
و لك أن تضحك أيها القارئ و أنت تقراء للنخب السودانية الفاشلة و هي تظن أن وحدة السودان لا تكون ممكنة إلا بعد نشر الاسلام و إنتشار اللغة العربية و من هنا جاءت أوهام عرس الشهيد حيث فوّجت الحركة الاسلامية أتباعها بلا رحمة صوب محارق الجنوب و كله بسبب الوقوف الذي كرسه لهم عبد الله الطيب و تلاميذه و هو يكتب لطه حسين عميد الادب العربي بعد فشل الأخير في أن يجعل من عبد الله الطيب طه حسين في السودان.
و كان رأي عبد الله الطيب بأنه قد قرر بأن يكون بجانب التراث و الدين و الامة و لك أيها القارئ أن تقيس الفرق بين الدكتور عبد الله الطيب و كلود ليفي اشتروس الذي يتحدث عن وحدة الانسانية النفسية التي تختبئ خلف إختلاف اللغات و خلف إختلاف الثقافات و عندنا يشترطون انتشار الاسلام و انتشار اللغة العربية لقيام سودان موحد يقضي على ثقافة الكجور و لغات النوبة في جبالهم و لغات أهل الجنوب.
في وقت وصل الفكر عند أمثال كلود ليفي اشتروس بأنه لا فرق بين الكجور في جبال النوبة و الاسلام و بالتالي لا يحق للدعوة الاسلامية أن تدمر ثقافات النوبة في الجبال و لا يحق للنخب الفاشلة أن تدمر لغات و ديانات النوبة في جبالهم و الجنوبيين في جنوب السودان من أجل سيادة الاسلام و انتشار اللغة العربية التي يظن المثقف الفاشل أنها لغة أهل الجنة.
عبد الله الطيب عندما سافر لبريطانيا للدراسة كان يصادف تاريخه بلورة كلود ليفي اشتروس لفكرة التاريخ و الانسانية التاريخية و حينها لم تمضي على قيام الاحزاب السودانية أكثر من ثلاثة او أربعة سنوات.
لو كانت النخب السودانية مطلعة على ثقافات الشعوب الأخرى و مفكرين امثال كلود ليفي اشتروس لما وقع السودان و نخبه الفاشلة في فخ أن وحدة السودان تتطلب انتشار الاسلام و انتشار اللغة العربية و لما انتشرت ثقافات المدافعين من النخب الفاشلة عن الثقافة العربية الاسلامية التقليدية حيث عمت فكرة الحديث عن الهويات بدلا عن الحريات.
و بسببها غابت فكرة المشاريع النقدية التي ترتكز على التفكير النقدي الذي يحجم إستثمار رجال الدين في الخوف المرضي الذي يسيطر على رؤس نخب تقلقها فكرة الخلاص الأخروي و كله بسبب سيطرة أفكار المؤرخ التقليدي السوداني الذي ما زالت بحوثه بعيدة كل البعد عن فكرة أن الانسانية التاريخية قد وصلت الى مستوى قد أصبح التاريخ في نظر كلود ليفي اشتروس الأسطورة الأخيرة للمجتمعات الحديثة.
كما قلنا في أعلاء المقال أن الانسانية التاريخية قد وصلت لمستوى من نضوج العقل الانساني أي مجد العقلانية و إبداع العقل البشري و في ظلهما قد أصبحت السياسة بديلا للدين و أصبحت الديمقراطية كصيرورة بديلة للدين و نحن في زمن الايمان الحر أو ما بعد الملة كما يقول الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني في إبداعاته.
و كذلك اننا في ظل تغيير ميتاسوسيولوجي قد أدى لنهاية الميتافيزيقيا و هنا يلتقي كلود ليفي اشتروس مع استاذه عمانويل كانط عندما وصل في انثروبولجيا كانط الى فكرة فصل الميتا عن الفيزيقيا و بالتالي فصل الدين عن الدولة و لا يكون بغير ترسيخ فكر ذو نزعة انسانية و لا يمكن تحقيقها بغير القطيعة مع تراث النخب السودانية الفاشلة.
و في الاخير أن عنوان المقال جاء لأن كلود ليفي اشتروس مهتم بدراسة الاسطورة لدي الشعوب التي رفض كلود أن يطلق عليها صفة البدائية و عنده أنهم عبر الأسطورة يفسرون بها غموض الظواهر الاجتماعية و بالتالي التاريخ ما هو إلا أسطورة أخيرة للمجتمعات الحديثة.
taheromer86@yahoo.com